جدول المحتويات
يعتبر صيام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع من الأمور التي كان يفعلها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشكل منظم، إذ إنّ الصيام بشكل عام يعود على المسلم بالكثير من الفضائل، والفوائد العظيمة، أهمها وعد الله عزّ وجلّ الصائمين بالمغفرة والأجر الكبير، حيث قال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ الله كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}[الأحزاب: 35]، ويعتبر صيام الإثنين والخميس من صيام التطوع والنوافل التي تزيد أجر المسلم، لأن الصيام من العبادات التي ليس لها أجر محدد لأن الله تعالى يجازي به عباده كما يشاء.
يتحدث المقال عن صيام الإثنين والخميس، ويشمل:
- التعرف على صيام يومي الإثنين والخميس بالسنة النبوية وفضل صيامهما.
- التعرف على حكم صيام يومي الإثنين والخميس وفوائد صيامهما.
- التعرف على الأحاديث النبوية التي حثت على صيام يومي الإثنين والخميس.
- التعرف على حكم صيام يومي الإثنين والخميس بنية القضاء.
- التعرف على حكم صيام يومي الإثنين والخميس في شهري رجب وشعبان.
- التعرف على مجموعة من الأدعية التي يمكن أن يدعو بها الصائم.
- التعرف على الإعجاز العلمي في صيام يومي الإثنين والخميس حسب الدراسات العلمية الحديثة.
- التعرف على طريق اغتنام فرصة صيام يومي الإثنين والخميس في إنقاص الوزن.
- التعرف على إجابة مجموعة من الأسئلة المتعلقة بصيام يومي الإثنين والخميس.
صيام الإثنين والخميس
صيام الإثنين والخميس من صيام التطوع المستحب لفعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد كَانَ يتحرى صيامهما طوال السنة لأنهما يومان تُعْرَضُ فيهما أعمال المسلم على الله تعالى، وتفتح فيهما أبواب الجنة وفيهما يغفر للمسلمين إلا المتخاصمين المتهاجرين، وفي يوم الإثنين ولد النبي محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وأنزل عليه القرآن الكريم، وهذا ما يجعله يوماً مباركاً، وبالتالي على المسلم أن يحرص على أن تعرض أعماله على الله تعالى وهو صائم كما كان يفعل النبي اقتداءً بسنته، كي يحظى بمغفرة الله تعالى ورضوانه.
فضل صيام الإثنين والخميس
ذُكر في السنة النبوية العديد من الأحاديث في فضل صيام يومي الإثنين والخميس، أهمها:
- تفتح أبواب الجنة يومي الإثنين والخميس فيغفر الله تعالى لعباده المسلمين، ولكل من لا يشرك بالله تعالى إلا من كان بينه وبين أخيه شحناء أو بغضاء حتى يتصالحا.
- مضاعفة الأجر والثواب من الله، حيث يكثر الصائم من الذكر والتسبيح وقراءة القرآن ويبتعد عن اللغو والإثم،مع الإكثار من الأعمال الصالحة.
حكم صيام الإثنين والخميس
صوم الإثنين والخميس، من صيام التطوّع، وهو سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يتقرب بها إلى الله، وقد ذكر عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيامهما، لذلك على المسلم اتباع سنة النبي وتحري صيامهما حسب القدرة.
فوائد صيام الإثنين والخميس
للصيام بشكل عام العديد من الفوائد التي تعود على الروح والجسم في نفس الوقت، خاصة لمن يداوم على صيام يومي الإثنين والخميس، سواء كانت هذه الفوائد صحية أو دينية أو اجتماعية وذلك كالآتي:
- العمل على كبح الشهوات وتهذيب النفس الإنسانية، وذلك كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الشباب غير القادرين على الزواج، حيث قال في الحديث النبوي: “يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ”[صحيح مسلم].
- زيادة القرب من الله تعالى، فقد أشار النبي إلى أن الصيام من أكثر العبادات التي يمكن للعبد من خلالها التقرب من الله تعالى، لهذا خصص الله للصائمين باباً في الجنة هو باب الريان.
