ابن خلدون وسيرته الكاملة

ابن خلدون وسيرته الكاملة
التصنيف: شخصيات ومشاهير

يعتبر ابن خلدون عبقرياً عربياً متميزاً، كان باحثًا موسوعيًا متعدد المعارف والعلوم، ورائد في العديد من العلوم والفنون، هو أول مؤسس لعلم الاجتماع، وإمام ومصلح في التاريخ، وأحد رواد “السيرة الذاتية” لفن الترجمة الذاتية، وهو من العلماء المعروفين في مجال الحديث، ومن فقهاء المالكي القلائل، ومصلح في مجال الدراسات التربوية وعلم النفس التربوي، كما قدم مساهمات مميزة في تجديد أسلوب الكتابة العربية.

من هو ابن خلدون؟

ابن خلدون مؤرخ شمال أفريقي، وبعد تخرجه من جامعة الزيتونة، عاش في مدن مختلفة في شمال إفريقيا، حيث انتقل إلى بسكرة وغرناطة وبجاية وتلمسان وفاس، كما ذهب إلى مصر، حيث كرمه سلطانها الظاهر برقوق، وعين منطقة المالكي، وبقيّ هناك قرابة ربع قرن (784-808هـ)، حيث توفي عام 1406 عن عمر يناهز 73 عامًا، ودفن بالقرب من باب النصر بشمال القاهرة، تاركًا إرثًا لا يزال يمتد نفوذه حتى يومنا هذا، ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع الحديث وعالم مؤرخ اقتصاد.

اسم ابن خلدون الكامل

هو ولي الدين عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي، ولقب بأبي زيد، حيث ابن خلدون ذكر نسبه على هذا النحو فقال: لا أذكر من نسلتي إلى خلدون غير هؤلاء العشرة، ونسبه أيضاً من الصحابي وائل بن حجر الذي جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فكشف له رداءه وجلس عليه وصلى عليه.

إعلان السوق المفتوح

أصل ابن خلدون

في سيرته الذاتية، يتتبع خلدون أصله إلى زمن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، من خلال قبيلة عربية من اليمن، وتحديداً حضرموت، والتي جاءت إلى شبه الجزيرة الأيبيرية في القرن الثامن في بداية الفتح الإسلامي، حيث كتب:

ونحن من حضرموت من عرب اليمن، عبر وائل بن حجر الملقب بحجر بن عدي، من أفضل العرب وأشهرهم احتراماً.

مولد ابن خلدون

ولد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن ابن خلدون، المعروف عمومًا باسم ابن خلدون من سلف بعيد. 

أين ولد ابن خلدون؟

ولد ابن خلدون في تونس عام 1332م (732هـ).

علم ابن خلدون

استطاع المفكر العربي المبدع ابن خلدون أن يقدم إضافات وإسهامات مهمة في مجال الفكر الإنساني، وباعتباره سياسيًا فقد استفاد كثيرًا من علوم العصر الذي كان فيه، واستفاد أيضًا من مجموعة من الملاحظات التي أدلى بها في الميدان، والتي جمعها من خلال تحركاته حول العالم، وكما استفاد من قراءاته الواسعة تاريخ العالم القديم وكانت مساهمات ابن خلدون واضحة في مجال التاريخ والعلوم السياسية وعلم الاجتماع، مما دفع بعض العلماء إلى اعتباره مؤسس علم الاجتماع، خاصة أنه أعلن صراحة في مقدمته أن أي علم جديد يجب أن يكون له موضوع خاص به قدم له الحضارة الإنسانية وما غيره.

شيوخ ابن خلدون

نضجت أفكار ابن خلدون في ظل تيار فكري وثيق الصلة بواقع عصره، على الرغم من الأسئلة والنظريات العميقة والجديدة التي طرحها، كان من المستحيل عليه التفكير في ما لا يمكن تصوره، أي الانحراف عن الاتجاه الثقافي السائد في أواخر العصور الوسطى، والذي عمّق “ثقافة الخوف” التي اجتاحت الجميع، ومجالات الفكر والعمل بطريقة منهجية ومنظمة ومؤطرة من قبل السلطة الشرعية، ومؤسساتها الدينية التي تتحكم في قواعد السلوك بموافقتها، أو باستبعاد ما يتفق أو يتعارض مع رؤيتها للعالم، ولا يمكن تحقيق الأهداف المرجوة للإنسان، إلا في إطار نظام المعرفة هذا وداخل الدائرة المركزية التي تمنع التفكير في تصورات وآفاق أخرى، وبالتالي تهدر الطاقات الخفية للإنسان وتمنعه ​​من تخيل إمكانية الحصول على أو تحقيق أهداف جديدة في عمليته وسعيه.

