جدول المحتويات
تعتبر مهنة التدريس من أسمى وأشرف المهن التي يعمل بها الإنسان، فالمعلم ليس ناقلاً للمعرفة فحسب بل هو مربي أجيال، إذ إن مهنة التدريس من المهن التي عُرفت منذ قديم الزمان، والأنبياء عليهم السلام، علموا البشرية العقيدة الصحيحة وتوحيد الله تعالى، وأخرجوهم من الظلمات إلى النور، فأهمية هذه المهنة لا تقلّ أبداً عن أي مهنة أخرى كالطبّ أو الهندسة أو الصيدلة وغيرها، فالمعلم هو الشخص الذي ينشئ الأجيال المتعلمة والمثقفة، فعندما يقف هذا المعلم في الصف فإنه يعطي علمه للعشرات من الطلاب، لذلك فإنّ تأثيره سيكون على المجتمع كله من خلال التأثير على عقول هؤلاء الطلاب، وإلى جانب علمه فإنه يقدم لهم الأخلاق الحميدة، والمواعظ والنصائح التي تجعل منهم أشخاصاً ذوو هدف في الحياة.
دور المعلم في المجتمع
يكثر الكلام عن دور المعلم الفاعل داخل المدرسة ويتم تجاهل ما يقوم به من خدمة لمجتمعه خارج المدرسة، إذ إن رسالة التربية والتعليم تستمد أخلاقياتها من الشريعة الإسلامية، ومع استشعار المعلم لعظمة رسالته التي يؤديها واعتزازه بها لا شك أنها تجعل من دوره في المجتمع دوراً كبيراً، وقد أثبتت العديد من الدراسات العلمية ومنظمات ومؤسسات رسمية وغير رسمية أن المعلم هو القدوة الأولى لطلابه خاصة في المراحل التعليمية الأولى، وهو حريص دائماً على أن يكون أثره باقياً في الناس، فهو يتمسك بالقيم الخلقية، والمثل العليا، ويدعو إليها ويبثها في طلابه، ما يجعله أحد العوامل الحاسمة في تحقيق أهداف السياسات المختلفة للتعليم، ومما لا شك فيه إن من أهم أدوار المعلم في المجتمع ما يلي:
- مشارك بشكل كبير في صنع القرار وإعطاء الرأي المفيد في قضايا المجتمع ومشكلاته.
- له دور في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى جانب دوره في تقوية أواصر المودة بينه وبين الطلاب بشكل خاص، والناس بشكل عام.
- يمثل الصورة الحسنة التي يجب أن يكون عليها المجتمع المحلي للدولة.
- عضو فعالٌ في المجتمع المحلي، بحيث يتفاعل معه؛ لأنه ناقل لثقافة هذا المجتمع، فكيف يكون ذلك إذا لم يساهم في خدمة هذا المجتمع في مختلف مناسباته الدينية والوطنية والاجتماعية، مثل الانضمام إلى الجمعيات الخيرية والمؤسسات التربوية.
صفات المعلم الفعال في بناء المجتمع
يجب أن تتوافر في المعلم الفعال في بناء المجتمع بعض الصفات الشخصية حتى يتمكن من تقديم كل ما لديه للطلاب وتأهيلهم للمستقبل، والتي من أهمها:
- امتلاك القدرة على بناء علاقات اجتماعية متنوعة بسهولة ويسر، وذلك كي يتمكن من بناء علاقة وطيدة مع طلابه، وذلك من خلال التمتع بالعديد من المهارات العالية في فن التواصل مع الناس والقدرة على الاستماع إلى الغير.
- التمتع بشخصية واثقة من نفسها وقوية للتمكن من التعبير عن مختلف أفكاره وآرائه بسهولة أمام الطلاب.
- القدرة على العمل الجماعي وتعليم الطلاب كيفية تحقيق أهدافهم وطموحاتهم.
- التعامل بلطف مع الطلاب وأولياء أمورهم وتقدير كافة ظروفهم والتعاطف معها.
- المرونة في تغيير طرق وأساليب التعليم التي يستخدمها وفقا لحاجة الطلاب ومراحلهم التعليمية.
- الصبر على الطلاب المتأخرين عن زملائهم في الفهم والتعلم وتقديم المعلومة لهم بأكثر من طريقة.
- التفاني في تقديم رسالته عن طريق إعطاء الطلاب المهارات التي يحتاجونها لفهم الحياة والمستقبل.
- التحلي بشخصية مرحة وحس الفكاهة لاستخدامه مع الطلاب بين الحين والآخر، ما يزيد الرابطة بينهم.
دور المعلم في تنشئة الطفل الاجتماعية
تلعب الأسرة دوراً مهماً في تشكيل شخصية الطفل في مراحله العمرية الأولى، ولكن عندما يدخل الطفل المدرسة يصبح في موقف جديد، هذا ما يتطلب منه أن يتعرف على شخصيات متعددة مختلفة عن التي تعامل معها سابقاً، فيحدث تفاعل اجتماعي داخل المدرسة بينه وبين زملائه ومعلميه قائم على الأخذ والعطاء ومن خلال ذلك تزيد تجاربه الاجتماعية وتتسع دائرة اتصالاته وتتنوع، فالمدرسة وتحديداً المعلم ينظم تلك التفاعلات وفق عدد من الأسس والضوابط، أهمها احترام قيمته واحترام تفكيره، ومن هنا فإن المعلم باعتباره المؤثر الأول في حياة الطفل المدرسية خاصة في المراحل الأساسية الأولى يكون له الدور الاجتماعي الثاني بعد الأسرة للتنشئة الاجتماعية للأطفال، حيث يقوم بإعدادهم من النواحي الروحية والسلوكية والمعرفية والبدنية والأخلاقية، وذلك من أجل تحقيق اكتساب عضوية المجتمع والمساهمة في نشاطات الحياة المختلفة، لكن الطفل في هذه المرحلة لا يصبح لديه استقلال اجتماعي عن أسرته؛ لأن المدرسة عبارة عن حلقة ضمن سلسلة من المؤثرات والمشكلات في نمط التنشئة الاجتماعية.
واجب المجتمع نحو المعلم
هناك العديد من الواجبات الضرورية والهامة التي يجب أن يقوم بها المجتمع نحو المعلم، والتي من أهمها:
- تقدير وظيفة المعلم ورفع شأنها في المجتمع المحلي، وإعطائها مكانتها بين الوظائف في المجتمع، والمساواة بينها وبين أهم الوظائف المجتمعية، ورفعها عن بعضها الآخر.
- زيادة الرواتب والمكافآت السنوية، وإعانة المعلمين مادياً ومعنوياً حتى يشعروا بالتقدير ممن حولهم، وبالتالي تقديم أفضل ما لديهم لتأسيس المجتمع وبنائه بكل حب وعطاء.
- يجب على أولياء الأمور تعليم أبنائهم أن المعلم في مقام الأب والأم لهم، وأنه يجب احترامه وطاعته وتقديره والإستماع إلى كلمته.
- يجب على الطلاب احترام المعلمين وتقديرهم من قلوبهم حباً فيهم وليس خوفاً منهم.
- توفير ميزانية مادية خاصة للأنشطة التي تعمل على بناء شخصيات الطلاب وعقولهم، وتمكن المعلم من الإبداع.
- توفير جميع الوسائل والأدوات التعليمية التي يحتاجها المعلم وتساعده في توصيل المعلومة إلى الطلاب بشكل جميل وسلس.
- الحرص على توفير بيئة تعليمية هادئة ونظيفة لتمكين المعلم من العطاء دون أي انزعاج.