جدول المحتويات
إن شهر رمضان إذا ثبت برؤية هلال شهر رمضان المبارك، أو بتمام شهر شعبان، وجب على الناس الصيام؛ لقوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُم الشَّهْرَ فَلِيَصُمْهُ} [البقرة: 158]، وقد روى البخاري ومسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَصُومُوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا“، أن الشهر القمري إما أن يكون ثلاثين، أو تسعة وعشرين، فإذا كمُل شهر شعبان ثلاثين يومًا، فمعنى ذلك أن شهر رمضان قد بدأ بلا خلاف عند جمهور العلماء، وإلا لم يجز الشروع في الصيام؛ لعدم ثبوت دخول رمضان.
بماذا يثبت دخول شهر رمضان المبارك؟
رؤية هلال شهر رمضان المبارك
يثبت دخول شهر رمضان المبارك برؤية الهلال، ودليل ذلك قول الله -عز وجل- في آية الصيام: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُم الشَّهْرَ فَلِيَصُمْهُ} [البقرة: 158]، وقول رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: “صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته” [متفق عليه]، فإذا رأى مسلم، عاقل، بالغ، عَدْل، موثوق بخَبره وأمانته، هلال شهر رمضان المبارك؛ فقد ثبت دخول الشهر الكريم، وتعيَّن ووجب على الناس الشروع، والبدء في صيامه.
تمام شهر شعبان
يثبت دخول شهر رمضان المبارك كذلك بتمام شهر شعبان ثلاثين يوماً كاملة؛ لأن تمام الشهر القمري أن يكون ثلاثين يوماً، ولا يكون أكثر من ذلك أبدًا، وقد روى البخاري ومسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “الشهر هكذا وهكذا وهكذا -يعني ثلاثين يومًا- ثم قال: وهكذا وهكذا وهكذا -يعني تسعة وعشرين يومًا-“، أي: أن الشهر القمري إما أن يكون ثلاثين، أو تسعة وعشرين، فإذا كمُل شهر شعبان ثلاثين يومًا، فمعنى ذلك أن شهر رمضان قد بدأ بلا خلاف عند جمهور العلماء.
ما الدليل على عدم جواز صيام يوم الشك؟
الدليل على عدم جواز صيام هذا اليوم، قول عمار بن ياسر -رضي الله عنه- “من صام اليوم الذي يُشك فيه، فقد عصى أبا القاسم” رواه أبو داود، وقد صح عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) النهي عن صوم يوم الشك، ففي “الصحيحين” من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “لا يتقدمن أحدكم رمضان بصيام يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صيامًا فليصمه”، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: “صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ -أي خفي وتعذر رؤية الهلال- عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين”، والحديث واضح الدلالة لا شك فيه على أن بدء الصوم معلق برؤية الهلال بلا شك، فإذا لم تحصل الرؤية، لزِم ووجب على الناس أن يكملوا شعبان ثلاثين يوماً؛ ولذلك فإنه من المستحب للناس التماس هلال رمضان ليلة الثلاثين من شعبان، لكن لا يجب ذلك على كل مسلم، بل هو فرض كفاية وليس فرض عين، إذا فعله البعْض سقط عن الباقين.