هل مرض السل مميت؟

هل مرض السل مميت

مرض السل

يُعرف السل أو الدرن بأنه مرضٌ معدٍ يصيب الرئتين ويمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل العمود الفقري والدماغ، وينتج هذا المرض بشكل أساسي عن الإصابة ببكتيريا المتفطرة السليّة، ومن المعروف أن السل كان السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة في القرن العشرين، لكن حالات الإصابة انخفضت به في الوقت الراهن بسبب اكتشاف المضادات الحيوية للبكتيريا التي تسببه، إلاّ أنّ العلاج مع المضادات الحيوية يتطلب فترة من ما بين 6-9 أشهر [1]، ويعتقد خبراء آخرون أن هذا المرض لا يزال السبب الرئيسي الثاني للوفاة  عالميًا، حيث توفى ما يصل إلى 1.8 مليون شخص في عام 2015 وأصاب 10.4 مليون آخرين، وتجدرالإشارة إلى أنه في عام  1980 أدى ارتفاع معدل الإصابة بالسل عالميًا إلى منظمة الصحة العالمية بإعلان حالة الطوارئ في العالم، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها وضع مرض في هذا التصنيف، ويعتبر هذا المرض أيضًا أحد الأسباب الثلاثة الرئيسية للوفاة لدى النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 15-44 عامًا، ويعزى الانتشار القوي للمرض إلى حقيقة أن البكتيريا المسببة للمرض تنتشر بدورها عن طريق الهواء من شخص لآخر [2].

هل مرض السل مميت أم لا؟

نعم، وفي معظم الحالات من مرض السل لا تظهر على الشخص المصاب بجرثومة السل أي أعراض، حيث يمكنها العيش بشكل كامن في الجسم لفترة طويلة، حتى يحدث ضعف في جهاز المناعة، مثل مرضى متلازمة نقص المناعة المكتسب، أو كبار السن، وعندها تصبح الجرثومة نشطة وفعالة، مما يؤدي إلى تلف أنسجة العضو التي تقوم بمهاجمته، إذ يعتبر مرض السل النشط مرضًا قاتلًا إذا لم يتم علاجه بالطريقة الصحيحة.

أعراض مرض السل

عندما يصاب الشخص بمرض السل المعدي، فإن الأعراض هي: مثل التعرّق، ارتفاع درجة الحرارة التي تكون خفيفة في البداية وتستمر لعدة أشهر؛ وهذا يؤخر طلب الشخص المصاب للرعاية الصحية ويزيد من مضاعفات وتحوله إلى الحالة النشطة، ومن أبرز الأعراض التي تحدث عند الإصابة بالسل النشط ما يلي [4]:

إعلان السوق المفتوح
اقرأ أيضاً:  أضرار تناول بيكربونات الصوديوم
  • وجود ألم شديد في الصدر.
  • قلة الرغبة في الأكل وفقدان الوزن.
  • القشعريرة.
  • ضعف عام بالجسم وشعور بالإرهاق.
  • سعال مستمر يستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع ويرافقه نزيف من الفم أو صديد لأنه داخل الرئتين.
  • التبول المؤلم بسبب التهابات المسالك البولية بعد السل[5]
  • اضطرابات في النظر[3]
  • تهيج واحمرار الجلد[3]
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم[3]
  • ألم في العمود الفقري، في حال أصابت البكتيريا المسببة العمود الفقري.

