السياحة العلاجية والترفيهية في الأردن

السياحة العلاجية والترفيهية في الأردن

السياحة العلاجية

عرف الإنسان السياحة العلاجية منذ قديم الأزل؛ حيث بدأ الأمر قبل الآف السنين عندما أدرك الإنسان أهمية المعادن الموجودة في الينابيع الحارة، واحتوت الكثير من المعابد على هذه الحمامات الحارة، مما شجع على السياحة الدينية والعلاجية في الوقت ذاته، وكان أقدم من استخدم السياحة العلاجية هم السومريون قبل 4000 سنة ق.م. ودلت الآثار المكتشفة أن السياحة العلاجية كانت منتشرة في مناطق مختلفة من أوروبا خلال العصر البرونزي، وعرفها اليونانيين والهنود وروما العظمى، أما في العصور الوسطى؛ أصبحت آسيا وعلى رأسها اليابان مقصداً للباحثين عن علاج طبيعي، لتتحول المعابد إلى مستشفيات تقدم مثل هذه الخدمات العلاجية الطبيعية، كما عرفت هذه السياحة في العصور الإسلامية من خلال مستشفى المنصور في القاهرة، وكان أكبر وأحدث مستشفى في ذلك الوقت.

في القرن 14 عادت السياحة العلاجية بالمياه المعدنية الغنية بالحديد لتزدهر في اوروبا من جديد، وبقي الأمر كذلك حتى بعد عصر النهضة واكتشاف القارة الامريكية وتطورت أكثر فأكثر، ولكنها امتازت في القرن العشرين بأنها كانت مقتصرة على الأغنياء القادرين على التكفل بتكاليفها المرتفعة، ومع مطلع عام 2000، بدأت الدول المنهارة اقتصادياً في آسيا بالترويج للسياحة العلاجية فيها في محاولة منها لانقاذ اقتصادها، ولا زالت السياحة العلاجية في تطور مستمر إلى يومنا هذا. 

السياحة في الأردن

يعد القطاع السياحي من أهم القطاعات الرافدة للاقتصاد المحلي في المملكة الأردنية الهاشمية؛ إذ إنه يشكل ما نسبته 13% من الناتج الإجمالي محلياً، وتزيد عائداته عن 4.3 مليار دولار سنوياً، فيما تتخطى أعداد السياح القادمين من الخارج الـ 5 ونصف مليون من مختلف أنحاء العالم، وقد عُرف الأردن بطبيعة جغرافية مميزة، جعلته يحتضن العديد من المناظر والمناطق الطبيعية المتنوعة، التي تعد نقطة جذب للسياح في الداخل ومن الخارج، إضافة إلى استعداد الحكومة وتعاونها مع الاستثمارات الدولية والعالمية للنهوض بعدد أكبر من المرافق؛ لإقامة مشاريع سياحية جديدة في المملكة الأردنية الهاشمية وبلورة المناطق المؤهلة لذلك بمقومات داعمة، تلبي تطلعات السيّاح.

إعلان السوق المفتوح

المقومات الأردن السياحية

لطالما اعتُبر الأردن من دول المنطقة الجذابة سياحياً؛ تبعاً للموقع الجغرافي وطبيعة المناخ المعتدل السائد فيه، وهي من أهم المقومات فيه، إلى جانب الأهمية الدينية والتاريخية التي ينعم بها، تبعاً لوجود العديد من المزارات والأضرحة والمعالم التي لها طابع تاريخي وديني بحت، الأمر الذي جعل من المملكة مقصداً سياحياً من قبل المهتمين من جميع دول العالم وعلى مدار العام.

على صعيد آخر نجح الأردن بأن يخطو خطوات متنامية بشكل متسارع في مجال السياحة العلاجية، خاصة وأن قطاع الصحة فيه يعد قوياً ويشمل مجموعة من خير الأطباء والممرضين وكافة أفراد الطاقم الطبي والأدوات والأجهزة الحديثة اللازمة، وهو يأتي الخامس عالمياً في هذا المجال. ومن المقومات الأخرى يُذكر؛ التضاريس المتنوعة؛ إذ يعد الأردن جسراً يربط ما بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا.

