جدول المحتويات
الضفادع برمائيات لا فقارية عديمة الذيل توجد في جميع أنحاء العالم ما عدا المناطق القطبية، وتتكاثر عن طريق الإخصاب الخارجي، وبعض الأنواع منها سام ويمكن أن يهدد حياة الإنسان، وبعضها الآخر يستطيع نقل بكتيريا السالمونيلا التي تهدد حياة الأطفال والأشخاص من ذوي المناعة الضعيفة، وتضر بصحة أصحاب المناعة القوية.
نبذة عن الضفدع
الضفادع من الفقاريات البرمائية التي تنتمي إلى مجموعة البتراوايات (بالإنجليزية: Anurans) وهي كلمة يونانية ترجمتها الحرفية عديم الذيل، وتنتشر الضفادع في جميع أنحاء العالم، في المناطق الاستوائية إلى المناطق شبه الباردة، لكن أغلبها يعيش في الغابات الاستوائية الماطرة.
صفات الضفدع
للضفادع أجسام قصيرة لينة بأربع أطراف خلفية؛ منها طويلة تستخدمها لتعطيها قوة دفع للأمام عند قفزها، وكل طرف من أطرافها ينتهي بأصابع ملتصقة مع بعضها البعض بواسطة أغشية رقيقة تساعدها على السباحة، وتتنفس الضفادع عن طريق جلدها الرخو غير الملتصق بجسمها على عكس الفقاريات الأخرى، لتسهيل عملية إذابة الأكسجين الذي يوجد بالماء، ونقله إلى أغشية رطبة، تنقله بدورها إلى الدم، والضفادع على اختلاف أنواعها إما أن يكون جلدها أملس أو متدرن، أو مثني.
تمتلك الضفادع عمود فقري يتكون من عشر فقرات مرنة، وعيونها جاحظة تغطيها ثلاث أغشية واحد منها شفاف لحمايتها من الماء، وتسهيل رؤيتها تحت سطح الماء، أما الغشائين الآخرين فتتباين درجة شفافيتهما من متوسطة إلى معتمة، ولها أذنان تتوزع على جانبي رأسها، أما فمها يحتوي الفك العلوي على أسنان صغيرة مخروطية الشكل تمضغ بها فرائسها، أما الفك السفلي فلا يوجد بها ما يمكن تسميته أسنان، فهي فقط تساعدها للإمساك بفرائسها.
أنواع الضفدع
ضفدع المطر الأسود
ويسمى أيضًا بالضفدع الغاضب، لأنه شكله يبدو وكأنه عابس، والبعض يتفاءل بصوته الحاد، إذ يعتقدون أنه يجلب الحظ الجيد.
الضفدع الارجواني
تعرف باسم ضفادع خنزير الأنف، لأن شكل أنفها غريب، ويعيش هذا النوع من الضفادع في الهند، ويظهر فقط في موسم الأمطار، ويعيش بقية السنة في باطن الأرض في حفر على عمق 26 قدم، ويتغذى على النمل الأبيض فقط.
الضفدع البرازيلي
تمتلك هذه الضفادع أسنان حادة وشائكة، وهو ما يساعدها في طبيعتها العدوانية، على الرغم من صغر حجمها، وتعيش في أمريكا الجنوبية تحديدًا في غابات الأمازون الرطبة، وعادةً ما يرتدي سكان هذه المناطق الأحذية السميكة عند ذهابهم للغابات لتعرض عضات هذا النوع من الضفادع.
الضفدع الفيتنامي
سمي بهذا الاسم نسبةً لموطنه الذي يعيش فيه وهو فيتنام، وبفضل جلده يمتلك خاصية التكيف والتمويه مع محيطه، ليتخفى عن عيون المفترسات.
ضفدع الطماطم
على الرغم من اسمها الذي يشجع على تناولها، إلا أنها شديدة السمية، وعندما تواجه خطر فإنها تتحول للون الأحمر لتحذير خصومها للابتعاد عنها.
الضفدع الافريقي
يتميز هذا النوع من الضفادع عن بقية الأنواع بكبر حجمه، وامتلاكه أسنان كبيرة وقوية، تساعده على تلقّم وابتلاع فريسته مهما كانت قوية.
