هل مرض الفصام مجنون؟

هل مرض الفصام مجنون

مرض الفصام

الفصام هو اضطراب عقلي مزمن يعاني فيه المصابون بهذا المرض من تشويه أو تشويه للواقع الذي يعيشون فيه بالإضافة إلى الأوهام أو الهلوسة، ويؤثر الفصام على واحد في المائة من سكان العالم، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم الناس يعتقدون أنّ مرض الفصام يؤدي إلى انقسام الشخصية في الشخص المصاب، وهو اعتقادٌ خاطئ، يمكن أن يصيب هذا المرض الرجال والنساء من جميع الأعمار، وتظهر الأعراض غالبًا عند الرجال في أوائل العشرينات من العمر، بينما تميل الأعراض إلى الظهور عند فئة النساء في أواخر العشرينيات من العمر، ومن الجدير بالذكر أنّ مرض الفصام يلازم المريض طوال حياته ولا يمكن علاجه، إلاّ أنّ اتباع النهج العلاجي يسهم بدوره في السيطرة عليه والتقليل من أعراضه [1].

هل مريض الفصام مجنون؟

الجنون هو مصطلح عام غير علمي يطلقه الناس على المرضى الذين يعانون من أمراض عقلية، وخاصة الأمراض الذهانية أو الأعراض المنفصلة، مثل الفصام، وتكمن الإجابة الصحيحة على هذا السؤال بأن مريض المصاب بالفصام يعاني من مرض عقلي من أعراضه الأوهام  والهلوسة في وقت نوبات الذهان، ولكن في كثير من الأحيان يمكن له التواصل بشكل أقرب للطبيعي و تكون الأعراض بسيطة، لذلك لا يمكن إصدار مصطلح الجنون على جميع المرضى المصابون بالفصام.

أسباب الفصام

إنّ سبب مرض الفصام غير واضح إلى الآن، حيث أن بعض النظريات حول سبب المرض تتضمن وجود عوامل وراثية زمنية، والتركيب البيولوجي وكيمياء الدماغ، والأسباب المتعلقة بالفيروسات والمناعة، وفيما يلي شرحٌ لهذه العوامل:[3]

إعلان السوق المفتوح
  • أسباب وراثية: يدرك العلماء أن الاضطراب يميل إلى الظهور بشكل منهجي في عائلات معينة وأن الشخص يرث الميل إلى الإصابة بالمرض، ومثل بعض الأمراض الأخرى المتعلقة بالوراثة، ويمكن أن يظهر الفصام عندما يخضع الجسد لتغيرات هرمونية وجسدية مثل: التغيرات التي تحدث خلال فترة البلوغ في فترة المراهقة، أو بعد مواجهة حالات الإجهاد الشديد.
  • أسباب بيولوجية: يعتقد العلماء أن الأشخاص المصابين بمرض الفصام لديهم خلل في  الناقلات العصبية في الدماغ، والتي تشمل الدوبامين والسيروتونين والجلوتامات، لأن هذه الناقلات العصبية تسمح للخلايا العصبية بالدماغ من عملية ارسال رسائل بينها، واختلال التوازن فيها يؤثر بدوره  على الطريقة التي يتفاعل بها دماغ الشخص مع المنبهات، وهذا هو السبب في أن الشخص المصاب بالفصام قد يبالغ في رد فعله تجاه المنبهات الحسية مثل الموسيقى الصاخبة، بينما يمكن للأشخاص الأصحاء التعامل معها بسهولة، وهذه مشكلة معالجة الأصوات والمشاهد المختلفة والروائح والأذواق يمكن أن تؤدي إلى الهلوسة أو الأوهام، أما بالنسبة للأسباب المتعلقة ببنية الدماغ، فإن بعض الأبحاث تشير إلى أن المشاكل في تطوير الروابط والمسارات العصبية في الدماغ أثناء وجود الجنين في الرحم يمكن أن تؤدي لاحقًا إلى مرض الفصام.
  • العدوى الفيروسية والاضطرابات المناعية: يمكن أن يحدث الفصام أيضًا بسبب الأحداث البيئية، مثل: العدوى الاضطرابات المناعية والعدوى الفيروسية، ومثالٌ على ذلك الأطفال الذين تصاب أمهاتهم بالإنفلونزا خلال فترة الحمل هم أكثر عرضة للإصابة بالفصام في وقت لاحق من حياتهم، وفي الأشخاص الذين يخضعون للعلاج في المستشفيات بسبب الالتهابات الخطيرة هم أيضًا عرضة لذلك.
اقرأ أيضاً:  أسباب آلام الكتف الأيمن