يتوفر كذلك في المملكة العديد من المواقع الأثرية، إلى جانب المواقع السياحية الدينية والثقافية والترفيهية والعلاجية، وأيضاً سياحة المغامرات، وجميعها تعد أماكناً للجذب السياحي، ويوجد حوالي 300 فندق موزع في كافة أنحاء الدولة؛ 100 فندق من فئة 3 نجوم فما فوق، ونحو 23 ألف غرفة فندقية مجهزة بالكامل تبعاً لتصنيف الفنادق من نجمة إلى 5 نجوم. على نحوٍ آخر التنوع المناخي في الأردن من أهم مقومات السياحة والجذب السياحي؛ فهو مزيج من مناخي الصحرا وحوض البحر الأبيض المتوسط؛ حيث يسود الدولة مناخ شبه حار إلى حار وجاف صيفاً وأجواء باردة نسيباً ورطبة شتاءً. يُشار إلى المملكة تحتفل سنوياً في يوم 12 أيار بيوم السياحة.

عوامل تقدم الأردن في السياحة العلاجية

لقد أصبح الأردن من أفضل 10 دول عالمياً  في مجال السياحة العلاجية بفضل بعض العوامل، ومنها:

  • توفير كادر متخصص وعلى درجة عالية من التأهيل في مختلف التخصصات الطبيّة، مثل: الطب، والصيدلة، والتمريض، والهندسة الطبية، والعلاج الطبيعي.
  • بناء العديد من المستشفيات الخاصة التي تخضع لأعلى المعايير الدولية.
  • تقديم العلاج بأسعار منخفضة منافسة مقارنة بالدول الأخرى.
  • تقديم الخدمة مباشرةً دون وجود الحاجة لقضاء فترة الانتظار.
  • تقديم خدمات طبية عالية الجودة في الأردن.
  • توفير مختلف أنظمة للتأمين الصحي.
  • وجود العديد من المستشفيات التي تم اعتمادها دوليًا ووطنيًا.
  • توفير منتجعات مخصصة للاستشفاء والعلاج، مثل: البحر الميت وحمامات ماعين. 
  • توفير أحدث الأجهزة والمعدات الطبية في مختلف المراكز الطبية، مثل: مراكز تصوير الأشعة، والمختبرات، والمراكز المخصّصة لعلاج الأورام، ومراكز العلاج النووي والمستشفيات، ومراكز التأهيل والعلاج الطبيعيّ.
  • الموقع الجغرافي، والأمن، والاستقرار السياسي، ووجود تشريعات وأنظمة مخصّصة للقطاع الصحي، وسهولة دخول الزائرين للمملكة.

الجهات المسؤولة عن السياحة العلاجية

هناك العديد من الجهات المسؤولة عن تقديم الخدمات السياحية والعلاجية الطبيعية مثل المنتجعات الصحية، ومراكز النقاهة التي تقدم جلسات علاجية في أجواء مميزة؛ إذ إنها غالباً ما تكون في الهواء الطلق، وتحت اشعة الشمس الدافئة، والمياه المنعشة، بالإضافة إلى المشافي، والمصحات التي يقصدها المرضى.

الموارد الطبيعية العلاجية

توفر الطبيعة عدداً مهماً من العناصر الطبيعية المعدنية التي تستخدم لعلاج أمراض مختلفة وخاصة الأمراض الجلدية وأمراض العظام والروماتيزم، والدرن، وغيرها الكثير، حيث توجد هذه الموارد الطبيعية في كل من: العيون الحارة، وحمامات المياه الكبريتية، والرمال الساخنة، والطين. 

أنواع السياحة العلاجية

  • السياحة الاستشفائية: في هذا النوع من السياحة، يقصد الناس المناطق المفتوحة الموجودة في الطبيعة مثل البحيرات، والينابيع، والرمال؛ من أجل الاستشفاء من بعض الأمراض. 
  • السياحة العلاجية: يقصد الناس في هذا النوع من السياحة المراكز الطبية، والمشافي، والمصحات المتخصصة، والمجهزة بكوادر طبية عالية الكفاءة؛ من أجل الحصول على رعاية علاجية طبية متخصصة.
اقرأ أيضاً:  منطقة ضاحية الأمير حسن في محافظة عمان