- زيادة فرص دخول الجنة الجنة وخاصة لمن يداوم على صيام الإثنين والخميس من كل أسبوع، لأن أجر الصائم عظيم وليس مثله أجر.
حديث عن صيام الإثنين والخميس
ورد في السنة النبوية الشريفة عدد من الأحاديث التي تحث على صيام يومي الإثنين والخميس، منها:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “تُعرَضُ الأعمالُ يومَ الإثنينِ والخميسِ فأحبُّ أن يُعرَضَ عملي وأنا صائمٌ”[صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يتحرَّى صومَ الإثنينِ والخَميسِ”[صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- عن أبي قَتادة الحارث الربعي الأنصاريّ رضي الله تعالى عنه: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سُئِلَ عن صَوْمِ الاثْنَيْنِ؟ فَقالَ: فيه وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ”[صحيح مسلم].
صيام الإثنين والخميس بنية القضاء
إن جمع أكثر من نية في عمل واحد يعرف عند أهل العلم بمسألة التشريك، وحكمه أنه إذا كان ضمن الوسائل أو مما يتداخل صح ذلك، وحصل المطلوب من كلا العبادتين، كما لو اغتسل الشخص من الجنابة يوم الجمعة للجمعة حيث ترتفع جنابته ويحصل له ثواب غسل يوم الجمعة، وإن كانت إحدى العبادتين غير مقصودة والأخرى مقصودة بذاتها فقد صح الجمع بينهما، فإذا تقرر هذا فلا حرج في الجمع بين صيام الإثنين والخميس وبين أي صوم آخر، لأن الصيام يومي الإثنين والخميس إنما استحب لكونهما يومين ترفع فيهما الأعمال، لكن يجب أن لا يشرك في صيام الفرض نية النفل، فإن المعنى المقصود من صيام الإثنين والخميس حاصل له من غير أن يحتاج إلى نية ذلك.
سبب صيام الإثنين والخميس
شرع الرسول صلى الله عليه وسلم صيام يومين في الأسبوع وهما الإثنين والخميس لحكمة، إذ إنه لا ينطق عن الهوى، فهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، وهذه السنة النبوية الكريمة حققت فوائد طبية واجتماعية وروحية كثيرة للناس، أهمها أن الصيام يشجع الناس على تقليل كمية الطعام الذي يأكلونه خلال هذين اليومين، إلى جانب الشعور بالفقير والمريض، مع الحصول على الأجر من الله تعالى، والأفضل عند الإفطار تناول التمر والماء وبعض الأطعمة الخفيفة وتجنب الأطعمة الدسمة.
صيام الإثنين والخميس في شعبان
رويت بعض الأحاديث النبوية في صيام شهر شعبان، منها ما رواه النسائي وأحمد واللفظ له عن أسامة ابن زيد رضي الله عنه أنه قال: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصومُ الأيامَ يَسْرُدُ حتى يُقالَ لا يُفْطِرُ ويُفْطِرُ الأيامَ حتى لا يَكادُ أن يصومَ إلا في يوميْنِ من الجمعةِ إن كانا في صيامِهِ وإلا صامهما ولم يكنْ يصومُ من شهرٍ من الشهورِ ما يصومُ من شعبانَ فقلتُ يا رسولَ اللهِ إنكَ تصومُ لا تكادُ أن تُفطِرَ وتُفطِرُ حتى لا تكادُ أن تصومَ إلا يوميْنِ إن دخلا في صيامِكَ وإلا صُمتهما قال أيُّ يوميْنِ قال قلتُ يومَ الإثنينِ ويومَ الخميسِ قال ذانِكَ يومانِ تُعرضُ فيهما الأعمالُ على ربِّ العالمينَ وأُحِبُّ أن يُعرضَ عملي وأنا صائمٌ قال قلتُ ولم أَرَكَ تصومُ من شهرٍ من الشهورِ ما تصومُ من شعبانَ قال ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ يُرفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ فأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ”[المحدث: الألباني| خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن].
