جدول المحتويات
تعريف بالدولة العباسية
الدولة العباسية، أو العباسيون هو الاسم الذي يُطلق على ثالث خلافة إسلامية في التاريخ، وثاني السلالات الحاكمة الإسلامية؛ حيث تعددت عواصم الدولة العباسية ابتداءً من الكوفة، ثم بغداد، ثم سامراء، وانتهاءً بالقاهرة، وكان نظام الحكم فيها ملكيًا وراثيًا، أمّا اللغة التي كانت سائدة فيها هي اللغة العربية، ولُغات أُخرى منها: التركية، والفارسية، والكردية، والأرمنية، والسريانية، كما تعتبر دولة ذات أغلبية مسلمة، أغلب سكانها من مسلمي السنة، في حين أن أقلية صغيرة من السكان هم من الشيعة.
تعريف الخلافة العباسية في بغداد
عرفت الخلافة العباسية في بغداد بالدولة العباسية أو دولة بني العبَّاس، وهي الأسماء التي أطلقت على ثالث خلافة إسلامية في التاريخ، وثاني السلالات الحاكمة الإسلامية، وقد سمّيت باسم حاكميها من بنو عباس، حيث أسّسها رجال من سلالة العباس بن عبد المطّلب، أصغر أعمام الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، واتّخذوا من بغداد عاصمةً لهم، إذ ازدهرت طيلة ثلاثة قرون من الزمن، وأصبحت أكبر مدن العالم وأجملها، وحاضرة العلوم والفنون، وقد بنى بغداد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وسماها مدينة المنصور، وجعل لها أربعة أبواب، وهن باب خراسان، الذي كان يسمى باب الدولة، وذلك للإقبال الدولة العباسية عليه من خراسان، وباب الشام وباب الكوفة وباب البصرة، وقد استمرّت الخلافة العباسية من سنة “132هـ – 750م”، وشهدت حضارات عدة وازدهار كبير لا سيما في عهد الخليفة هارون الرشيد الذي استلم حكمه في بغداد، وكان يعد من أشهر الخلفاء العباسيين، حيث عاصرت على يده بغداد العصر الذهبي من الازدهار والتقدم الاقتصادي والإنجازات، حيث امتد الازدهار من وسط آسيا وحتى المحيط الأطلسي، ولمع نجمها في زمن خلافة الرشيد، فقد عُرف الرشيد باهتمامه الكبير بالعلماء والتزامه الديني، فضلاً عن إنجازاته التي أسهمت في إنماء المنطقة بأكملها، بالإضافة الى ازدهار النشاطات الثقافية والإسلامية، ليطلق على ذلك العصر الإسلامي بالعصر الذهبي، ولكن مع بداية غروب شمس الدولة العباسية بدأت بغداد بالانهيار، وسقطت على يد المغول سنة 656هـ – 1258م، وقد أطلق على دخول المغول بقيادة (هولاكو خان ) حاكم إلخانيَّة فارس مدينة بغداد حاضرة الدولة العبَّاسيَّة وعاصمة الخلافة الإسلاميَّة يوم 9 / 656 هـ المُوافق فيه 10 شُباط (فبراير) 1258م، بالاجتِيَاحُ المَغُولِيُّ لِبَغْدَادَ، حيث تمكن جيشه من اقتحام بغداد بعد أن حاصرها 12 يوم، فدمَّرها وأباد مُعظم سُكَّانها، وبذلك انتهت الحضارة العباسية في بغداد.
تاريخ نشأة الدولة العباسية
بدأت الدعوة العباسية بتنظيم سري بالاعتماد على العقائد السنية، بقيادة محمد بن علي العباسي، في مدينة الكوفة وخراسان، وذلك لأن خراسان تتميز بموقع استراتيجي مهم، ومناسب للفرار إلى بلاد الترك المجاورة لها في حال تغيرت الظروف واستدعت الفرار؛ حيث تعد ضمت الدولة العباسية العديد من معارضي الدولة الأموية، واستمر محمد العباسي في تنظيم الحركة العباسية سرًا حتى توفي في عام 125هـ، واستمرت الدعوة سرية حتى عام 129هـ، حيث تم الإعلان عنها جهرًا، بأمر من أبي مسلم الخراساني، الذي أمر جيشه واتباعه بالتسويد، والتسويد يعني نشر العلم الأسود و اللباس الأسود، الذي يميز العباسيين عن غيرهم من الأمويين الذين اشتهروا باللباس الأبيض كرمز لهم، ومنذ إعلان الدعوة العباسية، بدأت الحرب بين العباسيين والأمويين في معركة الزاب، التي انتهت بهزيمة وسقوط الدولة الأموية، ومقتل آخر الخلفاء الأمويين مروان بن محمد، ونشوء الدولة العباسية، حيث تمت مبايعة عبد الله بن محمد للخلافة في مدينة الكوفة، في ربيع الأول سنة 132هـ، الذي كان يلقب بأبي العباس السفّاح، كما تميزت الدولة العباسية بأنها دولة متكاملة، وموجودة على بقعة جغرافية كبيرة، ومنظمة تنظيمًا قويًا يحمل شعار الرضا من آل محمد عليه الصلاة والسلام.
