خطوات القراءة المتعمقة

خطوات القراءة المتعمقة

فهم معاني النص المقروء، والتركيز فيه، والتمتّع بقراءته، بالإضافة إلى استخراج المعلومات المهمة، جميعها من أساليب القراءة المتعمّقة، أما التصفّح، والسؤال، والقراءة، والتسميع، والمراجعة؛ جميعها أدوات من أجل تحقيق القراءة المتعمّقة والتي تناقض القراءة البسيطة، والتي ليس فيها أي من هذه الأدوات.

يتحدث المقال خطوات القراءة المتعمقة، ويشمل:

  • تعريف القراءة المتعمّة، وكيفية القيام بها.
  • أدوات القراءة المتعمّقة.
  • مهارات القراءة المتعمّقة، واستراتيجياتها.
  • نصائح للقراءة بطريقة متعمّقة.

ما المعنى من القراءة المتعمقة

تتم القراءة المتعمّقة عند تحقيق بعض الشروط، وهي: التركيز في النص، وفهم معانيه، والتمتّع بقراءته، بالإضافة إلى استخراج الكثير من المعلومات المهمّة والشيّقة منه، والقراءة البطيئة اسم آخر للقراءة المتعمّقة، وتعتبر القراءة البسيطة نقيضة القراءة المتعمّقة.

كيف تقرأ بتعمق

عندما يتخيّل الشخص شيء ما أو يلاحظ شيئاً في العالم الحقيقي، فإنَّ هناك مناطق في الدماغ تتنشط، وفي عام 2009 في مجلة سايكولوجيكال ساينس نُشرت نتائج الدراسة التي أقيمت في مختبر الإدراك الديناميكي في جامعة واشنطن؛ حيث قام الباحثون بأخذ مسحات الدماغ في رؤوس بعض الأشخاص أثناء قراءتهم لقصص خياليّة، وأكدت نتائج الدراسة على أنّ عقول القرّاء تحاكي كل موقف جديد في القصة، وكانت الأهداف من الدراسة اكتشاف أهداف القراءة، وكما قالت الباحثة نيكول سبير أنَّ “القراءة العميقة تعتبر من التمارين الإيجابيّة، كما ويصبح القارئ هو الكتاب”، وأثبتت وجود شيء من السطحيّة في أنشطة القراءة العميقة والتحليل، ويُعتبر التعامل مع التكنولوجيا خطير بشكل إيجابي، والتعامل معها يشبه الفيروس، فهي مصدر إلهاء، وضغط على الأكاديمي المثقّل بالأعباء، وقالت الباحثة من الدراسة  “ما هو ليس من الواضح ما إذا كان الأشخاص يشاركون في أنواع جديدة من الأنشطة التي تحل محل وظيفة القراءة العميقة”.

إعلان السوق المفتوح
اقرأ أيضاً:  أقسام التعليم المهني في العراق

أدوات القراءة بتعمق

التصفح

التصفّح هو مسح المادّة المراد قراءتها بشكل كامل واستطلاعها، والتركيز في خُلاصتها والنتائج في آخرها، أيضاً مشاهدة العناوين الرئيسيّة، والتركيز في المصطلحات والكلمات المهمّة في المادة، وبالرغم من أنّ عمليّة التصفّح تأخذ وقت طويل، إلّا أنّها تُهيّء الشخص لمباشرة القراءة، فيظهر لدى القارئ تساؤلات عديدة عن ما يتحدّث النص في المادّة المُراد قراءتها. 

السؤال

بعد أن تتكون للقارئ فكرة عامّة عن المُراد قراءته، يبدأ بطرح العديد من الأسئلة حول الفكرة من الموضوع، أو حول ما بحتويه النص من أفكار، وتُحفِّز هذه الأسئلة القارئ للقراءة، كما تُساعد على حفظ الأفكار الموجودة، والتي تُساعد على تذكّر المادّة حتى بعد فترة من الزمن.

