دليلك الشامل عن مصادر الماء

تُعد المياه هي أحد أهم المصادر اللازمة للحياة في أي دولة حول العالم، وهذا بسبب أن الماء يدخُل في صناعة العديد من المواد مثل الغذاء والصناعات والزراعة وغيرها من النشاطات الأُخرى، وتوجد بعض الدول التي تُعاني من نقص الماء الذي يحتاجه شعبها في حياته اليومية، وتَقوم الدول في هذه الحالة بالبحث عن بدائل مُختلفة من أجل تجنُب كوارث عديدة.

هذا المقال يتحدث عن مصادر الماء، ويشمل:

• معلومات أساسية عن الماء.
• مصادر مُختلفة للماء.
• أشكال وأهمية المياه السطحية.
• أهمية المياه الجوفية.

نبذة عن الماء

يُعتبر الماء أحد أكثر العناصر المُكونة للأرض أهمية، ويتميز بأنه مادة كيميائية غير عضوية، ويتكون الماء من ذرتين هيدروجين مُتحدتان مع ذرة أكسجين ويُرمز لها بالرمز H2O، وتُعرف المياه بأنها شفافة بدون لون أو رائحة وتتواجد في أكثر من هيئة مُختلفة، مثل الصلبة والسائلة والغازية أيضًا. 

تُمثل المياه نسبة كبيرة من مساحة الأرض؛ حيث تَقوم بتغطية مساحة تبلُغ نحو 71% من مساحة الكُرة الأرضية، كما أنها تدخُل في تركيب اجسام الكائنات الحية، وتوجد المياه في العديد من الأشكال مثل البحار والأنهار والمحيطات بالإضافة إلى المياه الجوفية وغيرها من الأشكال.

مصادر الماء

يُمكن للإنسان أن يَحصُل على المياه عن طريق العديد من المصادر المُختلفة، وتنقسم تِلك المصادر إلى فئتين وهُم:

المياه السطحية

تُصنف المياه السطحية كواحدة من أهم المصادر الأساسية للمياه، وتتضمن المياه السطحية كافة المياه التي توجد أعلى القشرة الأرضية وتظهر أمام الأعيُن ويُمكن مُلاحظتها بواسطة أي شخص، وتتواجد المياه السطحية بأكثر من شكل وهيئة مُختلفة، وتُمثل المياه السطحية نسبة تبلُغ نحو 80% من المياه التي يستطيع الإنسان استخدامها، ومن أهم مصادر المياه السطحية:

مياه الجداول والبحيرات

يتم تعريف الجداول والبحيرات بأنها مساحات مائية تكون مُحاطة بواسطة اليابس، وبذلك تكون إمَّا مفتوحة أو مُغلقة، وتنتشر بشكل كبير في أغلب البيئات في القارات المُختلفة، كما انها تتواجد في أحجام كبيرة وصغيرة؛ حيث توجد بُحيرة تكون مساحتها صغيرة تبلُغ بضعة أمتار وتُعرَف بإسم البركة، وعندما تزيد المساحة الخاصة بها بشكل كبير تُعرف بالبحر، ومن أشهر البُحيرات في العالم بحيرة قزوين التي زادت مساحتها بعد ذلك وأصبحت تُعرف بإسم بحر قزوين، ويُعد المصدر الأساسي لهذه المياه هي مياه الأمطار والمياه الناتجة عن ذوبان الجليد، بالإضافة إلى التسريب الخاص بإرتفاع منسوب المياه الجوفية في بعض المناطق، وتكون مياه البحيرة المفتوحة مياه عذبة صالحة للشرب.

مياه المحيطات والبحار

تعتبر المياه الخاصة بالبحار والمُحيطات أشهر مصادر المياه السطحية الموجودة على سطح الكرة الأرضية، وتُمثل نسبة تبلُغ نحو 97% من المياه الموجودة على الكرة الأرضية، ومن أشهر البحار في العالم البحر الأبيض المُتوسط، ولكن المياه الخاصة به غير صالحة للشُرب، وهذا بسبب زيادة التركيز الخاص بالأملاح والشوائب الموجودة في المياه الخاصة بها مما يجعلها غير جيدة للإستخدام البشري، ولكن يقوم العالم حاليًا بعمل تحلية لمياه البحار والمُحيطات من أجل الاستفادة منها للاستخدامات المُختلفة، سواء كان ذلك للشرب والاستخدام البشري أو للصناعة والزراعة، بالإضافة إلى غيرها من النشاطات الأُخرى.

