جدول المحتويات
يتسائل العديد من الأشخاص حول حُرمة مشاهدة الأفلام الإباحية في رمضان، وهل هذا الأمر يبطل الصيام، أم يبطل الوضوء، وسندرج في هذا المقال حكم مشاهدة الأفلام الإباحية في نهار رمضان، وليل رمضان، وهل يبطل الصيام أم لا.
مشاهدة الأفلام الإباحية في رمضان يبطل الصيام
تُعتبر مشاهدة الأفلام الإباحية في أيام السنة المعتادة حرام، ولكن تعتبر مشاهدتها في رمضان أشد حُرمة؛ وذلك لأنّها تنتهك حرمة الشهر الفضيل، وتتنافى مع الغرض من الصيام وهو تقوى الله تعالى.
أما عن إن كان مشاهدة الأفلام الإباحية في رمضان يبطل الصيام أم لا، فإنّ جواب ذلك يكون إن شاهد المسلم الأفلام الإباحية أثناء الصيام وخرج منه المني فهذا يعني أنّ صومه قد فسد ويجب صيام يوم آخر مكانه، ولكن في حال خرج المذي فهنالك خلاف بين العلماء والراجح أنّه لا يفسد الصيام، ولكن يُستحب قضاء هذا اليوم احتياطًا، أما في حال شاهد المسلم الأفلام الإباحية ولم يخرج منه شيء؛ ولا يلزمه القضاء، إلّا أنّه قد يخسر ثواب الصيام وأجره.
يجب على المسلم في حال شاهد الأفلام الإباحية في رمضان أن يتوب إلى الله توبةً نصوحةً، وهي التوبة الصادقة أي أن يقلع عن الذنب، ويندم عليه، ولا يعود إليه أبدًا.
حكم مشاهدة الأفلام الإباحية في ليل رمضان
تُعدّ مشاهدة الأفلام الإباحية من الذنوب الكبيرة التي قد تحبط ميزان العبد في يوم القيامة إن لم يتب صاحبها منها، وأنّ الله تعالى شرّع الصوم لزيادة تقوى الله في نفسه، فلا يجوز بعد صيامه في نهار رمضان وترك نواهي الله عز وجل وفعل أوامره، أن ينقلب حاله في المساء ثم يسرح ويمرح كيفما شاء دون رقيب أو حسيب.
قال صلى الله عليه وسلم: {من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه} [رواه البخاري: صحيح].
لا يُعدّ المقصد من الصيام هو جوع النفس والعطش بل تطويع النفس الأمارة بالسوء للنفس المطمئنة، وكسر شهواتها، فإنّ لم يحصل ذلك لا ينظر الله إليه نظر القبول.
يجب على من يشاهد الأفلام الإباحية سواء في رمضان أو غيره أن يتوقف عن ذلك، ويتوب إلى الله تعالى، ويستغفره، ورب العالمين يتقبّل توبة العبد مهما أسرف على نفسه، وبل يبدّل سيئاته حسنات، قال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً* وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} [الفرقان:70-71].
كما قال تعالى أيضًا في محكم كتابه العزيز: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]
هل مشاهدة الأفلام الإباحية يُبطل الوضوء؟
تُعتبر مشاهدة الأفلام الإباحية أمرًا محرمًا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {العينان تزنيان وزناهما النظر} [رواه عبد الله بن مسعود: صحيح]، إلا أنّ المشاهدة لا تُبطل الوضوء، ولا توجب الاغتسال.يجدر بالمسلم أن يخاف على نفسه وأن يترك هذه المحرمات في رمضان أو غيره، وأنْ يُعظّم شعائر الله تعالى ويستحي من أن ينظر إليه وهو على هذه المعاصي الكبيرة في هذه الأيام والليالي الفاضلة، فالمساجد تكون عامرة بالركع السجود، وهنالك من يتضرع ليكون من عتقاء الشهر الفضيل، أما هو فيستخدم بصره الذي حرم منه الكثير من الأشخاص في معصية رب العباد ويبارزه بالمعاصي، والذي يقدر على قلب النعم في طرفة عين، لذلك عليه غض بصره عن الحرام والتوبة، فقد قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 30’31]