القراءة

يبحث القارئ في هذه الخطوة عن جميع التساؤلات التي كوّنها في ذهنه، ويرغب في معرفة الإجابات جميعها، وتحتاج هذه الخطوة إلى الكثير من التركيز، وعند القراءة بالترتيب ستجيب المادة العلميّة عن جميع أسئلة القارئ بالترتيب، لهذا يجب على القارئ تذكُّر الأسئلة التي طرحها من قبل بالترتيب. 

التسميع 

إنّ الهدف من هذه الخطوة هو مساعدة العقل على حفظ المعلومات، وتذكّرها بشكل جيد، وإجابة الأسئلة التي طرحتها المادة، ويعتبر التسميع خطوة مهمة جداً، وهي أهم من قراءة المادة للمرة الثانية.

المراجعة

يتعرض القارئ للنسيان، فيمكن أن ينسى الإجابة عن تساؤل معيّن في فقرة ما، ويمكن أن ينسى أهداف فقرة ما، فهذه الخطوة تساعد على تذَكّر الفقرة التي تحتوي على إجابة عن تساؤل قد طرحه بوقت قصير، وتساعد على مراجعة المادّة بشكل كامل.

مهارات القراءة العميقة

تتطلب القراءة من الأشخاص استدعاء لجميع مهارات الانتباه، وتطوير هذه المهارات ليصبحوا مدركين، هذا على عكس القيام بنشاط آخر مثل مشاهدة التلفاز، أو القيام بأي عمل ترفيهي، فالقراءة العميقة مجموعة من العمليّات المتطوّرة والمهارات التي يستخدمها الشخص أثناء القراءة، ومنها الاستنتاج، والمنطق، والتحليل النقدي، والبصيرة للقارئ الخبير، والتفكير، وكل هذا يتم تنفيذه بالدماغ بأجزاء من الثانيّة. 

اقرأ أيضاً:  تعرف على أهم التخصصات الجامعية والعلوم

دماغ الشباب تحتاج إلى سنوات حتى يتم تطويرها، ويُمكن أن تسبب الثقافة الرقمية المنتشرة والمميزة بالسرعة أن تثبّط من القراءة والتفكير، هذا ما يسبب الخطر للأشخاص، ولكن توفر القراءة العميقة يكشف طريقة ارتباطنا بالعالم.

استراتيجيات القراءة المتعمقة

يتجنب الطلاب الرغبة في القراءة المتعمّقة في سن معين، ذلك لما تتطلبه من وقت وجهد كبير، ومنهم من يعتقد أنّ الخبراء قرّاء سريعون ولا يتعرضّون للمعاناة أثناء القراءة، وأنّ الافتقار إلى الخبرة سبب في مواجهة الصعوبة، لكن الخبراء أيضاً قد يواجهون في بعض الأحيان صعوبة في قراءة النصوص، فيقومون بالقراءة بشكل بطيء أكثر من مرة لجعل النص مفهوم، وتقليل الإرباك الحاصل عند قراءة شيء غير مفهوم.

لا بد من معرفة استراتيجيات القراءة والتي تأتي في جميع أنواع القراءة، فكتابة عبارات مهمّة وملاحظات، وقراءة النص الصعب مراتٍ عدة، والتفاعل مع النص، وطرح الأسئلة، وربط النص بالتجربة الشخصية، كل هذا يعتبر من استراتيجيات القراءة المتعمّقة.

نصائح للقراءة بطريقة متعمقة

القراءة منبع المعرفة في جميع المجالات، وتنشّط قدرة العقل على التركيز، وتعلّم القارىء مهارات التفكير والتأمل والصبر، بالإضافة إلى أنّها متعة لمن يحبّها، لكن للأسف الكثير من الأشخاص لا يجد وقتًا للقراءة، ويوجد عدة نصائح تساعد في القراءة بشكل عميق والاستفادة من المقروء بشكل واسع، ومنها ما يأتي: 

