جدول المحتويات
مصطلح الهلال الخصيب
الهلال الخصيب هو مصطلح جغرافي صاغه عالم الآثار الأمريكي جيمس هنري برستد على حوض نهري دجلة والفرات، والجزء الساحلي من بلاد الشام، كان لهذا المصطلح عدة استخدامات، كما شهدت المنطقة العديد من الحضارات.
تعريف منطقة الهلال الخصيب
تعريف منطقة الهلال الخصيب من الأسئلة التي يبحث عنها الكثير من الأشخاص، وعليه نشير إلى أنه جاء في قاموس المعاني أن مصطلح الهلال الخصيب أطلق فيما مضى على المنطقة التي تشمل كلاً من: الأرْدُنّ، وفلسطين، ولبنان، وسوريا، والعراق، وهي منطقة ذات امتيازات استراتيجية تجارية ودينية هامة؛ وذلك بسبب موقعها الذي يتوسط قارات العالم الثلاث: آسيا، وأوروبا، وأفريقيا، أما عن دول منطقة الهلال الخصيب فنشير إليها تباعاً مع شرح موجز لكل منها على النحو التالي:
الأرْدُنّ
تعرف الأرْدُنّ أو المملكة الأردنية الهاشمية بأنها دولة عربية تقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا، وتتوسط منطقة الشرق الأوسط، وذلك لوقوعها في الجزء الشمالي من منطقة شبه الجزيرة العربية، والجزء الجنوبي في منطقة بلاد الشام، ولها حدود مشتركة مع كل من: فلسطين، والعراق، وسوريا، والسعودية، وقد سميت بهذا الاسم نسبةً إلى نهر الأرْدُنّ الذي يمر عبر حدودها الغربية، وفيها البحر الميت الذي يعد أخفض نقطة في العالم.
فلسطين
تقع دولة فلسطين على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتحديداً في جنوب غرب قارة آسيا، وعاصمتها مدينة القدس، ولها حدود مشتركة مع كل من لبنان، وسوريا، والبحر الأبيض المتوسط، ومصر، والأردن، ويتكون المجتمع السكاني فيها من: الحضر، والبدو، والأرمن، والشركس، والسامرائيين، والآشوريين، والغجر.
لبنان
تقع هذه الدولة في الشرق الأوسط غربي قارة آسيا، وتطل من الجهة الغربية على البحر الأبيض المتوسط، ولها حدود مشتركة مع سوريا وفلسطين، وتعد مدينة بيروت عاصمتها وأكبر المدن فيها.
سوريا
تقع هذه الدولة في الجزء الشمالي الغربي من قارة آسيا، ولها حدود مشتركة مع كل من: العراق، والأردن، وفلسطين، وتركيا، ولبنان، والبحر الأبيض، وتعد مدينة دمشق عاصمتها والوجه التاريخي لها.
العراق
تقع هذه الدولة في الجزء الغربي من قارة آسيا وتطل على الخليج العربي، وهي دولة برلمانية اتحادية عاصمتها مدينة بغداد، وقد كانت تسمى قديماً “بلاد ما بين النهرين”؛ وذلك لوقوعها بين نهاية نهري دجلة والفرات.
مشروع الهلال الخصيب
يعرف مشروع الهلال الخصيب أو وحدة الهلال الخصيب بأنه مشروع ظهر للمرة الأولى عام 1943؛ وذلك بهدف تحقيق الوحدة ما بين أقطار المشرق العربي، وقد كان نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي في الأربعينيات من القرن العشرين من أوائل الداعمين لهذا المشروع، وهو الذي قدم فكرته إلى السلطات البريطانية؛ وذلك بعدما شعر العرب بضعف فرنسا التي كانت حينها القوة المستعمرة في سوريا، وقد حظيّ بالتأييد نظراً للعلاقات التجارية والاجتماعية التي كانت تجمع ما بين حلب والعراق، ناهيك عن الدور المحوري الذي أداه هذا المشروع في السياسات المحلية والإسلامية العربية، وسياسات القوى الدولية في ذلك الوقت، وقد كان على وشك النجاح لولا انقلاب أديب الشيشكلي الذي كان من أشد المعارضين له، ما أدى إلى فشله واندثاره قبل أن يرى النور.
سقوط مشروع الهلال الخصيب
أعلن حسني الزعيم في أبريل عام 1949 بعد زيارته إلى مصر معارضته للمشروع قائلاً: “إن الجمهورية السورية لا تريد سورية كبرى ولا هلالاً خصيباً، وسوف نوجه قواتنا ضد هذين المشروعين الذين أوصى بهما الأجنبي”، وما لبث أن أطاح الجيش في شهر أغسطس من العام ذاته بحكم حسني الزعيم، ما أدى إلى إعادة العلاقات مع العراق والأردن، وبعد أن عاد حزب الشعب لقيادة السياسة السورية انتعشت الآمال مجدداً لعودة المشروع، ولكن الجيش تحرك مجدداً بقيادة أديب الشيشكلي نائب رئيس الأركان وبرئاسة فوزي دلو وذلك في ديسمبر عام 1949، وذلك بهدف الدفاع عن نظام الحكم الجمهوري في سورية، وفي أواخر نوفمبر عام 1951 سيطر الشيشكلي على الحكم وحل كافة الأحزاب السياسية، واستمر ذلك حتى عام 1954، حيث أطيح بحكمه وعاد النظام الديمقراطي البرلماني، ومنذ ذلك الوقت ونتيجة للأحداث المتوالية التي حدثت في كل من سوريا وبغداد لم يعد لمشروع وحدة الهلال الخصيب أي وجود في الساحة السياسية العربية، وخاصة بعد قيام الثورة عام 1958 في العراق وقيام النظام الجمهوري.