أعراض الفصام

يتضمن الفصام مجموعة من المشاكل المتعلقة بالتفكير أو السلوك أو العواطف، ويمكن أن تختلف العلامات والأعراض، ولكنها عادةً ما تتضمن الأوهام أو الهلوسة أو الكلام غير المنظم، وتعكس ضعف القدرة على العمل، وقد تشمل الأعراض ما يلي:[3]

  • الأوهام: هي معتقدات خاطئة لا تستند إلى الواقع بحد ذاتها، ومثالٌ عليها أن يعتقد المريض بأنه ضحية للتحرش والعنف، أو أن لديه قدرة أو سمعة استثنائية، أو أن كارثة كبرى على وشك الحدوث به أو بالوسط المحيط به، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأوهام تحدث في معظم المصابين بالفصام.
  • الهلوسة: عادة ما تتضمن الهلوسة رؤية أو سماع أشياء غير موجودة بالنسبة للأشخاص المصابين بالفصام، فإنهم يتمتعون بكل القوة والتأثير الكامل كما لو كانت الهلوسة تجربة حقيقية، ويمكن أن تكون الهلوسة في كلتا الحالتين، لكن سماع الأصوات هو الهلوسة الأكثر شيوعًا.
  • التفكير غير المنظم: يستدل على التفكير غير المنظم من الكلام غير المنتظم، وقد يكون هناك ضعف في التواصل الفعّال لدى المريض، وقد تكون الردود على الأسئلة مستقلة  كليًا  أو جزئيًا عن السؤال، ونادرًا ما يتضمن الكلام كلمات مجمّعة.
  • السلوك غير المنظم: يمكن أن يظهر هذا بعدة طرق، من السخافة الطفولية إلى الاستثارة غير المتوقعة، وعادةً لا يكون السلوك موجهًا نحو الهدف، لذلك قد يكون من الصعب إكمال المهام.
  • الأعراض السلبية: تعني انخفاض القدرة على أداء أي عمل بشكل طبيعي، فمثلاً قد يتجاهل المريض النظافة الشخصية أو لا يملك القدرة على إظهار مشاعره.

تشخيص مرض انفصام

الشخصية يعتمد تشخيص مرض الفصام على استبعاد اضطرابات الصحة العقلية الأخرى والتأكد من أن الأعراض ليست ناتجة عن استخدام الأدوية أو بعض الأدوية أو حالة طبية، وقد يشمل تشخيص الفصام ما يلي:[4]

  • الفحص السريري: يمكن القيام بذلك للمساعدة في استبعاد المشكلات الأخرى التي قد تسبب الأعراض والتحقق من المضاعفات المرتبطة بها.
  • الفحوصات والاكتشاف المبكر: قد تشمل الاختبارات التي تساعد في استبعاد الحالات ذات الأعراض المماثلة، وفحص الكحول والمخدرات ، وقد يطلب الطبيب أيضًا دراسات التصوير، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي للدماغ.
  • التقييم النفسي: حيث يقوم الطبيب بفحص الحالة العقلية للشخص من خلال مراقبة سلوكه ومظهره، كما يقوم بطرح أسئلة حول الحالات المزاجية و الهلوسة والأوهام.
اقرأ أيضاً:  أعراض نشاط الغدة الدرقية النفسية

أفضل علاج لمرض انفصام

الشخصية يعتمد علاج مرض انفصام الشخصية على استخدام الأدوية والعلاج النفسي والأسري بالإضافة إلى تدريب المريض على المهارات الاجتماعية المختلفة [5].