أسباب مرض السل

يصاب الشخص بالسل الرئوي من نوع من البكتيريا يعرف باسم المتفطرة السلية، وينتشر المرض عادة عندما يسعل الشخص المصاب بالسل النشط في رئتيه ويأخذ شخص آخر الرذاذ المحتوي على بكتيريا السل، بالرغم من طريقة انتشار السل بين الناس هو نفسه تقريبًا بالنسبة لنزلات البرد أو الأنفلونزا، فإن الإصابة بالعدوى البكتيرية ليس بالأمر السهل، لذلك يجب أن يكون الشخص على اتصال مع الشخص المصاب لساعات طويلة حتى ينتقل المرض إليه، على سبيل المثال؛ عادة ما تنتقل عدوى السل بين أفراد الأسرة الذين يعيشون في البيت نفسه، لذلك من غير المرجح أن تنتقل العدوى إلى شخص يجلس بجوار شخص مصاب في حافلة أو قطار، وتجدر الإشارة إلى أنّ الجهاز المناعي بالنسبة لمعظم الأشخاص الأصحاء قادرٌ على قتل البكتيريا المسببة لمرض السل، حيث أنّ في بعض الحالات تصيب البكتيريا الجسم دون التسبب في أعراض السل مثل السل الكامن، وفي حالات أخرى تبدأ الأعراض في الظهور على المريض بعد أسابيع أو شهور أو سنوات من العدوى مثل السل، وحينئذٍ يطلق عليه اسم السل النشط، وتظهر الإحصائيات أن 10٪ من مرضى السل الكامن يصابون بالسل النشط بعد سنوات، وهذه المشكلة تظهر عادة إما بعد السنة الأولى من الإصابة أو بعد السنة الثانية، ويمكن أن تحدث بشكل أسرع إذا كان نظام المناعة لدى المريض ضعيفًا، كما هو الحال مع مرضى السرطان الذين يخضعون للمعالجة الكيميائية [6].

عوامل الخطر للإصابة بمرض السل

يصيب مرض السل الجميع، بغض النظر عن العمر والجنس والعرق، ومع ذلك فإنّ الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض هم [6]:

  • الأشخاص الذين يعيشون في بلد أو منطقة بها مستويات عالية من عدوى السل.
  • الأشخاص الذين هم على اتصال بالمريض لفترة طويلة.
  • الناس الذين يعيشون في الأماكن المزدحمة.
  • الأشخاص المصابون بمرض يؤثر على جهاز المناعة لديهم، مثل مرضى الإيدز.
  • الأشخاص الذين يتلقون علاجًا يثبط جهاز المناعة مثل العلاج الكيميائي.
  • الأشخاص الذين يعيشون في الأماكن ذات الظروف الصحية السيئة، أو يقومون باتباع نظامًا غذائيًا منخفضًا في العناصر الغذائية الأساسية للجسم، أو الذين يتعاطون المخدرات ويشربون الكثير من الكحول.
  • صغار وكبار السن، لأن جهازهم المناعي أضعف من جهاز المناعة لدى الأشخاص الأصحاء.
اقرأ أيضاً:  نقص كريات الدم البيضاء

تشخيص مرض السل

يستخدم الطبيب طرقًا عديدة للتأكد من إصابة المريض ببكتيريا السل ومنها ما يلي [7]:

  • الفحص السريري من خلال الاستماع من خلال سماعة الطبيب للأصوات الصادرة من الرئتين، ويطلب من المريض أن يأخذ نفسًا عميقًا ويخرج، بالإضافة إلى ملامسة الغدد الليمفاوية للتأكد من أنها منتفخة أم لا [8].
  • حقن مادة تحت الجلد تسمى مشتق بروتين منقى، ثم فحص مكان الحقن بعد يومين إلى ثلاثة أيام، وإذا كان هناك أي تورم أو علامة يزيد عرضها عن 5 مم، فقد يعني ذلك أن موقع الحقن هو الشخص المصاب بالسل، ولكن هذه الطريقة قد تعطي نتائج خاطئة في بعض الأحيان، خاصة عند الأشخاص الذين سبق لهم تناول لقاح السل.
  • أخذ عينة من دم شخص لإجراء اختبارات الدم، ولكن حتى هذه الاختبارات لا تؤكد بشكل قاطع أن المريض مصاب بالفعل بالسل.
  • افحص عينة من البلغم بحثًا عن بكتيريا السل.
  • الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية للرئتين.

مضاعفات مرض السل

إذا ترك مرض السل دون علاج، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وإلى الوفاة، ومن أبرز هذه المضاعفات ما يلي [9]:

  • آلام الظهر: يعد ألم الظهر وتيبسه من أكثر مضاعفات مرض السل شيوعًا.
  • تلف المفاصل: خاصة مفاصل الورك والركبة.
  • تورم الأغشية التي تغطي الدماغ: قد يؤدي إلى المعاناة من صداع طويل الأمد أو فترات متقطعة من تورم أغشية الدماغ، كما يمكن أن يؤدي إلى تغيرات نفسية.
  • مشاكل الكبد أو الكلى: إنّ الكلى والكبد من الأعضاء المسؤولة عن تصفية الفضلات التي تتراكم في الجسم، ويمكن أن يسبب مرض السل مشاكل في كلتا الحالتين.
  • مشاكل القلب: يمكن أن يسبب مرض السل التهاب الأنسجة حول القلب.

