دليلك الشامل حول الخطوط العربية

دليلك الشامل حول الخطوط العربية

تُعتبر الخطوط العربية طريقة وفن لكتابة الكلمات بصورة جميلة ورائعة، ويوجد العديد من الخطوط العربية، والتي يتراوح عددها بين 33 – 70 نوعاً، ومن أشهر أنواع الخطوط العربية الخط الكوفي؛ والذي يندرج أسفله العديد من الأنواع مثل الخط الكوفي المربع، والهندسي.

يتحدث هذا المقال عن الخطوط العربية، ويشمل:

  • تعريف الخطوط العربية. 
  • عدد الخطوط العربية.
  • الخط الكوفي وأنواعه.
  • أجمل الخطوط العربية.

نبذة عن الخطوط العربية

تُعدّ الخطوط العربية طريقة وفن لكتابة الكلمات، وما يميزها هو إمكانية تشابك حروفها؛ مما يمنح الكاتب مساحة ومرونة في التشكيل، ويعود أصل الخط العربي إلى الخط النبطي، ويُعدّ الخط الكوفي والخط الحجازي أشهر أنواع الخطوط الموجودة في اللغة العربية، ومن الجدير بالذكر أن الحروف لم تكن منقطة، ثم تم تنقيطها على يد أبو الأسود الدؤلي.

عدد الخطوط العربية

لا يوجد دراسة توضّح عدد أنواع الخط العربي، فهي كثيرة ولا يمكن حصرها، ولكن حسب التخمين والاجتهاد ظهر ثلاثة آراء، هي:

إعلان السوق المفتوح
  • أن عددها 33 نوعًا.
  • أن عددها 50 نوعًا.
  • أن عددها يزيد عن 70 نوعًا.

انواع الخطوط العربية

الخط الكوفي

يُعتبر الخط الكوفي من أقدم وأعرق الخطوط العربية، ويُنسب إلى مدينة الكوفة، وقد ظهر في عصر النبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لحاجة المسلمين لكتابة القرآن الكريم، ويعّد من الخطوط التي تحتاج إلى دقة في كتابتها؛ فهو خط جامد، واستمر استخدامه في كتابة القرآن لمدة 4 عقود، ثم تم استبداله بخط النسخ، ولكن بقيّ الخط الكوفي يُستخدم لكتابة الأدعية والآيات على الأخشاب والمعادن والقطع الصلبة، ويُعدّ عالم الآثار يوسف أحمد من العلماء الذين اهتموا بدراسة هذا النوع من الخطوط وفرغ نفسه لدراسته وتوثيقه؛ حيث كان على وشك التلاشي والاختفاء، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الخط تم تطويره في العصر العباسي ليصبح أكثر سهولة للقراءة مع إضافة بعض الزخارف.

انواع الخط الكوفي

يعتبر الخط الكوفي من أشهر أنواع الخطوط وأكثرها تفرعًا، إذّ يُنسب إلى الحقب التاريخية المهمة التي مرت بها العصور الإسلامية، مثل: الكوفي المملوكي، والكوفي الأندلسي، والكوفي الفاطمي، والكوفي الأيوبي، كما يُنسب إلى بعض الأقاليم الإسلامية، مثل: الكوفي النيسابوري، والكوفي القيرواني، وغيرها، كما يوجد عدّة أنواع أكثر شهرة، مثل: الكوفي الشطرنجي، والكوفي المورق، والكوفي المضفور، وندرج تفاصيل بعضها فيما يأتي:

الخط الكوفي المربع

هو نوع من أنواع الخط الكوفي الهندسي، ويُعرف كذلك بالخط الكوفي الشطرنجي، وله العديد من الميزات وأهمها بأنه خط مستقيم جدًا، ويمتلك زوايا قائمة، ويُعدّ من الخطوط التزيينية؛ لذلك أحيانًا لا يمكن قراءة المكتوب به، وعادةً ما يكتبه الخطاطون دون استخدام النقاط، ويستخدم الخطاطون طريقة لقياس عرض الحرف مع عرض الفراغ، أما عن نشأة هذا الخط فإنّ فكرته تعود إلى الطوب المستخدم في البناء في العراق وإيران، والذي يُعرف باسم (الهزار باف)، وفيه توضع قطع الطوب على شكل رأسي ثم أفقي؛ مما يُنتج أشكال هندسية رائعة، وهذا وفق ما ذُكر في كتاب موسوعة الخط العربي للكاتب كامل سلمان الجبوري، ويُعدّ من أشهر الخطوط في العصر الحالي بسبب بساطته التي تتماشى مع الديكورات الحديثة.