السياحة العلاجية في البحر الميت

يعتبر البحر الميت هو أخفض بقعة على سطح الأرض، وأكثر البحار ملوحةً؛ حيث إن مياه البحر الميت تحتوي على كمية كبيرة من الملح، تعادل عشر أضعاف ما تحويه مياه البحار الأخرى، وهو يعتبر أحد الأماكن السياحية المشهورة جداً، التي يتجه إليها عدد كبير من الأشخاص لقضاء الأوقات الجميلة والراحة والاستجمام، كما يقصده نسبة عالية من الزوار لغاياتٍ علاجية. ويزداد الإقبال على السياحة العلاجية في البحر الميت، وذلك لاحتواء مياهه على العديد من المركبات العلاجية والدوائية، والتي تساعد في علاج الكثير من الأمراض، بالإضافة إلى طين البحر الميت، الذي يدخل في تركيب مجموعة كبيرة من كريمات التجميل، ولا تقتصر الفائدة الموجودة في البحر الميت على ذلك؛ حيث إن الهواء الموجود في منطقة البحر الميت أيضاً غنيّ بالأيونات السالبة، والتي تعود بالفائدة على الرئتين والتنفس بشكل كبير، كما أنها تعالج أمراض الربو، وضيق النفس، ويتجه إليه عدد كبير من الأشخاص من كافة دول العالم ليتمتعوا بمظهره الجميل، ولمشاهدة أكوام الملح التي تتشكل على هيئة صخور رسوبية مترسبة على الشاطئ، ومن أهم أسباب السياحة العلاجية في البحر الميت: 

طينة الجسم

تستخرج الطينة الطبيعية من البحر الميت؛ حيث إنها تعد المنطقة الأكثر انخفاضاً على سطح الأرض، كما أنها الأغنى على الإطلاق بالمعادن؛ حيث إنها تحتوي على 26 عنصراً هاماً لجسم الإنسان، مثل: المغنيسيوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والبرومين، والسفات، والليثيوم، والسرونتيوم، واليود، والحديد، والسيدينيوم، والكروم، والزنك، ويساعد تغذية الجسم بهذه المعادن من أداء الدورة الدموية، كما يزيد من قدرته على التخلص من السموم، بالإضافة إلى ذلك فإنها تخلص الجسم من الارهاق، وآلام الظهر، وتوفر للخلايا العناصر الهامة اللازمة لتجديدها، مما يضفي النعومة والحيوية والنضارة على الجلد، كما أثبتت هذه الطينة فعاليتها ضد العديد من الأمراض الأخرى، مثل: الصدفية، والروماتيزم، و تشقق الأقدام.

طينة الوجه

تم استخراج طيبة خاصة للوجه من البحر الميت، وهي تحتوي على 26 عنصراً من المعادن بطريقة تجعلها تتناسب مع أنواع البشرة على اختلاف أنواعها، ويتم ذلك من خلال زيادة نسبة المطريات، وإضافة زيت النعناع الطبيعي إليها؛ حيث إنه يعمل على فتح مسامات البشرة، ويساعد ذلك المعادن على الدخول إلى هذه المسامات، وتغذيتها بالعناصر و تخليصها من الدهون والزوان، وتقوم هذه العناصر بشد البشرة، ومقاومة التجاعيد، واضفاء عامل الحيوية والنضارة على البشرة، ويجب التركيز إلى أنه يجب استعمال مرطب خاص بعد استعمال طينة الوجه وغسل الوجه بها.

أملاح الحمام

يتم استخراجها من خلاصة الأملاح المعدنية الطبيعية لمياه البحر الميت، والتي تحتوي على 26 عنصراً معدنياً، تم إنتاجها بسبعة ألوان، والعديد من الروائح الطبيعية التي تتناسب مع كافة الأذواق، ويمكن استعماله بسهولة وذلك من خلال إذابة محتويات كيس الأملاح في الحمام، وتغطيس الجسم بالمحلول، وحينها يبدأ الجسم بامتصاص العناصر الطبيعية، مما يساعد الجسم على الاسترخاء والتخلص من الإجهاد، كما أنه يساعد على الوقاية من الأمراض الجلدية.

