جدول المحتويات
يُطرح سؤال من يباح لهم الفطر في رمضان كثيراً، وقد أباح الله تعالى الإفطار في رمضان في عدة حالات وذلك من باب التخفيف على المسلمين، فدين الإسلام دين اليسر، ويشمل ذلك السفر، والمرض، والمرأة الحائض، والمرأة الحامل والمرضع، وكبار السن، ويجب قضاء أيام الإفطار بعد إنقضاء شهر رمضان المبارك لمن استطاع ذلك، وقد وضح الله تعالى من يُباح لهم الإفطار في نهار رمضان في قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنََـٰتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَ ٰكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(البقرة: 185)، إلى جانب السنة النبوية التي وضحت حالات أخرى.
الحالات التي يجوز فيها الإفطار
- السفر: أباح الله تعالى للمسافر الإفطار في شهر رمضان، وذلك للتخفيف عنه؛ فالمسافر يعاني المشقة أثناء سفره، ويجوز له الصوم ولكن من الأفضل أن يُفطر ويقضي أيام إفطاره بعد إنتهاء شهر رمضان لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ليس من البر الصوم في السفر).
- المرض: أباح الله تعالى للمريض أن يُفطر في شهر رمضان؛ لأن الصوم يزيد المرض، كما يؤثر على سرعة شفاء المريض، وقد وضح العلماء بأن المريض بقوم بقضاء أيام إفطاره في رمضان بعد إنتهاء شهر رمضان وعدم قدرته على ذلك إن كان مرضه عادياً، أما إن كان يُعاني من مرض مزمن يمنعه من الصيام فيجب عليه أن يُطعم مسكين عن كل يوم أفطره.
- الحائض والنفاس: يجب على المرأة الحائض والمرأة النفاس أن تُفطر في نهار رمضان، وتأثم إن صامت إن خرج دم الحيض منها وكانت تعلم بذلك، أو دم النفاس الذي يأتي بعد الولادة، ويجب عليها أن تقضي ما عليها بعد إنتهاء شهر رمضان.
- المرأة الكبيرة والشيخ الكبير: أجمع العلماء على جواز إفطار المرأة الكبيرة في العمر والشيخ الكبير في العمر لأن الصيام قد يكون شاق عليهم، ويجب إطعام مسكين عن كل يوم إفطار في رمضان لعدم قدرتهم على القضاء.
- المرأة الحامل والمرضع: أجمع العلماء على جواز إفطار المرأة الحامل والمرضع في شهر رمضان إذا خافت على نفسها وجنينها أو رضيعها، ويجب قضاء أيام الإفطار بعد انتهاء شهر رمضان المبارك.
حكم الإفطار في شهر رمضان
شرع الله تعالى الصيام وجعله فرض على كل مسلم لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة: 183)، ويُعتبر الصيام ركن من الأركان الخمسة التي يقوم عليها الإسلام، ولا يصح إسلام الشخص إلا بالقيام به، وقد عرّف أهل العلم الصيام بأنه الإمساك عن المُفطرات من طلوع الفجر، إلى غروب الشمس، ويأتي شهر رمضان في كل عام بعد شهر شعبان، ويُعتبر شهر رمضان الشهر التاسع في التقويم الهجري، ويتحرى أصحاب الخبرة هلال شهر رمضان في ليلة الثلاثين من شهر شعبان، ويبدأ شهر رمضان بثبوت رؤية هلال رمضان في ليلة الثلاثين من شعبان، أو بعد إتمام اليوم الثلاثين من شهر شعبان بعد تعذر رؤية الهلال. يُعتبر الإفطار في شهر رمضان بدون عذر شرعي من الأمور التي حرمها الله تعالى، وقد وضح ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه فقال: “من أفطر يوماً في رمضان من غير رخصة رخصها الله له، لم يقض عنه صيام الدهر”(متفق عليه)، فصوم شهر رمضان فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام.