جدول المحتويات
خير الدين بربروس هو قائد عاش في القرن السادس عشر ويعود أصله إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، وكان له 4 أخوة، ووالده كان يعمل في القوات الإنكشارية العثمانية، ووالدته كانت مسيحية، واسمه الكامل هو خضر بن يعقوب، وكان أول قائد للأسطول العثماني البحري، ونشأ على دراسة علوم الدين وقراءة القرآن، وكان يُحب ركوب البحار، وعمل منذ نعومة أظفاره بالتجارة قبل بداية عمله العسكري؛ الذي تعلّمه على يد أخيه الأكبر عروج، وقد سجّل خير الدين العديد من الانتصارات منها فتح الجزائر وحمايتها من الهجمات الصليبية الإسبانية، وانتصر في معركة بروزة، وحاصر مدينة نيس، وأنقذ ما يزيد عن 70 ألف مسلم من محاكم التفتيش الإسبانية، وتجدر الإشارة إلى أنه بنى مدرستين وجامعًا، وساعد في وضع سياسات البحرية العثمانية، وتوفي في عام 1546 عن عمر يناهز 76 عامًا، ودفن في منطقة بيشكتاش في إسطنبول، وتم عمل مسلسل عن حياته.
يتحدث هذا المقال عن خير الدين بربروس، ويشمل:
- أصل خير الدين بربروس.
- اسم خير الدين بربروس ومولده ونشأته.
- الأخوان بربروسا عروج وإلياس وخير الدين.
- أعمال خير الدين بربروس.
- علاقة خير الدين بربروس بالدولة العثمانية وإنجازاته.
- وفاة خير الدين بربروس.
- مسلسلات تجسد دور خير الدين بربروس.
أصل خير الدين بربروس
يعود أصل خير الدين بربروس إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، وكانت والدته مسيحية وأرملة قس وتدعى كاتالينا، أما والده فهو من جنود المشاة العثمانيين المعروفين بالقوات الانكشارية المعروفين بشدة بأسهم وقوتهم، وله أربعة اخوة، وهم: محمد، وإلياس، وعروج، وإسحاق، وقد عاش في النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي.
اسم خير الدين بربروس الكامل
اسم خير الدين بربروس الكامل هو خضر بن يعقوب، ولكن السلطان ياوز سليم منحه اسم (خير الدين)، وكان يُلقّب بأمير بحارة العثمانيين، وهو أول قائد للأسطول البحري العثماني ومن أهم القادة البحريين حتى يومنا هذا، وساهمت إنجازاته في تأسيس الدولة العثمانية، وقد مضى على وفاته 473 عامًا، ولكنّه كان قد خلّد اسمه في الذاكرة لانتصاراته البحرية، وتجدر الإشارة إلى أنّه سميّ باسم أسد البحر الأبيض المتوسط.
نشأة خير الدين بربروس ومولده
ولد خير الدين بربروس أو خضر بن يعقوب في عام 1478، في قرية تُعرف بمدللي؛ وهي تابعة لولاية الأرخبيل في جزيرة لسبوس اليونانية، وذلك أثناء حكم الدولة العثمانية، وقد نشأ وإخوانه الأربعة على الدين الإسلامي وتعلموا قراءة القرآن الكريم، ودرسوا علوم الدين، وكان يُحب ركوب البحار فعمل بالتجارة؛ ليتمكن مع أخيه عروج من اقتناء مركب بحري، وذلك قبل بداية عمله في الميدان العسكري.
كان خير الدين يتميز بشجاعته وحكمته وقوة عزيمته وإرادته، وكان يتميز بأسلوبه الجريء، حيث كان يتمتع بسرعة الفهم والذكاء، وكان يُعامل زملائه بلطف وأدب، وكان محبوبًا، ويتمتّع بخفة الروح والمرح.
وصفت بعض المصادر شكله بأنّه كان شخص ذو بشرة داكنة، وذو طول متوسط، وحجمه ضخم نسبيًا، وشعره ولحيته وحواجبه ورموشه ذات لون أحمر، وكان يحب الموسيقى.