أهم وجهات العلاج الطبيعي في الأردن

أهم وجهات العلاج الطبيعي في الأردن

حمامات ماعين

تقع جنوب الأردن في محافظة مادبا وتبعد ما يقارب 60كم عن العاصمة عمان، وهذا أهمّ ما يميّزها حيث يمكن زيارتها والعودة إلى عمان في يوم واحد فقط، وتوفر حمامات ماعين لزائريها منتجع سياحي جديد ومتطوّر، وقد تم العمل عليه لتقديم أفضل الخدمات العلاجية التي يتم تقديمها عادةً في العيادات الطبيعية، وتشتهر حمامات ماعين بمياهها الساخنة الغنية بالعديد من المعادن التي تمتلك أهم الخواص العلاجية لمختلف الأمراض.

حمامات عفرا

تقع في جنوب الأردن قرب مدينة الطفيلة، وتبعد عنها ما يقارب 25كم، وهي ذات المناخ المعتدل ، ويميزها وجود مناظر طبيعية خلابة فيها، ووجود مرافق للنوم والإيواء، وأماكن مخصصة لتقديم الخدمات العلاجية التي يحتاجها الزائرين لضمان إقامة مريحة وسعيدة لهم، إضافة إلى وجود ينابيع مياه ساخنة مستمرة الجريان، وتتمتع مياهها بالعديد من الخصائص العلاجية.

الحمة الأردنية

تعتبر واحدة من القرى الصغيرة في مدينة إربد ضمن لواء بني كنانة، وتحيط بها مناظر طبيعية خلابة، وتتمتع بطقس معتدل ولطيف نسبياً، وتتميز بوجود مجرى مائي تحتها تجري فيه مياه معدنية علاجية، حيث تخرج ساخنة غنية بالأملاح والمعادن.

منطقة وادي بني حماد

تأتي المملكة الأردني الهاشمي ضمن مناطق الشرق الأوسط، التي تتمتع بمناخ معتدل صيفا وشتاءً، وتزخر بمجموعة كبيرة ومتنوعة من المناطق الطبيعية السياحية؛ ذات المناظر الخلابة، والمرافق والخدمات التي تجذب الزوار والسياح من داخل وخارج المملكة على حد سواء، وتتراوح هذه المناطق بين صحراء ذات رمال حمراء، وجبال مليئة بالأشجار، وأدوية تجري تحتها أنهار عذبة، وغابات حرجية وما إلى ذلك. وحول وادي بني حماد في الأردن؛ فهو من أهم وأبرز المعالم الطبيعية الموجودة في محافظة الكرك، وتحديداً إلى الشمال الغربي من المدينة على بُعد 30كم، وجنوب العاصمة عمان على بُعد 100كم، يعد هذا الوادي منطقة طبيعية غنية بأشجار النخيل والشلالات الطبيعية والتربة والأزهار الرائعة والأجواء العليلة، ما يعني أنها تمتلك كافة مفردات الجمال الطبيعي، إضافة إلى وجود مرافق وخدمات تتمثل بمحطة استراحة 

طبيعة وادي بني حماد في الأردن

يمثّل وادي بني حماد بجماله وطبيعته المنفردة سراً من أسرار الكون؛ حيث يوجد سرداب مائي يمر فيه ويمكن للطير والبشر الاستمتاع به، وهنالك متحف فني يزخر باللوحات الرائعة والحجارة المنحوتة بفعل عوامل الجو، لكنها لا تزال جاثمة على جانبيه، وتتدلى عناقيد أشجار النخيل من بين تشققات الصخور بصورة غاية في التميز؛ لتشكّل غابة معلقة بين الأرض والسماء، وهنالك شلالات الماء العذبة التي تجبر الزائر على أخذ لقطات تذكارية لها، والجلوس إلى جانبها والاستمتاع بمنظرها الأخاذ، والاستجمام بدخول مياهها الدافئة. على نحوٍ آخر يوجد العديد من أنواع الحيوانات التي تسكن في هذا الوادي، أو بالقرب منه؛ حيث الطيور بمختلف الأنواع والأشكال، والأرانب، وبعض الثعالب المحلية.