لذلك فإن تعريف مشايخه والتعرف عليهم واتجاهاتهم الفكرية ومدى تأثيرها على فكره، سيمكننا من الكشف عن بعض الأبعاد المعرفية والتناقضات الفكرية التي عاشها مؤلف الدروس التي ذكرها كثير منهم، بالإضافة إلى والده، واكتفى ابن خلدون بمراجعة سبعة وعشرين شيخًا من بين مجموعة كبيرة من المشايخ الذين علموهم بطريقة أو بأخرى نوعًا أو أكثر من العلوم السائدة في عصره، علماء وفقهاء إفريقية  وهم:

  • توفي والده محمد الذي أخذ منه “الصناعة العربية، وله رؤية في الشعر وفنونه” (7/510) عام 749هـ / 1348م من الطاعون في تلك السنة، وابن خلدون لم تتجاوز 16 سنة شمسية.
  • محمد بن برال الأنصاري، أبو عبد الله. هو أندلسي، بلنسية من الجالية الأندلسية، وتلميذ في مشيخة بلنسية قبل هجرته إلى إفريقية، وأخذ ابن خلدون منه عدة مواد علمية، ودرس القرآن والقراءات على رواية يعقوب، وأهداه قصائدي الشاطبي اللامي والرائعة المعروفين بحراز الأماني، والرائع عقيلة ولاية أوريغون الفضائل في القراءات والرسم القرآني، وكما درس معه كتابي تفسير أحاديث الموطأ، ومقدمة موطأ مالك لابن عبد البر، وكتاب تيسير الأحكام لابن مالك، وفيه جمع الأحكام من القواعد النحوية باختصار، بالإضافة إلى تلخيص ابن الحاجب في الفقه المالكي، وهو ما يسمى بالاختصار الفقهي والفرعي والجامع بين الأمهات، وهو ما شرحه كثير من الفقهاء المغاربة.
  • الحصيري، أبو عبد الله محمد العربي، وما درس كتاب التسهيل المذكور أعلاه وتعلم منه علوم القرآن والحديث والفقه وبعض علوم اللغة العربية.
  • ابن الشوش، أبو عبد الله محمد الزلزلي أو المزازي، ويشير ابن خلدون إلى اسمه فقط ولا يمكننا أن نتحدث أكثر عن شخصيته أو أنواع الدروس التي أخذها منه.
  • ابن القصار، أبو العباس أحمد،  وأخذ منه علوم النحو، وأشار ابن خلدون إلى أن شيخه شرح قصيدة البردة، وهذا دليل على احتمال وجود هؤلاء الفقهاء، واهتمام المعلمين بعدة مواد وعلوم تجمع بين التفسير والعربية والتصوف.
  • ابن بحر، أبو عبد الله محمد أخذ عنه علوم اللسان وشجعه على حفظ العديد من القصائد، منها القصائد الست، وشرح شعر أبي تمام ضمن أشعاره الواردة في كتاب الحماسة تمام والمتنبي، من القصائد التي وردت في كتاب الأناشيد لأبي الفرج الأصفهاني الذي نقل ابن خلدون نصوصاً طويلة، نجدها في كتاب الدروس الأول وخاصة في الباب، في العقب الواحد اربعة آباء. (1/170)
  •  الدوشي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن جابر القيسي الأندلسي (ت: 749هـ / 1348م) وقد توفي بالطاعون، وذكره ابن القنفود كراوي، من موطأ مالك وصحيح مسلم وصفه بأنه صاحب الرحلتين، أي أنه قام برحلتين إلى الشرق، الأولى في سنة (720هـ / 1320م) والثانية سنة (734هـ / 1333)، وترجم العسقلاني له قائلاً: “علم النحو واللغة والحديث والقراءة .. وكثر السرد حتى صار راوي الزمان”.
  •  الجياني، أبو عبد الله محمد بن عبد الله [المعروف بالبغدادي]، لم نحصل على أي معطيات عنه وابن خلدون يشير إلى اسمه فقط وأنه أخذ الفقه منه.
  •  القصير، درس معه أبو القاسم محمد ابن خلدون كتاب “التهذيب في اختصار المدونة” لأبي سعيد البرازي، ودرّس في مدرسة ابن اللوز، يبدأ بتفسير القرآن دون أن يحفظه، ولا يجوز لك تفسير القرآن حتى تحفظه كله، فأخذ ذلك منه بقبول وانتقل إلى دراسة القرآن حتى يحفظه، كما قرأ ابن خلدون اختصار المدونة وكتاب المالكي عليه، لكننا لا نعرف أيهما من عشرات الكتب المكتوبة بالمالكين.
  • ابن عبد السلام الهواري، (ت: 750هـ / 1349م) أبو عبد الله محمد المنستيري التونسي، قاضي الجماعة وشيخ الفتاوى، ومعلق على ابن الحاجب الفارع، أنا في الفقه متوفياً بالطاعون عام 749م، حضر مجالس السلطان أبي الحسن المريني عندما سار على إفريقيا وأثبت جدارته وكفاءته.
اقرأ أيضاً:  معلومات عن غسان كنفاني