الإخوان بربروسا
عروج بربروس
سميّ شقيق خير الدين الأكبر عروج بلقب باربروسا بسبب لون لحيته البرتقالي المائل إلى الأحمر، وعندما توفي شقيقه عروج اتخذ خير الدين نفس الاسم في اللغة العثمانية وهو بربروس، وكان بطلًا مسلمًا خاض العديد من الحروب ضد الجيوش الصليبية خلال العصور الوسطى؛ وذلك في عهد السلطان سليم الأول، وقد حاول خير الدين إنقاذ مسلمي الأندلس بعد إنتهاء سقوط الأندلس وتمكّن من نقل ما يُقارب 70 ألف مسلم في أسطول مكوّن من 36 سفينة، وتم إيصالهم إلى الجزائر، ثم تم توطينهم بها.
إلياس بربروس
إلياس هو الأخ الأصغر من أربعة أولاد وهم على الترتيب: إسحاق، وعروج، وخير الدين، وإلياس، ولكنّ إلياس قتل في عام 1518، شعر الإسبان بخطر دولة بربورس الفتية وأعدوا حملة ضخمة تتكون من 15 ألف مقاتل، وتوغلوا داخل الجزائر حتى وصلوا إلى مدينة تلمسان وقتلو الحاكم عروش وشقيقه إلياس في عام 1518، ثم انتقلت الخلافة إلى القائد فخر الدين خلافةً لأخيه.
أعمال خير الدين بربروس
- كان خير الدين بربروس محاربًا ماهرًا له غريزة سياسية ساعدته في تأسيس مملكة مزدهرة؛ خاصة بعد تحالفه مع العثمانيين، وتمكّن من تحدي أقوى ملوك أوروبا الصليبية وهو الإمبراطور الإسباني تشارلز الخامس الذي قال مرة: ” لقد فقد الأتراك خوفهم من أمتنا التي كانوا يعتبرونها حتى الآن لا تُقهر، بربروسا هو سبب كل هذا، لقد علمهم كيف يهزموننا”.
- سجّل العديد من الانتصارات وأهمها فتح الجزائر وحمايتها من هجمات الإسبان الصليبية.
- انتصر في معركة بروزة البحرية رغم أن الأسطول الأوروبي كان يتكون من عدد يزيد عن 3 آلاف مقاتل، و600 قطعة بحرية دون أي خسائر تذكر بالنسبة له.
- عمل معسكرًا في ميناء طولون، وحاصر مدينة نيس.
- حماية مسلمي الأندلس من التطهير العرقي الذي حدث بعد سقوط دولة الأندلس عام 897 هجرية، وكانت الكنيسة الكاثوليكية تود القضاء على المسلمين، لذلك ذهب إلى تلبية نداء الأندلسيين وإنقاذهم من حملات الإبادة الصليبية، رغم إعطاء ملك إسبانيا فريداند وعود كثيرة لملك الأندلس محمد الثاني عشر بعدم التعرض للمسلمين.
التاجر خير الدين بربروس
كان خير الدين بربروس يعمل تاجرًا في شبابه متنقلًا في العديد من المدن ومنها سلانيك، وميديللي وإيغري بوز، وكان أخويه إسحاق وعروج يعملان في التجارة البحرية بين الأناضول ومصر والشام، وفي هذه المرحلة تعرّف إليهم شقيق السلطان سليم الأول الذي كان واليًا على مدينة أنطاكية وقربهم منه، وقد كان أخيه الأكبر يُعرف باسم أمير البحر المتوسط، وكان كذلك أحد أشهر قادة البحرية العثمانية والذي عمل على تبني أخوه الأصغر بحريًا وعلّمه من خبرته منذ صغر سنه، وجعله مساعدًا له، إذّ كانوا يعملان سويًا بالتجارة وينقلان البضائع بين ميديلي وجزر بحر إيجه، وبعد فترة من الزمان أراد عروج توسعة تجارته فاقترح على خير الدين الذهاب إلى طرابلس الشام، ولكنّه وقع في أسر فرسان جزيرة رودس، وهنا أصر خير الدين على الذهاب لإطلاق سراح أخيه وتحريره من الأسر، ودفع فدية من المال لإطلاق سراحه، ولكنّه لم يتمكن من ذلك، وتجدر الإشارة إلى أنّ عروج بقي مسجونًا لمدة 3 سنوات، وتم تعذيبه فيها، ثم انتقل للعمل في التجديف على متن سفينة إلى أن تمكن من الفرار، ثم انتقل إلى الإسكندرية ليعمل بالتجارة.
