يستخدم مفهوم علم الاقتصاد للتعبير عن مجموعةٍ من النظريات والنماذج الفكرية التي توضِّح كيفية بناء الثروة وطريقة توزيعها ضمن المجتمعات، بالإضافة لتوضيح طريقة تعامل الأفراد مع الموارد وخاصّةً تلك التي يندر وجودها، كما يستخدم هذا المفهوم أيضاً للتعبير عن مجموعةٍ من الدراسات الإنسانية التي تتعلّق بطبيعة الاختيارات البشرية والتي تعتمد بشكلٍ مباشرٍ على الاستفادة من الموارد المحدودة، أو للتعبير عن الأسلوب المستخدم لتنظيم مجموعةٍ من القطاعات مثل: القطاع المالي، والقطاع التجاري، والقطاع الصناعي، بالإضافة لدراسة الأفكار الاقتصادية المرتبطة بمجموعةٍ من السياسات.
المبادئ الأساسية لـ علم الاقتصاد
استناداً إلى مجموعة من النظريات والتجارب المختلفة ورجوعاً إلى المبادئ التي شرحها عالم الاقتصاد الشهير غريغوري مانكيو فإن للاقتصاد 9 مبادئ أساسيةً هي:
الفرصة البديلة
هو واحدٌ من أهم مبادئ علم الاقتصاد إذ يعتمد على مبدأ المفاضلة، ويتلخّص بالتخلّي عن شَيْءٍ ما مقابل الحصول على آخر بديل، وهذا بلا شكّ يتطلّب النظر في تكاليف وفوائد مسارات العمل البديلة ومقارنتها بالمسار الأصلي قبل اتخاذ القرار.
اتخاذ القرارات
هو واحدٌ من المساعي الأساسية في مبادئ علم الاقتصاد، حيث يرتكز على المفاضلة بهدف إشعار المستهلك بالرضى لأقصى درجةٍ ممكنة، ومن الأمثلة على المفاضلة هنا المقايضة بين الكفاءة والمساواة، حيث تعرف الكفاءة بأنها إمكانيّة الحصول على أقصى فائدةٍ ممكنةٍ من الموارد الشحيحة، بينما تعرف المساواة بأنها توزيع الفوائد بالعدل والتساوي بين أفراد المجتمع كافة.
العقلاء يفكرون في الهامش
يقوم هذا المبدأ على حقيقةٍ مفادها أن المستهلكين كافّةً هم أشخاصٌ عقلانيون يتخذون قرار شراء السلعة أو الخدمة بعد مقارنة الفوائد والتكاليف الهامشية مع السعر المطلوب، فإذا كان الرضا الإضافي مساوياً للسعر المدفوع فهنا يحقّق المستهلك أقصى قدرٍ من الرضا وهو المطلوب.
تفاعل الناس مع بعضهم البعض
كان هذا التفاعل فيما مضى ولا زال واحداً من أهم المبادئ في علم الاقتصاد، حيث أن البلدان عادةً ما تستفيد من التفاعل مع بعضها البعض وكذلك الحال في الأسواق التي تعد واحدةً من أفضل الوسائل لتنظيم النشاط الاقتصادي وعكس أسعار السوق وتكاليف المنتجات، ومن هنا ظهر مفهوم اقتصاد السوق الذي يهتم بتخصيص الموارد عن طريق القرارات اللامركزية لكلٍّ من الأسر والشركات المتفاعلة مع بعضها في سوق الخدمات.
الإنسان يستجيب للحافز
هو مبدأ قديمٌ ومتأصّلٌ في الإنسان حيث أن تحفيز الموظف للعمل على سبيل المثال عن طريق المكافآت وغيرها سيؤثر على أدائه بلا شك وسيحفز الموظفين الآخرين على العمل بجدّ ما ينعكس على الإنتاجية بشكلٍ إيجابي.
الحكومات قادرة على تحسين نتائج السوق
عادة ما تتدخّل الحكومة في الأسواق عندما تلاحظ فشلاً في تخصيص الموارد بكفاءة، حيث تؤثر قدرة الطرف الاقتصادي بشكلٍ كبيرٍ على أسعار السوق، وبذلك قد يتمّ توزيع الازدهار الاقتصادي بشكلٍ غير عادل حيث أن اقتصاد السوق يكافئ الناس على قدرتهم على الإنتاج.
ترتفع الأسعار عندما تطبع الحكومة الكثير من المال
يقوم هذا المبدأ على أن خلق مبلغ كبيرٍ من المال سيؤدي إلى انخفاض قيمة النقود، وهذا ما ينتج عنه زيادةٌ مستمرةٌ في المستوى العام للأسعار أو ما يعرف بالتضخم.
مفاوضات التضخم والبطالة قصيرة المدى وتؤثر على المجتمع
يقوم هذا المبدأ على أن المقايضة بين التضخم والبطالة على المدى القصير سيؤثر بشكلٍ مباشرٍ في تحليل دورة الأعمال والتقلبات في النشاط الاقتصادي، حيث أن إضافة الأموال إلى الاقتصاد على المدى القصير يؤدي إلى انخفاض البطالة وارتفاع أسعار السّلع والخدمات.
قدرة البلد على إنتاج السّلع والخدمات تؤثر على مستوى المعيشة
تختلف كمية السّلع والخدمات التي ينتجها العامل في الساعة الواحدة من بلدٍ إلى آخر، وهذا ينعكس بلا شكّ على مستوى المعيشة حيث أن الإنتاجية الأعلى تعني مستوىً معيشيّاً ودخلاً أفضل بكثير، وهنا يأتي دور صناع القرار في تأهيل العمال وتدريبهم وتزويدهم بالمعدات المناسبة وذلك لرفع مستوى الإنتاجية إلى أقصى حدٍّ ممكنٍ ومنه تحسين المستوى المعيشي للفرد في الدولة.