جدول المحتويات
أشهر معلومات عن قلعة صلاح الدين
يتجه العديد من الأشخاص الباحثين عن أشهر المعالم والأماكن الموجودة في مدينة القاهرة بجمع معلومات عن قلعة صلاح الدين الأيوبي التي تعد بدورها أحد أهم وأبرز المعالم التي تقع في مصر، كما تعرف هذه القلعة باسم قلعة الجبل، والتي تعد من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى، إذ تقع في حي القلعة، حيث قد أقيمت على إحدى الربى المنفصلة عن جبل المقطم على مشارف مدينة القاهرة، إذ تمتاز القلعة بموقعها الاستراتيجي من الدرجة الأولى بما يوفره من أهمية دفاعية لأنه يسيطر على مدينتي القاهرة والفسطاط، كما أنه يشكل حاجزاً طبيعياً مرتفعاً بين المدينتين، وبهذا الموقع يمكن توفير الاتصال بين القلعة والمدينة في حالة الحصار، فيما تتميز بتصميمها المعماري المتميز وأهميتها التاريخية والتراثية، وكان أول من فكر في بناء القلعة هو السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب على ربوة الصوة في عام 1176 حيث قام وزيره بهاء الدين قراقوش الأسدي بهدم المساجد والقبور التي كانت موجودة على الصوة حتى يقوم ببناء القلعة عليها حيث قام العمال بنحت الصخر وإيجاد خندقاً اصطناعياً فصل جبل المقطم عن الصوة زيادة في مناعتها وقوتها، وقد وفق صلاح الدين تماماً في اختيار مكان القلعة.
معلومات عن قلعة صلاح الدين تاريخياً
لقد مر بهذه القلعة الشامخة العديد من الأحداث التاريخية الدامية، إذ توج فيها عدة سلاطين وذبح آخرون، وأصبحت منذ أن أنشأها صلاح الدين الأيوبي مقراً للحكم في الدولة الأيوبية ودولة المماليك، وفي عهد الولاة العثمانيين ثم في عهد الأسرة العلوية، كما استمرت كذلك إلى عصر الخديوي إسماعيل حيث اتخذ قصرعابدين العامر مقراً للملك، وقد أخذ محمد علي الكبير رأس الأسرة العلوية المصرية ومؤسس مصر الحديثة بعد أن قام بإصلاح أسوار القلعة بإنشاء القصور والمدارس ودواوين الحكومة بها، فيما توج منشآته هذه بإنشاء مسجده الذي يشرف على مدينة القاهرة بقبابه ومآذنه، كما قسمت القلعة إلى قسمين رئيسيين، القسم الشمالي كحامية عسكرية، تحيطها أسوار في الاتجاهين الشمالي والشرقي، تم تم بناؤها في عهد صلاح الدين الأيوبي وعهد أخيه الملك العادل، وهي تضم أبراجاً مستديرة ومربعة، الأولى بنيت في عهد صلاح الدين والثانية بناها العادل، أما القسم الجنوبي الغربي من القلعة فقد خصص لقصر الحكم ومقراً لإقامة الوالي.
أبواب قلعة صلاح الدين
الباب القديم
عرف الباب القديم للقلعة باسم باب المقطم؛ وذلك بسبب مجاورته لبرج المقطم الذي يرجع تاريخه إلى العصر العثماني، كما عرف هذا الباب باسم باب الجبل؛ لإشرافه على باب جبل المقطم، أما حالياً فإنه يعرف باسم بوابة صلاح سالم، وقد تم سد هذا الباب في فترة من الفترات وكان عبارة عن فتحة مستطيلة في حائط سميك جداً في إتجاه الجنوب من برج المقطم، فيما كان يوجد على هذا الباب لوحة تذكارية تحمل نصاً تأسيسياً باللغة التركية باسم يكن باشا وتاريخ بناء الباب والقصر سنة 1785م،
وعندما تولى محمد علي باشا الحكم وقام بعمل تجديدات بالقلعة مهد طريقاً من باب الجبل إلى قلعته بالمقطم وأضاف الزلاقة الصاعدة إلى أعلى جبل المقطم وكان طول هذا الطريق حوالي 650 متراً أما حالياً فقد تم شق هذا الطريق وقطعه بطريق صلاح سالم وسكة حديد مصر حلوان والاتوستراد، لكن لقد ضاعت معالم هذا الباب كما تم هدم جزء كبير من السور والشرفات التي كانت تعلوه، ناهيك عن هدم جزء كبير من السلالم التي كانت توصل إلى أعلى السور الشمالي وبرج المقطم عند شق طريق صلاح سالم سنة 1955م، وفتح الباب الحالي الذي يدخل منه للقلعة من جهة صلاح سالم والمجاور للباب الذي قام ببنائه محمد يكن باشا، هذا وقد قام المجلس الأعلى للآثار بإعادة فتح هذا الباب ليتناسب مع مكانته التاريخية والحضارية.