أمير البحار خير الدين بربروس
عُرف خير الدين بربروس باسم أمير البحار؛ حيث كان أول قائد للأسطول البحري العثماني، ومن أهم ركائز الدولة العثمانية في ذلك العصر، حيث إنه في عام 1533 استدعاه السلطان سليمان القانوني ليحضر من الجزائر إلى اسطنبول، وفي طريقه تمكّن من الإستيلاء على الغنائم والسفن ليدخل منتصرًا وحاملًا الكثير منها، مثل: الأسود، والنمور، والجمال، والأقمشة الحريرية، والذهب، والفضة، وأكواب ذهبية، إضافةً إلى 200 امرأة من العبيد التي أهداها للسلطان، واحتفل بذلك السلطان وكان سعيدًا للغاية، وعيّنه “قبطان داريا” على الأسطول العثماني، وهذا يعني أميرًا عليه، مع إبقاء الجزائر تحت سلطته كواليًا عليها، ولكن عيّن عنه شخصًا آخر نيابةً عنه لحين عودته في أي وقت.
كان خير الدين له دور محوري في توسّع نفوذ الدولة العثمانية؛ خاصةً أنّه تمكّن من توسيع نطاق حكمها إلى شمال إفريقيا؛ مما جعله مقربًا من السلطان.
علاقة خير الدين بربروس بالدولة العثمانية
حقق خير الدين بربروس العديد من الانتصارات تحت راية الدولة العثمانية، فقد كان يحكم الجزائر بعد وفاة شقيقيه، ثم أرسل إلى السلطان العثماني ياوز سليم يعرض عليه دخول الجزائر تحت حكم الدولة العثمانية، وبالطبع لاقى عرضه القبول لدى السلطان، وعيّنه واليًا على البلاد، وأمر بصك النقود باسمه وعمل الخطبة في المساجد لتتحدث عنه، كما أرسل له فرقة من القوات الإنكشارية يصل عددها إلى 2000 جندي، وقوة من سلاح المدفعية ومنحه لقب الريس خضر، ومن أهم الانتصارات التي حققها في ظل الدولة العثمانية ما يأتي:
- إنقاذ مسلمي الأندلس من محاكم التفتيش الإسبانية.
- حقق العديد من الانتصارات في شمال إفريقيا، والبحر الأبيض المتوسط، وجنوة، وفرنسا، وإسبانيا.
- استمر خير الدين بالانتصارات البحرية بعد وفاة السلطان ياوز سليم وانتقال السلطة إلى سليمان القانوني الذي استدعاه إلى اسطنبول عام 1534 وعيّنه قائدًا بحريًا لحماية شبه جزيرة مورا من هدمات البحارة المسيحيين.
- أعدّت البندقية، وجنوة، والبرتغال، وإسبانيا، ومالطا، والباباوية؛ أسطولًا ضخمًا لمواجهة الأسطول العثماني في معركة بروزة البحرية والتقيا في خليج أمبراسيان، وكان عدد الأسطول الصليبي 600 سفينة، وعدد الجنود 60 ألف جندي، في حين كان عدد السفن العثمانية 122 سفينة، وعدد الجنود كان لا يتجاوز 20 ألف جندي، إلّا أن خير الدين تمكّن من تحقيق الانتصار وتدمير 128 سفينة صليبية، ولم يفقد أي سفينة، على العكس فقد استولى على 29 سفينة، واستشهد في المعركة 400 جندي عثماني، وهذه المعركة عززت من سيطرة الإمبراطورية العثمانية على مياه البحر الأبيض المتوسط.