“ووجهت إليه مطالب فقهاء المغرب، وكان رحمه الله على ما وصفه (الساطي) بالذي أرخ للواقع كأنه بحر تحطمت الأمواج فيقطعها الواحدة تلو الأخرى، حتى قال أبو عبد الله الساطي” يا علي هذه هي المجموعة وهذه هي طريقة قراءتها الفقه، ولو لم يكن في تونس إلا هذا الإمام فهو كل التوفيق، لذلك لا بد من البقاء مع هذا المجلس حتى يستفيد منه رفقائنا ونستفيد منه “. لكن هذه الرواية ينفيها ابن ناجي بشكل قاطع في أطر الإيمان، حيث يقول: ” كان الشيخ أبو عبد الله محمد الساطي مفتي فاس، وصل مع السلطان أبي الحسن إفريقية، ودخل تونس وورأى مشيئتها وحضر مجلس ابن عبد السلام فقيل للشيخ أبو عبد الله محمد الساطي: مين رأيت بإفريقية؟ قال: ما رأيت فيه أعلم من الرماح في القيروان. قيل له: ابن عبد السلام؟ قال: لا ابن عبد السلام ولا غيره ويشير النبهاني في المراقب الأعلى إلى أنه “برع في المعقولات وحفظ المنقولات، وألف كتباً منها شرحه اختصار أبي عمرو عثمان بن عمر بن الحاجب، الفقيه الذي تداول هذا العهد بين الأيدي من الناس”، يروي مشكلة نشأت في مدينة القيروان يوم الجمعة، وعندما هرب أبو الحسن المريني من أعدائه. المشكلة هي ضرورة خطبة الجمعة، ولكن باسم من تقام الخطبة؟ هل انت باسم أبو العباس الحفصي؟ أم باسم أبو الحسن المريني؟ وتدخل ابن عبد السلام قائلاً: “لم يثبت لهذا العالم ما يستوجب التخلي عن طاعة السلطان أبي الحسن، ومرافقة الموقف حجة لنا وضدنا، جاءت نوايا القاضي الحسنة إلى بر الأمان، المزيد حكيت لي هذه الحكاية من موثوق بها وثقة، ومن بينهم فقيهنا البارع أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي.

كان ابن عبد السلام أحد مشايخ مدرسة الشمعية الواقعة بالقرب من مسجد الزيتونة وسوق العطارين. كلفته الأميرة فاطمة أخت السلطان أبو يحيى أبو بكر زكريا عام 742هـ / 1341م بإدارة وتدريس مدرسة الأنقية، وقسم الأسبوع بينها وبين الشماعي حتى فصلته الأميرة متهمة إياه بالتقصير، ثم عزلته المرأة الحرة عن مدرستها ونسبته إلى الإهمال، سمع ابن خلدون عن كتاب الموطأ.

علماء وفقهاء المغرب الأقصى

كانت الحملة التي قام بها أبو الحسن المريني على إفريقيا سنة 748هـ (1347م) فرصة لابن خلدون للتعرف على مجموعة كبيرة من علماء المغرب. وبلغ عددهم 400 فقيه وقاضى وكاتب وشاعر وغيرهم.

استطاع ابن خلدون الإقامة مع بعضهم في تونس واللحاق بهم في فاس، وكان لهم تأثير كبير عليه، ولا سيما العبلي وأبو البركات البلفيقي والشريف الحسني. أظهر ابن خلدون لهؤلاء الثلاثة من أصل ثمانية عشر شيخًا تبجيلًا كبيرًا لهم، مدركًا لمعرفتهم وكفاءاتهم وللمعرفة والطريقة التي قدموها له.

لكننا سنضيف ثلاث شخصيات أخرى كان لها أيضًا تأثير كبير على تكوينه العلمي والمعرفي والسلوكي، لم يذكرهم ابن خلدون باعتبارهم شيوخه، لكن اتصاله بهم واتصاله المباشر بهم أدى إلى تأثيره عليه هم: إبراهيم بن زرزار اليهودي، وطبيب بلاط ابن الأحمر، وفارس بن ميمون بن ودرار، والوزير لأبي الحسن المريني وأخيراً صديقه في الوزارتين لسان الدين بن الخطيب.

 العبلي: يكفي أن نذكر هذه الصفات التي وصفها ابن خلدون في كتابه (معمل المحصل في أصول الدين) لمعرفة مدى أهمية هذا الشيخ في المسيرة العلمية لتلميذه: “حتى الآن تشرق شمس نور آفاقه، وهو يمد رواقه من أجل الساحرين، وهو سيدنا، الإمام العظيم، العالم، العلامة، فخر الدنيا والدين، حجة الإسلام والمسلمين، مساعد النفوس، وله كثير ممن قبله ويملكه ما لا ينبغي لأحد من بعده، فهو جار على ما يشاء، ومقبول عنده في حالتي إصداره واستلامه فن قطفنا من براعمها الناضجة، وقطفنا من ينابيعها، وسكبنا ثروة معرفتها، وحلينا باللآلئ والأنظمة المتناثرة”

حافظ ابن خلدون على رأيه وموقفه من شيخه العبلي، حيث نلاحظ نفس صفات التبجيل والكرامة بالتعريف الذي كتبه في نهاية حياته، بينما كتبه اللباب في تونس عندما لم يتجاوز العقد الثاني من حياته. ويصفه بالتعريف قائلاً: “شيخ أهل المغرب لسنة في العلوم العقلية”، وفاعل جماعتهم وإعطاء أهمية لهذه الشخصية في حياة وتشكيل ابن خلدون.