مياه الأنهار والقمم الجليدية

يتم تصنيف المياه الخاصة بالأنهار والقمم الجليدية بأنها واحدة من أهم المصادر الخاصة بالمياه العذبة على كوكب الأرض، وعلى الرغم من أن نسبة المياه العذبة على كوكب الأرض تُمثل نحو 3% من المياه الكُلية، تبلُغ نسبة الأنهار والقمم الجليدية نحو 70% من هذه المياه العذبة، ويُمكن إذابة هذه القمم الجليدية لاستخدام المياه الخاصة بها، ولكن يتطلب هذا كمية طاقة هائلة للغاية وهذا يُقلل من القيمة الاقتصادية الخاصة بها بشكل كبير، ومن المَهام الأساسية الخاصة بالأنهار والقمم الجليدية هي التوازن البيئي عن طريق تنظيم درجات الحرارة العالمية والمناخ الجوي بشكل محلي.

المياه الجوفية

تُعرف المياه الجوفية بأنها واحدة من المصادر الشهيرة الخاصة بالمياه العذبة في العالم، وخاصة عندما تتوغل إلى باطن الأرض عبر الطبقات المُختلفة في باطن الأرض وعبر الصخور، ويتم احتجازها في الطبقات غير المشبعة التي لا تسمح بنفاذ المياه عبرها؛ حيث تمتلئ المسام الخاصة بهذه الطبقات بالهواء بدلًا من امتلائها بالمياه، ويتم احتجاز جزء كبير من تِلك المياه بالقُرب من سطح الأرض ويرتفع منسوبها مع مرور الوقت والذي يُسهم في نمو النباتات، بالإضافة إلى تغذية الينابيع الخاصة بالمياه السطحية، ومن أشهر مصادر المياه الجوفية:

المياه النيزكية

تُعتبر المياه النيزكية بشكل كبير المصدر الأساسي الخاص بالمياه الجوفية، فهي تتجمع عند سقوط الأمطار والثلوج بالإضافة إلى المياه الخاصة بالبُحيرات والخزانات المُختلفة، وتقوم الطبقات الأرضية بتخزينها بعد أن يتم تبخيرها، وعندما تسقط مياه الأمطار وذوبان الجليد مرة أُخرى تعود المياه إلى باطن الأرض، ويتم هذا عن طريق الشقوق الصخرية والمفاصل الخاصة بالأرض لكي يتم تخزينها في النهاية بين الطبقات الصغيرة التي لا تسمح للمياه بالنفاذ عبرها، وتُسمى تِلك العملية بإسم شهاب نجم الماء أو النيزك.

المياه المنصهرة

تضم قائمة مصادر المياه العذبة الجوفية المياه المُنصهرة، والتي يتم تجميعها عندما تتوغل المواد المُنصهرة ذات الحرارة العالية إلى الصخور والشقوق المُختلفة بعد حدوث انفجار بركاني، وبعد ذلك يحدث عملية تكثيف للقطرات الناتجة من البُخار وتتحول بذلك إلى مياه عذبة صالحة للاستخدام البشري، وتظهر هذه المياه على سطح الكُرة الأرضية على هيئة آبار وينابيع وسخانات مما يعمل على زيادة المسام السطحية، ويتم إطلاق اسم المياه الصخيرة أيضًا على المياه المُنصهرة، وهذا يعود إلى رجوع المياه إلى سطح الكرة الأرضية عبر الشقوق الموجودة في الصخور داخل بطن الأرض.

