جدول المحتويات
خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية، أم المؤمنين، وأول زوجات الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وهي والدة جميع أبناءه باستثناء إبراهيم، وعاشت مع النبي فترة ما قبل البعثة، وكانت تشعر بنبوته، حيث كانت تعتني وترعى بيتها وأولادها، بالإضافة إلى تسيير القوافل التجارية، كما تجدر الإشارة إلى أنها كانت أول من صدق النبي فيما حدث عند نزول الوحي عليه.
إسم خديجة بنت خويلد
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزيز بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، نسلها يلتقي سلالة الرسول في قصي بن كلاب.
لقب خديجة بنت خويلد
للسيدة خديجة عليها السلام ألقاب كثيرة تعكس عظيم نبلها وشديد قدسها، من هذه الألقاب: الصدّيقة، المباركة، أمّ المؤمنين، الطاهرة، الراضية، المرضية.
نسب خديجة بنت خويلد
هي خديجة بنت خويلد بن أسيد بن عبد العزيز بن قصي القرشي، ووالدتها امرأة من قريش تدعى فاطمة بنت زائده الاصم، وجدها هو لؤي بن غالب.
كانت خديجة أقرب النساء إلى الرسول في النسب، فالتقاه نسلها في الجد الخامس قصي بن كلاب، وبشكل عام اشتهرت السيدة خديجة بنسبها العالي، لذلك عُرفت بأنها الأكثر غناءً وشرفًا وأغنى نساء قريش، إذ كان والدها من نبلاء قريش ومات قبل حرب الفجار، وكانت خديجة من أنجح النساء في حياتها العملية، والتي كانت ممثلة في التجارة، وتزوجت من الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد أن رأت منه حسن الخلق عندما أرسلته بتجارتها في الخارج.
والد خديجة بنت خويلد
هو خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، وكان خويلد من سادة قريش، ومن أثرياء مكة.
والدة خديجة بنت خويلد
أمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر.
إخوان خديجة بنت خويلد
- العوام بن خويلد، وتزوج من صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنجبت منه ثلاثة أبناء: الزبير، وصائب، وعبد الكعبة، وأن مصعب بن الزبير وعبد الله بن الزبير كانا من أشهر أبناء الزبير، ونجمهما صعد في التاريخ الإسلامي.
- حزام بن خويلد الذي قتل في حرب الأشرار في الجاهلية، وله ولدان هما حكيم بن حزام، وخالد بن حزام.
- نوفل بن خويلد، وله ثلاثة أبناء: ورقة بن نوفل، صفون بن نوفل، الأسود بن نوفل.
- عدي بن خويلد؛ لم يذكر التاريخ له حدث ولا شهرة.
- عمرو بن خويلد، الذي كان يخاطب خطبة السيدة خديجة (عليه السلام) في منزله، وقد عقد قرانها على الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم).
خوات خديجة بنت خويلد
- الطاهرة بنت خويلد، وكانت عند علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى.
- خالدة بنت خويلد.
- هالة بنت خويلد، وهي أم الصحابي الجليل أبي العاص بن الربيع.
- رقيقة بنت خويلد وهي والدة أميمة بنت رقيقة.
أعمام وعمات خديجة بنت خويلد
أعمامها
- عمرو بن أسد كان زعيم قومه بعد وفاة أبيها يوم حرب الفجار.
- نوفل بن أسد؛ والد ورقة بن نوفل.
- والحارث بن أسد؛ جد أبو البختري بن هاشم وعمرو بن أمية بن الحارث.
- الحويرث بن أسد.
- المطلب بن أسد؛ والد الأسود بن المطلب وأبو حبيش بن المطلب.
- عثمان بن أسد؛ جد الحويرث بن عباد بن عثمان.
عماتها
- عمتها أم حبيب؛ وهي والدة برة بنت عبد العزى جدة الرسول محمد لأمه.
- أرنب بنت أسد.
سيرة خديجة بنت خويلد قبل الإسلام
ولدت خديجة بنت خويلد في مكة قبل مولد النبي محمد بخمسة عشر عامًا، أي تقريبًا ولدت عام 556م، نشأت وترعرعت في بيت الشرف والهيبة والإيمان وطهارة السلوك، حتى أطلق عليها اسم الطاهرة، وعرفت بهذا اللقب قبل الإسلام، وكثيرا ما ترددت على ابن عمها ورقة بن نوفل معها تحكي له مناماتها، وكل المشاعر والرؤى التي تمر بها، أو الهواجس التي تشعر بها.
عملها بالتجارة
لُقبت السيدة خديجة بـ سيدة نساء قريش، كما وصفها السهيلي بقولها إنها كانت تسمى الطاهرة في العصر الجاهلي وفي الإسلام، وقد عُرفت بأخلاقها النقية وشخصيتها الشريفة، وبدأت قصة خديجة رضي الله عنها عندما عملت في التجارة، وحققت فيها نجاحًا كبيرًا، وحققت الكثير من الأرباح وسمعة طيبة أيضًا لجودة تجارتها.