اقرأ أيضاً:  منطقة رجم عميش في محافظة عمان

تاريخ وتسمية وادي بن حماد

عام 1492 جاء مجموعة من الأشخاص من الأندلس من بني حماد إلى الأردن؛ نصفهم سكن في منطقة وادي بني حماد، ونصفهم الآخر رحل متوجهاً إلى الشمال بحيث محافظة عجلون، وبحسب الباحثين والخبراء في هذا المجال فإن نسبة تسمية هذا الوادي بهذا الاسم تعود إليهم، كما يُعتقد بأن هذا الوادي كان في الزمن القديم منطقة أولياء، وتحديداً في زمن الدولة الفاطمية، وكان السكان يتوافدون إليه بغية التداوي والعلاج من أنواع عدة من الأمراض، وكذلك للعلاج من العقم؛ حيث يقوم بعض المصابين بتقديم الذبائح والنذور للأولياء للحصول على ذرية.

مزايا موقع وادي بني حماد في الأردن

تبعاً للموقع الجغرافي لهذا الوادي؛ في الشمال الغربي من مدينة الكرك، فإن هنالك الكثير من المزايا الطبيعية ومناظر الخلابة الخاصة به؛ حيث تنبع عين الفارعة وعيون وادي الفوار على طول المكان، ما يجعل الماء البارد يتدفق عبر الوادي إلى البساتين والمزارع الممتدة على أطرافه لمسافة 2كم، ويصل طول الوادي من الملاقي مع وادي الفور حوالي 15كم  لحين انتهائه جنوب منطقة البحر الميت. والحمامات المعدنية أيضاً من مزايا وادي بني حماد، وهي منطقة يسير إليها الزوار على الأقدام باتجاه الجهة الغربية، ومروراً بالممر الصخري بعد قطع مسافة تصل إلى 3كم، ثم يبدأ الوادي بالاتساع شيئاً فشيئاً وصولاُ إلى نهايته، وتحتاج هذه العملية إلى 4 ساعات تقريباً قد تزيد أو تنقص بحسب همّة الزوّار وسرعتهم، ولا يحتاجون إلى أي مساعدات بالحبال أو ما إلى ذلك أثناء المشي، سوى اجتياز مياه بعمق 0.5م فقط، كما يستطيع الزائر سلوك الطريق الصحراوي باتجاه محافظة الكرك، ثم الانعطاف إلى بلدة الربه، والتوجه من بعدها إلى بلدة راكين، ومن ثم بلدة بتير ومنها يمر بالطريق المعبدة التي تؤدي إلى وادي بني حماد، لكن يجدر الإشارة إلى أن هذا الطريق متعرج ومنحدر للغاية لمسافة تصل 4كم فقط، ثم يبدأ الطريق ليبدو أقل خطورة وصولاً إلى الحمامات المعدنية.

يوجد في الوادي مرافق صحية، ومواقع للتخييم، وبرك مائية ساخنة للاستجمام والراحة، وجميع هذه المرافق يتم الإشراف عليها من قبل جمعية موظفي بلدية الكرك، كما أن المياه المعدنية الموجودة في وادي بني حماد تساعد على علاج الكثير من الأمراض، وينصح العديد من الأطباء للجوء إليها بغرض الاستشفاء أو تخفيف آلام الروماتيزم وأمراض المفاصل والأورام الموجودة فيها، إضافة إلى الأمراض الجلدية.

أشهر وجهات السياحة العلاجية العربية

تونس

احتلت تونس المرتبة الأولى عالمياً في مجال السياحة الاستشفائية، حيث يقصدها السياح من مختلف بقاع الدنيا من أجل الاستشفاء، وتعتبر كل من مدينة قبرص وحمام بورقيبة في تونس من أشهر مراكز الاستشفاء بالمياه المعدنية الجوفية الدافئة، وبشكل عام تحتوي تونس على 4 محطات استشفائية، و 60 مركزاً للعلاج بمياه البحر، و50 مركزاً للعلاج بالمياه الطبيعية، ومراكز نقاهة، و18 نبعاً جوفياً حاراً، بالإضافة إلى عدد كبير من الحمامات الشعبية. 

مصر

يقصد السياح واحة سيوة في مصر للاستطباب برمالها الساخنة وينابيعها الحارة؛ لعلاج أمراض العمود الفقري والعظام، بالإضافة إلى رمال منطقة الدكرور المستخدمة في علاج كل من الروماتيزم، وشلل الأطفال، والصدفية، والجهاز الهضمي.