مقدمة ابن خلدون

مقدمة ابن خلدون هي عمل رائد أصلي وبحث علمي تحليلي، كما أنها موسوعة توضح الطريقة التي تطورت بها المجتمعات البشرية، وتشرح كيفية التعامل مع التغيرات التي أدت إلى الحركة الاجتماعية، أو التي أدت إلى انهيار وتأخير هذه المجتمعات كما هو موضح في العلاج خاصة وأن ابن خلدون وضع كل أفكاره ومعظم فلسفته في هذه المقدمة حيث قدم علمًا جديدًا في عصره وهو فن البناء، وهو ما يسمى في الوقت الحاضر علم الاجتماع والسياسة، والاقتصاد السياسي والاجتماعي الاقتصاد وفلسفة التاريخ والقانون العام، وقسم ابن خلدون مقدمته إلى ستة فصول على النحو التالي:

  • الفصل الأول: تحدث فيه عن آثار التحضر على الإنسان، مبيناً تأثير المناطق المختلفة والهواء، ونوعية التربة، والخصوبة أو الجوع على ألوان الإنسان وآدابه وأخلاقه. 
  • الفصل الثاني: تحدث فيه عن الاختلاف بين طبيعة البدو والحضارة، من حيث النسب، والعصبية، والقيادة، والنسب، والملك، والسياسة، وكذلك عن القبائل والأمم المتوحشة. 
  • الفصل الثالث: تحدث فيه عن تكوين الدولة عامة، وكيفية تسيير شؤونها، كما تحدث عن السلطة والخلافة والملك، وذكر مراتب السلطان، وكيفية الحفاظ على قيام الدولة، موضحاً مفهوم الولاء والولاية، ووصف قواعد العسكري والحرب، وأسباب انهيار الدولة. 
  • الفصل الرابع: تحدث فيه عن البناء، وأسس العمارة الإسلامية في بناء المساجد، وكذلك عن البلدان والمدن، وبناء الهياكل العمرانية.
  • الفصل الخامس: تحدث فيه عن أهمية العمل البشري، وعن أهم الصناعات مثل الزراعة والعمارة والنسيج والطب والأعمال الورقية والغناء وغيرها، كما تحدث عن طرق الكسب وكيفية توزيع المعاش.
  • الفصل السادس: تحدث فيه عن العلوم بأنواعها، وشرح كل علم على وجه الخصوص، وشرح تاريخه وشروطه، وأوضح أن العلم أساس الحضارة، وبين فروع العلم اللغوية والطبيعية والرياضية والطبية، أما الأدب فهو الشعر، والتاريخ واللاهوت، وعلم النفس وعلم التنجيم والعلوم السحرية.

فلسفة ابن خلدون

كان ابن خلدون على علم بكل ما كتبه القدماء، وكان على دراية بأحوال البشر وينتقد آراءهم، قال إنه علم نشأ مع تطور العمران، وانتشر في المدن، وتميز ابن خلدون بفلسفة خاصة نظمت أفكاره ونظرياته في علم الاجتماع والتاريخ على أساسها، وكان عرضه مختلفًا عن رواة التاريخ الذين سبقوه، لأنهم كانوا يخلطون الأساطير بأحداث حقيقية، كما يفسرون التاريخ. قال ابن خلدون عن التاريخ، بناء على الخرافات والتنجيم، “في ظاهره لا يتعدى أخبار الأيام والقول، وفي باطنه نظر واستقصاء وشرح للكائنات وأصولها ومعرفة الطرق، وأسباب الوقائع، لأن التاريخ هو خبر عن المجتمع البشري وهو بناء العالم، وما يتم تقديمه بسبب طبيعة هذه الظروف العمرانية”، وكان ابن خلدون على اطلاع كبير بآراء العلماء الذين سبقوه ودراسته، فحلل آراءهم ودرسها في دراسة عميقة، وساعدته رحلاته إلى دول كثيرة في شمال أفريقيا وبلاد الشام والحجاز، ومعرفته بالعديد من الكتب فيه، ورغم اعتراض ابن خلدون على بعض أقوال العلماء، فقد احترم آراءهم، وكان صادقًا في نقدهم وتقديمهم، حيث كان يصحح بعض الأمور التي يجهلونها، خاصة فيما يتعلق بها عادات الدول وقواعد المقارنة ومبادئها.

الوظائف التي تولاها ابن خلدون

كان ابن خلدون دبلوماسياً حكيماً، وعمل في أكثر من منصب دبلوماسي يعمل على حل الخلافات والخلافات، وعينه السلطان محمد بن الأحمر واليا على قشتالة، وعمل وزيراً لأبي عبد الله الحفصي سلطان بجاية، وبعد ذلك عين عن طريق السلطان الظاهر برقوق قاضيا على قضاة المالكية.

اقرأ أيضاً:  دليلك الشامل عن شخصية جحا وقصته

تاريخ ابن خلدون

تاريخ ابن خلدون، أو المعروف بكتاب الدروس وديوان المبتدئين والأخبار في أيام العرب والفرس والبربر ومعاصريهم بأكبر سلطة، هو كتاب كتبه المؤرخ ابن خلدون، وهي موسوعة تاريخية تتكون من سبعة مجلدات جعلت الباحثين يعتبرون ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع.

