وداع رمضان 2022

وداع رمضان 2022

رمضان شهر الخير والبركات، وفيه يتضاعف أجر الأعمال الصالحة والثواب، والخير الكثير يأتي من الله عزّ وجلّ في هذه الأيام المباركة لعظمتها، ففيه غُفران الذنوب، وعتْق الرقاب، فالفوز هو إدراك خير هذا الشهر، والخسارة في فوات إدراك هذا الشهر الفضيل.

شهر رمضان

ينتظر المسلمون شهر رمضان الكريم كل عام لما فيه من مشاعر البهجة والفرح والغفران، وتزداد الطاعات فيه تقرّباً لله تعالى، وشهر رمضان الكريم يشهد على ما كان فيه من إحسان أو إساءة، ومن فاته شهر رمضان الكريم وغفل عن طاعات وعمله وعباداته فقد خسر، ومن استغله في الطاعات والعمل الصالح وبذل جهده فيه فقد فاز، والسلف الصالح -رضي الله عنهم- حرصوا على اغتنام هذا الشهر الفضيل بالعمل الصالح والطاعات، والصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم- كانوا شديدي الحرص على اغتنام شهر رمضان المبارك وإتمامه بالأعمال الصالحة وإتقانها طمعاً في القرب من الله -عزّ وجلّ- والله تعالى قال في وصفهم: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} (سورة المؤمنون: 60)، ويجب على المسلمين الاقتداء بالسلف الصالح وزيادة عملهم الطيب في هذا الشهر الفضيل.

وداع شهر رمضان 

وداع شهر رمضان 

المسلم يجب عليه اغتنام شهر رمضان حتى آخر يوم منه بالأعمال الصالحة التي تزيد تقرّبه بالله تعالى، ومن هذه الأعمال ما يلي:

إعلان السوق المفتوح
  • الوقفة الصادقة مع الله: المسلم يجب أن يقوم بمحاسبة نفسه على قدّم في شهر رمضان من أعمال، وفي آخر رمضان عليه سؤال نفسه إن كان قد قام بهذا الواجب بشكل سليم يُرضي الله تعالى، وأنّه حقّق شروط التقوى المقصودة من الصيام وشعوره بلذّة العبادة والأعمال الطيبة، بالإضافة إلى مراقبة سلوكه في الحياة، فالطاعة والقرآن تُنير من بصيرة المسلم وتجعله يترك المعاصي وبالتالي العِتق من النيران والفوز بالجنّة بإذن الله تعالى، فالاجتهاد واجب في رمضان لنيل المغفرة والفوز بالأجر العظيم.
  • لزوم الاستغفار: لنا في رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أسوةٌ حسنة، فقد كان إذا فرغ من الصلاة استغفر الله ثلاث مرّات، وهدي المتّقين السابقين وصفهم الله تعالى بأنّهم يستغفرون بالأسحار بعد قيام الليل لما في قوله تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (سورة الذاريات: 17 – 18)، وأمر الله عباده بالاستغفار بعد مناسك الحج لما في قوله: “ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”، فالاستغفار يعالج أي خلل واقع في عبادة الفرد.
  • الحرص على طلب العَفو: المسلم يجب عليه طلب العفو والغفران من الله تعالى في شهر رمضان المبارك وخصوصاً في ليلة القدر، والنبي -عليه الصلاة والسلام- علّم أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- طلب العفو والمغفرة من الله تعالى بقوله: “اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي”، والله عزّ وجلّ يحب أن يطلب منه عباده العفو والمغفرة، والعفو صفة قائمة من صفات الله عزّ وجلّ.
  • الاجتهاد في الطاعة: يجب على المسلم بذل أقصى حدّ من طاقته وعزيمته في آخر شهر رمضان لاغتنامها، وذلك لأهميّتها وما فيها من ليلة القدر، فالرسول -عليه الصلاة والسلام- كان في آخر أيام شهر رمضان المبارك يجتهد فيها أكثر من أي أيام أخرى، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ” [صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث صحيح].
  • خضوع القلب وخشوعه: الإعجاب والغرور والتباهي بالنفس، جميعها تُبطل الأعمال وتُبعد القلب عن إدراك وفهم الغاية من العبادات والعمل الصالح، وبهذا فإنّ مفهوم العبادة ومقصوده لا يتحقّق، وبهذا فإنّ آثار العبادات لا تنعكس على النفس في خشوعها ورجائها وانكسارها، والنبي -عليه الصلاة والسلام- نهى عن العجب والتفاخر في قوله: “لا يقولَنَّ أحدُكم إنِّي صُمتُ رمضانَ كلَّهُ وقُمتُهُ كلَّه فلا أدري أكرِهَ التَّزكيةَ أو قالَ لا بدَّ مِن نومَةٍ أو رقدَةٍ”.
  • نَبْذ الخصام والنِّزاع: يجب على المسلمين ترك النزاع والخصام فيما بينهم، ليس في شهر رمضان الكريم فقط بل في جميع الأوقات، فالخلافات هي السبب في منع الخير على المجتمع، والدليل على هذا عن الصحابي عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أنّه قال: “خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ” [صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث صحيح].
  • توديع شهر رمضان بمِثْل استقباله: المعنى هنا أنّ المسلم يقوم باستقبال شهر رمضان بالعزيمة والهمّة في الصيام والقيام والإحسان إلى الآخرين وبالأعمال الصالحة المختلفة، ويجب عليه المحافظة على هذه الأعمال الحسنة بعد أن عرف فضلها وذاق حلاوتها والدوام على أدائها، فيقوم بالدوام على هذه الطاعات وترك المحرّمات، قال الله تعالى: {وَلا تَكونوا كَالَّتي نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكاثًا تَتَّخِذونَ أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُم أَن تَكونَ أُمَّةٌ هِيَ أَربى مِن أُمَّةٍ إِنَّما يَبلوكُمُ اللَّـهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُم يَومَ القِيامَةِ ما كُنتُم فيهِ تَختَلِفونَ} (سورة النحل: 92).
اقرأ أيضاً:  متى تكون ليلة القدر؟

