جدول المحتويات
بناء مطار طبرجل
تعاني محافظة طبرجل من عدم وجود مطار فيها، وذلك على الرغم من ارتفاع عدد سكانها، وكونها واحدة من أهم المناطق الزراعية في السعودية والتي تحتاج إلى سرعة في نقل منتجاتها الزراعية إلى الأسواق الداخلية وحتى الخارجية، حيث يعد مطار القريات الذي يبعد مسافة 300كم عن طبرجل أقرب مطار إليها، فيما يستغرق الوصول والعودة من وإلى مطار الجوف مسافة 450 كم، الأمر الذي يشق على سكان محافظة طبرجل.
هناك مطالبات عديدة ومناشدات متكررة من قبل سكان محافظة طبرجل بإقامة مطار في محافظتهم يخدم السكان المحليين، ويوفر عليهم مشقة الوصول إلى المطارات القريبة؛ وذلك بسبب ازدياد عدد السكان الملحوظ من جهة- والذي قارب الـ 100 ألف نسمة- وتيسيراً للمصالح الاقتصادية في المحافظة من جهة أخرى، وعليه كان للحكومة بعض التحركات في هذا السياق، ولكن لا بد من معرفة أسباب هذه المطالبات بعد التعرّف على محافظة طبرجل وأهميتها.
الموقع الجغرافي لمحافظة طبرجل
تعتبر محافظة طبرجل واحدة من أهم وأبرز المحافظات التابعة لإمارة منطقة الجوف في الشمال السعودي، وتقع مدينة طبرجل، وهي مركز المحافظة، على خط طول 39، وخط عرض 30، وتحديداً على الطريق الإقليمي الذي يصل كل من محافظة القريات والحدود الأردنية في الجهة الغربية، مع محافظات سكاكا وحائل في الجهة الشرقية، وتبعد عن مدينة سكاكا، العاصمة الإدارية لمنطقة الجوف، نحو 240كم.
الأهمية الاستراتيجية لمحافظة طبرجل
يُطلق على محافظة طبرجل اسم عروس الوادي؛ حيث تقع أراضي المحافظة في ملتقى أودية تنحدر من الجهة الغربية إلى وادي السرحان، ومن أشهر أوديتها وادي سمرمد، وكان لهذه الطبيعة الجغرافية دور في اشتهار محافظة طبرجل بغزارة مياهها، وآبارها الارتوازية، وخصوبة تربتها، مما جعلها منطقة زراعية مهمة في المملكة العربية السعودية، حيث باتت تعرف محافظة طبرجل بأسماء كثيرة منها: مدينة القمح، وسلة غذاء المملكة العربية السعودية>
نشأت محافظة طبرجل
كانت محافظة طبرجل فيما مضى قرية صغيرة، كما وصفها الشيخ حمد الجاسر في كتابه علامة الجزيرة، تتميز بجنانها الخضراء، وكانت تُعرف فيما مضى باسم اللحاوية، وكان البدو الرحل يقصدونها لوفرة مراعيها ومياها، الأمر الذي دعا الحكومة إلى العمل على مشروع توطين البدو وتأمين الاستقرار لهم في المنطقة، وكان ذلك في عام 1382 هجرية، حيث باشرت الحكومة بتوطين البدو، وقامت بتوزيع الأراضي لاستغلالها من قبلهم في الزراعة، وقد قدمت لهم المساعدات الممكنة لتطوير الزراعة مثل حفر الآبار لغايات ري المزروعات، وغيرها من أشكال الدعم الزراعي، حتى باتت منطقة كبيرة حضرية متطورة، وقد توسعت لتشمل مناطق أوسع لتنمو من قرية إلى مدينة ثم محافظة تشهد كثافةً سكانيةً كبيرةً، ومنذ إنشاء هذه المدينة تم استبدال الاسم القديم للمنطقة- اللحاوية- بالاسم المعروف حالياً وهو طبرجل.
التقسيم الإداري لمحافظة طبرجل
تضم محافظة طبرجل ستة مراكز إدارية تابعة لها وهي: النبك أبو قصر، وبسيطا، ومركز الثنية ( طبرجل)، ومركز ثنية أم نخيلة، وصبيحا، وميقوع، ويتبع لهذه المراكز عدد من المناطق والقرى الأصغر، ولعل أبرز وأهم هذه المراكز الادارية هي بسيطا التي تقع على بُعد 30 عن مدينة طبرجل، وتعتبر منطقة زراعية مهمة في الشمال السعودي.
أبرز معالم محافظة طبرجل
تميز محافظة طبرجل بوجود العديد من المعالم الأثرية والطبيعية فيها، ومنها:
- آثار مدرسة اللحاوية: وهي أول مدرسة أنشئت في المنطقة في عام 1377 هجرية، عندما قام الشيخ عاشق اللحاوي باقتطاع جزء من منزله وتخصيصه لتعليم أبنائه ومن يرغب من الناس بالتعلم، ونظراً للإقبال الشديد على التعليم، قام بافتتاح مبنى خاص منفصل عن منزله ليكون مدرسة عرفت باسم اللحاوية.
- المتاحف: حيث يوجد في طبرجل متحفان اثنان؛ أحدهما متحف مختص بالأديب والباحث الراحل سلمان الأفنس ملفي، والثاني خاص بالشاعر سالم حمدان الشراري، حيث يضم المتحف الثاني العديد من القطع الأثرية والأدوات القديمة التي تبرز طبيعة الحياة الاجتماعية للبادية في منطقة الجوف بصفة عامة، ولقبيلته- قبيلة الشرارات- ومدينة طبرجل بصفة خاصة، كما يحتوي المتحف على عدد من الوثائق التاريخية، والمجسمات الحجرية، وقطع من السجاد القديم- حيث كانت المنسوجات أحد معالم تراث سكان طبرجل القدماء أثناء حياة البادية.
- محمية حرة الحرة الطبيعية.
- منطقة حضوضا التي يقصدها الناس للاستمتاع بجمال طبيعتها الجغرافية والاستشفاء بالمياه الكبريتية الموجودة فيها.
أسباب بناء مطار طبرجل
لا تقتصر الحاجة إلى وجود مطار في محافظة طبرجل على الأسباب المذكورة في الفقرة الأولى، وإنما تتعداها لوجود مشكلات إضافية في مطار القريات تتمثل في نقص الرحلات وتزاحم المسافرين من جهة، إضافةً إلى ظهور الحاجة الماسة لترميم مطار القريات من جهة أخرى.
من جانب آخر، كانت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية قد أكدت على نيتها إجراء دراسة لإنشاء مطار في محافظة طبرجل، وكان ذلك في عام 2016، ولكن لم يتم تنفيذ أو مباشرة أية إجراءات متعلقة في هذا السياق فيما بعد.