جدول المحتويات
مدينة صافيتا
مدينة صافيتا هي إحدى مدن محافظة طرطوس الساحلية، الواقعة في الشمال الغربي السوري، حيث تشكل القسم الشمالي من محافظة طرطوس، وتتميز بطبيعتها شديدة الجمال، إذ تطل من جميع جهاتها على الجبال والغابات، كما قال عنها الطبيب والسياسي الألماني كلاوس فوكس، عندما زارها وانبهر بها؛ “لا يوجد في سويسرا أجمل من ما يوجد في صافيتا ولا من مناظرها الطبيعية وهوائها العليل”.
تسمية مدينة صافيتا
تتعدد الآراء حول أصل تسمية مدينة صافيتا، حيث تتضارب ما بين كونه سريانياً أوعبرياً أو فينيقياً وآرامياً، إذ تعني بالسريانية الهواء الصافي أو الشافي أو صفاء الحياة، أما بالعبرية فتعني القلعة، أما بالفينيقية والآرامية فتعني الصخرة العالية الملساء.
الطبيعة الجغرافية لمدينة صافيتا
تقع مدينة صافيتا في الجزء الجنوبي من جبال الساحل السوري، على ارتفاع كبير عن سطح البحر، حيث يبلغ ارتفاعها 380م، وهو ما يتيح لساكنيها أن يشاهدوا منها مناطق تقع في لبنان نفسها؛ مثل: سلسلة جبال لبنان، ومدينة طرابلس، بل إنه يمكن للناظر أن يرى منها البحر المتوسط، وهي الواقعة على بعد 27كم منه.
التقسيم الإداري وعدد السكان في مدينة صافيتا
يبلغ عدد سكان المدينة 40 ألف نسمة، وتتبع لها العديد من القرى وهي: قرية المنزلة، وقرية رويسة المندرة، وقرية المندرة، وقرية عمران زينة، وقرية ريشة، وقرية التلعة، وقرية عامودي، وقرية السويدة، وقرية ضهر البياطرة، وقرية مرج دياب، وقرية الكرامة، وقرية حنجور.
النشاط الاقتصادي في مدينة صافيتا
نتيجة التاريخ العريق لمدينة صافيتا، بالإضافة إلى غزارة مواسم الأمطار والتي تقدر بـ 1000 ملليمترٍ سنوياً، فإنها تعتبر مدينة سياحية وزراعية في آنٍ معاً، بالإضافة إلى أن الزراعة هي المورد الرئيسي لسكان صافيتا، ولها محصول دائم من أشجار الزيتون، التي تعطي لصافيتا ميزة إنتاج زيت الزيتون الجيد، والمشهور على مستوى سوريا كلها، أما عن محاصيل صافيتا الموسمية فهي: الخضروات، والحمضيات، واللوز، والتين، والجوز، والكرمة.
المناطق الأثرية في مدينة صافيتا
برج صافيتا
يعد من أهم المعالم الأثرية في مدينة صافيتا، والرمز التاريخي لها، والذي كتب عنه أديب طيار وهو ابن مدينة صافيتا، فهي مدينة تاريخية يرجّح العلماء المختصون بأن آثارها الباقية تعود إلى عهد الصليبيين، كما أن برجها هو عبارة عن برج يشمخ كعمود الصبح على رأس الرابية الشمالية من المدينة، يحيط به جداران : الأول مزقته المعارك والثاني دمرته المنازل ومع ذلك لا يزال الظاهر منه يبهر الأشخاص.
يرتفع برج صافيتا عن سطح البحر 441م، أما طوله فهو 30م، ويعتبر أحد الأبراج الباقية من قلعة ضخمة كانت تقع في وسط المدينة، والتي بنيت في عهد الحروب الصليبية، وكانت تسمى القلعة البيضاء.
حصن سليمان الأثري
يقع حصن سليمان بالقرب من قمة النبي صالح، وهي إحدى القمم الجبلية التي تطل عليها مدينة صافيتا، بالإضافة إلى جبل النبي متى ذو الينابيع التي يزيد عددها عن 300 نبعٍ، وجبل النبي زاهر.
أنشأ الآراميون هذا الحصن هرباً من هجمات الآشوريين، ثم جدده السلوقيون وخصصوه لعبادة الإله بعل-زيوس، ثم بنيت فيه كنيسة وذلك أثناء الحكم البيزنطي.
تعود تسمية حصن سليمان إلى الأحجار الضخمة التي بني منها الحصن، والتي أبهرت السكان المحليين، وجعلتهم لا يصدقون أن بشراً قد بنوه، وظنوا أن جن النبي سليمان هم من قاموا ببناء الحصن، خاصةً أن الحصن مقام على ارتفاع يصل إلى 950م فوق سطح البحر.
مغارة الضوايات
سميت بهذا الاسم لكون سقفها به ثقوب تضيء مدخل المغارة، حيث تعتبر ضوايات هي جمع ضوء في العامية السورية، ويصل طول المغارة إلى عدة كيلومترات تحت الأرض، ويمكن لزائريها رؤية الترسبات الكلسية ذات الأشكال الصاعدة والنازلة، التي تصنع مشهداً مدهشاً وساحراً.
تعتبر مغارة الضوايات من أقدم المغارات المكتشفة في سوريا، ويعتقد أنها من أقدم المغارات في العالم، فيقدر عمرها بأكثر من 70 مليون عاماً.