عُصور الدولة العبّاسية
اتفق بعض المؤرخين على تقسيم الدولة العباسية الى عصرين رئيسيّين، وهما:
العصر العبّاسي الأول
عُرف هذا العصر بالعصر الذهبي للدولة العباسية، لأنها كانت دولة قوية بخلفائها، حيث تميزوا بقدرات إدارية وسياسية بشكل شبه كامل، كما تركّزت السلطات العليا بأيديهم، حيث يمتدُّ هذا العصر منذ خلافة أبي العباس السفّاح عام 132هـ، حتى وفاة الواثق بالله العباسي عام 749م، وقد تميز هذا العصر بالعديد من الميزات أهمها: ازدهار الحركة العلمية ونمو الاقتصاد، ووجود العنصر الفارسي في هذا العصر الى جانب العباسيين ومساعدتهم في تأسيس الدولة العباسية، من خلال سيطرة الفرس على الأجهزة الإدارية والعسكرية في بغداد، وغيرها من الأقاليم التابعة لحدود الدولة العباسية، كما ظهرت الوزارة في الدَّولة العبّاسية، حيث كان أوَّل وزير فيها هو(أبو سلمة الخلّال) إلا أن الوزارة كانت ضعيفة أمام الخلافة القويّة في هذا العصر، بالإضافة إلى اختراع آلة خاصة بأعمال الكتابة نظرًا لتعدُّد الدواوين، وهي الكتّاب إضافة إلى مُساعدة الوزراء، ورجال الدَّولة، والولاة، حيث أشرف على الكتّاب رجال من الفُرس، وذلك لأنَّهم أقدر على الكتابة من العرب.
العصر العبّاسي الثاني
عرف هذا العصر بأنه عصر التدهور والانحلال للدولة العباسية، لأنها أصبحت في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي، حيث تمكَّن القادة العسكريّون من السيطرة على مُؤسَّسة الحُكم من الداخل، وكان انتقال السُّلطة من خليفة إلى آخر بشكلٍ عام يتمّ إمَّا بالخلع، أو القتل، إذ بدأ هذا العصر من 847م إلى 1258م، كما تم تقسيمه الى إلى أربعة عصور هي: عصر نفوذ الأتراك، وعصر النفوذ البويهي، وعصر السلاجقة الأتراك، وعصر ما بعد السلاجقة، كما كان الحكم السائد في هذا العصر بالسيف دون الرأي، والتنفيذ بالسَّوط دون الحِكمة، وكان على الناس الخضوع سواء كان الحُكم باطلًا، أم حقًّا، ممّا أدّى الى ضعف وانهيار الدولة العباسية التي انتهت باستباحة بغداد، وقتل أهلها.
نهاية الدولة العباسية
استمرت الدولة العباسية لمدة خمسمائة عام، وانتهت عام 656هـ، بسبب قيام جنود وقادة الترك بفرض سيطرتهم على الخلفاء العباسيين، مما أدى إلى انهيار وضعف الدولة العباسية، وانغماس المجتمع العباسي في الترف وانزلاق الناس نحو الفساد، واللهو، والبعد عن الدين، وانتشار الشعوبية وازدهارها، وهي حركة مُتعصِّبة تُفضِّل العجم على العرب، وظهور الحركات الأنصارية، ونشوء دول داخل الدولة الإسلامية، حيث أنشأ الأمويون دولة جديدة في الأندلس، بقيادة عبد الرحمن بن هشام بن عبد الملك، بالإضافة إلى ازدياد الدول المستقلة عن الدولة الإسلامية، مثل تأسيس دول في شمال إفريقيا ومصر.