صفات المنافقين الكاملة

صفات المنافقين الكاملة

يتوجب على المؤمنين والمؤمنات أن يحذروا كل الحذر من الانسياق وراء المنافقين في أخلاقهم ، وذلك باتباع أوامر الله عز وجل والسير على الطريق الصحيح، واجتناب صفات هؤلاء المنافقين التي ذكرها الله في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة.

يتحدث هذا المقال عن صفات المنافقين الكاملة، ويشمل:

  • التعريف بالمنافقين، وأنواع النفاق وأضراره.
  • صفات المنافقين، وحديث صفات المنافق.
  • صفات المنافقين في القرآن الكريم.
  • الفرق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر.

نبذة عن المنافقين

إنّ المتأمل في القرآن الكريم يجد أنّ الله عز وجل قد وصف المنافقين أفضل وصف، فقال عنهم أنّهم يسخرون ويتهكّمون على كل من يؤمن بالله ورسوله عليه الصلاة والسلام، ويصفونهم بالسفهاء في مقابل تعظيمهم لرموز الكفر التي يؤمنون بها، وأنهم يتسترون دائماً تحت عباءة الدين؛ كي يخفوا نفاقهم، وينهون عن المعروف ويأمرون بالمنكر، ويبعدون الناس عن فعل الخير، بالإضافة إلى ذلك، ينشرون الفساد تحت غطاء الإصلاح، وينشرون الفسق ويدعون للتحرر من القيم كما قال فيهم جلّ في علاه: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(سورة البقرة:11).

أنواع النفاق

  • النفاق في الاعتقاد: يتمثل في الكفر الذي يتعدى كفر أهل الأصنام واليهود والنصارى؛ أي أنه الاعتقاد الذي يخرج صاحبه من الإيمان؛ لأنه يُظهر إسلامه ويخفي كفره.
  • النفاق في العمل: يتمثل في الخيانة، والكذب، والتقاعس عن الصلاة مع الجماعة، فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”: إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، وَلقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فيُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي برِجَالٍ معهُمْ حُزَمٌ مِن حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بالنَّارِ”. [صحيح مسلم|خلاصة حكم المحدث:صحيح].
اقرأ أيضاً:  سورة الإنفطار وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

حيث يتشبه الناس في هذا النوع من النفاق بأخلاق أهل النفاق، ويكونوا بذلك قد ارتكبوا كبيرة من الكبائر.

إعلان السوق المفتوح

صفات المنافقين

يدفع الجُبن والكفر بصاحبه إلى النفاق، واتّباع الآخرين بأفكارهم ومعتقداتهم دون التحقق منها، حيث تتمثل صفات المنافقين بالكذب، وإخلاف الوعد، وخيانة الأمانة، والفجور في الخصومة.

الكذب

هو من أبغض الصفات التي يتصف بها المنافقين وتؤدي بهم إلى الدرك الأسفل من النار، فهم يتحدثون ويحلفون دائمًا بالكذب، قال تعالى: { وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ}(سورة التوبة: 56)؛ لذا فيجب على الكاذب أن يحذر ويعلم أنّ الكذب هو أصل النفاق.

إخلاف الوعد

المنافق دائمًا ما يَعِد الناس في الظاهر إلا أنّه في الباطن (النية) لا يرغب بالوفاء بالعهد أو الوعد، كما أنه يغدر بالآخرين في الكثير من المواقف، ليعاقب هذا المنافق في النهاية على ارتكابه لمعصية الإخلاف بالوعد، ومعصية الكذب.

خيانة الأمانة

يخون المنافق الأمانة التي أوكلت إليه بعدم تأديتها لصاحبها، فهو بذلك يخالف أوامر الله تعالى في التعاون على البر والتقوى في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}(سورة النساء: 58)، والخيانة هنا قد تكون في المال أو الأسرار أو غير ذلك.

الفجور في الخصومة

يكون فجور المنافق بترك الحق متعمدًا، وتحويل الحق لباطل.

حديث صفات المنافق

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ”. [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث:صحيح].

صفات المنافقين في سورة المنافقون

  • بليغي الخطاب، قال تعالى: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}(سورة المنافقون:4).
  • يأمرون بالمنكر، قال تعالى: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ}(سورة المنافقون:7).
  • ذوي قلوب مغلقة لا يصلها نور الحق.
  • كثيري الكذب والتخوف، وفاسقين، ومحرومين من الاهتداء لطريق الحق.  