في أي فترة عاش ابن خلدون؟

ولد العالم ابن خلدون في تونس في عهد الدولة الحفصية التي حكمت المغرب العربي لعدة عقود في ذلك الوقت، ونشأ في أسرة تميزت بالعلم والأدب، وكان والده هو الذي علمه وأسسه على العلم، فحفظ القرآن الكريم في طفولته، وتقليد أجداده الأندلس، وتولت تونس مناصب سياسية ودينية مهمة، وعائلته من الأندلس في منتصف القرن السابع الهجري متوجهاً إلى تونس، وابن عاش خلدون معظم حياته في بلاد المغرب الأقصى وتونس، وكتب الجزء الأول من (المقدمة) بقلعة أولاد سلامة بالجزائر، وعمل مدرسًا في جامعة الزيتونة بتونس، وفي جامعة آل القرويين بفاس، ثم ترك التدريس ليكرس نفسه للبحث والاستكشاف في العلوم الإنسانية لمدة أربع سنوات لكتابة ما عُرف بمقدمة ابن خلدون، والتي كانت أساس علم الاجتماع الذي بناه على الخاتمة وتحليل قصص التاريخ وحياة الإنسان.

ابن خلدون في تونس

بعد أن تولى ابن تفركين بن خلدون مهامه الأولى في كتابة العلامة في المراسيم ومخاطبة السلاطين، خرج مع السلطان أبي إسحاق للقاء صاحب قسنطينة الأمير أبي زيد، واجتمع الجيشان وكانت النتيجة هزيمة جيش السلطان الذي دفع ابن خلدون للسفر إلى المغرب وطلب المساعدة من السلطان أبي عنان، صاحب تلمسان، رحب به، وكرمه، وقدم له الحماية، ودعاه إلى محافل العلم، وألزمه أن يشهد معه الصلاة.

ابن خلدون في المغرب

شغل ابن خلدون أكثر من منصب في المغرب، نذكر منها ما يلي: 

  • كتابة العلامة على عهد السلطان أبي عنان سنة 775هـ، واعتبرت ثاني مهمة من نوعها كان ابن خلدون أوكل إليه، وهو أن يكتب إلى السلطان أبو عنان، حيث عهد إليه بما يعرف عنه، من جلوسه مع أهل العلم في المجالس التي حضرها، لكنه لم يستمر في هذا المنصب لفترة طويلة، حيث عوقب بالحبس عام 756هـ، بتهمة أنه ساعد الأمير محمد على استعادة ملكه، فظل في السجن قرابة عامين، حتى كتب قصيدة توسل فيها السلطان إلى إطلاق سراحه وكان لها أثر في روح أبو عنان، وعده بالإفراج عن أسره، لكنه مات قبل أن يفي بوعده.
  •  الكتابة عن السلطان أبي سالم في الخفاء والخلق سنة 760هـ، حيث سأل السلطان أبو سالم بن خلدون بعد أن أعانه على استعادة ملكه للكتابة له، لعلمه وبلاغته ومهاراته في كتابة رسائل السلاطين، والقدرة على تأليف الشعر، وإتقان فن البلاغة، وغيرها من الفنون. 
  • خطة التظلم؛ وهي المهمة التي عهد بها السلطان أبي سالم ابن خلدون في نهاية عهده بالمغرب، حيث تقوم على الحكم بين الناس وإقامة العدل وإعطاء كل من له حقه، وأشار ابن خلدون إلى أنه أعطى هذه المهمة حقها طوال فترة تسلمه لها. 
  • الحجاب مع صاحب بجاية؛ حيث اشتغل ابن خلدون محجباً للسلطان بجاية بن أبي عبد الله، ويعتبر هذا المنصب الأول له في الأندلس في شؤون الناس، كما في يده مقاليد كل شؤون الدولة، مما يتطلب أن يكون شاغل هذا المنصب على درجة عالية من المعرفة والثقافة والذكاء، وقد اجتمعت هذه الصفات عند ابن خلدون، وكان مصدر ثقة لكثير من السلاطين الذين استخدموه لإعادة ملكهم حجاب صاحب قسنطينة.
  •  استلم ابن خلدون الحجاب بقرار من السلطان أبي العباس بعد مقتل أمير بجاية، لمساعدة ابن خلدون على إعادة ملكه، لكنه لم يمكث طويلاً في هذا المنصب، بسبب كثرة الناس الذين يستعملونه في السلطان. 
  • السفارة؛ حيث استغل سلطان المغرب عبدالعزيز بن خلدون لتعزيز علاقته مع شعوب دول الرياح، فعينه سفيراً هناك لعلاقته الطيبة مع شعبها، ومكث في قلعة أبو سلامة قرابة أربع سنوات، كرّس خلالها نفسه للكتابة، فخرج بمقدمته الشهيرة.