الخط الكوفي الهندسي

يتميّز الخط الكوفي بشكلٍ عام باستقامة خطوطه عند رسمها كما ذكرنا آنفًا، وبزواياه القائمة، وسماكة الحروف مقارنة بالفراغات حولها، ويتم تشكيل الحروف ورسمها بشكلٍ هندسي، وتتكرر الكلمة في عدّة جهات حتى تُغطّي المساحة المطلوبة.

كوفي المصاحف البسيط

يُعتبر أول خط استخدم في بداية العصور الإسلامية لكتابة وتدوين القرآن الكريم، واستمروا باستخدامه من بداية القرن الثامن حتى القرن العاشر لكتابة القرآن، ويتميّز بخلوّه من الزخارف، وأن حروفه تنتهي على شكلٍ مثلث.

الخط الكوفي الفاطمي

يُعرف هذا الخط باسم الخط الكوفي الشرقي، ويعود استخدام هذا الخط إلى حقبة العصر الفاطمي، وقد انتشر في مصر وشمال إفريقيا، ويتميّز بأنّه خط مزخرف ومنمّق للغاية، ويتميّز بإدراج العقدة التي ليس لها نهاية كزخرفة بين الحروف، كما تُستخدم الزخارف النباتية في الحروف ذاتها، وكذلك يتميّز بأن الخطوط مستقيمة وسميكة مع الاهتمام بالزوايا، باستثناء الأحرف المنحنية أو الحلقية مثل حرفيّ الراء والواو.

الايرانى

هو نوع من الخطوط التي ظهرت في إيران وتمتاز بالأناقة والفن والجمالية، وفي هذه المرحلة تم تطوير الخط لجعله يظهر بسيطًا وتسهُل قراءته، وذلك في القرن السابع الهجري، وقد تطورت قواعده وأصوله على مر الزمان، وما زال يُستخدم حتى اليوم، ويُقسم الخط الإيراني إلى عدّة أنواع؛ وهي الخط الفارسي، وخط التعلق.

الكوفي المورق

يُعرف كذلك باسم الخط المزهر أو المشجر، وهذا يعود لاستخدام أوراق النباتات وزهورها في كتابة الحروف؛ سواء في بدايتها أو وسطها أو نهايتها حتى تكون جزء منها، وتكون فيه الحروف هي السيقان، ثم تظهر الأوراق على زواياه، وقد ظهر هذا الخط في القرن الثاني الهجري في مصر، ثم تم تطويره وتحسينه حتى وصل إلى أجمل صورة له، وتذكر بعض الروايات أن التوريق انتقل لاحقًا من مصر إلى شرق العالم الإسلامي.

المخمل

يُعرف هذا الخط باسم الخط الكوفي المزهر، ويعود أصله إلى القرن الثالث الهجري، ويتميّز بوجود رسوم لسيقان نباتات ذوات شكلٍ لولبي مع أوراقها، ثم تُكتب الكتابة المطلوبة بالخط الكوفي فوقها دون الحاجة لوضع أي نوع من الزخارف وهذا يمنحها الجمالية، ثم تُشكّل الحروف من الأعلى على شكل قلم البوص، ثم يأتي شكل شوكة أعلى رأس الحروف، وقد تم استخدام هذه الطريقة للتخلص من الفراغ الموجود بين الحروف المنتصبة، ويٌقسم هذا الخط إلى نوعين: الفراغ الزخرفي الذي انتشر في القرن الخامس الهجري واستخدم للرسم على العمارات، أما النوع الثاني فيسمى النهاد الزخرفي الذي انتشر في مصر في القرن الثامن، واستخدم لكتابة الأشرطة الكتابية الكوفية على جدران بعض المدارس مثل مدرسة السلطان حسن.

