جدول المحتويات
من أكثر هذه الأسئلة شيوعاً هو هل يجوز الصيام عن الميت أم لا؟ وفي الحقيقة أن هناك العديد من الآراء التي تدور حول هذا الموضوع، فقد أجمع علماء المذهب الشافعي على أن قضاء أيام رمضان عن الشخص الميت يجوز، ويمكن لأبناء هذا الشخص أو أحد أقاربه أن يقضي عنه ما ترتب عليه من أيام بعد موته، وقد استند العلماء في تشريع ذلك إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء رجل ليسأله فقال:“جاءت امرأة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم نذر. أفأصوم عنها؟ فقال: أرأيت لو كان على أمك دَيْنٌ فَقَضَيْتِيهِ ، أكان ذلك يُؤَدِّي عنها؟ فقالت: نعم. قال: فَصُومِي عن أمك” (متفق عليه). كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم على ضرورة صيام الأبناء والأقارب عن الميت لقوله عليه الصلاة والسلام: “من مات وعليه صيام، صام عنه وليه” (أخرجه البخاري ومسلم).
أما الرأي الثاني للعلماء فهو موافق لمذهب المالكية والحنابلة الذين أجمعوا على أنه لا يجوز الصيام عن الميت ويجب على وليه أن يخرج عنه فدية، وذلك لأن الصيام فرض لا تصح النيابة فيه، أي لا يجوز أن يؤديه شخص عن شخص آخر بعد وفاته مثل فرض الصلاة والله تعالى أعلم.
الحالات التي يُقضى فيها الصيام عن الميت
- إذا عانى الميت في حياته من مرض مزمن منعه من الصيام والقضاء ومات وهو مريض بذلك المرض، والجدير بالذكر أن بعض العلماء قد أجمعوا في هذه الحالة على أن الصيام والفدية تسقط عن الميت في هذه الحالة؛ وذلك لأنه لم يُقصر في أداء عبادة الصيام بل منعه من ذلك عُذر شرعي.
- في حال تعافى الميت في حياته من المرض ولكنه لم يقضي ما عليه تقصيراً منه.
- إن كان على الميت صوم كفارة.
- إن ترتب على الميت صوم من نذر لم يوفه.
من يمكنه الصيام عن الميت؟
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الولي هو الشخص المُكلف بالصيام عن الميت، والمقصود بالولي الشخص القريب جداً من الميت مثل الأبن، أو البنت، أو الأخ، أو الأخت، أو العم والخال وما إلى ذلك، كما ذكر العلماء أن صوم الأجنبي عن الميت لا يجوز.
هل تصح فدية الصيام عن الميت؟
لم يلزم الله تعالى ابناء المتوفي بالصيام عنه بعد موته، وقد جاء ذلك في السنة من باب البر ومحاولة التخفيف عن الميت، ويجوز للولي أن يُطعم مسكين عن كل يوم أفطره الميت عوضاً عن القضاء.
أعمال يصل ثوابها للميت
قال صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، وعلم يُنتفع به، وولد صالح يدعو له”(رواه بخاري)، وهذا يعني أن الإنسان بعد موته يصله ثواب بعض الأمور التي يبقى أثر الشخص فيها في الدنيا مثل بناء المساجد، أو علم ينتفع به الناس، كما يستطيع الأبناء أداء بعض العبادات عن آبائهم بعد وفاتهم والتي يصل أجرها لهم مثل: الدعاء، وأداء فريضة الحج والعمرة، وقضاء الصيام، والصدقة.