ابن خلدون في مصر

تولى ابن خلدون عدة مناصب ومهام في مصر، ونذكر البعض منها ما يلي: 

  • أعيد تعيينه في نفس المنصب عام 801هـ، والمرة الثالثة بأمر من الملك سلطان فرج عام 803هـ، بينما الرابعة عام 804هـ، والمرة الخامسة عام 807هـ، ولم تستمر أكثر من أربعة أشهر بسبب وفاته.
  • العمل التدريسي؛ حيث عمل ابن خلدون مدرسًا في مصر في عدة أماكن، حيث بدأ مدرسًا بالجامع الأزهر، ثم انتقل إلى المدرسة القمعية بأمر صلاح الدين، بسبب وفاة بعض المعلمين هناك وعمل كمدرس للحديث في مدرسة صرغتمش عام 791هـ.
  • منصب خانقاه بيبرس؛ حيث تولى ابن خلدون هذا المنصب خلفا لشرف الدين الأشقر، بعد عودته من أداء فريضة الحج عام 790هـ، بطلب من السلطان الظاهر لتوسيع معيشته.

ابن خلدون في الأندلس

طلب السلطان أبو عبد الله بن الأحمر من ابن خلدون الذهاب إلى ملك قشتالة عام 765هـ لإقامة الصلح بينهما، رحب به ملك قشتالة كثيراً، وطلب منه البقاء في قشتالة ليعود إليه ملك أجداده، لكن ابن خلدون رفض وعاد إلى السلطان ابن الأحمر ببشارة عليه أن يفعل ما أُرسل من أجله.

كتاب ابن خلدون

كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب وغير العرب والبربر ومعاصريهم بأكبر سلطة يتكون من سبعة أجزاء، والجزء الثامن من الفهارس وهو محاولة إسلامية. لفهم تاريخ العالم، ومن أوائل الكتب التي تهتم بعلوم المجتمع، وتجدر الإشارة إلى أنه تُرجم إلى العديد من اللغات، وقسمت فصول مقدمة ابن خلدون في مقدمة ابن خلدون إلى ستة فصول هي: 

  • الفصل الأول: تحدث عن العمران البشري في جملة وأنواعها ونصيبها من الأرض.
  •  الفصل الثاني: ذكر العمران البدوي والقبائل والأمم المتوحشة. 
  • الفصل الثالث: تحدث عن الدول والخلافة والملك إذ ذكر المراتب السلطانية.
  •  الفصل الرابع: يتناول موضوع التنمية الحضرية والبلدان والمدن.
  •  الفصل الخامس: الحديث عن المهن والمعاش وربحها وأوجهها. 
  • الفصل السادس: الكلام في العلم واكتسابه وتعلمه.

مؤلفات ابن خلدون

توصل ابن خلدون إلى نظريات حاسمة في علم الاجتماع حول قوانين العمران، ونظرية العصبية، وبناء الدولة وسقوطها، وغيرها، حيث ألف العديد من الأعمال في التاريخ والحساب والمنطق، وهي:

  • كتاب دروس وديوان المبتدئين والأخبار في أيام العرب والفرس والبربر ومعاصريهم مع السلطة الأعظم، وهو من أشهر مؤلفاته.
  •  خلدون في الجغرافيا والعمران والفلك وظروف الناس وطبيعتهم.
  • كتاب الرواد في ذكر ملوك بني الواد
  • كتاب الخبر عن حالة التتار (تاريخ المغول من كتاب الدروس) نشرته دار الفارابي في بيروت. 
  • كتاب ابن خلدون ورسالته للقضاة: إزالة اللوم عن ولاة أنعم الذي نشرته دار الوطن بالرياض.
  • كتاب رحلة ابن خلدون الصادر عن دار الكتب العلمية ببيروت. 
  • كتب أخرى ذكرها الحاج خليفة في كتابه كشف الظنون وهي: ملخص الجامع لفخر الدين الرازي، شرح الرجز لابن الخطيب في الأصول.
  •  شرح قصيدة ابن عبدون وشرح قصيدة البردة وطبيعة العمران.

أقوال ابن خلدون

  • بالنسبة للناس في سلام على حد سواء، جاءت المحنة واختلفوا.
  • يمكن القضاء على ظلم الأفراد تجاه بعضهم البعض بالقانون، أما ظلم السلطان فهو أشمل ولا يستطيع الرد وهو مؤذن الهلاك. 
  • من يقرأ القليل في الفلسفة سيتحول على الأرجح إلى الإلحاد، ومن يقرأ كثيرًا سيتحول إلى الإيمان بأي حال. 
  • كوارث عالمية لأننا نقول نعم بسرعة ولا نقول لا ببطء. 
  • إن إحساس الشخص بالجهل هو شكل من أشكال المعرفة. 
  • فاز المتملقون. 
  • يزن الإنسان بكلامه، ويقيم بأفعاله. 
  • إذا كنت تريد أن تعرف شخصًا ما، فراجع من يرافقه الشخصية تسرق البعض من الآخرين، لذلك ترى أننا نأخذ من شخصية بعضنا البعض دون أن ندرك، قد لا يكون هناك الكثير من الخير بدون وجود القليل من الشر الحقيقة لا تقاوم سلطتها، والباطل يلقي شيطانه بشهاب، والمرسل فقط يملي وينقل، والبصيرة تنتقد الصحيح إذا صقل، والمعرفة تنظف صفحات القلوب وتلمعها. 
  • الظلم هو علامة على الخراب الحضري. 
  • ذروة الأدب هي الاستماع إلى شخص يتحدث معك عن شيء تعرفه جيدًا، وتجهله الناس المضطهدون لديهم أخلاق سيئة.
اقرأ أيضاً:  معلومات عن عمر الخيام