اقرأ أيضاً:  خصائص المستحدثات التكنولوجية ومميزاتها
المظفر

يُعرف هذا الخط كذلك باسم الخط المترابط أو المعقد، وقد سُميّ بذلك بسبب صعوبة تمييز الأحرف من الزخارف الموجودة عليها؛ إذّ كان الخطاطون يبالغون في التعقيد بسبب وضع الكثير من الزخارف الكتابية عليها، وأحيانًا كان يتم دمج كلمتين سويًا لتشكيل إطار جميل من الكلمات دون الانتباه إلى إمكانية قراءتها، فقد كانوا يهتمون بشكل الخط دون الاهتمام بوضوحه، وقد ظهر في بداية القرن الخامس الهجري، وتم استخدامه في الكتابة على بعض المعالم المهمة في العالم الإسلامي مثل قلعة راد كان في إيران سنة 11 هجري، وباب المكتبة سنة 431 هجري، والمسجد الجامع في القيروان في تونس، كذلك قد استخدم لكتابة ضريح بعض الخلفاء العباسيين في القاهرة، على بعض الأضرحة في إيران، واستخدم في الكتابة على جامع الناصر محمد بن قلاوون بالقلعة، وعلى كتابات جامع تازة المظفرة وفي إشبيلية، ووجد كذلك على جدران مدرسة في مدينة قونيا في تركيا.

الكوفى المزخرف

يُعرف هذا الخط بهذا الاسم بسبب الزخارف والزينة التي تُستخدم عند كتابته؛ مما يجعل الخط صعب القراءة وبالكاد يكون مقروءاً، وأحيانًا بسبب الزخرفة الكثيرة وتشكيل الحروف على شكل أوراق النبات قد يُسبب اختفاء الحروف التي تُكتب عادةً بشكل رقيق جدًا مع استخدام منحنيات وخطوط عمودية، ويُستخدم عادةً لتزيين التحف والمزهريات، والأطباق، والأواني، والأباريق وغيرها.

المعماري

سميّ هذا الخط بهذا الاسم بسبب وجود تشابك على رؤوس اللامات العلوية والألفات؛ مما يُشكّل لاحقًا أشكال معمارية رائعة ومميزة.

المحقق والريحاني

ينتمي هذا الخط إلى عائلة خط الثلث؛ فهو يتبع نفس القواعد والأصول، إلّا أنّه أكثر دقة، وتظهر عليه الحركات والضوابط كما أنّه أكثر دقة، وقد ظهر في عهد الخليفة العباسي، ثم تم تطويره من قبل ابن مقلة المعروف بشيخ الخطاطين، ثم أوصله ابن البواب إلى مستوى أفضل وأعلى، واستخدم هذا الخط في كتابة المصاحف ذات الحجم الكبير لمدة 4 قرون، ومن أشهر الخطاطين الذين استخدموا هذا الخط محمد سعد حداد، ومحمد صادق الخياط، ويتميّز هذا النوع بانضباط شكله، وبخلوّه من الالتفاتات، وبجمال ضبط حروفه، وهو من أصعب الخطوط وأكثر تعقيدًا.

خط الطومار

يُعتبر الخط العربي من أنواع الخطوط الكبيرة وهو من عائلة النسخ، وقد تم اشتقاق خطيّ الثلث والثلثين من هذا الخط، وكان يُستخدم في بلاط السلاطين للكتابة، ويُعرف بهذا الاسم لاستخدام الطومار للكتابة عليها؛ وهو نوع من الأوراق الملفوفة أو المحزّمة والمشدودة، ويتراوح طول لفافة الطومار بين ستة إلى عشرة أمتار، أما طول الصفحة فيبلغ طولها 30 سنتيمتراً، وعرضها 20 سنتيمترًا، ويُستخدم قلم الطومار وهو قلم مبسوط يتكون من 16 شعرة من شعر ذيل البرنون، ويتميّز هذا النوع من الخط بعدّة خصائص منها ضخامة حجم الأحرف، ودقة نهاياتها، ووضوح معالمها، وتُكتب به حرفيّ الفاء والقاف على شكل دائري من الجوانب وتكون محددة من الوسط.

الجليل أو الجلي

استخدم خط الجليل في كتابة القرآن الكريم في مناطق بلاد الشام، وكان يتميّز بصلابته وبظهور الأضلاع؛ لذلك فهو يُشبه الخط الكوفي، إذّ يتميز بظهور الزوايا والخطوط المستقيمة، ولكن ما يُميزه عن الخط الكوفي هو طول الحروف القائمة مقارنة بغيرها، وأهم هذه الأحرف حرفا اللام والألف.

