جدول المحتويات
تعريف الخدمة الاجتماعية
الخدمة الاجتماعية مهنة إنسانية تسعى لخدمة الإنسان، وهي نظام يبحث في مشكلات الأفراد أو الجماعات، وتنمية قدراتهم وميولهم، والوصول بها إلى مستوى حياة يتفق مع رغباتهم الخاصة، ويحقق لهم التكيف الاجتماعي، وبحسب الباحث وليام هدسون فإنها نوع من الخدمة يهدف لمساعدة الفرد أو الأسر التي مشكلات تمنعها من الوصول إلى مرحلة عادية مناسبة في الحياة، ومن ناحية أخرى يهدف إلى إزالة العوائق قدر المستطاع، التي تعوق الأفراد عن استثمار قدراتهم.
انواع الدراسات في بحوث الخدمة الاجتماعية
يمكن تعريف بحوث الخدمة الاجتماعية بأنها عبارة عن دراسة يقوم بها المختصين في العلوم الاجتماعية لحل إحدى المشكلات عن طريق تطبيق بعض استراتيجيات البحث العلمية المنظمة، ويمكن تقسيم أنواع الدراسات في بحوث الخدمة الاجتماعية كما يلي:
البحث الأساسي
ربما يكون هذا النوع من دراسات بحوث الخدمة الاجتماعية هو الأصعب، وفي الغالب يقوم به حاملي الدرجات العليا في علوم الخدمة الاجتماعية، وذلك لأن الهدف من البحث الأساسي هو إنتاج معرفة جديدة تساعد على تأييد أو رفض بعض النظريات الموجودة في علم الخدمة الاجتماعية.
البحث المقارن
يقوم هذا البحث على تحديد بعض المتغيرات والقيام بعمل بعض المقارنات للتعرف على أوجه الشبه أو الاختلاف بينها، ومن أمثلة تلك المتغيرات المؤسسات الاجتماعية أو السياسية في بلد ما.
البحث التاريخي
يعتمد البحث التاريخي في مادته العلمية على الأحداث التي حدثت في الماضي، حيث يقوم الباحث بالعمل على تحليل هذه الأحداث بصورة علمية وفقاً لطبيعية المجتمع في هذه الحقبة الزمنية؛ وذلك للتعرف على أسباب حدوث هذه الأحداث، وفي الغالب يعتمد الباحث على بعض الوثائق التاريخية التي تسرد الأحداث التي يهتم بها مثل الجرائد أو المجلات التي تناولت هذا الموضوع، أو بعض الرسائل التاريخية التي تتعلق بالحدث موضوع الدراسة.
البحث التفسيري
يعتبر من أنواع الأبحاث التي تحتاج لبذل بعض المجهود للقيام بها، حيث يتناول البحث التفسيري بعض الأحداث أو الظواهر الاجتماعية، ويكون دور الباحث في هذا البحث هو التعرف على إجابة بعض الأسئلة مثل لماذا حدثت هذه الظواهر، وما هي الأسباب التي أدت لظهورها، وما هو تأثيرها على المجتمع؟
البحث التحليلي
يعرف بأنه أكثر أنواع البحوث شمولية، حيث يبدأ الباحث رحلته مع البحث التحليلي بتحديد مشكلة البحث والتي من الممكن أن تكون إحدى الظواهر الاجتماعية ليبدأ بعدها بتحديد وجمع جميع المعلومات والحقائق التي تتعلق بهذه الظاهرة والعمل على تحليلها وذلك لتحديد نتيجة البحث.
البحث الاستطلاعي
الهدف من البحث الاستطلاعي هو إحداث الفارق والتوصل لنتائج جديدة في أحد الموضوعات، حيث يهدف الباحث من خلال القيام بتنفيذ أحد البحوث الاستطلاعية لدراسة إحدى الظواهر الاجتماعية والتعرف على بعض الأمور الخاصة بها والتي تعتبر مجهولة أو غامضة. وبالتالي فإن البحث الاستطلاعي يساعد على اكتشاف حقائق جديدة تساعد على فهم هذه الظاهرة الاجتماعية والمساعدة على تغييرها أو تعديلها بما يتناسب مع العصر.
البحث الكمي
يحتاج هذا النوع من الأبحاث أن يكون الباحث على دراية ببعض الأمور مثل التحليل الإحصائي، حيث يعتمد هذا النوع من الأبحاث على دراسة الظواهر الاجتماعية من خلال بعض الأساليب الرياضية مثل الإحصاء، ودائماً ما تكون بياناته تأخذ شكل النسب المئوية أو القوائم الإحصائية، والتي يتم تكوينها عن طريق طرح بعض الأسئلة على المشاركين في البحث والقيام بصياغة إجابتهم في الصورة السابق ذكرها.
بحث بناء النظرية
يقوم هذا البحث على تجميع بعض البيانات أو الدلائل المتعلقة بإحدى الظواهر الاجتماعية وذلك لاستخدامها في إثبات أو إنشاء نظرية جديدة في علم الخدمة الاجتماعية.