علاج مرض السل

الأدوية ضرورية في علاج مرض السل، والسل ينقسم إلى نوعين رئيسيين هما؛ السل النشط والكامن و تختلف عملية العلاج حسب المرحلة، ونذكرها على النحو التالي [9]:

  • السل النشط: يتم إعطاء المضادات الحيوية للمريض في هذه المرحلة لمدة ستة أشهر إلى تسعة أشهر على الأقل، وهناك عدة عوامل مثل العمر والصحة العامة للمريض ووجود مقاومة للأدوية وموقع السل يلعب دورًا مهمًا في طول فترة العلاج، وتجدر الإشارة إلى أن علاج مرض السل النشط يتطلب تناول عدة أدوية في نفس الوقت ، خاصة إذا كانت السلالة مقاومة للمضادات الحيوية وتشمل علاجات السل كل ما يلي:
    • أيزونيازيد.
    • ريفامبيسين.
    • إيثامبيوتول.
    • بيرازيناميد
    • الفلوروكينولونات والأدوية القابلة للحقن، مثل كابريوميسين أو أميكاسين، والتي تستخدم في علاج السلالات المقاومة للمضادات الحيوية، والتي تتراوح مدة علاجها بين 20 و 30 شهرًا، وتجدر الإشارة إلى أن بعض أنواع البكتيريا يمكن أن تنمو أيضًا وتصبح مقاومة للمضادات الحيوية.
  • مرحلة السل الكامن: في هذه المرحلة يمكن استخدام نوعين فقط من المضادات الحيوية المذكورة.
اقرأ أيضاً:  علاج فقدان حاسة الشم والتذوق

من الضروري إنهاء فترة العلاج بالكامل حتى لو ظهر تحسنًا في صحّة المريض في بداية العلاج، حيث أن التوقف عن العلاج خلال الفترة المحددة يعطي إمكانية عودة البكتيريا الضعيفة إلى الحياة مرة أخرى، وبالتالي تصبح مقاومة للمضادات الحيوية، وهذه الحالة هي الأكثر خطورة وصعوبة في العلاج، ولكن على أي حال، تجدر الإشارة هنا إلى أن هناك بعض الآثار الجانبية للمضادات الحيوية لعلاج مرض السل: ومن المعروف أن هذه الأدوية سامة ومضرّة بأنسجة الكبد، مما يعني ضرورة زيارة بالطبيب إذا ظهرت على المريض أعراض مثل الغثيان واليرقان والبول الداكن [9].

الوقاية من مرض السل

يجب أن يتخذ المصابون بالسل الخطوات اللازمة لمنع انتشار المرض إلى أشخاص آخرين قريبين منهم، ومن بين هذه التدابير – على سبيل المثال – البقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى العمل أو المنزل خلال الأسابيع الأولى من المرض، كذلك كضمان تهوية منطقة المعيشة وإغلاق الفم أثناء السعال أو العطس، وارتداء الأقنعة للاختلاط بالآخرين، ومن الجدير بالذكر أنه تمّ اكتشاف لقاحًا للوقاية من السل، ويمكن إعطاء هذا اللقاح للأطفال الصغار في بعض البلدان الذين يعانون من انتشار مرض السل، لكن هذا اللقاح لن يكون له تأثير كبير على البالغين [9].

مقالات مشابهة

شكل الجنين في الشهر الثالث

شكل الجنين في الشهر الثالث

أعراض نشاط الغدة الدرقية

أعراض نشاط الغدة الدرقية

أسباب نزول دم مع البراز

أسباب نزول دم مع البراز

<strong>معلومات عن تخصص الصيدلة</strong>

معلومات عن تخصص الصيدلة

أسباب ألم أسفل الظهر والرجلين

أسباب ألم أسفل الظهر والرجلين

أسرع طريقة للتخلص من ضيق التنفس

أسرع طريقة للتخلص من ضيق التنفس

هل مرض الذئبة الحمراء يسبب الوفاة

هل مرض الذئبة الحمراء يسبب الوفاة