يُعرف الخط بهذا الاسم بسبب ارتفاعه وكبر حجمه، ويُستخدم لكتابته قلمان؛ وهما السجلات والديباج، ويتفرع منها 24 نوعاً من الأقلام؛ أبرزها الجليل، ونصف قلم الثقيل، والطومار الكبير، والثلث الثقيل، ثم عمل يوسف السجزي على اختراع قلم أدق من الجليل للحصول على كتابة أفضل وأكثر جمالية، فما  رآه الفضل بن سهل وزير المأمون أُعجب به وأصدر أمرًا بكتابة جميع الكتب السلطانية به، وقد سُمي بالقلم الرئاسي.

الثلث

يُعرف هذا الخط باسم أم الخطوط، وقد ظهر لأوّل مرة في القرن الرابع الهجري، ويقسم إلى عدة أنواع، وهي: الثلث المفرق، وثلث الوسط، وثلث المشبك، وثلث الجلي، والخط الثلثي المتناظر، والخط الثلثي الزخرفي، والخط الثلثي المحبوك، ويعتبر من أجمل الخطوط وأبهاها وأكثرها صعوبة، وقد سُميّ بهذا الاسم نسبةً إلى أنّه يُكتب بثلث الطومار؛ وهو قلم بسمك ثلث قطر القلم المستخدم عادةً، أما عن ميزاته فهو يُقسم إلى قسمين خفيف وثقيل، ويُزيّن بالحركات الكثيرة، ويمتاز بالتقوير، وتتداخل حروفه بشكلٍ كبير؛ مما قد يجعله صعب القراءة للأشخاص العاديين الذين لا يملكون موهبة قراءة الخط العربي، وفي حال تعلّمه الخطاط يسهل عليه تعلّم أي نوع من الخطوط الأخرى.

النسخ

سُميّ خط النسخ بهذا الاسم لاستخدامه في نسخ الكتب وليس لزخرفتها؛ فهو لا يضم أي نوع من أنواع الزخارف، ويُستخدم لكتابة المصاحف والكتب وغيرها، ويتميز بوضوح الأحرف وبحجمها، ويعتبر خط النسخ هو الخط الأفضل لكتابة القرآن الكريم، إذّ يحتوي على أناقة تُبرز جمال الخط العربي، وقد عمل ابن مقلة على تطويره، ثم أكمل الخطاط ابن البواب المسيرة، وذلك بإكمال قواعد هذا الخط الجميل الذي يتسم بخفته ورشاقته، وما يميّزه هو الامتداد لبعض الحروف بشكلٍ فني وجميل.

الفارسي (التعليق)

سُمي الخط الفارسي بهذا الاسم نسبةً إلى بلاد فارس التي ظهر فيها لأوّل مرة في القرن السابع الهجري، ويمتاز بسهولته ووضوحه وبعده عن التعقيد، وبحروفه الممتدة والدقيقة واللينة، وبنعومة الزوايا، وبالدقة أثناء كتابته، ولا يستخدم فيه الخطاطون التشكيل أبدًا، ويحتاج الخطاط للكثير من الدقة عند كتابته ورسم حروفه؛ إذّ يختلف سمك الحرف عند كتابته في بداية الكلمة عن وسطها عن النهاية، كما يضم العديد من الانحناءات، ويُمكن للخطاط استخدام المد في الحروف وفق ما يراه مناسبًا.

الشكستة (المكسر)

هو نوع من أنواع الخط الفارسي، ظهر في عهد الصفويين في بداية القرن الحادي عشر، وقد طوره الإيرانيين، وهو يُعتبر مزيجًا من الخط الديواني وخط التعليق، وكان يُستخدم في المراسلات، ويتميّز بتكسّر بعض حروفه عند كتابتها،  كما أنّ الحروف تُكتب بحجم صغير نسبيًا، ويتميّز بعدّة خصائص منها اتصال الكلمات والحروف التي يتم كتابتها منفصلة عادةً، ويُعدّ من الخطوط صعبة القراءة؛ حيث إنّ الحرف لا يُكتب بشكلٍ واحد دائمًا وإنّما يتخذ العديد من الأشكال، وقد تم اشتقاق منه العديد من أنواع الخطوط الأخرى مثل الخط الفارسي المختزل، والخط الفارسي المتناظر، ومن أشهر الخطاطين لخط الشكستة مرتضى قلي خان شاملو، ومحمد شفيع الهروي.