ضفدع السلحفاة
اكتسبت هذه الضفادع اسمها كونها تشبه السلحفاة في شكلها الخارجي دون قوقعتها القشرية الخارجية، ويعتبر من أغرب أصناف الضفادع على الإطلاق، فهي لا تنتمي إلى فصائل الضفادع الأخرى.
دورة حياة الضفدع
البيضة
إخصاب البيوض يكون خارج جسم الأنثى في الوسط المائي الذي تعيش فيه، فهي تضع ما يقارب 400 بيضة في المرة الواحدة، على شكل مجموعة تعرف باسم المجموعة التكاثرية، ويعدها يفرز الذكر السائل المنوي ليلقحها، وبعدما يتحد الحيوان المنوي بالبويضة يبدأ الصفار بالانقسام إلى العديد من الخلايا، لتتحول كل بيضة مخصبة ومنقسمة إلى يرقة وتعرف باسم الشرغوف، وتتراوح مدة فقس البيوض من 1 – 3 أسابيع.
على الرغم من كثرة عدد البيوض التي تبيضها أنثى الضفدع في المرة الواحدة، إلا أنّ عدد قليل منها ينجو من الافتراس، لذلك تبذل الضفادع جهدها لتمويه البيوض وإخفائها عن المفترسات من خلال وضع بيوضها على الأوراق فوق سطح البرك المائية وتغطيها بطلاء جيلاتيني للحفاظ على رطوبتها، وحمايتها من الأمراض، وبعض الأنواع تغلف بيوضها بطبقة سامة لحمايتها من الافتراس.
أبو ذنيبة
صغير الضفدع الذي يخرج من البيضة يسمى الشرغوف أو أبو ذنيبة لأنه يمتلك ذيلاً أطول من بقية جسمه، ويمتلك فم صغير، وخياشيم بدائية، وفي هذه المرحلة تتغذى الصغار على ما يتبقى من صفار داخل البيضة بعد فقسها، وبعدها يكتسب الصغير القوة اللازمة لينتقل إلى الماء ويعتمد على نفسه بالسباحة.
تتراوح مرحلة الشرغوف ما بين أسبوع إلى أسبوعين فقط، يقضيها بالسباحة بالماء والبحث عن الطعام من النباتات والطحالب التي توجد داخل وسطه المائي، وخلال هذه الفترة يستمر نمو أبو ذنيبة حتى يأخذ شكل ضفدع صغير، إذ تنمو أرجله الخلفية، ويتطور نظامه الغذائي ويصبح بإمكانه تناول الحشرات والنباتات الصغيرة، وبعدها تبدأ أطرافه الأمامية بالنمو، ويُبنى جلده الخارجي، فوق الخياشيم لتغطيتها، ومع انتهاء هذه المرحلة يكتمل نمو رئتيه ليصبح قادر على مغادرة الماء والعيش على سطح الأرض.
الضفدع البالغ
في عمر 12 أسبوع يصل الضفدع لمرحلة البلوغ، وتحدث له تطورات جسدية من أبرزها ما يلي:
- اختفاء ذيله بالكامل، وكذلك تختفي خياشيمه.
- تختفي أسنانه القرنية التي كان يمتلكها في مرحلة أبو ذنيبة لمساعدته على تناول النباتات، وتتطوّر إلى عضلات لسان تساعده على التقاط فرائسه من الحشرات.
- تتطور أمعاؤه لتصبح مناسبة لمضغ البروتين، بعد أن كانت قادرة فقط على هضم الطحالب والنباتات، إذ يتكون النظام الغذائي للضفدع البالغ من الأسماك، والثدييات الصغيرة، والضفادع الصغيرة (في مرحلة أبو ذنيبة)، بالإضافة لأنواع من اللافقاريات.