دول الهلال الخصيب
تشمل المنطقة خمس دول عربية هي: سوريا ومساحتها حوالي 185.180كم²، حيث تُعد حلب أكبر المدن من حيث المساحة فيها، ولبنان التي تبلغ مساحتها 10.452كم²، وعاصمتها بيروت وتعتبر الأكبر من حيث المساحة بين المدن الأخرى، وفلسطين التي تبلغ مساحتها حوالي 26.990 كم²، وعاصمتها القدس، والأردن التي تبلغ مساحتها 89.287 كم²، عاصمتها عمان وهي أكبر المدن من حيث المساحة وعدد السكان، إضافةً إلى العراق التي عُرفت قديماً ببلاد الرافدين، وعاصمتها بغداد، وتبلغ مساحتها 438.317كم².
وحدة الهلال الخصيب
استخدم مصطلح الهلال الخصيب في الدراسات الأثرية، كما أنّ له استخدام سياسي؛ حيث نادى مؤسس وزعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعادة بوحدة الهلال الخصيب تحت اسم سوريا الكبرى ليثبت وجود أُمّة واحدة لها ثقافة واحدة ولغة واحدة وجغرافية واحدة.
تسمية الهلال الخصيب
سميت منطقة الهلال الخصيب بهذا الاسم لتمييزها عن منطقة شبه الجزيرة الكبرى شرق البحر الأحمر، ولأنها تعتبر منطقة وفيرة بالمياه، بالتالي تمتاز ترتبها بالخصوبة التي تُسهل الزراعة فيها وخاصةً الزراعة البعلية، ويستخدم مصطلح الهلال الخصيب أيضاً للتعبير عن مناطق بداية الحضارات البشرية.
الموقع الاستراتيجي لمنطقة الهلال الخصيب
تميزت منطقة الهلال الخصيب بموقعها الاستراتيجي، الذي يتوسط قارات العالم الثلاث؛ آسيا، وأوروبا، وأفريقيا، ومناخها المعتدل الذي كان له دور مهم ومؤثر في نجاح الزراعة وازدهارها، بالإضافة إلى وجود الكثير من الأنهار، والينابيع، ووفرة الامطار، كما تُعد منطقة وفيرة بالعناصر المعدنيّة و النفطيّة التي جعلتها مطمعًا للمستعمرين، والعمل على تفرقة وحدتها الديموغرافية والجغرافيّة.
الحضارات المؤثرة في منطقة الهلال الخصيب
الحضارة السومريّة
قامت هذه الحضارة في المناطق الجنوبية من بلاد الرافدين، وكانت بداية ظهورها في الألفيّة السادسة قبل الميلاد، ومن أهّم مدن هذه الحضارة كلاً من كأور، ولارسا، ولجاش، وكولاب، وكيش، وإريدو.
الحضارة الآرامية
قامت هذه الحضارة في الجزء الأوسط والشمالي من البلاد السورية، وامتدت فيما بعد إلى المناطق الغربية والشمالية ما بين النهرين، وكان الموطن الأصلي لسكانها الجزيرة العربية، وكانت الآرامية هي اللغة السائدة فيها.
الحضارة الأكادية
قامت هذه الحضارة في المناطق الجنوبية من نهر الفرات، وتحديداً في بيم زمبير، وكيش، وازدهرت هذه المناطق في الفترة ما بين الأعوام 22-25ق.م، وكانت اللغة السائدة فيها هي اللغة الأكادية.
الحضارة البابلية
أَطلَقَ الفرس عليها اسم بايم بابا روش، وازدهرت هذه الحضارة في الفترة ما بين 18-6 قبل الميلاد، وتعتبر من أهمّ الحضارات على مرّ التاريخ، بسبب اهتمام سكانها بالصناعة والتجارة، كما اشتهرت بحدائق بابل المُشيَّدة بطرق هندسية رائعة، حيث تعد بابل إحدى محافظات العراق.
حضارات أخرى
شهدت منطقة الهلال الخصيب حضارات كثيرة تأثرت بها، أهمّها الحضارة الكنعانية، والحضارة الأدومية، والحضارة الإسلامية، والفارسية، والرومانية، والبيزنطية، وأغلب تلك الحضارات مرت بشبه الجزيرة العربية، ومصر، فالأناضول، واليونان، كما شهدت هذه المنطقة حضارات عالمية، أهمّها حضارة العصر الحجري الحديث، والعصر البرونزي، حتى ابتدأت المدن والممالك وامتدت حتى جنوب الرّافدين، وغرب الشّام، وشمال جزيرة الفرات.