اقرأ أيضاً:  وسائل جمع المعلومات في الإرشاد النفسي

الديواني

يُعدّ الخط الديواني هو الخط المعتمد والرسمي لدى الدولة العثمانية، وسُميّ بهذا الاسم نسبةً إلى ديوان الحكومة العثمانية التي اعتمدته لاستخدامه في المراسلات، وقد كان كثير التعقيد حتى لا يتمكن أحد من تغيير النصوص في أوراق الدولة، وأول من وضعه هو ابراهيم منيف، ويمتاز هذا الخط بحروفه المقوّسة، وبمرونة تلاصق والتقاء الأحرف، فهو خط مطواع وحيوي زاخر بالميلان والانحناءات، ويُعدّ أكثر أنواع الخطوط ميلانًا، ويُكتب على سطر واحد، ويُستخدم فيه الكثير من التشكيل لتزيينه، ويُستخدم قلم بقياس معين لكتابته، ثم يُستخدم قلم آخر بقياس أصغر لوضع التشكيل والنقاط والزخارف، ويحتاج إلى الفن لكتابته، ومن أشهر الكُتّاب الخطاط التركي الصدر الأعظم شهلا باشا، والخطاط محمد عزّت، والحافظ عثمان، والخطاط سامي أفندي، وغيرهم الكثير.

جلي الديواني

يُعتبر خط الجلي الديواني من الخطوط المتفرعة من الخط الديواني، ويتميّز باستخدام الخطاط الكثير من الزخارف لملء الفراغ الذي يظهر بين الأحرف؛ فهو أكثر تعقيدًا من الخط الديواني، إذّ يعتمد على الزخارف، ومن أشهر الخطاطين الذين برعوا في كتابة هذا النوع من الخطوط هاشم محمد البغدادي، والخطاط يوسف ذنّون، والخطاط عبد الكريم الرمضان، والخطاط إبراهيم الرفاعي، والخطاط محمد عبد القادر، والخطاط محمد طاهر الكردي، والخطاط زايد عبد القادر، وقد ظهر في نهاية القرن العاشر الهجري.

الرقعة

سُميّ خط الرقعة بهذا الاسم نسبةً إلى الرقم الذي يُكتب عليها والمقتطعة من جلود الغزلان، ويعود هذا الخط إلى العهد العثماني؛ إذّ تم اختراعه في القرن التاسع الهجري، وقد وضع أسس الكتابة بهذا الخط الخطاط ممتاز بيك (المعروف باسم أبو بكر محمد بن مصطفى أفندي)، ثم أكمل المسيرة الخطاط محمد عز، ويُعتبر من الخطوط السهلة والبسيطة التي لا تحتاج إلى الكثير من المهارة لكتابتها؛ إذّ إنّها لا تضم أي عنصر من عناصر الزينة، ولا تضم كذلك أي نوع من التدوير أو الميلان، ولكنه يتبع العديد من القواعد والأصول، وبدأ بالانتشار لكتابة الأخبار، ثم أصبح يُستخدم كخط تجاري، وهذا يعود لوضوحه وسهولة قراءته وكتابته.

الإجازة

هو خط يتميّز بمزيج من خطيّ الثلث والنسخ، ويُعرف بعدّة أسماء منها خط التوقيع، ويُطلق عليه كذلك اسم الخط الرياسي أو المدور، وقد سُميّ باسم خط الإجازة لأنّ الإجازات العلمية التي كانت تمنحها الحكومة للأشخاص كانت تُكتب بهذا الخط، كما كانت تُكتب به مقدمات وخواتم الكتب، وقد وضع قواعد خط الإجازة الخطاط إبراهيم الشجري، ثم أكمل تطويره الخطاط مير علي التبريزي الذي أضفى عليه مزيدًا من الجمال، ويتميّز هذا الخط بالعديد من الخصائص وهي كثرة التشكيل، ومن أشهر الخطاطين بهذا الخط؛ الشيخ عبد العزيز الرفاعي، وحامدي الآمدي، ومحمد شوقي، وهاشم البغدادي، ومحمد علي المكاوي، وعباس شاكر جودي.