وصلت تجارتها إلى مجموعة دول هي بلاد الشام والفرس والرومان والعراق، وقد أصبحت السيدة خديجة كما لو كانت يد العون للفقراء والمحتاجين، حيث كانت تمدهم بما يكفيهم وتكرمهم من كرم الله الذي أنعمها عليها، ولم تكن بخيلة في شيء، وعُرفت بلطفها مع جميع الناس، والسيدة خديجة لم تسافر بمفردها للعمل في تجارة أموالها، لكنها أرسلت رجلاً للسفر، عن طريق التجارة بعد أن أبرمت اتفاقًا معه يقضي بأن يسافر وينهي شؤونها التجارية في الخارج، مقابل مبلغ المال الذي كان سيحصل عليه سواء نجحت التجارة أم لا، وهي واثقة من صدقهم رغم عدم استقبالهما قبل السفر وبعده فقط.
زواجها بالرسول محمد عليه الصلاة والسلام
من المعلوم أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – هو خير الناس بأحسن الأخلاق، والصدق والأمانة، ولما علمت السيدة خديجة بذلك عرضت عليه أن يخرج بتجارتها، مقابل إعطائه ما تعطيه للآخرين من المال، فوافق الرسول وأخذ تجارتها إلى الخارج مع صبي اسمه ميسرة، ولما عادوا من الرحلة التجارية، روى ميسرة ما رآه من أخلاق النبي للسيدة خديجة، ووجدت في تجارتها نعمة وأمانة لم تجدها من قبل، وعرفت حينها أن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، كان الزوج الأفضل بالنسبة لها، فأخبرت صديقتها نفيسة بنت منية بكل ذلك، بما في ذلك مشاعرها جهة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فذهبت نفيسة بنت المنيا إلى الرسول لتخبره بما حدث، وعرضت عليه الزواج من السيدة خديجة – رضي الله عنها – ووافق على طلبها، ثم ذهب إلى أعمامه ليخبرهم عن الأمر، حتى قدموا خطبة خديجة له من خالها، وكان الحضور رئيسي مضر وبني هاشم، وحدث كل هذا في غضون شهرين بعد العودة من رحلة عمل، ولم يتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم أي امرأة أخرى بعد خديجة حتى توفيت، وكانت أول امرأة يتزوجها، وعندما تزوجا كانت قد بلغت الأربعين.
أنجبت السيدة خديجة ولدين من الرسول، القاسم، وعبد الله، وكان يُدعى الرسول بأبي القاسم نسبة إلى ابنه القاسم، وكان عبد الله يُدعى الطيب الطاهر، لكنهما ماتا قبل ظهور الإسلام، كما أنجبت أربع بنات، فاطمة، وأم كلثوم، وزينب، ورقية، فاعتنقن الإسلام وهاجرن مع الرسول أثناء هجرته، وتوفيت فاطمة بعد موته بستة أشهر، وتوفي الباقون قبل موت الرسول عليه السلام.
الوحي
استعجل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يكاد يمسك نفسه متجهًا إلى بيته، ودخل على السيدة خديجة رضي الله عنها مرتجفة خوفًا، وكان يعاني من الحمى، كان يتصبب عرقا ويرتجف خوفا مما رآه في تلك الليلة المباركة، وكانت السيده خديجه تهدأ من روعه وقد وضعت الكثير من الأغطية لكي يوقف جسده.
لم تفهم السيدة خديجة ما حدث للنبي في ذلك الوقت، ولم تفهم منه الكثير بسبب صعوبة قدرته على الكلام والشرح وهو في هذه الحالة، ولما هدأ قليلاً بدأ يخبرها بما حدث له في الكهف من الألف إلى الياء، فاندهشت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ولم تفهم شيئاً مما قاله النبي أيضا، فلا يمكن تفسير ما حدث.
لم يكن من السيدة خديجة حتى بعثت إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي اعتنق المسيحية، لتسأله عما حدث للنبي ولم تستطع فهمه أو تفسيره، وكان متدين جداً، وعندما أخبرته السيدة خديجة بما حدث، لم يتفاجأ، السر وراء عدم استغراب ورقة بن نوفل لما حدث للنبي هو إيمانه التام ببشارة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، والتي نصت على أن النبي الذي سيأتي بعده يكون خاتم الأنبياء وأنه سيكون عربيًا، وما وصفه الرسول عن جبرائيل عليه السلام، ورد سابقًا في التوراة والإنجيل، وما يؤكد أن ما حدث للرسول ليس هلوسة ولا خوف، بل هي الشريعة التي أنزلت على نبي الله موسى عليه السلام.
أوضح لهم ورقة بن نوفل أن ملاك الوحي هذا لا ينزل إلا على الأنبياء والمرسلين، وأن بشرى موسى وعيسى والأنبياء السابقين تحققت كلها في محمد بن عبد الله صاحب الرسالة الإسلام، وخاتم الأنبياء والمرسلين.