أشهر الوجهات السياحية العالمية

تعتبر أمريكا من أهم الوجهات السياحية العلاجية على مستوى العالم، حيث يقصدها المرضى للحصول على الرعاية الصحية المتقدمة المتوفرة في مستشفياتها، ومن جهة أخرى؛ يقصد العديد من المرضى بريطانيا للتمتع بخدمات كل من مصحات الإدمان والأمراض النفسية، كما تزدهر هذه السياحة في كل من بلجيكا، وبولندا، والمجر، وقبرص، وكوبا و كوستاريكا في قارة أمريكا الجنوبية، أما في القارة الآسيوية؛ تفوقت كل من الهند، وماليزيا، وتايلاند، وسنغافورة في هذا المجال.

محمية عجلون

تقع محمية عجلون في المرتفعات الشمالية في الأردن، وتتكون من مجموعة من التلال ذات الارتفاعات المتباينة والتي يصل ارتفاعها إلى 1100م تقريباً، يتخللها عدد من الأودية الصغيرة والمتوسطة، وتبعد عن العاصمة عمّان 75كم وعن وسط محافظة عجلون 12كم، وتقدر مساحة المحمية ما يقارب 12كم²، ويحيطها 6 قرى، وتكثر فيها أشجار البلوط والصنوبر والخروب والفراولة البرية والفستق البري، وتعتبر الأشجار مهمة بالنسبة للسكان المحليين باعتبارها مصدراً للحطب ومنظراً طبيعياً جميلاً، وفي أحيانٍ كثيرة لأغراض علاجية وكطعام، وقد شهدت مدينة عجلون على مر العصور استيطان حضارات بشرية بسبب موقعها وطبيعتها وغاباتها الكثيفة وتربتها الخصبة، ويظهر هذا في المواقع الأثرية المنتشرة في الغابات والقرى المحيطة بها.

الطبيعة في محمية عجلون

تتميز المحمية بتنوع حيوي فريد بما تحويه من أشجار ونباتات برية، بالإضافة إلى الحيوانات البرية، فهي تضم العديد من النباتات النادرة والمهددة بالانقراض، وتسعى الجمعية الملكية لحماية الطبيعة إلى الإكثار من الإبل الأسمر المهدد بالانقراض في الأردن، رغم صغر حجمها إلا أنّه يعيش فيها أكثر من 400 نوع من النباتات، منها ما هي ذات خصائص طبية وغذائية، ومنها ما هو مهدد بالانقراض ومسجل في اتفاقية سايتس الخاصة بـ الاتجار الدولي بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، وتنفذ الجمعية الملكية لحماية الطبيعة خطة متكاملة لمتابعة غابات السنديان دائمة الخضرة وما تحتويه، بهدف المحافظة على بيئتها والحياة البرية فيها، ويوجد في المحمية:

  • 200 نوع من النباتات والأزهار البرية: مثل: شقائق النعمان، الزعمطوط، اللوف، الدحنون، الحميض، والصفير، الأقحوان، والسوسنة السوداء. 
  • 30 نوع نبات طبي: مثل: الجعدة، رجل الحمامة، القدحة، الختمية، القرصعنة، والعنصل.
  • 8 أنواع من المفترسات: مثل: الذئب، الضبع، القط البري، الثعلب الأحمر، السمور، الغريري، الواوي، والفساية.
  • 4 أنواع من القوارض: مثل: فأر الحقل، السنجاب الفارسي، النيص، والخلند.
  • 16 نوعاً من الزواحف: مثل: السلحفاة الإغريقية، الأفعى الفلسطينية، والسحلية الخضراء.
  • 40 نوعاً من الطيور: مثل: الصقر الحوام، عقاب الحيات، الحجل، الهدهد، والبلبل.