جسم الضفدع
سيقانه وأرجله
هيكل سيقان الضفادع يختلف من نوع لآخر، إذ تتلائم مع البيئة التي تعيش فيها، التي تتراوح من يابسة إلى بيئة مائية، أو بيئة شبه مائية، أو غابات، تمنحها حرية وسهولة الحركة للهرب من المفترسات، وبنفس الوقت لملاحقة فرائسها وتناولها، فمثلاً الضفادع التي تعيش أغلب حياتها في الماء تكون الأغشية بين أصابعها أكبر من تلك التي تقضي معظم حياتها على الأشجار أو على اليابسة، فهذه الأخيرة تمتلك وسائد على أطراف أصابعها تتكون من خلايا تمكنها من التشبث بالأشجار بشكل أفقي، وعندما يضغط الضفدع على هذه الوسائد تتقلص الفراغات بين الخلايا وتفرز مخاط من أنابيب دقيقة لتلتصق على الأسطح الأفقية، بالإضافة إلى أن ضفادع اليابسة تمتلك مفاصل وركية تساعدها في المشي على اليابسة، وعلى القفر بين الأغصان ومن شجرة لأخرى دون أن تفقد توازنها.
الجلد
تمتلك الضفادع المائية جلود تمكّنها من امتصاص الماء لا سيما من المنطقة التي توجد حول الحوض والوركين، أما ضفادع اليابسة جلودها تمنع تسرب الماء خارج أجسامها لبقائها رطبة، وعدم تعرضها للجفاف في ظل درجات الحرارة المرتفعة، ولمزيد من الحماية من درجات الحرارة المرتفعة تلجأ ضفادع اليابسة إلى الاختباء نهارًا، والنشاط ليلاً، تقوم خلال النهار بوضع وركيها تحت جسمها لتقليل الفاقد من الماء من أجسامها.
لجلود الضفادع التي تنشط ليلاً وظائف تمويهية تساعدها على التخفي في فترة النهار عن عيون مفترسيها، فيصبح لون جلدها مشابه للبيئة المحيطة بها مثل الحرباء تمامًا، ولكن هذه الأخيرة يتغير لون جلدها بالعديد من الألوان، عكس الضفادع التي يمكنها فقط تغيير لون جلدها إلى لونين فقط، وكذلك يمكن أن يتبقع جلدها ليتناسب مع البيئة المحيطة بها لأغراض التمويه.
السمية
بعض أنواع من الضفادع تستخلص السم من ضحاياه لينتقل لجلودها وتصبح بدورها سامة، ولكن بعض الأنواع الأخرى قادرة على إنتاج السم من غدد توجد فوق رأسها، تحديدًا فوق كتفيها وخلف عينيها، وتُعرف الضفادع السامة بتغيير لون جلدها عندما تواجه تهديد، لتحذير المفترس واخافته.
يستخلص الكيميائيون السموم من جلود الضفادع لاستخدامها في العقاقير الطبية، فقلوية سمومها تتجاوز قلوية المورفين بأكثر من 200 مرة، لذلك يمكن استخدامها في الأدوية المخدرة، وكذلك تستخدم في تصنيع العقاقير المقاومة لفيروس الإيدز.
أين يعيش الضفدع
تعيش الضفادع تقريبًا في جميع أنحاء العالم ما عدا المناطق القطبية، فبعضها يعيش في المناطق الاستوائية حيث المسطحات المائية الكبيرة، وبعضها يعيش على اليابسة، وبعض أصنافها تلجأ للبيات الشتوي لا تخرج منه إلا في موسم الأمطار، حيث تكثر المستنقعات التي تعتبر البيئة المثالية للضفادع لوضع بيوضها.
النظام الغذائي للضفادع
يختلف النظام الغذائي للضفادع حسب البيئة المحيطة بها، فالمائية منها تتغذى على النباتات والطحالب، واليرقات، والأسماك الصغيرة، أما الضفادع التي تعيش على اليابسة فتتغذى على يرقات الضفادع الأخرى وبعض أنواع من الحشرات مثل الديدان، والقواقع، والعناكب، والأصناف الكبيرة منها تستطيع افتراس الفئران الكبيرة يساعدها بذلك عضلة لسانها الطويل التي تلتصق بالفريسة، وتثبتها بفكها السفلي من ثم مضغها وبلعها.