الباب الجديد
بدأ محمد علي باشا في بناء الباب الجديد سنة 1827، وذلك لأنه رأى أن كلا من الباب المدرج وباب الانكشارية لا يصلحان لمرور العربات والمدافع ذات العجل، لذلك قام على بناء بدلاً منها الباب الجديد ومهد له طريقاً منحدرة؛ لتسهيل الصعود إلى القلعة والنزول منها، ويعرف هذا الطريق في وقتنا الحالي باسم شارع الباب الجديد، أو سكة المحجر، كما يتكون الباب الجديد من واجهتين رئيسيتين الأولى وهي الشمالية وتطل على شارع الباب الجديد وسكة المحجر، ويقع في الناحية الغربية منها دار المحفوظات القديمة دفتر خانة القلعة وباب الانكشارية، وتحتوي هذه الواجهة على عدة تفاصيل معمارية مميزة.
أشهر المعالم الأثرية الإسلامية في قلعة صلاح الدين
تضم القلعة العديد من المعالم الأثرية الإسلامية التي أضيفت على مر العصور مما يوفر للزوار اليوم مجموعة من الأماكن التي يمكن زيارتها، نشير لها على النحو التالي:
مسجد محمد علي
يعد جامع محمد علي أكثر معالم القلعة شهرة، ويمتزج في مسجد محمد علي القابع بقلعة صلاح الدين الأيوبي الدين بالتاريخ والسياسة والفن بالزخرفة والعمارة إلى أبعد الحدود، ويعتقد البعض أن القلعة هي قلعة محمد علي باشا لشهرة هذا الجامع بها، كما يسمى أيضاً جامع المرمر وهو نوع من أنواع الرخام النادر الذي كسي به، ويرجع سبب بنائه إلى أن محمد علي رأى أنه في حاجة ماسة إلى إنشاء مسجد لأداء الفريضة، وليكون مدفناً له، فعهد إلى المهندس المعماري التركي يوسف بوشناق بوضع تصميم له، فوقع اختياره على مسجد السلطان أحمد بالاستانة، واقتبس منه مسقطه الأفقي بما فيه الصحن والفسقية مع تعديلات قليلة.
متحف قصر الجوهرة
المعروف أيضا باسم قصر بيجو، هو قصر ومتحف بتكليف من محمد علي باشا في عام 1814، وقد تم تصميم القصر والتي شيدت من قبل الحرفيين التعاقد من مجموعة متنوعة من البلدان، بما في ذلك اليونان، والأتراك، والبلغار والألبان، والديوان الرسمي أو قاعة الجمهور الخاصة بمحمد علي، حيث استقبل الباشا الضيوف كما تحتوي على ثريا 1000 كغم أرسلها إليه لويس فيليب الأول من فرنسا، كما يحتوي القصر على عرش محمد علي باشا الذي كان هدية من ملك إيطاليا، تم تشييده عام 1528، وكان أول مسجد على الطراز العثماني في القلعة، وهو أحد المباني القليلة في القاهرة التي تشبه إلى حد كبير الطراز العثماني الكلاسيكي للقرن السادس عشر، إذ يقع في الضميمة الشمالية شمال شرق قصر الحريم، فيما تم بناؤه على أنقاض مسجد سيدي سريا الذي بناه أبو منصور قسطا وهو أمير في العصر الفاطمي، ويعود تاريخ قبر القسطا إلى 1140، ولا يزال موجوداً في المسجد حتى اليوم.
مسجد العزب
يقع هذا المسجد الأقل شهرة خلف البوابة الغربية الرئيسية، باب العزب، تتم تسمية كل من بعد أفواج العسكرية العثمانية المعروفة باسم Azaban الذين كانوا يسكنون في هذا الجزء من القلعة خلال الفترة العثمانية، إذ قام الأمير المملوكي أحمد كتخدا ببناء المسجد في عام 1697، ولكن قيل إنه يضم، أو كان ترميماً، ومسجداً مملوكياً أو مبنى دينياً سابقًا، على الرغم من عدم توفره للجمهور، كما يمكن رصده من خلال مئذنته المدببة ذات الطراز العثماني.