جدول المحتويات
مقاطعة الجفرة
تعتبر مقاطعة الجفرة من المقاطعات ذات الموقع المتميز في ليبيا، حيث تقع تقريبًا في وسط البلاد بإقليم فزان، وهو أحد أقاليم ثلاثة كانت ليبيا تتكون منها، بالإضافة إلى إقليمي برقة في الشرق، وطرابلس في الغرب.
طبيعة مقاطعة الجفرة الجغرافية
وحيث أنها في وسط البلاد فإنها تكاد تكون في منتصف المسافة بين المدن الرئيسية في ليبيا، مثل طرابلس وبنغازي، فتقع على بعد 600 كيلومتر من الأولى، و850 كيلومتر من الثانية، كما تتوسط المسافة بين مصراتة في الشمال وسبها في الجنوب، فتقع على بعد 400 كيلومتر من الأولى، و300 كيلومتر من الثانية.
وتتميز الجفرة بطبيعة صحرواية، حيث تعاني المقاطعة من عدم وجود أنهار بها، ومتوسط هطل أمطار سنوي شحيح يبلغ 64 ملليمترًا، وإن كانت تحظى بوفرة في المياه الجوفية، وتعتبر مدينة سوكنة هي المصدر الرئيسي للمياه العذبة بالمقاطعة، حيث تغطي احتياجاتها واحتياجات المدن الأخرى.
وتعتبر مقاطعة الجفرة مساحة منبسطة محاطة بالجبال، تحدها سرت من الشمال، والواحات من الجنوب الشرقي، ووالكفرة من الشرق، ومرزق من الجنوب، وسبها من الجنوب الغربي، ووادي الشاطئ من الغرب، والجبل الغربي من الشمال الغربي.
مساحة مقاطعة الجفرة وعدد السكان
تبلغ مساحة مقاطعة الجفرة117.410 كيلومترًا مربعًا، وبحسب تعداد عام 2012 يبلغ عدد السكان أكثر من 157 ألف نسمة، بمتوسط كثافة سكانية ضعيف يبلغ 1.86 نسمة لكل كيلو متر مربع.
التقسيم الإداري لمقاطعة الجفرة
تتكون مقاطعة الجفرة من خمس مدن هي: ودان، وهون، وسوكنة، وزلة، والفقهاء، ويلاحظ أن تسمية الجفرة لم تكن تطلق عليها في الماضي، حيث كانت تسمي في العصور القديمة على اسم أقدم مدنها وهي ودان، والتي كانت تطلق على كامل مساحة المقاطعة الحالية، وفي العهد العثماني أطلق عليها اسم سوكنة حيث كانت مقرًا للحاكم العثماني، ثم أطلق عليها حديثًا اسم الجفرة، وتعد هون هي العاصمة الحالية للمقاطعة.
النشاط الاقتصادي لمقاطعة الجفرة
الزراعة
تشتهر الجفرة بإنتاج أنواع التمور الفاخرة والتي تتركز في مدينتي ودان وسوكنة، وتعد هذه الأخيرة مركزًا للعديد من المشروعات الزراعية التي تنتج محاصيل متنوعة، حيث بها مشروع فرجاني الزراعي، والذي يتنج العنب والرمان والتين والنخيل بمختلف أنواعه، ومشروع عافية الزراعي، والذي ينتج الزيتون والبلح والكروم والبرتقال والخوخ، كما يحوي أماكن للاستزراع السمكي. كما يوجد بمدينة ودان أكبر مخازن للحبوب على مستوى ليبيا.
الصناعات اليدوية
تحتوي المقاطعة على العديد من اشكال الصناعات الحرفية مثل:
- الحرف المعتمدة على النخيل من السعفيات والألياف.
- صناعة الحلي كالفضة، وصناعة الملبوسات المنقوشة، وأيضا صناعة غزل ونسيج الصوف، لإنتاج الملابس والأغطية وغيرها، وترتبط بها صناعة الصباغة، لتلوين الملابس والمنتوجات المختلفة.
- صناعة الحقائب والأحذية من جلود الحيوانات، كالإبل والماعز.
- صناعة الأدوات الزراعية كالفئوس، ومعدات البناء الحديدية.
- صناعة الفخار مثل أدوات الطهي.
- صناعة الطوب لبناء المنازل، وصناعة الجير البلدي المتعدد الاستخدامات، في الزراعة والبناء وأغراض الطلاء.
- الصناعات الغذائية البسيط، مثل تجفيف وحفظ الفواكه والخضراوات.
السياحة
تشهد مدينة هون كل عام مهرجانًا سياحيًا يسمى بمهرجان الخريف، والذي عقد لأول مرة عام 1996 تحت اسم مهرجان التمور، حيث أنه مرتبط بموسم جني التمور، ويشهد هذا المهرجان العديد من الفعاليات التي تستمر لمدة 4 أيام، تجسد فيها مظاهر الحياة اليومية قديمًا، وأدوات الأجداد في كل مناحي الحياة من زراعة، وصناعة تقليدية، وتجارة، وتعليم. ويستمتع فيه الجمهور بعروض الفنون الشعبية، و الأزياء التقليدية، والألعاب الشعبية، وأهازيج الأطفال، أما عن مدينة زلة فيعقد بها مهرجان للشعر الشعبي، يحضره الشعراء من جميع أنحاء ليبيا، ولا يقتصر على الشعر، بل يشمل نشاطًا مسرحيًا، وندوات علمية، ومؤتمرات عديدة.
أهم معالم مقاطعة الجفرة
- تضم مقاطعة الجفرة آثارًا يعتقد أنها من العهد الجرمنتي، مثل: قلعة طوزة الأثرية، والقبور الدائرية التي تستخدم طرق القرفصاء في الدفن، إضافة إلى الفقارات، وهي قنوات ري مائية تحت الأرض، كما يوجد بها الكثير من الآثار التي لم يتم التننقيب عنها حتى الآن، بالرغم من وجود بقايا ظاهرة للعيان لبعضها، مثل أسوار مدينتي بوصي ودلباك، كل ذلك يقع في أو بالقرب من مدينة ودان. وتعد الحضارة الجرمنتية هي حضارة قديمة لا يتوافر عنها الكثير من المعلومات، اللهم إلا بعض الكتابات لمؤرخين قدماء أشهرهم هيردوت، حيث يعتقد أن الجرمنتيون هم أسلاف الطوارق من الأمازيع، وأنهم استوطنوا مناطق شملت أجزاء من ليبيا والجزائر ومالي والنيجر، وأنهم بنوا عاصمة دولتهم جرمنت في ليبيا في القرن الأول الميلادي.
- سلسلة جبال الهاروج، التي توجد في أعالي بعض قممها فوهات بركانية، لايزال يتصاعد منها أبخرة ساخنة حتى الآن.
- القلعة والنصب التذكاري بواحة تاقرفت، والتي شهدت معركة شهيرة بين قوات الاحتلال الإيطالي والمقاومة الليبية.
- قلعة زلة الأثرية والتي كانت في الأصل حصنًا رومانيًا، قبل فتح ليبيا على يد قواد عقبة بن نافع.