جدول المحتويات
جحا هو شخصيّة طريفة أضحكت الملايين من النّاس على مرّ الزمان بالنوادر الطريفة والأخبار التي كانت تصدر عنه، ومع أن شخصيّة جحا تعتبر اليوم مجرد شخصيّة خرافيّة في مخيلة النّاس، إلا أن جحا شخصيّة تاريخيّة حقيقيّة، ومن أبرز الشخصيات التي عرفت بلقب جحا: أبو الغصن، وجحا التركي، ومن حكايات جحا المضحكة: جحا والحمار، جحا والعميان.
سنتعرف في هذا المقال عن جحا، ويشمل :
- حكايات جحا المضحكة.
- أبرز الشخصيات التي عرفت بلقب جحا.
من هو جحا؟
جحا هي شخصية فكاهية انتشرت في كثير من الثقافات القديمة، مع أن شخصية جحا اليوم مجرد شخصية خرافية في مخيلة الناس، إلا أن جحا شخصية تاريخية حقيقة، واسمه الكامل هو نصر الدين جحا، وقد كان رجلاً ذكياً، يتعامل مع المواقف التي كانت تواجه في حياته بطريقة ساخرة، حيث حاول التعامل مع واقعه بكل بساطة، وبسبب تعدد مواقفه المضحكة وتصرفاته الفكاهية، فقد تم تحويل هذه المواقف إلى قصص كوميدية.
قصص جحا
قصة جحا والحمار
ذهب جحا إلى السوق ليشتري حماراً، ثم توقف عند حمار أعجبه، وقال لصاحبه هذا كل ما معي، فإما أن تبيعني الحمار أو أنصرف، وبعد الجدال على الثمن أخيراً وافق الرجل، ومشى جحا يجرّ الحمار، فرآه اثنان من اللصوص، وتسلّل أحدهما بخفة لفك الحبل من رقبة الحمار، وربط رقبته هو بالحبل، وحدث كل ذلك ولم يشعر جحا بذلك، ثم مشى اللص خلف جحا بينما اللص الآخر بالحمار، والناس يرون ذلك ويضحكون، ثم وصل جحا إلى البيت والتفت خلفه إلى الحمار فرأى الرجل، فتعجب وقال من أنت؟ حينها توقف اللص باكياً وأخذ يمسح دموعه قائلاً: أنا رجل جاهل أغضبت أمي، فدعت أمي علي وطلبت من الله أن يمسخني حماراً، وببركتك رجعت إنساناً كما كنت عندما اشتريتني، وبعدها أخذ اللص يقبل يد جحا شاكراً، فصدقه جحا وأطلقه، وفي اليوم التالي ذهب جحا إلى السوق ورأى الحمار نفسه، واقترب منه وهمس في أذنه يظهر أنك أغضبت أمك مرة ثانية، ولم تسمع كلامي، والله لن أشتريك أبداً.
جحا والأواني
استعار جحا آنية من جاره وعندما أعادها له أعاد معها آنية صغيرة، فتعجب الرجل وسأل جحا لماذا أعدت آنية صغيرة مع أنيتي؟ فقال له جحا: لقد ولدت أنيتك في الأمس آنية صغيرة وأنها من حقك. فرح الرجل ودخل إلى بيته، وبعد مرور فترة من الزمان استعار جحا من جاره آنية أخرى، فاعطاه جاره ما طلب، وبعد مرور وقت طويل ولم يعد جحا الآنية، عندها ذهب الجار إلى منزل جحا وسأله أين الآنية؟ فاستقبله جحا باكياً، وقال له الرجل: مالي أراك باكياً يا جحا؟ فقال جحا إن أنيتك توفيت بالأمس، فغضب الرجل وقال : كيف لآنية أن تموت يا جحا؟ فقال جحا أتصدق إناء يلد ولا تصدق أنه قد يموت؟!