أقوال ابن خلدون عند العرب

  • إذا احتل العرب وطنًا، فسيتم تدميرهم قريبًا. 
  • العرب لا يتغلبون على البسطاء فقط. 
  • البدو أقرب إلى الشجاعة من سكان الحضر، والسبب في ذلك أن سكان الحضر ألقوا بجوانبه على فراش الراحة واليسر، وانغمسوا في النعيم والرفاهية، وعهدوا بأمورهم في الدفاع عن أموالهم، وحيويتهم أنفسهم لحاكمهم.
  •  العرب لا ينالون لهم ملكًا إلا بطابع ديني أو دولة، أو تأثير كبير للدين بسبب خلق الوحشية المتأصلة فيهم، وهم أصعب الشعوب في الخضوع لبعضهم البعض غطرستهم وغطرستهم أنانية.
  • لا يمكن تصحيح العربي إلا برسالة، لأنك إذا أزلت الخليقة عن الرجل العربي، فإنه يصبح حيوانًا غير عربي.

أجمل أقوال ابن خلدون في التاريخ

  • في الظاهر، التاريخ ليس أكثر من خبر، لكن في داخله نظر وتحقيقات التاريخ فن يخبرنا عن أحوال الشعوب الماضية في أخلاقها وحضاراتها. 
  • أعلم أن فن التاريخ هو فن عقيدة نبيلة، وفوائد عظيمة، وذات غرض نبيل، فهو يخبرنا عن أحوال الأمم الماضية في أخلاقهم، والأنبياء في حياتهم، والملوك في بلادهم ودولهم السياسة، بحيث تكتمل فائدة التقليد. اختلاف الأجيال في أحوالهم هو الاختلاف في معيشتهم.

أشهر اقوال أبن خلدون في الدولة والقانون

  • يحول الحاكم خوفه وغيره على قومه إلى خوف على ملكه فيأخذهم بالقتل والإذلال. 
  • رجال الدين هم أهل المشورة في علوم الشريعة، وليس في الحل والعقد داخل الدولة، وهو لأصحاب قوى اجتماعية أخرى مؤثرة. 
  • عندما ينعم الحاكم في أي بلد بالرفاهية والنعمة، فإن هذه الأمور تجتذب إليه مجموعة من المرتزقة والوصوليين الذين يحجبونه عن الناس، ويمنعون الناس عنه. المجتمع البشري ضروري، لأن الإنسان مدني بالطبع، أي يجب أن يكون لديه مجتمع حضاري، ومن عدم القدرة على إكمال وجوده وحياته، لذلك فهو بحاجة إلى المساعدة في جميع احتياجاته إلى الأبد بطبيعته. السياسة المدنية، هي إدارة المنزل أو المدينة بما هو مطلوب وفق الأخلاق والحكمة لقيادة الجمهور إلى أسلوب يتم فيه الحفاظ على الأنواع وبقائها على قيد الحياة. 
  • الدولة لديها حياة طبيعية وكذلك الأشخاص أعلم أن العمر الطبيعي للأشخاص، كما يدعي الأطباء والمنجمون، هو مائة وعشرون عامًا. 
  • إذا قهرت الأمة وأصبحت في يد الآخرين تسارع فنائها، والسبب في ذلك والله أعلم ما يحدث في نفوس الكسل إذا سيطر عليها وأصبح الاستعباد أداة للآخرين، ويعتمد عليهم فيقصر الأمل ويضعف الإنجاب، والعمرة ما هي إلا حداثة الأمل، يجب أن يكون للصراعات السياسية نزعة قبلية أو دينية، حتى يحفز قادتها أتباعهم على القتال والموت، حتى يتخيلوا أنهم يموتون من أجلها. 
  • الولاء والشتائم، حيث إن كل واحد يدعم ولاءه، ويقسم على الألفة التي تلحق الروح من زحف جارها، أو قريبها، أو قريبها في بعض جوانب النسب، وذلك من أجل الرابطة التي تحصل عليها. وفاء. 
  • يؤدي الفساد القضائي إلى نهاية الدولة. 
  • إذا دخل الحاكم في التجارة فاسد الحكم وفسدت التجارة.

أقوال ابن خلدون في علم الاجتماع

  • يهزم المهزوم دائمًا أن يحذو حذو الفاتح في شعاره، ولباسه، ونحلته، وجميع أحواله، وعاداته، والسبب في ذلك أن الروح تؤمن دائمًا بالكمال في من يتغلب عليها، ويخضع له إما لأنه ينظر إليه بكمال. 
  • العصبية هي نزعة طبيعية لدى البشر منذ أن كانوا كذلك، إتباع التقليد لا يعني أن الأموات أحياء بل أن الأحياء أموات. 
  • لا يوجد الجنس البشري بدون تعاون.
  • يحتاج الإنسان إلى حماية نفسه من إخوته، ومن أجل تأمين هذه الحماية، هناك حاجة إلى حافز لدفع بعضنا البعض بعيدًا. 
  • الفتنة التي تختبئ وراء قناع الدين، هي تجارة شائعة للغاية في عصور التدهور الفكري للمجتمعات.
  •  إذا كان الإنسان فاسدا في قدرته، ففي أخلاقه ودينه، تفسد إنسانيته ويفسد في الواقع. 
  • إذا كانت الروح في حالة اعتدال في قبول الخبر، فإنها تعطيها حقها في التمحيص والاعتبار حتى تتضح حقيقتها من أكاذيبها الكذب وتحريكه.

