جدول المحتويات
الأسماء الموصولة في اللغة العربية تُعد النوع الرابع من أنواع المعارف الستة، يأتي قبلها كل من الضمائر والاسم العلم وأسماء الإشارة على التوالي ويأتي بعدها المعرف بـ (أل) والمعرف بالإضافة، وهي النوع الثاني من الأسماء المبهَمة التابعة للأسماء المعارف، فهي تأتي بعد أسماء الإشارة، التي تعد النوع الأول من الأسماء المبهمة، وهي عبارة عن ألفاظ محددة لها دلالات ومعانٍ مختلفة، وعدد من التقسيمات والشروط الخاصة بها.
ما هي الأسماء الموصولة؟
يمكن تعريف الاسم الموصول على أنه: اسم معرفة مبني يدل على شيء معين يُستخدم لربط الكلام، أي أنه يُستخدم لربط الأسماء والأفعال بجملة واحدة، يأتي بعدَه جملة تسمى صلة الموصول فيها ضمير يدل على الاسم الموصول ويشرح المقصود به، وجملة صلة الموصول هي جملة لا محل لها من الإعراب.
فصلة الموصول: جملة تأتي بعد الاسم الموصول لتعرّفه وتتم معناه وتبين المقصود منه، وتقسم جملة الصلة إلى:
- جملة فعلية: مثل قوله تعالى: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ}[البقرة: 21].
- جملة اسمية: مثل قوله تعالى: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}[البقرة: 61].
- شبه جملة من الجار والمجرور: مثل قوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[البقرة: 228].
- شبه جملة ظرفية: مثل قولنا: هل سافر الضيف الذي عندك.
لجملة صلة الموصول 3 شروط هي:
- أن تكون جملة خبرية لفظا ومعنى، مثل قولنا: إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
- أن تكون جملة معروفة للمخاطب وغير مبهمة، مثل قولنا: قمت بالواجب الذي تخليت عنه أنت.
- أن تشتمل على ضمير يعود على الاسم الموصول، مثل قولنا: جاء الذي أكرمته، ويمكن تعريف عائد الموصول على أنه ضمير غائب يربط جملة الصلة بالاسم الموصول، مثل قولنا: افعل ما تريده، فالعائد هنا هو الضمير (الهاء)، وقد يكون العائد محذوفاً عند فهمه من السياق، مثل: افعل ما تريد، فالعائد هنا محذوف تقديره أنت.
أنواع الأسماء الموصولة
الأسماء الموصولة تقسم إلى نوعين، كالآتي:
- الأسماء الموصولة الخاصة: يختص كل واحد منها بنوع أو شيء محدد، وهي كالآتي:
- الذي: تستخدم للمفرد المذكر العاقل وغير العاقل، مثل: جاء المدرب الذي أعرفه جيداً، أكلت الطعام الذي كان على الطاولة.
- اللذان، اللذين: تستخدم للمثنى المذكر العاقل أو غير العاقل، مثل: جاء اللذان نجحا في الامتحان.
- الذين: تستخدم للجمع المذكر العاقل فقط، مثل: فاز الذين لعبوا المباراة باحترافية.
- التي: تستخدم للمفردة المؤنثة العاقلة أو غير العاقلة، مثل: رأيت التي قطفت الثمار، كسرت الزهرية التي كانت على الرف.
- اللتان، اللتين: تستخدم للمثنى المؤنثة العاقلة أو غير العاقلة، سلمت على الفتاتين اللتين حضرتا لزيارتنا.
- اللائي، اللاتي، اللواتي: تستخدم للجمع المؤنث العاقلة أو غير العاقلة، مثل: حضرت النساء اللائي فزن بالمسابقة، سافرت مع النساء اللواتي أعرفهنّ.
- الأسماء الموصولة العامة المشتركة: هي الأسماء التي يستوي لفظها مع كل من المذكر والمؤنث، والمثنى، والجمع، دون أي تغيير على شكلها، وهي كالآتي:
- من: اسم موصول يستخدم للعاقل غالباً، مثل: صدق من قال الحق.
- ما: اسم موصول يستخدم لغير العاقل غالباً، مثل: أشتري من السوق ما أحتاجه فقط.
- أي: اسم موصول يستخدم للعاقل وغيره، مثل: أكرِمْ أيَّهم أكثرُ اجتهاداً، اركبْ من الخيل أيّها هو أقوى.
