جدول المحتويات
تعريف الإيمان لغة واصطلاح
مفهوم الإيمان في اللغة يعني التصديق والاطمئنان، وهو من الجذر (أَمِن) في اللغة، ويقول الله عز وجل: {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} [يوسف:17]، ويعرّف أيضًا بأنه الاعتراف والإقرار بالشيء بتصديق مطلق، والإيمان في الشرع معناه القول باللسان والتصديق بالقلب والإقرار بالجوارح كما جاء في السنة النبوية الشريفة وعن العلماء، كما يعرف الإيمان بأنه زيادة الطاعة والابتعاد عن المعاصي، إذ يقول الله عز وجل: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا} [مريم:76]، ويقول سبحانه: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ} [المدثر:31]، أما الإيمان اصطلاحًا فهو كما عرّفه السلف: “ليس الإيمان بالتمنِّي ولا بالتحلي، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال”.
أهمية أصول الإيمان
ينبغي على كل مسلم معرفة أصول الإيمان والاعتقاد والإقرار بها يقينًا، وهي ستة أصول: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والإيمان باليوم الآخر، والقدر، وهذه الأصول هي الركائز الأساسية التي يقوم عليها الدين الإسلامي، إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإيمان في حديث جبريل عليه السلام: “أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ” [مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. ولذا يجب على كل مؤمن أن يعتقد ويصدق بها كلها.
تعريف أصول الإيمان
الإيمان بالله
يعني التصديق التام والاعتقاد الجازم بوجود الله سبحانه، ووحدانيته، وأسمائه وصفاته، وقدراته، وهذه هي الفطرة التي ولد كل إنسان على هذه الأرض عليها وهي فطرة التوحيد، إذ يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: “ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَواهُ يُهَوِّدانِهِ أوْ يُنَصِّرانِهِ أوْ يُمَجِّسانِهِ” [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، والأدلة التي تثبت وجود الله لا تعد ولا تحصى، فهو الخالق لكل شيء في هذه الدنيا، لا مثيل له ولا شبيه، ولا يشبه شيئًا من مخلوقاته جل جلاله.
الإيمان بالملائكة
تعتبر الملائكة من أعظم المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى، ولهم مهمات متنوعة، فمن الملائكة من يحملونَ عرش الرحمن، ومنهم من يقومون بتسجيل الحسنات والسيئات، ومنهم الحفظة، لأنهم يحفظون العبدظ من أن يتلاعب به الجن، ومنهم أيضًا من ينزل عند الفجرِ، ليحضروا قراءة القرآن في صلاة الفجر، ويقول الله سبحانه: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78]، والملائكة ليسوا ذكوراً ولا إناثاً، حيث خلقهم الله من نور، لا يأكلون، ولا يشربونَ، ولا يتعبونَ من طاعةِ الله، ولا ينامون، ولا يتناكحون ولا يتكاثرون، بل يخلقهمُ اللهُ خلقاً، وجبريل عليه السلام هو زعيم الملائكة.
الإيمان بالرسل
المسلم يؤمن بجميع الرسل والأنبياء ولا يفرق بينهم، ويقول الله سبحانه وتعالى: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} [البقرة: 285]، حيث جاء جميع الأنبياء بدعوة واحدة وعقيدة واحدة أساسها توحيد الله تعالى، وكان خاتم الأنبياء نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، أُرسل للناس كافة في كل زمان ومكان.
الإيمان بالكتب السماوية
يجب على العبد أن يؤمن بجميع الكتب السماوية؛ لأنّها جاءت من مصدر واحد من عند الله عز وجل، ومن الكتب السماوية التي أنزلت على الأنبياء: التوراة الذي أنزله الله على النبي موسى عليه السلام، والإنجيل الذي أنزله الله على نبيّه عيسى عليه السلام، والزبور الذي أنزله سبحانه على النبي داوود عليه السلام، وكان آخر الكتب السماوية هو القرآن الكريم، والذي أُنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وحفظ الله القرآن الكريم من التحريف والضياع إلى يوم الدين.
الإيمان باليوم الآخر
يعني التصديق الجازم بانتهاء الحياة على وجه الأرض يوماً ما، والإيمان بيوم القيامة وما فيها من أحداث، تمتد إلى خمسين ألف سنة، وهذه المدة تمر على العبد المؤمن كأقل من وقت الصلاة المفروضة، وفي يوم الحساب سيُحاسب الله الناس على أرض لا تشبه هذه الأرض التي نعيش عليها، إذ يقول سبحانه و تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48]، وليوم القيامة علامات صغرى تدل على اقترابه وظهر منها الكثير، وله علامات كبرى لم تظهر بعد.
الإيمان بالقدر خيره وشره
يقول الله عز وجل: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]، فكل شيء مقدر من الله تعالى بتدبير أزليّ، ويجب على العبد الإيمان بالقدر خيره وشره، كما أن له حق الاختيار ولكن لا يخرج ذلك عن مشيئة الله سبحانه، فقدر الإنسان كما قدّره الله عز وجل، والعبد مأمور بأن يفعل الخيرِ ومنهيّ عن فعل الشر، والله سبحانه وتعالى هو الآمر الذي لا آمر له، والناهي الذي لا ناهي له.