سيرة خديجة بنت خويلد بعد الإسلام
لا نبالغ في صفات السيدة خديجة رضي الله عنها إذا قلنا أنها المثالية، إذ لم تكن خديجة مجرد زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم، بل كانت الأخت والصديقة والرفيقة العزيزة له.
أول مؤمنة بالإسلام
واكبت السيدة خديجة نزول الوحي قرآنًا وتكليفًا، فحين عَلَّم جبريل النبي الوضوء والصلاة قبل فرضها خمس صلوات، صلت مع النبي في نفس يوم تعليم جبريل له، وقد رُوي «أن جبريل ظهر للنبي أول ما أوحي إليه في أحسن صورة، وأطيب رائحة وهو بأعلى مكة فقال: يا محمد، إن الله يُقرئك السلام، ويقول لك: أنت رسولي إلى الجن والإنس فادعهم إلى قول لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم ضرب الأرض برجله فانبعثت عين ماء، فتوضأ منها جبريل عليه السلام ورسول الله ينظر إليه، ليريه كيفية الطهور للصلاة، ثم أمره أن يتوضأ كما رآه يتوضأ، ثم قام جبريل يصلي مستقبلًا الكعبة، ثم أمره أن يصلي معه فصلى ركعتين، ثم عُرج به إلى السماء ورجع إلى أهله، فكان لا يمر بحجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله، فسار حتى أتى خديجة فأخبرها، فغشي عليها من الفرح، ثم أخذ بيدها حتى أتى بها زمزم، فتوضأ حتى يريها الوضوء، ثم أمرها فتوضأت، وصلى بها كما صلى به جبريل عليه السلام.
مؤَازَرَتها للرسول
كان من سمات السيدة خديجة رضي الله عنها، التأييد في أوقات الشدة، ولم يقتصر دعمها ونصرتها على الرسول فقط، بل منذ أن بدأ الرسول دعوته وآمن به بعض الناس، وعلم قريش بذلك حتى بدأوا في القبض عليهم وتعذيبهم، كما أنها كانت تنفق المال من أجل شفاء الجرحى وإعالة من عانوا من أذى المشركين في مكة.
صفات خديجة بنت خويلد
- نسب جليل، فهي من أشرف نساء قريش.
- الطهارة، لأنها لا تعرف إلا بالشرف والعزة وحسن السير والسلوك.
- العقل والاتزان، فهي امرأة عاقلة لا تنجذب للأهواء، وخير مثال على ذلك قصة زواجها من النبي الكريم، وهو يتيم وهي سيدة من سلالة قريش، وقد اختارته لشخصيته وبعد دراسة اختارته لخلقه ثم الزواج منه.
- لم تكن السيدة خديجة امرأة عادية، بل كانت امرأة ناجحة تعمل في التجارة، ولديها عملها الخاص وأموالها الخاصة.
- الخجل والحياء، وهذا ما ظهر أيضاً في قصة زواجها عندما منعها حياؤها من التلميح إلى إعجابها بالنبي صلى الله عليه وسلم.
- الصبر وحسن السير والسلوك، وقد ظهر هذا جلياً في الوقت الذي نزل فيه على النبي، عندما جاء الرسول إليها مرتجفاً من رعب ما رآه.
- كانت من أحب الناس للرسول صلى الله عليه وسلم، وبسبب حبه الشديد لها لم يجمعها بإمرأة، وعند وفاتها حزن بشدة، وتلك السنة أطلق عليها عام الحزن.
- بشر الله لها بيت في الجنة.
وفاة خديجة بنت خويلد
توفيت اليسيدة خديجة بنت خويلد بعد وفاة عم النبي أبو طالب بن عبد المطلب بثلاثة أيام، وقيل بأكثر من ذلك، في شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين عام 619م، ولها من العمر خمس وستون سنة، وكان مقامها مع رسول الله بعدما تزوجها أربعًا وعشرين سنة وستة أشهر، ودفنها رسول الله بالحجون ولم تكن الصلاة على الجنائز يومئذ، وحزن عليها النبي ونزل في حفرتها، وتتابعت على رسول الله بموت أبي طالب وخديجة المصائب لأنهما كانا من أشد المدافعين عنه، فاشتد أذى قريش عليه حتى نثر بعضهم التراب على رأسه وطرح بعضهم عليه سلى الشاة وهو يصلي، وسُمي العام الذي مات فيه أبو طالب وخديجة بعام الحزن، ولم ينسَ رسول الله محبته لخديجة بعد وفاتها وكان دائماً يثني عليها ولم يتزوج عليها حتى ماتت إكراماً لها، وقد كانت مثال الزوجة الصالحة الوفية، فبذلت نفسها ومالها لرسول الله وصدقته حين نزل عليه الوحي.
قبر خديجة بنت خويلد
دفنت السيدة خديجة – رضي الله عنها – في الحجون؛ وهو جبل مقابل مسجد العقبة، وكان مقبرة لأهل مكة المكرمين وهناك العديد من الفضائل لتلك المقبرة، كانت باتجاه الكعبة مستقيمة، وأثنى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ قيل أنها تحتوي على قبر أمه آمنة بنت وهب، وقبر عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