المغربي

يُعتبر الخط المغربي من الأنواع التي انشقت من الخط الكوفي، ولكنّه أخذ طابعًا مُختلفًا جعله مستقلًا ومتفردًا تمامًا عنه؛ فقد أخذ منحى آخر، وظهر هذا الخط في القرن الثالث الهجري، وسُميّ بالخط القيرواني نسبةً إلى مدينة القيروان، ثم تم تغيير اسمه وانتشر في عدّة بلاد في شمال إفريقيا، وظهر بأربعة أنواعوهي التونسي، والسوداني، والفاسي، والجزائري، وما يميزه هو إمكانية كتابة الحرف الواحد بعدّة طرق مختلفة في نفس الصفحة، كما أنّ الألف المتصلة تميل عن مستوى السطر كما هو الحال في الخط الكوفي، كذلك فإنّ بعض الأحرف وهي (ك، ص، ض، ط، ظ،) تمتد بنفس الطريقة التي تمتد بها في الخط الكوفي، أما عن الحروف ذات الشكل العمودي مثل (أ، ل، ط، ظ) تميل فيها الخطوط بشكلٍ منحني، ولا يُرسم أسنان بعد حرفيّ الصاد والضاد، كما أن الحروف (ن، ق، ف) لا توضع لها النقط بتاتًا.

السنبلي

هو نوع من الخطوط العربية المشتقة من الخط الديواني، تم ابتكاره على يد الخطاط التركي عارف حكمت في مدينة إسطنبول عام 1914؛ ما يوافق 1333 هجري، وقد ذكر الخطاط ناجي زين الدين في كتابه البدائع أن هذا الخط يضم العديد من ميزات الخط الديواني، ولكنه يضم كذلك بعض صفات من خطيّ الإجازة والطغراء، ومن خصائص هذا الخط أنه يضم العديد من الخطوط المنحنية، ثم تطوّر حتى وصل إلى الشكل الحالي.

الوسام

هو نوع من أنواع الخط السنبلي، ولكنه يختلف عنه برشاقته وخفته، وقد ابتكره الفنان وسام شوكت، ويعتبر مزيج من الخط الكوفي والخط الديواني إضافةً إلى الخط السنبلي؛ مما جعله تركيبة مميزة وفريدة من الخط العربي، وقد عمل الفنان التشكيلي لمدة 20 عاماً على تطويره حتى وصل إلى الصورة التي هو عليها اليوم، وهو من الخطوط التي تُستخدم في العصر الحالي في التصميم والرسم، وهو من الخطوط الحرة التي تملك بعض القواعد، ولكن يمكن للخطاط الانشقاق عنها وعدم الالتزام بها.

الطغراء

تُعرّف كلمة الطغراء بأنّها الختم أو العلامة أو الرمز الخطي الذي يستخدمه السلطان لتوقيع المواثيق الرسمية وختمها، وعادةً يُنقش على خاتم الخليفة، وهي عادةً ما تكون تجميع لعدد من الحروف مع بعض الأشكال التي تُعتبر رمزًا للدولة، أو يمكن أن يوضع بها اسم الخليفة لتوقيع المواثيق والرسائل، كما كان يُستخدم أيضًا في الكتابة على النقود الإسلامية والمنشورات والبراءات، ولخط الطغراء العديد من الخصائص؛ إذّ إنّ حروفه معقدة ومتداخلة ومزخرفة بكثافة باستخدام التشكيل، وقد كان يُستخدم في عهد الدولة المملوكية والسلجوقية والعثمانية، وأوّل من استخدمه هو السلطان العثماني أورخان غازي، ويعتبر خط الطغراء من الخطوط التي تدمج ما بين الخط الديواني وخط الثلث.