البحث النسوي
تركز المناهج الخاصة بهذا النوع من الأبحاث على حياة الفتيات والسيدات في المراحل العمرية المختلفة، وذلك لدراسة الظواهر الاجتماعية التي قد تواجهن، والوصول لتفسير منطقي لها.
البحث التصنيفي
يستغرق القيام بالبحث التصنيفي وقتاً أطول من الأنواع الأخرى، وذلك لأن هذا النوع من الأبحاث يعتمد على القيام بتجميع الوحدات الخاصة بالبحث، ثم القيام بتصنيفها أو تقسيمها لمجموعات وفقاً للعديد من العوامل، والعمل على التعرف على الفروق بين هذه المجموعات وذلك للوصول لنتيجة البحث المطلوبة.
تطور العمل الاجتماعي
الخدمة الاجتماعية القائمة على أساس إنساني ظاهرة قديمة في العالم، ويمكن ملاحظتها من المنظور التاريخي على مر العصور؛ لأن الملاحم القديمة والأديان المنتشرة فيي العالم بأسره تعلم دروسًا في الحياة، للخدمة البشرية، والرحمة للفقراء والمحرومين، ومع التقدم في الزمن تغير النسيج الاجتماعي للمجتمع بشكل كبير، وأصبحت المجتمعات البسيطة وغير المعقدة تتحول الآن إلى مجتمعات معقدة؛ وهذا ما أدى إلى ظهور العديد من المشكلات الشخصية والاجتماعية، التي ساعدت لظهور منتظم للخدمة الاجتماعية، التي قدمت مساهمات كبيرة في جميع البلاد في فترة زمنية قصيرة.
الطريقة العلمية للبحث الاجتماعي
استفاد علماء الاجتماع من طرق البحث العلمية المجربة، مثل التجارب والمسوحات والأبحاث الميدانية، لكن البشر وتفاعلاتهم الاجتماعية متنوعة، لدرجة أن هذه التفاعلات قد تبدو مستحيلة التخطيط أو التفسير، كما أن العلم يفسرها مثل دراسة الفيزياء أو الكيمياء، بدلًا من استكشاف الفروق الدقيقة في السلوك البشري، ومع ذلك، يجب اعتماد الطريقة العلمية في البحث الاجتماعي؛ لأنها تضع العلامات الرئيسية التي تساعد على التأكد من أن نتائج البحث الاجتماعي موضوعية ودقيقة، كما أن الطريقة العلمية توفر قيودًا وحدودًا ترتكز عليها الدراسة لتنظيم نتائجها.
خطوات البحث الاجتماعي
صياغة مشكلة البحث
يبدأ البحث بمشكلة تحتاج إلى حل، ويندرج هذا التصور من جانب الباحث، إما في البحث عن بعض المساعي الفكرية، أو في البحث عن بعض الاهتمامات العملية، مثل البحث عن حل عملي للمشكلة، ويجب أن تكون المشكلة محددة وليست عامة.
مراجعة المعلومات ذات الصلة
يجب على الباحث الاستفادة من المعرفة التي المجمعة سابقًا؛ لأن البحث الفعال يعتمد على المعرفة السابقة، وهذا يساعد الباحث في تجنب الازدواجية، وفي صياغة فرضية مفيدة، ويوفر دليلًا على أنه على دراية بما هو معروف بالفعل، وما لا يزال مجهولًا وغير مجرب في هذا المجال.
صياغة الفرضيات
هي صياغة شرح مبدئي للمشكلة على شكل اقتراح حيثما كان ذلك ممكنًا، يشير هذا التفسير أو الافتراض أو الاقتراح المبدئي إلى بيان تخميني للعلاقة بين متغيرين أو أكثر، ولصياغة الفرضية يجمع الباحث المعلومات من عدة مصادر.
تصميم البحوث العملية
هو المخطط العام لجمع وقياس وتحليل البيانات، التي تتضمن ما يجب على الباحث القيام به، مثل صياغة التعميمات المبدئية، وتعريفاتها التشغيلية، والتحليل النهائي للبيانات، من خلال تقديم إجابات لأسئلة مختلفة.
تحديد عالم الدراسة
هو جميع العناصر أو الأفراد قيد الدراسة، في أي مجال من مجالات التحقيق، ومن الناحية الإحصائية يشير مصطلح (عالم الدراسة) إلى مجموع الأفراد أو الوحدات التي تؤخذ منها عينة، والتي تنطبق عليها النتائج والتحليلات.
تحديد تصميم العينات
هي خطة محددة جمعت قبل التجميع الفعلي للبيانات؛ للحصول على عينة من عالم الدراسة، يجب أن تكون العينة تمثيلية وكافية.
إدارة أدوات جمع البيانات وغيرها
تجمع البيانات الثانوية من الكتب، والمجلات، والصحف، وتقارير الدراسات السابقة، أما البيانات الأولية فتجمع من خلال التجربة، أو من خلال المسح، ولفحص الحقائق من خلال الفرضيات، يلجأ الباحث إلى التجربة؛ لمراقبة بعض القياسات الكمية.