- ذو: تأتي بمعنى الذي وليست ذو إحدى الأسماء الخمسة، تسمى (ذُو الطائية) وهي اسم موصول يستخدم للعاقل وغيره، مثل: جاء ذُو اجتهدَ،
- ذا: اسم موصول يستخدم للعاقل وغيره، ويشترط فيها ألا تكون دالة على الإشارة، وأن تقع بعد (من أو ما)، مثل: من ذا فتح بلاد الشام؟.
طريقة استخدام الأسماء الموصولة
للأسماء الموصولة استخداماتها الخاصة في اللُّغة، ما يسهل على المُتحدثين بها التعامل معها بكل سلاسة ودون أي تعقيدات، فهي تعد من أهم الأدوات استخداماً في اللغة الفصحى، حيث تساعد على ضبط الجُمَل الصحيحة وإيصالها ببعضها البعض، كما يحتاج الاسم الموصول دائمًا لتوضيح معناه ومعرفة المراد منه إلى أحد شيئينِ بعده، إذ يأتي بعده إما جملة، أو شبه جملة وكلاهما يُسمَّى صلةَ الموصول، هذه الصلةُ تُفيد الاسمَ الموصول التعريفَ، وهي تعدّ قرينة لفظية، ذلك كون الاسم الموصول يفتقرُ في بيان المقصود منه إلى هذه الصلة التي يوصل بها؛ لذلك تم تسميته من قبل النحاة بالاسم الموصول.
جمل عن الأسماء الموصولة
وردت الأسماء الموصولة بكثرة في القرآن الكريم، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
- قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}[الأنعام: 1].
- قال تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ}[المجادلة: 1].
- قال تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ}[النساء: 15].
- قال تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ}[فصلت: 29].
- قال تعالى: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ}[النحل: 96].
كما وردت الأسماء الموصولة في أشعار العرب القدامى والمحدثين، منها ما يلي:
| قال نزار قباني: | يا دمشق التي تفشى شذاها | تحت جلدي كأنه الزيزفون |
| قال محمود سامي البارودي: | قد لا يفوه الفتى بالأمر يُضمره | وبين عينيه ما تُخفي ضمائره |
| قال أحمد شوقي: | إنّ للإقدام ناسًا كالأسد | فتشبّه إنّ مَن يُقدم يسد |
| فاحفظ ودائعك التي استودعتها | أنت الوفي إذا اؤتمنت الأصدق | |
| قال الشاعر: | فإِنَّ الماءَ ماءُ أبي وجَدِّي | وبِئْري ذُو حَفَرْتُ وذو طَوَيْتُ |
| قال الشاعر: | هُمُ الّلائِي أُصيبوا يومَ فَلْجٍ | بِداهِيَةٍ تَميدُ لها الجِبال |
| قال الشاعر: | إِذا ما لَقيتَ بَني مالِكٍ | فَسَلِّم على أيُّهُم أفضَلُ |
إعراب الأسماء الموصولة
تعرب الأسماء الموصولة حسب موقعها في الجملة، وهي مبنية دائماً، إلا في حالة الأسماء التي تدل على المثنى فهي أسماء معربة ملحقة بالمثنى، وهي: اللذان واللذين، واللتان واللتين، حيث ترفعان بالألف، وتنصبان وتجران بالياء، ومن الأمثلة على إعراب الاسم الموصول:
- جاء الطالبُ الذي نجحَ.
- جاء: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
- الطالب: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نعت أو صفة.
- نجح: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
- رأيتُ اللذينِ قدما من بعيد.
- رأيتُ: فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- اللذين: اسم موصول مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بالمثنى.
- قدما: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والألف ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
- قال تعالى: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ}[النحل: 96].
- ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- عندكم: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف، شبه الجملة الظرفية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
- كم: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- ينفد: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ.
- الواو: حرف عطف لا محل له من الإعراب.
- ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- عند: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
- الله: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره، وشبه الجملة الظرفية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
- باق: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة.
أسئلة شائعة
ما هو الفرق بين أسماء الإشارة والأسماء الموصولة؟
أسماء الإشارة هي أسماء معرفة توضع في الجملة العربية لتدل على المشار إليه، سواء كان هذا المشار إليه مذكراً، أم مؤنثاً، جمعاً، أم مثنى مذكر، أو مثنى مؤنث، وغيرها، وهي: (هذا، هذه، هذان، هاتان، ذلك، تلك، ذانك، هؤلاء وغيرها) وتعرب حسب موقعها من الإعراب، ويأتي بعدها اسم يدل عليها يعرب بدلاً عنها، أما الأسماء الموصولة فهي نوع آخر من المعارف وتعد من ضمائر الوصل بين الجمل، ولا يكتمل معناها إلا بوجود جملة بعدها تسمى صلة الموصول.