السياقة

يعود أصل هذا الخط إلى الخلافة العثمانية، وكان يُستخدم في الديوان والمعاملات العينية والنقدية، وكان يُستخدم في الإدارة المالية العثمانية، ومن أهم خصائصه أنّه لا يمكن قراءته سوى من خبراء الخط لأنّ معظم حروفة غير منقطة، ولا يتبع قواعد الخط العربي المعروفة منذ الأزل، وقد سُمي بهذا الاسم لأنّ قراءته تتطلب الأخذ بسياق الحديث المكتوب والجمل السابقة واللاحقة للتمكن من فهمه وتحليله، وقد ظهر في عهد السلطان محمد الفاتح، وهو مزيج من الخط الديواني والخط الكوفي وخط الرقعة، وقد تم اختراعه في القرن الخامس الهجري على يد السلاجقة الذين استخدموه للمراسلات السرية فيما يخص أمور الدولة، ولحماية أمور الدولة المالية، فهو يُعتبر شيفرة لا يمكن فكها سوى من قبل الشخص الذي كتبها، ومن الجدير بالذكر أنّه يُحرّم كتابة القرآن بهذا الخط لأنّه قد يُسبب اختلاط المعاني على المسلمين.

اقرأ أيضاً:  ما هي الصفة السائدة؟ وماذا يرمز لها؟

حروف التاج

يعتبر خط التاج بأنه خط يدمج بين خط النسخ وخط الرقعة، وقد قام باختراعه الأستاذ محمد أفندي محفوظ؛ وذلك وفق رغبة صاحب التاج ملك مصر أحمد فؤاد الذي طلب منه طريقة جديدة للكتابة مختلفة لأن الطريقة المعتادة تخلو من الجوهر والروح، وقد نال جائزة على هذا الاختراع، ومن خصائص هذا الخط أنّه يشبه أحرف اللغة الإنجليزية؛ إذّ يُستخدم في بداية الكلام الحرف الكبير، ثم الأحرف الصغيرة؛ وهذا لشد الانتباه للأعلام، أو لتوجيه القارئ لقراءة بداية الكلام، ولا تُستخدم حروف التاج في أي مكان وإنّما لها بعض المواقع المهمة مثل بداية الكلمات؛ سواء كانت اسم أو فعل، أو في بداية الجمل، وبعد علامات الترقيم مثل علامة الاستفهام وبعد النقطتين الرأسيتين، وفي أول اسم العلم، وفي الجزء الأول من الأسماء المركبة، وتُستخدم كذلك في بداية الصفات.

خط المشق

يعتبر خط المشق من أقدم أنواع الخط العربي التي ذُكرت في المصادر،  تعني كلمة المشق: جذب الشيء لإطالة حجمه، أما المشق في الخطوط فتعني مط الحروف ومدّها وذلك عن طريق خفة يد الكاتب، مما يعني كتابة الحروف بسرعة دون انتظام وعدم الاهتمام لسقوطها على السطر، وقد كان من الخطوط غير المفضّلة، والتي لقيت معارضة شديدة في بداية ظهوره، إلّا أنّه أصبح مقبولًا في النهاية، ومن خصائص هذا الخط سقوط الكلمات الأخيرة الموجودة في آخر السطر وتقع في السطر الذي يليه، أما المشق في الزمن الحالي فتعني الكراسة والتمرين عليها.

المكي والمدني

يُعتبر هذا الخط هو الذي استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الرسائل التي أرسلها إلى الملوك لدعوتهم إلى الإسلام، وله العديد من الخصائص؛ أبرزها إعوجاج الأحرف يُمنةً ويُسرة، ولا يحتوي على الضوابط الحازمة، وله الكثير من الانحناءات، ويوصف أحيانًا بالانضجاع، ويقسم هذا الخط إلى 3 أنواع هي: التئم، والمثلث، والمدوّر. 

السوداني

يُعتبر هذا النوع من الخطوط التي ظهرت غربيّ إفريقيا في المغرب العربي، ثم وصلت إلى السودان، وهو خط مشتق من الخط المغربي، وقد قاموا بإنشاء مدينة تمبكتو وإليها نُسب الخط؛ وسُميّ بالخط التمبكتي نسبةً إليها، ويتميّز بالعديد من الخصائص؛ وهي الخط الغليط والقياسات العريضة والكبيرة، كما أنّ خطوطه صلبة وجامدة وليست مستديرة، وانتشر في القرن الثاني عشر بين الشعوب الزنجية، وعُرف عنه بأنه خط غامض وله العديد من سمات الخط المغربي، ويُعرف بأنّه يعكس بساطة حياة الصحراء الإفريقية وقساوتها.