كيفية تنفس الضفادع
عضلات الصدر عند الضفادع التي تعيش على اليابسة غير مرتبطة بعملية التنفس، فهي لا تمتلك أضلاع أو أغشية داعمة لعملية التنفس، بل تلجأ الضفادع لإدخال الهواء إلى خياشيمها ما يؤدي لانتفاخ حنجرتها، وهذا بدوره يسبب ضغط على باطن الفم، ما يدفع الهواء إلى دخول الرئة، ويخرج ثاني أكسيد الأكسجين من الجسم بنفس الآلية ولكن بطريقة معكوسة، أما عملية التنفس عند الضفادع المائية فتكون عبر جلودها التي تحتوي على أوعية دموية تسمح بنقل الأكسجين الذي يمتصه الجلد في منطقة الخياشيم عندما يكون الضفدع في الماء، وتنقله إلى مجرى الدم، وبنفس الطريقة ولكن بآلية معكوسة لإخراج ثاني أكسيد الكربون.
كيفية تكاثر الضفادع
تفضل الضفادع التزاوج في أماكن ولادتها، فتبدأ أعداد كبيرة من الضفادع بالاتجاه نحو البحيرات أو جداول الماء التي فقست عندها، وتبدأ الذكور بإصدار صوت نقيق لجذب الأنثى التي من نوعه، ثم يعتلي الذكر ظهر الأنثى فيما يعرف بزواج تراكبي، ويتشبث بها بأطرافه لتثبيتها، ثم يغوص بها في الماء، فتبدأ بوضع البيوض، بالوقت الذي يطلق به الذكر الحيوانات المنوية، لتختلط البيوض بالسائل المنوي للذكر لإخصابها، فيما يعرف باسم الإخصاب الخارجي.
أنثى الضفدع
الهاجَة هو اسم أنثى الضفدع في اللغة العربية الفصحى، وتتميز الهاجَة عن الذكر بكون جسمها أكبر، وجلدها أكثر نعومة، ولون الجلد على ظهرها نفس لون الجلد على بطنها عكس الذكور، وتخلو أطرافها من البقع الصغيرة التي يمتلكها الذكور، وتصل الإناث سن البلوغ بعمر يتراوح ما بين شهرين إلى ثلاث سنوات وذلك حسب نوعها، ودرجة حرارة البيئة التي تعيش بها، أما صوت الأنثى فلا يكون نقيق كما عند الذكر، ولكنها تصدر صوت على شكل صرخة، ومن الجدير بالذكر هنا إلى أنه لا يمكن تمييز أنثى الضفدع عن الذكر بواسطة الأعضاء التناسلية، لأن هذه الأخيرة داخل أجسامها ولا تظهر للعيان كما في بقية أنواع من الحيوانات.
صغير الضفدع
اسم صغير الضفدع
عندما يفقس صغير الضفدع من البيضة يطلق عليه اسم أبو ذنيبة، أو الشرغوف، ويعتبر أبو ذنيبة المرحلة اليرقية للضفدع.
جسم صغير الضفدع
شبه جسم صغير الضفدع جسم السمكة، إذ يمتلك ذيل طويل يستخدمه للسباحة في الماء، ولا يمتلك أي أطراف، ومع مرور الوقت تبدأ أطرافه الخلفية بالنمو، ثم الأمامية، وبعدها يظهر الفك والجمجمة، وفي هذه المرحلة يمتلك الضفدع الصغير غضروف بدلاً من الهيكل العظمي، وتبدأ أسنان صغيرة بالظهور لتساعده في تناول النباتات، ثم تبدأ الخياشيم بالتقلص لتنمو الرئتان والأمعاء.
تغذية صغير الضفدع
بعد خروج الضفدع الصغير من البيضة يكون نظامه الغذائي نباتي بالكامل؛ يتكون من الطحالب والنباتات، أما عندما يبدأ جسمه بالتطور والنمو يكون قادر على تناول البروتين الحيواني المتمثل بيرقات البعوض، ويرقات الضفادع الأصغر حجمًا، وبعض الحشرات صغيرة الحجم.
أضرار الضفادع
بعض أنواع من الضفادع تمتلك سمية عالية قادرة على قتل الإنسان لا سيما الأطفال، وذوي المناعة الضعيفة، إلى جانب أنّ أنواع منها يحمل بكتيريا السالمونيلا التي تنتقل إلى الإنسان ويكون لها تأثير مميت على الأطفال وذوي المناعة الضعيفة، أما الأشخاص الذين يتمتعون بمناعة قوية يمكن أن تصيبهم بالحمى، وآلام شديدة بالرأس، والتقيؤ، والدوار، والإسهال الشديد.