- كلّف السلطان العثماني سليمان القانوني وبدعم من الملك الفرنسي فرانسوا الأول؛ بقيادة الأسطول والتوجه نحو السواحل الفرنسية ليتمكن من استعادة مدينة نيس عام 1543 من إسبانيا.
إنجازات خير الدين بربروس
- كان خير الدين بربروس يتقن العديد من اللغات، وهي: العربية، والرومية، والإيطالية، والإسبانية، والفرنسية.
- بنى مدرستين في إسطنبول، وجامعًا.
- أنشأ ترسانة بحرية ضخمة لبناء السفن في الدولة العثمانية.
- لعب دورًا في تحديد سياسات البحرية العثمانية.
- ساهم بالعديد من الانتصارات البحرية للدولة العثمانية، والتي وسّعت من نطاق الإمبراطورية البرية إلى البحار.
- حاول احتلال الساحل الإيطالي والقبض على الكونتيسة الجميلة جوليا غونزاغا، والتي تمكنت من النجاة بصعوبة.
- هدد خير الدين روما؛ مما أدى إلى أن يتخلى الكرادلة عن البابا كليمنت السابع المحتضر، وتمكّن خير الدين من غنم الخزانة البابوية.
وفاة خير الدين بربروس
تقاعد خير الدين في عام 1545، وبدأ في كتابة مذكراته، حتى توفي عن عمر يناهز 76 عامًا؛ وذلك في الرابع من شهر تموز عام 1546، في منطقة بيشكتاش في إسطنبول، ودُفن فيها على مقربة من مدرسة كان قد أنشأها في تلك المنطقة، وعند وفاته أعلنت الدولة العثمانية “مات قائد البحر”، ومن الجدير بالذكر أن المهندس المشهور معمار سنان هو من بنى ضريح بربروسا الذي لا يزال قائمًا على الضفة الأوروبية لمضيق البوسفور، وقد كانت لسنوات عديدة السفن التركية تؤدي التحية الفخرية لقبر أمير البحار الأكثر رعبًا، وكانت الحكومة التركية قد أطلقت اسم خير الدين بربروس على سفن التنقيب البحرية بعد اكتشافهم لغاز احتياطي في البحر الأسود؛ وهذا يدل على أثره العظيم.
مسلسلات تجسد دور خير الدين بربروس
مسلسل الأخوة بربروس
أو مسلسل أمير بحارة العثمانيين (Barbaros)؛ هو مسلسل تاريخي تركي يتناول قصة القائد خير الدين بربروس ويسرد انتصاراته، وكيف كان يقود البحرية العثمانية في عصرها الذهبي، وقد أنتجت المسلسل شركة (إي إس فيلم) وأخرجه تايلان بيراديلر، واسم مؤلف وكاتب السيناريو هو جونيت إيسان، ويقوم بدور بربروس الممثل التركي إنجين إلتان، ويعرض على التلفزيون التركي TRT، ويتحدث المسلسل عن عدّة قصص تاريخية، وهي:
- المعارك التي خاضها ضد الجيوش الصليبية الإسبانية والإيطالية والبرتغالية، وسفن القديس يوحنا، وذلك عندما حاول إنقاذ المسلمين من محاكم التفتيش الإسبانية وفق طلب من السلطان سليم الأول.
- يتحدث عن الحملة التي حصلت بين عام 1516-1517، لمواجهة الغزو الإسباني على الجزائر، ويعرض المسلسل بطولات الأمير خير الدين، وكيف تمكّن من هزيمة الغزو الإسباني وصد هجمات الغزو الصليبي عن الجزائر، وتمكّنه من تحقيق سيادة الدولة العثمانية على البحار.