أركان الصيام

أركان الصيام

قال الشافعية والمالكية أنّ من أركان الصيام: الإمساك عن المفطرات من طعام وشراب وجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والنية وهي ركن أساسي لصحة الصيام، فلقد روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى”(صحيح البخاري)، ومحل النية القلب، ولا يشرع التلفظ بها، أما الحنابلة والحنفية قالوا الإمساك عن جميع المفطرات هو الركن الوحيد للصوم، وجعلوا النية شرطًا له، ومن أخل بركن من أركان الصيام؛ فلا يصح صومه

ما هي أركان الصيام؟

النية

أركان الصيام هما ركنان، أحدهما النية، وهي ركن أساسي لصحة الصيام، والنية هي اعتقاد القلب فعل شيء من غير تردد دون النطق باللسان؛ لأن محل النية القلب، ولا يشرع التلفظ بها، ويشترط في النية لصوم رمضان التبييت؛ لحديث حفصة -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من لم يبيت الصيام قبل الفجر؛ فلا صيام له”(رواه أحمد)، وتصح النية في أي وقت من أوقات الليل، وإذا تسحر العبد بنية الصوم فقد نوى الصيام، وإذا عقد القلب على الصوم؛ فقد نوى فالنية لاتحتاج إلى تكلف.

الإمساك عن المفطرات

الركن الثاني والأخير من أركان الصيام: الإمساك عن جميع المفطرات من طعام، وشراب، وجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس؛ لقول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}[البقرة: 187]، والمقصود بالخيط الأبيض بياض النهار، والخيط الأسود هو سواد الليل، فقد روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس؛ فقد أفطر الصائم”، والجدير بالذكر أنه من أخل بركن من أركان الصيام؛ فلا يصح صومه.

إعلان السوق المفتوح
اقرأ أيضاً:  ما حكم بر الوالدين

ما هي شروط الصيام؟

التكليف

الصوم لا يجب على صغير السن؛ لأنه غير مكلف لعدم قدرته على الصيام، ولكن يجب 

تدريب صغار السن على الصيام لئلا يجدوا مشقة عند الكبر في الصوم، وإذا صام صح صيامه.

الإسلام

لا يصح الصوم من الكافر، ولكن إذا أسلم أثناء نهار رمضان؛ وجب عليه قضاء هذا اليوم فقط، وإتمام ما تبقى من صيام رمضان.

العقل

إن العقل من شروط الصيام، فلا يجب الصوم على المجنون؛ لأن الصوم لا يتم إلا بالنية، والمجنون يفقد عقد النية لحديث علي -رضي الله عنه- قال “رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل”.

الصحة

لا يجب الصوم على المريض، وعليه حينئذ إطعام مسكين عن كل يوم؛ لذلك كانت الصحة من شروط الصيام.

الإقامة

لا يجب على المسافر الصيام حتى يرجع، ويقضي ما فاته من صيام؛ لقول الله تعالى: {فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}[البقرة: 184]؛ لذا كانت الإقامة أحد شروط الصيام المهمة.

النقاء من النفاس والحيض

لا يصح الصوم من الحائض والنفساء، ويحرم صومهما، وإذا جاءها الحيض أو النفاس أثناء نهار رمضان؛ لا يصح صوم هذا اليوم، ووجب عليها قضاء هذه الأيّام بعد رمضان، وهناك شروط أيضًا ذكرها أهل العلم، وهي أن يكون الصائم مسلمًا، عاقلًا، بالغًا، قادرًا، خالٍ من الموانع الشرعية.

ما هي المقاصد الأصلية من صيام رمضان؟

تحقيق مقام الامتثال وإخلاص العبودية 

شرع الصيام على المؤمنين لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، ويقول سبحانه {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَليَصُمْه}[البقرة: 185]، فهذا دليل على فرضية ووجوب الصيام؛ لذا وجب علينا أن نحقق مبدأ العبودية لله، ونصوم طاعة له سواء جهلنا العلة والحكمة أم لا.

اقرأ أيضاً:  طريقة حفظ القرآن الكريم في شهر

تحقيق مقام التّقوى

إننا نصوم لله -عز وجل- لتحقيق مقام التقوى، فلقد قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، فالصيام هنا كغيره من العبادات التي تحقق مقام التقوى لدى العبد، فيخرج المسلم بعد شهر الصيام كشخص مختلف كليًا عن الذي دخل به الشهر، حيث يستشعر وجود الله معه أينما كان، ويستحضر رقابته له في السر والعلانية؛ لذلك يقول ابن القيّم -رحمه الله- “وهو سرّ بين العبد وربّه” أي: يقصد مقام التّقوى.

ما هي المقاصد التّبعية من صيام رمضان؟

إقامة قصد المكلّف الصّائم

إنّ المقاصد التبعية من الصيام لا بد لها من النية؛ لذلك إقامة قصد المكلّف الصّائم، أي: توجيه النية إلى اختيار الله -سبحانه وتعالى- والإخلاص في العمل، حيث يوجد فرق شاسع بين من يصوم معتادًا على ذلك، ومن يصوم امتثالًا لأمر الله -عز وجل- وتقربًا له.

القصد إلى حفظ الدّين

إن الصيام أحد أركان الإسلام، وحينما نصوم نقصد إلى حفظ الدين، حيث نتصل بالله-سبحانه وتعالى- ونبتعد دائمًا عما يغضب الله، ومن أهم الوسائل التي تعمل على تحقيق ذلك ما يلي:

  • سدّ ثغرات المعاصي، ومداخل الشيطان.
  • بذل القربات لله-عز وجل- والمسارعة في الخيرات. 
  • تلاوة القرآن، وتدبره، وفهم معانيه، والعمل به.
  • الإقبال على الله-عز وجل- وتجديد التّوبة من الخطايا والمعاصي.
  • الحرص على صوم الجوارح كلها عن الآثام والمنكرات، وفعل ما يغضب الله.

القصد إلى فعل الممكن المستطاع

قال الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، فهنا المقصود أن نعمل على تحصيل من القربات والعبادات طوال فترة الصيام، مثل: قراءة القرآن، قيام الليل، ذكر الله، الصدقة، تبليغ الدعوة، تلاوة وتدبر القرآن، إعانة المحتاجين، إحياء سنة، التوسعة على المحرومين… إلخ من العبادات التي تعمل على تثقيل الميزان.

اقرأ أيضاً:  إمساكية رمضان 2022

فيديو عن أركان الصيام

مقالات مشابهة

سيرة أبو هريرة رضي الله عنه الكاملة

سيرة أبو هريرة رضي الله عنه الكاملة

معنى اسم الله الجبار

معنى اسم الله الجبار

معنى اسم الله الرّحيم

معنى اسم الله الرّحيم

شروط الصيام

شروط الصيام

فضل قراءة سورة الدخان

فضل قراءة سورة الدخان

أفكار للأطفال في رمضان

أفكار للأطفال في رمضان

سورة القارعة وفضلها مع التفسير

سورة القارعة وفضلها مع التفسير