البهاري

يُعتبر الخط البهاري من الخطوط التي استخدمت في كتابة وتدوين القرآن الكريم في الحقبة القديمة في الهند منذ بداية القرن الثامن وحتى القرن العاشر، ويُنسب إلى مقاطعة بهار الهندية، ومن خصائص هذا الخط أنّه جامد وجاف وليس به ليونة ولا استطالة عند رسم الخطوط قرب الدائرة، ولكنه جامد ويميل لرسم الضلوع، لذلك يعتبر من الخطوط التي تُشبه الخط الكوفي بسماته، ويُعتبر هذا الخط مزيج من خطيّ الثلث والمحقق.

الكرشمة

يعتبر خط الكرشمة من الخطوط التي ترسم الحروف بطريقة متناثرة نحو الأسفل أو الأعلى، ويتميّز بأن حروفه متراقصة ولينة، وهذا ما يجعله يُشبه الخط الديواني، كما يُشبه الخط السنبلي عند رسم الحروف؛ إذّ فيه العديد من الميلان والانحناءات، وهو خط حر ليس له قواعد يجب الالتزام بها، وقد اخترعه أحمد آريامنش.

المعلي

يعتبر الخط المعلي من الخطوط اللينة التي تضم العديد من الانحناءات والتدوير، وتتداخل الأحرف فيها مع بعضها عن طريق خطوط رفيعة؛ مما يجعلها متراكبة، وهذه هي السمة التي تُميز هذا النوع من الخطوط، ويُعدّ الخط المعلي من الخطوط التي ظهرت في إيران على يد الخطّاط الإيراني حسين شيري، وقد كتب فيه كتاب يُفصّل قواعده.

القدوسي 

يُعتبر الخط القدوسي من الخطوط التي يستخدمها المتصوفين لكتابة الأدعية وتدوين القرآن، ويعتبر الخطاط المتصوف محمد أبو القاسم القندوسي هو مبتكر هذا الخط.

الحر

يُعتبر الخط الحر من الخطوط المستحدثة والتي ليس لها قواعد يجب اتّباعها، ولكنه له طريقة يجب الالتزام بها عند تعلّمه، حيث إن الحروف فيه تتشكل حسب جميع الخطوط العربية، مع إضافة الزخارف والفن للحروف لتزيينها، ويمكن تشكيل الحروف على شكل بيضاوي أو دائري، ويمكن للخطاطين الذين درسوا خطيّ الرقعة والنسخ البدء بكتابته بسهولة، ولكن يجب أن يُراعي الخطاط جمال الخط وحسن التنسيق.

اجمل الخطوط العربية

يُعتبر الخط العربي من أجمل أنواع الخطوط بسبب شكله الملفت للنظر والجذّاب؛ حيث إنّ الحروف تنساب بطريقة سلسة وجميلة لتجذب أنظار القارئ، ويوجد العديد من أنواع الخطوط المميزة التي يمكن استخدامها للكتابة، بحيث يُعتبر كل من: الخط الكوفي، وخط النسخ، وخط الثلث، وخط الرقعة، والخط الديواني، والخط الفارسي، وخط الإجازة، وخط التاج، والخط المغربي؛ من أجمل أنواع الخطوط العربية القديمة، أما في العصر الحديث فإنّ الخط العُباري يُعتبر من أجمل الخطوط، وهذا يعود لصغره ودقته، وهو يتميّز بأنّه يدمج الخط العربي بالرسم عن طريق برنامج الجرافيك، ومن الجدير بالذكر وجود عدّة متاحف تُعنى بالخط العربي؛ كمتحف الخط العربي في دمشق، ومتحف الإمارات للخط العربي.

فيديو تاريخ الخط العربي

مقالات مشابهة

دليلك الشامل عن ضمائر اللغة العربية

دليلك الشامل عن ضمائر اللغة العربية

التسويق الشبكي والهرمي

التسويق الشبكي والهرمي

ما هو الفرق بين المعلومات والبيانات

ما هو الفرق بين المعلومات والبيانات

ما هي أقسام الموارد البشرية وما هي وظيفتها

ما هي أقسام الموارد البشرية وما هي وظيفتها

أيهما أفضل نظم المعلومات أم علوم الحاسب

أيهما أفضل نظم المعلومات أم علوم الحاسب

تعريف التمثيل بالنقاط وأسباب استخدامه

تعريف التمثيل بالنقاط وأسباب استخدامه

مفهوم عصر النهضة

مفهوم عصر النهضة