نظريات ابن خلدون

  • تتحدث النظرية الاجتماعية لابن خلدون عن الاحتياجات البشرية المستمدة من الطبيعة البشرية، حيث يحتاج الإنسان إلى طعام وشراب وملبس ومأوى، وهذه الحاجات يمكن أن تسمى أساسية، والرغبة في تلبية هذه الاحتياجات تدفع الشخص إلى استخدام معرفته وتفكيره على نطاق أوسع مما يؤدي بدوره إلى ظهور الاحتياجات الثانوية، وبعد ذلك تأتي مرحلة عملية التحضر، التي يبحث فيها أن الإنسان يتعلق بالكماليات، لذلك يجب أن يكون أكثر ذكاءً نتيجة لذلك، تطورت الحضارات وتجدر الإشارة إلى أن ابن خلدون لم يقصد أبدًا أن الحضارة تقوم على الحاجات المادية فقط، تحدث ابن خلدون عن طبيعة الإنتاج وضرورة التعاون بين أفراد المجتمع لتلبية احتياجات الإنتاج، أوضح أن الإنسان يتكون من جزأين: الجزء المادي، والجزء الروحي يندمج مع الجزء المادي، ولكل منهما تصوراته الخاصة، ولكن الجزء المدرك في كلتا الحالتين هو الجزء الروحي .
  • تناول ابن خلدون في نظريته الاقتصادية التحليل المنهجي لآلية عمل الاقتصاد وأهمية التكنولوجيا، والتخصص والتجارة الخارجية في الفائض الاقتصادي، ودور الحكومة وسياساتها المستقرة في تحقيق زيادة الإنتاج وتوظيف، والقانون والنظام والتوقعات والإنتاج ونظرية القيمة، وأصبح ابن خلدون أول خبير اقتصادي يقدم تفسيرًا بيولوجيًا لتقدم الأمم وتخلفها، مستخدمًا لغة الفائض الاقتصاديـ بالإضافة إلى التنبؤ باستمرارية الدولة نفسها.
  • يجب توضيح دور الدولة وطبيعتها من أجل رفاهية المجتمع؛ لأنها توفر وظائف مهمة في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للأمم؛ لذلك، طور ابن خلدون نظرية الدولة التي تنص على أن دور الدولة؛ هو تطبيق القانون والنظام المهم لأي مجتمع متحضر حتى يتمكن من المشاركة في التجارة والإنتاج سيزداد الفائض الاقتصادي عندما تكون هناك سياسات حكومية تدعم الأنشطة الاقتصادية، ويجب على الحكومة أن تأخذ الحد الأدنى من هذا الفائض، من خلال تحصيل الضرائب، لتوفير الحد الأدنى من الخدمات والأشغال العامة اللازمة، وبالنسبة لابن خلدون، يمكن تحقيق الضرائب المثلى، إذا تمكنت الحكومة من عدم تقليل عملية الإنتاج والتجارة بسبب الضرائب.
  • قدم ابن خلدون نظرية “العصبية” التي اعتبرها من العناصر الحاسمة التي تؤثر على تقدم أو تخلف جماعة من الناس أو المجتمعات، والعصبية مبنية على روابط الدم، أو على وجود الأفراد أو مشاركتهم مجموعة من المصالح المشتركة، مما يمنحهم القوة للبقاء معًا، والوقوف ضد الجماعات الأخرى التي تهدد بإضعاف هذه الرابطة، حيث عبر ابن خلدون عن رأيه في كيفية تخليص بعض العناصر الإضافية، مثل الروح الدينية، وأفراد الجماعة من الغيرة، وتقويتها، ومرة واحدة، وصلت المجموعة إلى أفضل حالاتها، وتمكن أعضاؤها من العيش في راحة ورفاهية، يبدأ شعور العصبية بضعفهم وانحطاطهم، مما يتسبب في تخلف المجموعة، وعلى الرغم من عدم مرور كل المجتمعات بهذا التسلسل نفسه، إلا أن الرفاهية الزائدة يجلب التخلف للمجموعة، ليحل محله مجموعة أخرى لديها توتر أكبر.

فيديو ابن خلدون وسيرته الكاملة

مقالات مشابهة

كيف ماتت شجرة الدر

كيف ماتت شجرة الدر

معلومات عن سيد قطب

معلومات عن سيد قطب

معلومات عن عمر الخيام

معلومات عن عمر الخيام

سيرة الملك حسين الكاملة

سيرة الملك حسين الكاملة

دليلك الشامل عن شخصية جحا وقصته

دليلك الشامل عن شخصية جحا وقصته

سيرة هولاكو خان الكاملة

سيرة هولاكو خان الكاملة

سلاطين الدولة العثمانية

سلاطين الدولة العثمانية