جدول المحتويات
إن الحائل القائم دائمًا بين الزواج ورمضان يتمثل في أن الأفراح كثيرًا ما تكون مصحوبة بالمعازف والرقصات وغيرها من أشكال البهجة التي يجدها الناس محرمة شرعًا، وأنه ليس من المستحب أن تُقام في ليالي رمضان هي ليالي العبادة التي يجب أن تُكرث للصلاة وتلاوة القرآن والتسبيح، والابتعاد عن المحرمات والشهوات، ولقد كانت إقامة حفلات الأفراح قد شغلت بال الفقهاء وأثارت جدلًا بينهم.
الزواج في رمضان حرام أم حلال؟
لقد جمع الفقهاء رأيهم في النهاية على أنه ما من مشكلة شرعية في الزواج بشهر رمضان، إذ وجدت وزارة الأوقاف المصرية أنه ما من نهي في القرآن أو السنة النبوية عن هذا، ولقد ذهب الداعية الإسلامي في وزارة الأوقاف الشيخ محمد أن الزواج يصح للمسلم طوال أيام السنة وحتى في رمضان، إلا موسم الحج فهو الوحيد الذي لا يجوز فيه الزواج للحجاج فقط.
على الرغم من بواح الزواج في رمضان، إلا أنه يكون غير مستحب بشكل عام، وأنه من الأفضل أن يحدث هذا بعد مرور الشهر ليتم الزفاف والنكاح، كي لا يكون هذا مؤثرًا على المسلم من أدائه للعبادة من صيام وصلاة تراويح، ولقد استدل الشيخ محمد عثمان على هذا في قاعدة فقهية ثابتة قوامها أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، إلا أن يكون الزواج لا بديل عنه في الشهر الكريم، والحالة هذه، لا توجد مشكلة على أن يتمكن الزوجين من كبح زمام أنفسهما وعمل الجماع في نهار رمضان، فإن هذا يبطل الصيام.
العلاقة الحميمة في رمضان
إنه في حالة حدوث جماع بين زوجين في نهار رمضان يجب على المسلم أن يصوم شهرين متتابعين كفارةً لهذا الذنب، وزيادة عليهما كفارة يوم الجماع، لتكون الكفارة 61 يوم كاملين، وبدلًا عن هذا يمكن أن يطعم ستين مسكينًا كفارةً لذنبه.
فائدة الزواج بعد انتهاء رمضان
توجد فضيلة للزواج بعد رمضان، وهي تتمثل في أن المسلم لا يشتت نفسه عن أداء العبادات كلها، وأنه يجنب نفسه الوقوع في المحظور والشبهات أثناء الصيام والتعدي على حدود الشريعة الإسلامية، كما أنه يجنب المؤمن الرهق، وييسر عليه الصوم والعبادة.
مفتي الجمهورية عن حكم الزواج في رمضان
جنبًا إلى جنب مع ما قاله الشيخ عثمان، فإن الزواج في رمضان جائز، لكن الناس يحتاطون من الجماع أثناء الصيام فيرون تأجيل الزواج، ويقول مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم شوقي علام بأن تقبيل الزوجة أثناء الصيام بلذة أثناء الصيام مكروه عند كل الفقهاء، فهو قد يتسبب في بطلان الصيام، أما إذا كان التقبيل بغير شهوة فهو حلال، مثل التراحم أو الوداع أو الترحيب، فإذا كان الرجل لا يستطيع كبح زمام نفسه فمن الأرجح أن لا قبل الزوجة لأي سببٍ كان، فإن كان ممن يملكون أنفسهم فلا حرج عليه.
جاء عن أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها أنها قالت “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم، ولكنه أملككم لإربه”(صحيح مسلم)، و”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله رجل عن المباشرة للصائم، فرخص له، وأتاه آخر فسأله فنهاه، فإذا الذي رخص له شيخ، والذي نهاه شاب” – عن أبي هريرة وأخرجه أبو داود في سننه.
الخلاصة أن الإنسان هو خير مدركٍ لذاته، وأنه إن وقع في الشبهة بقصد فإن الله عالم بنواياه، وأن القصد من تجنب الشبهات لدى جمهور الفقهاء هو التخفيف على المسلمين وإعانتهم على أنفسهم.