السياحة في محمية عجلون

تعتبر محمية عجلون مكاناً يضم النباتات والحيوانات البرية إضافة إلى كونها مكاناً ينعم بالهدوء ويستطيع المرء التمتع بجمال الطبيعة فيها، ويعتبر كل من الضبع المخطط والنيص المتوج من الحيوانات التي يندر العثور عليها إلا في محمية عجلون، وفي فصل الربيع تمتلئ بالزهور البرية كشقائق النعمان والورود الصخرية. كل ذلك يجعلها ذات طبيعة خاصة خلابة وجميلة بسبب ندرة التنوع الحيوي بها، هي أيضاً مزار سياحة لمحبي الطبيعة والتخييم، حيث توجد في المحمية أماكن تتمثل في: مكتب استقبال وحجوزات، ومطبخ وصالة طعام، وأكواخ تتسع إلى حوالي 80 سائحاً يوماً، ومرافق تخدم الزائرين التي تضم العديد من الخدمات التي تقدم بأسعار مناسبة للوافدين، وتضم المحمية ممرات عديدة بين أشجار غابات المحمية، كل ذلك جعل لها قيمة أثرية وعلمية مميزة ذات طبيعة خاصة يقصدها محبو الطبيعة والهدوء.

اقرأ أيضاً:  مدينة تورنتو في كندا

المناخ في محمية عجلون

إنّ المناخ المعتدل صيفاً جعل للمحمية مكاناُ مناسباً للزوار والباحثين عن التنزه بسبب ارتفاعها عن سطح البحر، كما انعكس ارتفاع نسبة الرطوبة في المنطقة على التنوع الحيوي، وهذا جعل من المنطقة مصيفاً للأردنيين والسياح، فطبيعة مناخ البحر الأبيض المتوسط المتمثلة في درجات الحرارة المعتدلة صيفاً والباردة شتاءً ومعدل هطول الأمطار السنوي في المحمية جعلها مناسبة لنمو غابات السنديان وما يرافقها من أشجار وشجيرات ونباتات برية، إلا أنّه ومع التغيرات المناخية في العالم فلابد من إيجاد محطة رصد مناخي فيها تزود إدارة المحمية بالمعلومات اللازمة في السنوات القادمة للتعرف على الوضع المناخي وفهم التغيرات.

الأهمية التعليمية والبحثية لمحمية عجلون

تعتبر محمية غابات عجلون من أكثر المواقع البيئية في المنطقة التي تستخدم من قبل معظم المؤسسات التعليمية وخاصة المدارس والجامعات، حيث يزورها باستمرار أعداد كبيرة من الطلاب من جميع أنحاء الأردن، حيث يمكنهم التعرف عن قرب على الغابات والتنوع الحيوي. وتميز محمية عجلون بالغابات وعناصر البيئة المتنوعة وما تضم من أحياء برية جعلها مقصداً لطلاب المدارس والجامعات في مجال الأبحاث العلمية والأكاديمية بهدف جمع المعلومات اللازمة لأبحاثهم ودراساتهم، وقد ساعدت المحمية الكثير من طلاب الدراسات العليا على استكمال أبحاثهم، فهي حالة دراسية متعددة المواضيع. 

محمية ضانا الطبيعية

تأسست محمية ضانا عام 1989، وهي تعد أكبر محمية في الأردن بناء على دراسة قامت بها هيئة تنشيط السياحة الأردنية وكذلك عدد من المواقع المهتمة بالبيئة، وتقع في محافظة الطفيلة. تتكون المحمية من سلسلة من الأودية والجبال تمتد من شرق وادي الأردن إلى صحراء وادي عربة، وتبلغ مساحتها 308كم²، جبالها شديدة الإنحدار، وتظهر ألوانها المختلطة بين الأحمر والأبيض عند انعكاس أشعة الشمس الذهبية عليها؛ فيتكون مشهد يأخذ الألباب ويأسر القلوب، كما أن تلالها وسهولها تنبسط على سطحها رمال ذهبية رائعة وتلتف حولها غابات كثيفة خضراء.

الخصائص البيئية لمحمية ضانا

محمية ضانا هي المحمية الوحيدة في الأردن التي تضم الأقاليم الجغرافية الأربعة: إقليم البحر الأبيض المتوسط، إقليم الصحراء العربية، الإقليم الإيراني الطوراني، والإقليم السوداني. حيث تعد هذه المحمية موئلاً لمجموعة كبيرة من الحيوانات والطيور والنباتات المميزة؛ فهي موطناً تضم هذه الكائنات من ثلاث قارات: آسيا وأوروبا وأفريقيا، وحتى الآن تم تسجيل ما يقارب 700 نوعاً من النباتات بين أعشاب ونباتات برية، و190 نوعاً من الطيور، و37 نوعاً من الثدييات، و36 نوعاً من الزواحف يعيشون في هذه المحمية، وهناك 25 نوعاً معرض للخطر بما فيها: القط الرملي، والذئب السوري، وطائر العوسق الصغير، والسحلية شائكة الذيل التي إن لم تتوفر الرعاية المناسبة لها سوف تختفي على وجه الأرض، الأمر الذي يجعل من محمية ضانا مكاناً مهماً في العالم.

