جدول المحتويات
القدوة
يمكن تعريف القدوة بأنها التأثر ومتابعة وتقليد والاقتداء بشخصية معينة، بغض النظر عن هذه الشخصية، فيمكن أن تكون ذات تأثير سلبي، أو ذات تأثير إيجابي، ولا تعني القدوة تقمص الشخصية، إنما اقتباس أفضل الصفات والتصرفات، والتأثر النفسي فيها، ومن أكثر الفئات التي تتأثر بالشخصيات وتحاول التعلق فيها والتمثل بها هي فئة الأطفال، لذلك لا بدّ من توفير القدوة الجيدة لهم، وتوجيههم للاقتداء بها، لإنشاء أجيال جيدة، وتجنبهم الوقوع في المشاكل، وكل إنسان في هذا العالم يبحث عن قدوة بصورة تلقائية، لذلك ينصح باختيار الشخصيات الناجحة، والإيجابية، وقد تكون هذه القدوة مؤقتة من خلال أنها مثل تصرف جيد بطريقة ممتازة لشخص خاض نفس التجربة التي يبحث صاحبها عن قدوة فيها، وتمكن من الوصول على أفضل الحلول والنتائج.
أهمية القدوة
وجود قدوة في الحياة له أهمية وفوائد كثيرة، حيث إنها تعمل على توفير الوقت والجهد على الأهل والآباء في عملية التربية السليمة، وفي محاولة تنمية وزراعة السلوكيات والصفات الجيدة لدى الأبناء، فزرع الأطفال في مجتمع سليم ومليء بالقدوة الحسنة يجعل منه طفل سليم ومليء بالمشاعر الإيجابية، حيث إن الأطفال تعمل على التقليد بصورة لا شعورية، وفي المستقبل الحصول على شباب إيجابي وجيد، وبالتالي الحصول على مجتمع قوي ومتماسك، وصبور، وساعي للنجاح بلا كلل أو ملل، بالإضافة إلى القدرة على مواجهة أي تحديات خارجية، وبالتالي يمكن أن تقسم أهمية القدوة إلى أربع محاور رئيسية، وهي الأهمية على الأطفال، والأهمية على الشباب، والأهمية على المجتمع وتنميته من الناحية العلمية، والأخلاقية، والأهمية على الدول.
فوائد القدوة الحسنة
من المعروف أنَ الإنسان يتعلم بالمحاكاة؛ أي بالتقليد، وبهذا تشكل القدوة الحسنة نموذجاً إيجابياً يحتذى به، وتلعب دوراً في إلهام الآخرين للسير في طريق النجاح والتميز؛ بسبب ما تتركه من أثر طيب، وحسن لدى الناس، مما يجعلهم يرغبون في اتباع القدوة الحسنة ونشر فضائلها بين الناس عامة، وهذا يساهم في عمل الخير، ونشر السلوك الإيجابي في المجتمع، ويعمل على نبذ العمل السيء الذي يضر بصاحبه وفي المجتمع.
فوائد القدوة الحسنة وميزاتها
تعزيز السلوك الإيجابي
تعتبر القدوة الحسنة وسيلة من وسائل تعزيز السلوك الإيجابي عند الأطفال، وحتى البالغين، وذلك لما تحمله من دروس مستفادة، والتعلم من خبرات الغير، دون الحاجة إلى لوم الطفل أو البالغ على سلوك خاطئ قام به، ومثال على ذلك عندما يقوم الطفل بسلوك سيء، يتم سرد قصة واقعية لأحد الأشخاص الناجحين والمؤثرين الذين مروا بنفس الموقف، وتصرفوا بطريقة إيجابية.
الإلهام
القدوة الحسنة تعمل على إلهام الآخرين، وإعطائهم صورة حسنة عن ذاتهم وإمكانياتهم، مما يساعدهم على مقارنة أنفسهم بالقدوة الحسنة، والعمل على الاقتداء بها.
نشر الفضيلة والخير
تناقل قصص ومواقف الأشخاص الناجحين والمؤثرين، والذين قاموا بسلوكيات إيجابية، ومواقف سامية؛ خاصة الذين خاضوا تجارب صعبة، وتحديات كبيرة في حياتهم، واستطاعوا مواجهتها بطرق إيجابية، يساعد على نشر الفضيلة، ويعزز أهمية السلوك الحسن في الأسرة، والمجتمع.
أسلوب فعال أكثر من المحاضرات، والتوجيهات اللفظية
عادةً ما يرفض الناس الإصغاء إلى المواعظ، والحكم التي يقدمها لهم الغير، خاصة الأطفال والمراهقين، حيث يشعرون بالضجر من توجيهات ذويهم لهم، ويشعرون أنَ هذه التوجيهات تنتزع حريتهم بالاختيار، لذا من الممكن عرض بعض من نماذج الأعمال سامية، والمواقف الإيجابية، والتي تحمل صفات محببة مثل الكرم، والشجاعة، وحب الغير، والتي قام بها أحد الذين يعتبرون قدوة حسنة للناس على الأطفال والمراهقين، وهذا يساعدهم في القدرة على تحليل الموقف والرغبة في تقليده.
وسيلة فعالة لتعديل السلوك عند الأطفال
الأطفال لا يتعلمون بالتوجيهات والأوامر، فهم يتعلمون كل شيء في مراحل نموهم الأولى من محيطهم، مثل الأهل والأقارب، وغيرهم ممن يتواجدون معهم باستمرار، لذا يجب على الأهل أن يكونوا القدوة الحسنة الأولى في حياة أطفالهم.