عبارات جميلة عن وداع رمضان 

  • اللهم اجعل صيامي فيه بالشكر والقبول على ما ترضاه ويرضاه الرسول، محكمة فروعه بالأصول بحق سيدنا محمد وآله الطاهرين.
  • اللهم اغفر لنا ذنوبنا واجعلنا من المقبولين.
  • الليل أنس والنهار سكينة ليت الزمان جميعه رمضان، وداعاً رمضان.
  • مع لحظات غروب شمس آخر يوم من رمضان أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم الطاعات وألّا يجعله آخر عهد لنا.
  • وداعاً يا شهر القرآن، كم أنت سريع في الرحيل!.
  • ونحن نودع رمضان اللهم زف أسماءنا إليك بعالي سمائك، واكتبنا من عتقائك من النار.
  • إن شهركم قد آذن بالوداع وما بقي منه فهو المضمار، والأعمال بالخواتيم فكم من عبد شم مسك الختام.
  • نسألك يا ربنا في ختام هذا الشهر الكريم بركة الدعاء وطهارة النفس وصدق النية وصفاء الباطن والظاهر ونور الختام لشهر الصيام يا الله.
  • رمضان لا أدري أعمري ينقضي في قادم الأيام أم نتقابل؟ اللهم إني أستودعك رمضان فاجمعني بمن أحببتهم فيك وأحبوني فيك وجميع المسلمين.
  • اقترب موعد الفراق يا رمضان أنت ستعود ولكن هل سنعود معك؟ اللّهم أحسن خاتمتنا واعتق رقابنا.

استقبال ليلة العيد 

في آخر أيام من شهر رمضان الكريم يستعد المسلمون لاستقبال ليلة العيد بدعاء الله عزّ وجلّ أن يتقبّل منهم الصيام والقيام والطاعات وجميع الأعمال الصالحة التي قاموا بها، وبعد ذلك يبدأون بشكره على أن بلّغهم أيام العيد لما فيها من بهجة وسرور على أنفسهم، فالعيد هو الفرحة الأولى التي وعد الله عزّ وجلّ عباده بها بعد عبادة الصيام، وأيضاً الحال في عيد الأضحى إذ يأتي بعد عبادة الحج الجليلة، ويجب على المسلم أن يقابل هذه الفرحات بالاستمرارية في أداء الطاعات والقيام بها والابتعاد عن المحرّمات وإظهار اللهو والأمور المنكرة، فهذه الأفعال تُضيع أجر العبادة والعمل الصالح، وينبغي على المسلم أن يُدرك سبب بدأ العيد بالصلاة، وهذا يعني أنّه دلالة على ربط الطاعة والعبادات بالفرح المُباح بضوابط معيّنة.

اقرأ أيضاً:  هل يجوز إخراج زكاة الفطر في أول رمضان؟

مقالات مشابهة

سورة المعارج وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة المعارج وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

السيرة النبوية الكاملة

السيرة النبوية الكاملة

دعاء سيدنا موسى عليه السلام

دعاء سيدنا موسى عليه السلام

ما هي مبطلات الصيام؟

ما هي مبطلات الصيام؟

سورة الأنبياء وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة الأنبياء وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

شرح كيفية صلاة العيد

شرح كيفية صلاة العيد

أشهى الأكلات الرمضانية الأردنية

أشهى الأكلات الرمضانية الأردنية