  • تحديد الهدف من القراءة: يوجد سببين للقراءة؛ هي المتعة أو المعرفة أو كلاهما، فقبل البدء في قراءة معيّن، يجب عليك تحديد السبب والهدف من القراءة حتى يتجهّز العقل لهذا الهدف ويساعدك في إنجازه، ولا يجب المبالغة في تحديد الأهداف، فوضع أهداف لا يُمكن تحقيقها قد يُسبِّب لك الإرهاق الفكري والعجز، وهذا سوف يُبعدك عن القراءة، ويُمكن فيما بعد زيادة أهدافك حين تُصبح طاقتك و قدرتك على القراءة أكبر.
  • احتفظ بهدفك لنفسك: توجد بعض الدراسات التي تُفيد بأنَّ مشاركة الأهداف مع الآخرين سبب في بذل جهد أقل، فالأفضل الاحتفاظ بالهدف لنفسك والاحتفال بإنجازه في النهاية.
  • قراءة ما تراه ممّتع: يجب تحديد المجالات التي تستمتع في قراءتها، فيجب ترك كتاب لا تنجذب إليه، وذلك لأن قراءة الكتب المملّة بالنسبة لك ستأخذ الكثير من طاقتك ومجهودك، ولا يجب إلزام نفسك في شيء لا ترى منه متعة ورغبة في قراءته، فالإنجاز يأتي عند قراءة الكتب التي تثير اهتمامك وتزيد من فضولك.
  • اجعل في يدك كتاباً في كل الأوقات: القراءة اليوميّة تساعد في جعلك مرتبطاً بالقراءة، وهذا ما يزيد من معدّل قراءتك ويجعلك فخور في إنجازك، لذلك تعتبر القراءة اليوميّة عادة جيّدة، والتي تتطّور عند ممارستها والالتزام بها، فتخصيص نصف ساعة يوميّاً للقراءة أمر لا يستهان به لما له من إيجابيّات تعود على الشخص.
  • إعداد قائمة الكتب مسبقًا: تجهيز قائمة بالكتب التي تُهمّك قراءتها، هذا يُعطيك مساحةً لتجد ما تريد بشكل سهل ولا تُضيِّع وقتك في الاختيار والتبديل، ويمكن ذلك بمراجعة كتب القوائم على الإنترنت.
  • تجهيز مكان جيد للقراءة: المكان هادئ ذو الإضاءة الجيّدة يُساعدك في الاسترخاء، ويجعل القراءة عميقة وشيء لا مثيل لها، بالإضافة إلى المتعة التي تتحقّق بشكل كبير، ويزيد من الشعور بالراحة، لكن لا يجب دائماً القراءة في مكان محدد وطريقة معيّنة، لأنه من الممكن عدم توافر هذا المكان بشكل دائم، وسيؤثر هذا على القراءة ويُمكن أن تصبح متقّطعة، فلا يجب ربط القراءة بالمكان المثالي لها، فيُمكن أن لا يأتي إلا بعد مدة طويلة، لهذا اقرأ في الوقت الذي تجد فيه رغبة ومتعة في القراءة بغض النظر عن المكان. 
  • تقسيم المواضيع والصفحات: تقسيم الصفحات يُساعد في قراءة الكتب الصعبة في أسلوبها وأحداثها، أو الكتب ذات الحجم الكبير، بهذا يمكن إنجاز قراءة الكتاب دون الشعور بالتعب أو الجهد، هذا يساعد في استعادة الطاقة للقراءة كل ما شعرّت في فقدان المتعة.
اقرأ أيضاً:  التعلم عن بعد في سلطنة عمان

مقالات مشابهة

الحروف الابجدية العربية والأجنبية

الحروف الابجدية العربية والأجنبية

الفلسفة وعلم النفس

الفلسفة وعلم النفس

ما هي استخدامات وفوائد دفتر الملاحظات؟

ما هي استخدامات وفوائد دفتر الملاحظات؟

الفرق بين التعريف والمفهوم

الفرق بين التعريف والمفهوم

ما هي أهمية الغلاف الجوي؟

ما هي أهمية الغلاف الجوي؟

وظيفة كتابة محتوى

وظيفة كتابة محتوى

ما سبب العيون الحمراء التي تظهر في الصور؟ وكيف يمكن إصلاحها؟

ما سبب العيون الحمراء التي تظهر في الصور؟ وكيف يمكن إصلاحها؟