مياه الترسبات

تشمل القائمة أيضًا المياه الخاصة بالترسبات والتي تُعد أحد المصادر الهامة للمياه الجوفية، ويتم تجميعها من المسام والشقوق التي تتواجد في الصخور الرسوبية التي تتواجد أسفل المحيطات والبحار، ويتم تعريفها بأنها المياه التي يتم حصرها بين الشقوق والمسام التي توجد في الصخور الرسوبية والبركانية، وتتميز هذه المياه باحتوائها على معادن وأملاح بنسبة كبيرة ولا تختلط هذه المياه بالمياه النيزكية.

أشكال المياه السطحية

تُصنف المياه السطحية الموجودة على الكُرة الأرضية إلى ثلاثة أنواع مُختلفة، وهذه الأنواع هي:

المياه السطحية الدائمة

تُعرف المياه السطحية الدائمة بأنها تِلك المياه التي تتواجد طوال العام مثل الأنهار والبحيرات والمحيطات والبحار.

المياه السطحية شبه الدائمة

يُطلق هذا التصنيف على المصادر المائية التي تتواجد في فترات مُعينة خلال العام فقط، ومن أشهرها الجداول الصغيرة والبحيرات.

المياه السطحية من صنع الإنسان

ينضم إلى هذا التصنيف الأخير المياه التي يتم تجميعها بواسطة منشآت تم صُنعها بواسطة الإنسان، ومن أشهرها البرك الصناعية والسدود بالإضافة إلى برك مُعالجة مياه الصرف الصحي.

أهمية المياه السطحية

يمكن الوصول إلى المياه السطحية بأنها بشكل سهل، ولهذا يعتمد البشر بشكل كبير عليها من أجل العديد من الاستخدامات، وتُعتبر المياه السطحية ضرورية من أجل الاستخدام في الشُرب والطهي والتنظيف بالإضافة إلى استخدامها في الزراعة عن طريق ري الأراضي الزراعية، كما تُستخدم في المجال الصناعي وتَقوم بزيادة رُقعة الأراضي الرطبة التي تُمثل بيئة مُناسبة لنمو النباتات المائية مما يزيد من الحياة البرية، وهذا بدوره يقوم بالحفاظ على التوازن البيئي.

أهمية المياه الجوفية

تمتلك المياه الجوفية العديد من المُميزات التي تجعلها هامة بشكل كبير من أجل استخدامات مُختلفة؛ حيث تصل نسبة المياه الجوفية إلى الثُلث من ناحية المياه العذبة التي يقوم البشر حول العالم باستهلاكها، كما تُعتبر مصدر هام من أجل الحصول على مياه للري في مجال الزراعة، وتصل نسبة المياه الجوفية المُستخدمة في الري إلى نحو 43%، ومن الاستخدامات الأُخرى الهامة هي الصناعات الغذائية التي تُؤدي دورًا هام من أجل المُجتمع البشري ولها جدوى اقتصادية، وتقوم المياه الجوفية بالحفاظ على التوازن البيئي عن طريق تدفق المياه إلى البحيرات والأنهار والأراضي وبشكل خاص في الأشهر الجافة التي لا تهطل فيها الأمطار.

استخراج المياه الجوفية

تتواجد الطبقات التي تقوم بتخزين المياه الجوفية بداية من عشرات الآلاف من المترات المُربعة وحتى آلاف الكيلومترات المربعة، وتُصنف هذه الطبقات إلى نوعين مُختلفين وهُم:

طبقات محصورة

تتكون الطبقات المحصورة من طبقات لا تسمح للمياه بالنفاذ خلالها تُعرف بإسم طبقات غير مُنفذة، وهي تتكون من الطين والأساس الصخري، ويتم استخراج المياه الجوفية عن طريق حفر آبار مُعينة تُعرف بالآبار الارتوازية.

طبقات غير محصورة

تختلف هذه الطبقات عن الطبقات المحصورة في أنها لا تمتلك طبقات غير مُنفذة أو أساس صخري، ويتم خروج المياه الجوفية عبر هذه الطبقات بشكل طبيعي عن طريق الجداول والينابيع دون تدخل العنصر البشري.

فيديو مصادر الماء