صفات المنافقين في سورة البقرة

  • يتظاهرون بأنهم يصلحون في الأرض ولكنهم في الحقيقة هم يفسدون فيها، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(سورة البقرة:11).
  • لا يمكنهم أن يشعروا بحجم الفساد الذي ارتكبوه؛ لأنّ الشر قد تفوّق على الخير، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(سورة البقرة:12).
  • يسخرون من المؤمنين بالله وبدين الإسلام بالتهكم والغمز واللمز، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ}(سورة البقرة:13).
  • مخادعين، فيظهرون عكس ما يبطنون، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}(سورة البقرة: 8-10).
اقرأ أيضاً:  سورة الشورى وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

صفات المنافقين في سورة الحشر

أنهم يقللون من المؤمنين ومن دينهم في مقابل تعظيمهم لكفرهم وللكفرة من أهل الكتاب، قال تعالى: {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}(سورة الحشر:11).

صفات المنافقين في سورة الأحزاب

ينهون عن المعروف ويأمرون بالمنكر، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا}(سورة الأحزاب:13).

صفات المنافقين في سورة النساء

يقومون للصلاة كسالى، وقليلي الذكر لله عز وجل، ومتذبذبين في إيمانهم، قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلًا * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ}(سورة النساء: 142-143).

أضرار النفاق

  • الإضرار بالدين الإسلامي وبأهله؛ لأنهم يظهرون أنهم يمثلونه، ولكنهم في الحقيقة يخالفون ما جاء فيه، قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا* مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَـؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَـؤُلَاءِ}(سورة النساء: 142 – 143).
  • الهلع والرعب، قال تعالىك {يَحذَرُ المُنافِقونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيهِم سورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِما في قُلوبِهِم قُلِ استَهزِئوا إِنَّ اللَّـهَ مُخرِجٌ ما تَحذَرونَ}(سورة التوبة:64).
  • هو سبب في لعنة الله، قال تعالى: { وَعَدَ اللَّـهُ المُنافِقينَ وَالمُنافِقاتِ وَالكُفّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها هِيَ حَسبُهُم وَلَعَنَهُمُ اللَّـهُ وَلَهُم عَذابٌ مُقيمٌ}(سورة التوبة:68).
  • يبث الخوف والاضطراب بين صفوف المسلمين وفي صفوف المجاهدين، قال تعالى: {لَو خَرَجوا فيكُم ما زادوكُم إِلّا خَبالًا وَلَأَوضَعوا خِلالَكُم يَبغونَكُمُ الفِتنَةَ وَفيكُم سَمّاعونَ لَهُم وَاللَّـهُ عَليمٌ بِالظّالِمينَ}(سورة التوبة:47).
  • يُخرج النفاق صاحبه من الإسلام، قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}(سورة النساء: 145).
اقرأ أيضاً:  ما حكم المرتد عن الإسلام

الحذر من المنافقين

حذّر الله عز وجل من المنافقين بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُون* هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}(سورة آل عمران:118 – 119).

كما حذّر الله منهم بقوله: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}(سورة المنافقون:4). حيث يتمثل هذا الحذر في عدم الوقوف إلى جانبهم، ومجاهدتهم، وكشف خططهم وأساليبهم، ووعظهم وتذكيرهم بالله.

الفرق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر

يدل النفاق الأكبر على النفاق في أصول وعقيدة الدين الإسلامي، بحيث يُظهر إيمانه بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، ويُخفي كفره، وتكون نتيجة هذا النفاق خروج صاحبه من الملّة وإحباط أعماله، ووضعه يوم القيامة في الدرك الأسفل من النار ومخلّدًا فيها، والغالب لا يتوب صاحبه منه، قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}(سورة النساء: 145).

في حين أنّ النفاق الأصغر يكون في فروع الدين كأن يُظهر المنافق صدقه وأمانته ويخفي كذبه وخيانته، ويستحق صاحبه أن يكون فاسقًا لا يحبط عمله؛ لأنه يمكن أن يتوب منه ويرجع إلى الله.

فيديو صفات المنافقين الكاملة

مقالات مشابهة

دعاء آخر يوم رمضان

دعاء آخر يوم رمضان

كيف مات عثمان بن عفان

كيف مات عثمان بن عفان

هل ظهرت علامات القيامة الكبرى

هل ظهرت علامات القيامة الكبرى

كيف خلق الله حواء والإنسان والإبل

كيف خلق الله حواء والإنسان والإبل

سورة القمر وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة القمر وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة المطففين وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة المطففين وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

كيفية صلاة سنة الفجر بشكل مفصل

كيفية صلاة سنة الفجر بشكل مفصل