جحا والعميان
يحكى أنه كان هناك مجموعة من العميان يتحدثون معاً، فمر عليهم جحا وأراد أن يضحك ويسخر منهم قليلاً، فأخرج من جيبه كيساً به بعض النقود، ثم قام بتحريكه في الهواء حتى يهتز قليلاً؛ ليصدر صوتاً، ثم قال لهم :خذوا هذه النقود لكم، وجلس جحا بعيداً، حيث ظن كل شخص منهم أن جحا قد رمي كيس النقود، أصبحوا يتشاجروا فيما بينهم، وجحا يراقبهم ويكاد أن يغمى عليه من الضحك.
جحا والنقود للضفادع
ركب جحا يوماً حماره وذهب نحو النهر، وكان الحمار يريد الماء، فاتجه نحو النهر ليشرب الماء، إلا أن رجله زلقت وكاد أن يتسبب بوقوع جحا في النهر، لكن عندما نقّت الضفادع خاف الحمار من صوتها وعاد إلى الخلف، وعندها فرح جحا وأخرج من جيبه نقوداً ورماها في النهر، وقال للضفادع: إن هذه النقود مكافأة وشكر لهن على معروف نجاته من الوقوع في النهر.
جحا والمهر
يحكى أن جحا سافر إلى أحد البلاد سيراً على قدميه حتّى أنهكه التعب، فجلس ليستريح قليلاً وبدأ يتمنى من الله أن يرزقه حماراً يركبه، وإذا بأحد الرجال يمرُّ من جانبه راكباً على فرسٍ يسير وراءها مهر صغير، وأخذ يصيح بجحا عندما رآه جالساً، وقال له قُم أيها الرجل الكسول، وأمره أن يحمل المهر الصغير الذي تعب من المشي، فقام جحا من مكانه وحمل المهر الصغير وهو يكاد يقع من شدّة التعب ومشى به وهو يحمله بشق النفس، ثمّ وقع جحا وإذا بالرجل يضربه مرّة أُخرى ويقول له يالك من رجل شديد الكسل، وتركه وذهب وعندها تمّتم جحا قائلاً: (يا ربّ تمنيتُ أن تُرسلَ لي حماراً أركبه، فبعثت لي مُهراً يركبني).
جحا الغير متوضأ
أراد جحا أن يصلي وقام للوضوء، لكن لم يكن الماء كافياً لإكمال وضوئه فبقيت رجله اليُسرى دون غسيل، وعندما وقف إلى الصلاة رفع رجله اليُسرى ووقف على رجله اليُمنى فقط، فسأله أصحابه باستغراب عن تصرفه، وعندها رد قائلاً أنه لا عجب في ذلك فإن رجله اليسرى غير متوضئة.
أبرز الشخصيات التي عرفت بلقب جحا
أبو الغصن
يعود نسب أبي الغص إلى قبيلة فزازة العربية، واسمه هو عبدالله أو نوح أو دجين أبو الغصن بن ثابت اليربوعي، ويلقب بجحا، معظم حياته كانت في مدينة الكوفة، وتوفي سنة 160 هجري. تشير مجموعة من المصادر العربيّة القديمة إلى أن دُجين المشار له بجحا هو صاحب بعض من الفكاهات والنوادر التي نُسبت إليه، وليست جميعها حيث إن بعضها الآخر مكذوب عليه، كما ورد أنه كان يُضرب به المثل في الحماقة والغفلة.
جحا التركي
هو نصر الدّين خوجة وكان قاضياً وفقيهاً ومعلماً، ولد في سنة 605 هجري في قرية صغيرة تدعى خورتو ودرس العلم فيها، كما تولى القضاء في بعض المناطق القريبة منها، وعمل أيضاً في التدريس فعُيّن إماماً ومدرّساً في مجموعةٍ من المدن، وكان تلاميذه يحبونه ويقبلون على مجالسه، وتميّز جحا بأنّه واعظ تأتي مواعظه على هيئة نوادر وطرائف ونكات، ومن صفاته التي عُرِفَ بها الزهد والعفة، وكان منزله محطةً للزوار من الغرباء والفلاحين، ومن أشهر مواقفه وقوفه في وجه تيمور لنك وإنقاذ الكثير من النّاس من جبروته في مجموعة من المواقف، أمّا وفاته فكانت سنة 683 هجري.