الأدوية

تساعد الأدوية المضادة للذهان في تخفيف أعراض المريض، مما يساعده على القيام بالأنشطة والمهام اليومية بكفاءة أكبر، ويعود أول استخدام مضادات الذهان إلى الخمسينيات من القرن الماضي، عندما كانت تُعرف باسم مضادات الذهان التقليدية، وعلى وجه العموم  تهدف مضادات الذهان في المقام الأول إلى تخفيف الأعراض المرضية ، لذلك فهي لا تعتبر علاجًا لمرض الفصام في حد ذاتها، كما أنها ليست ضرورية لمنع حدوث نوبات مرضية في المستقبل لدى الشخص، ويقتصر اختيار الدواء المناسب وجرعته اليومية على الطبيب المختص في علاج الاضطرابات النفسية والعقلية، وتختلف جرعة الدواء اليومية من مريض لآخر، لذلك فإن الطبيب يقوم باختيار الجرعة المناسبة التي لا تسبب أعراض جانبية عند المرضى، ومن بينها دواء هالوبيريدول وثورازين، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه المضادات  تزيد بدورها من خطر تعرض المريض لأعراض جانبية، مثل الحد من القدرة على الحركة والكلام، والأرق والنعاس وتشنجات العضلات وجفاف الفم، وعدم وضوح في الرؤية.

العلاج الفردي

من المعروف أن العلاج المعرفي السلوكي من أكثر الطرق شيوعًا في العلاج النفسي للتخفيف من أعراض الفصام، ويركز هذا العلاج بشكل خاص على العلاقة بين أفكار وسلوكيات المريض، ويهدف إلى مساعدتهم على تحديد أنماط التفكير السلبية التي لديهم حول أنفسهم والعالم المحيط حولهم، وكذلك تحسين قدرته على اتخاذ القرارات نظرًا لأن الأشياء المذكورة أعلاه كانت تفتقر إلى مرضى الفصام، كان العلاج المعرفي السلوكي طريقة فعالة لإعطاء المرضى فكرة أفضل عن قدرتهم على تنظيم عواطفهم وسلوكياتهم، ولكنها تتطلب محادثات صريحة وواضحة مع طبيب نفسي.

اقرأ أيضاً:  علاج التهاب الحلق الشديد

العلاج الأسري

هناك ظاهرة سلبية حول معظم مرضى الفصام تتمثل في جهل أفراد عائلاتهم بالطريقة الصحيحة لمساعدة مريض الفصام وتسريع عملية العلاج، لذلك فإن العلاج الأسري ضروري في عملية العلاج الشاملة، حيث يسمح لدينامكية العلاقة الأسرية المتأثرة بالفصام بإعادة تأسيس نفسها، ويساعد الأفراد على التغلب على التحديات الناشئة عن مرض الفصام والتغلب عليها؛ مع تعليمهم أفضل الطرق للتعبير عن جميع احتياجاتهم والاستجابة لها.

التدريب على المهارات الاجتماعية

نظرًا لأن مرضى الفصام يعانون من أعراض ذهانية تتمثل في الهلوسة والأوهام، وفهم أنهم غير قادرين أحيانًا على التمييز بين العالم الوهمي والواقعي، وبالتالي يؤثر ذلك سلبًا على العلاقات الشخصية بين المريض وبيئته، لذلك من الضروري تدريب المريض على المهارات الاجتماعية لتحسين قدرته على التفاعل مع الأفراد داخل أسرته أو  في بيئة العمل أو الأوساط الاجتماعية الأخرى.

مقالات مشابهة

علاج الإمساك المزمن وصعوبة الإخراج

علاج الإمساك المزمن وصعوبة الإخراج

محرار دليلك الشامل

محرار دليلك الشامل

علاج احتباس البول بالأعشاب

علاج احتباس البول بالأعشاب

هل مرض الزهايمر مميت

هل مرض الزهايمر مميت

أعراض نشاط الغدة الدرقية

أعراض نشاط الغدة الدرقية

طريقة إزالة القمل من شعر الأطفال

طريقة إزالة القمل من شعر الأطفال

علاج رائحة الفم الكريهة بالاعشاب

علاج رائحة الفم الكريهة بالاعشاب