وسيلة تواصل فعالة مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم، ومشاكل في الإدراك
الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الإدراك، وصعوبات تعلم، يصعب عليهم فهم توجيهات الأهل والمعلمين، لذا ينصح بأن يقدم الأهل والمعلمين نموذجاً للسلوك الذي يرغبوا بأن يعلموه لهؤلاء الأطفال، ومن هنا يلعب الأهل والمعلمين دور القدوة الحسنة أمامهم، ويقومون بتصرفات إيجابية ليتعلموا منها، مثل أن يقوم الأهل بترتيب سريرهم أمام الطفل، فيتعلم منهم أنّ هذا الأمر يجب أن يفعله كل من يستيقظ من سريره، وهكذا.
متنوعة وشيقة
يعتبر استخدام نموذج القدوة الحسنة وسيلة ممتعة وشيقة في التربية والتعليم، خاصة أن هناك عدد كبير من الفيديوهات، والقصص، بالإضافة لأغاني الأطفال المفيدة، والتي يمكن أن يتم تقديمها للأطفال، للتعلم منها، والاقتداء بالنماذج الحسنة فيها، بالإضافة للبرامج الوثائقية، والأفلام السينمائية، والقصص التاريخية التي تشكل وسيلة تعلم ممتعة للكبار.
كسب مهارات التعلم الذاتي
من فوائد القدوة الحسنة أنها تقدم نماذج تشجع على التقليد، مما يساعد على بناء مهارات التعلم الذاتي، والتي تبدأ بعملية التقليد للسلوك، أو العمل الذي يراه الطفل.
مقنعة واقعية
من ميزات القدوة الحسنة أنها مقنعة وواقعية؛ حيث تصور نموذجاً حياً لأشخاص ناحجين، أو مواقف حدثت بالفعل، وليست أمور أو أشخاص متخيلين، مما يساعد الناس على التأكد من أنَ ما قام به القدوة الحسنة هو أمر يستطيع أي أحد القيام به، وليس أمراً صعباً أو مستحيل.
صفات الشخص القدوة
عند البحث عن شخص مناسب للقدوة الحسنة لا بد من توفر الكثير من الصفات الجيدة فيه، ومن أبرز هذه الصفات الصدق، وعدم الكذب والنفاق، وتطابق الأقوال بالأعمال، ولا يقتصر على الحديث دون العمل، ناهيك عن أهمية توفر الكثير من الصفات الحسنة مثل الرحمة، والرأفة، والتسامح، والعفو، بالإضافة إلى أن الشخص القدوة لا بد من أن يكون على علم كاف ودراية كبيرة بالأفكار التي يقدمها، ومن الصفات الواجب توافرها في الشخص القدوة أيضًا تمسكه وثباته على مبادئه، وعدم النطق بأي أقوال على الإطلاق قبل التأكد منها ومن صحتها، بالإضافة إلى ابتعاده عن التصنع والتكلف إنما التصرف بطبيعة وعلى السجية، وفي حالة وقوعه بالخطأ عليه الاعتراف بذلك والاعتذار، والسعي إلى تصحيحه بسرعة كبيرة، وعليه أن يراقب نفسه ويحاسبها باستمرار.
نماذج من القدوة الحسنة
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
من أفضل نماذج القدوة التي يتوجب على الجميع الاقتداء فيها كبارًا وصغارًا وحتى من أصحاب الأديان غير الدين الإسلامي هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهو يمثل قدوة حسنة في كل مجالات الحياة، سواء الاجتماعية، أو العلمية، أو العملية، ناهيك عن ما يتصف به من صفات لا مثيل لها من الأمانة والصدق، والإخلاص، والصبر، والتحمل، والعدل، والإرشاد بحكمة، بالإضافة إلى ابتعاده كل البعد عن أي صفة سلبية، وعن الأخطاء، والمنكرات، بالإضافة لتميزه بحسن المعاشرة، وبرأفته وحنيّته، وقدرته على إدخال السعادة والفرح على قلوب الجميع، وكان عليه الصلاة والسلام أفضل قدوة في معاملة الزوجة والأبناء، بالإضافة إلى التزامه الكبير في أداء العبادات، وكان متميزًا في تقسيم الوقت وتنظيمه، فلا يأخذ شيء من حصة شيء آخر، بالإضافة إلى أنه قدوة حسنة في تكوين الأصدقاء والمحبين، وفي العفو على الرغم من القوة والمقدرة وعدم الانتقام، وغيرها الكثير من الصفات الحميدة والتي لا عد لها ولا حصر.
الوالدان
يعتبر الوالدان على الأغلب قدوة حسنة لأولادهم، حيث يعمل الآباء جاهدين على تقديم أفضل صورة أمام أبنائهم، لتربيتهم أفضل تربية، ويحققوا فيهم أفضل ما يتمنوا من الصفات، ومن أبرز الأشخاص الذين يؤثرون في شخصية الأبناء وصفاتهم هم الوالدين.
الناجحين والمتفوقين
يمكن الاقتداء بأي شخص ناجح ويحمل الكثير من الصفات الإيجابية، وليس من الشرط أن يكون من المشاهير، بل ربما بكون صديق، أو قريب، وفي ما يلي بعض من الأسماء المتميزة والتي يمكن اعتبارها قدوة حسنة في العالم:
- العالم الكيميائي المصري أحمد زويل.
- معد البرامج السعودي أحمد الشقيري.
- لاعب كرة القدم المصري أحمد صلاح.