محمية ضانا الجوهرة الطبيعية

عام 1994 اتخذت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة أساليب رائدة للسعي قدر الإمكان في الحفاظ على التنوع البيولوجي والحيوي الموجود في ضانا، وساهم صندوق البيئة العالمي في تمويل هذا المشروع، وأول خطوة لها كانت في وضع خطة لإدارة المحميات في الأردن، وقام بجعل محيط محمية ضانا الحيوي أنموذجاً متكاملاً للمحافظة على البيئة، إضافة إلى ذلك قام بتطوير التنمية الإجتماعية الإقتصادية، واعتنت الخطة بتحديد الأهداف والإستراتيجيات والأولويات التي تعمل على حماية التنوع البيئي في محيط ضانا الطبيعي وبين ما يحتاجه السكان المحللين للمنطقة، وتتبع هذه الإستراتيجية غالباً مفهوم تقسيم المناطق لتحديد مناطق الأنشطة الترفيهية والفعاليات، وتخصيص مناطق أخرى تعنى بالرعي، ولمست محمية ضانا أثراً طيباً من خلال هذا الأسلوب المتبع؛ حيث احتلت المرتبة الأولى في المواقع السياحية في الأردن التي تتحمل المسؤولية البيئية، وما زالت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تتلقى العديد من الجوائز العالمية؛ بسبب نجاحها في الحد من الفقر داخل المجتمعات المحلية والعمل على خلق فرص عمل، وأيضاً بسبب مساعيها في المحافظة على البيئة الطبيعية، التي تتعرض للتهديدات سواء كانت بشرية أو طبيعية، والتي لا تزال تعاني من قطع الأخشاب، الرعي الجائر، والصيد.

نشاطات وفعاليات يمكن ممارستها في محمية ضانا

يوفر مثل هذا التنوع البيئي أنشطة متعددة من المغامرات والاسترخاء؛ حيث يمكن للزائرين أن يتركوا مركباتهم والمشي في المكان؛ حيث جمال وانعزال المحمية بواسطة واحد من العديد من ممرات المشي، وكذلك الأخاديد، كما يتوفر أدلاء محليين من البدو للرحلات الطويلة؛ مثل: المشي وركوب الدراجات الجبلي، أما الرحلات القصيرة من الممكن أن تتم دون الحاجة إلى دليل، ومن الممكن أن تتضمن نشاطات ضانا جولة في ضانا “العصر العثماني” ومحمية القرية الطبيعية، وكذلك زيارة المقابر النبطية والاسترخاء في شرفة خاصة ذات اطلالة جميلة ومحاطة بمناظر ضانا الخلابة. كما يتحدى الضيوف أنفسهم في الصباحات الباكرة المشمسة بجولة قصيرة مع شروق الشمس، والتي تعد بداية ممتازة ليوم جميل في فينان، وفي فترة غروب الشمس يتم تقديم جولة قصيرة مجانية للضيوف، أما ليلاً يلجأ الضيوف إلى التجول بالنزل الساحر، أو التمتع بمشاهدة النجوم من على شرفة في أعلى النزل.

مقالات مشابهة

مدن جنوب السعودية

مدن جنوب السعودية

أفضل مكاتب سياحة وسفر في عُمان

أفضل مكاتب سياحة وسفر في عُمان

مدينة سنجار في محافظة نينوى

مدينة سنجار في محافظة نينوى

تعرف على عادات بعض البلدان العربية

تعرف على عادات بعض البلدان العربية

محافظة البحيرة

محافظة البحيرة

محافظة نمرة أين تقع

محافظة نمرة أين تقع

جامعة البصرة كلية التربية للعلوم الإنسانية

جامعة البصرة كلية التربية للعلوم الإنسانية