مع ذلك يسأل البعض إذا كان يجوز الصيام بعد نصف شعبان؟ حيث ورد حديث عن أبي هريرة يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا انتَصفَ شعبانُ فلا تَصوموا”[المحدث: الألباني| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فهذا الحديث يدل بشكل مباشر على النهي عن الصيام بعد نصف شعبان، أي ابتداءً من اليوم السادس عشر، وعليه فإن العلماء يجيبون بالنهي عن الصيام في النصف الثاني من شعبان على سبيل الكراهة أو التحريم، إلا لمن له عادة الصيام كل أسبوع، أو من وصل الصيام بما قبل النصف، والحكمة من هذا النهي تتابع الصيام قد يضعف المسلم عن صيام شهر رمضان.
غير أنه قد ورد ما يدل على جواز الصيام بعد نصف شعبان، من ذلك ما ورد عن أَبِي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تَقَدَّمُوا رَمَضانَ بصَوْمِ يَومٍ ولا يَومَيْنِ إلَّا رَجُلٌ كانَ يَصُومُ صَوْمًا، فَلْيَصُمْهُ”[رواه مسلم]، فهذا يدل على أن صيام الشخص بعد نصف شعبان جائز لمن كانت له عادة بالصيام، كشخص اعتاد صيام يومي الإثنين والخميس، أو من كان يصوم يوماً ويفطر يوماً.
فضل صيام الإثنين والخميس من شهر رجب
يعتبر الصوم في شهر رجب جائز ولا حرج فيه سواء في أوله أو في أي يوم منه، وذلك لعموم الأدلة الواردة في استحباب التنفل بالصوم، ولم يرد في السنة ما يدل على منع الصيام به، وحكم صيام يومي الإثنين والخميس من شهر رجب هو الاستحباب لوجهين:
- الأول: أنّ شهر رجب من الأشهر الحرم المستحب صومها.
- الثاني: أنّ صيام يومي الإثنين والخميس مستحب مرغب فيه في كل شهر.
دعاء صيام الإثنين والخميس
يعتبر الدعاء أحد أكثر العبادات المحببة إلى الله تعالى، فهي من العبادات التي تقرب بين العبد وخالقه، ووعد الله تعالى عباده بأن يستجيب لهم، حيث قال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: 60]، وإن اقترن الدعاء بالصوم تكون من العبادات التي يحبها الله أكثر من غيرها، إذ إن للصائم دعوة مستجابة، ولا يوجد دعاء معروف في السنة مخصص لصيام يومي الإثنين والخميس، ولكن هناك مجموعة من الأدعية التي يمكن أن يدعو بها الصائم في أي يوم، منها ما ورد في القرآن الكريم الذي ضم مجموعة كبيرة من الأدعية، وورد في السنة مجموعة من الأدعية الشاملة، منها:
- اَللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامي في هذا اليوم صِيامَ الصّائِمينَ وقِيامي فيِهِ قِيامَ القائِمينَ، ونَبِّهْني فيهِ عَن نومه الغافِلينَ، وَهَبْ لي جُرمي فيهِ يا اِلهَ العالمينَ، وَاعْفُ عَنّي يا عافِياً عَنِ المُجرِمينَ.
- (اللهمَّ إني أعوذُ بك من العجزِ والكسلِ، والجُبنِ والهَرمِ، والبُخلِ، وأعوذ بك من عذابِ القبرِ، ومن فتنةِ المحيا والمماتِ).
- اللهمّ إنّي أعوذ بك من سوء القضاء، ومن دَرْك الشقاء، ومن شماتة الأعداء، ومن جَهْد البلاء.
- اللهمّ أعوذُ برضاك من سخطِك، وبمعافاتِك من عقوبتِك، وأعوذُ بك منك لا أُحْصى ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسِك.
أذكار صيام الإثنين والخميس
لم يثبت في السنة النبوية أن هناك أذكار محددة على المسلم أن يقرأها يومي الإثنين والخميس، وإنما هناك أذكار يومية ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم أهمها أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ من النوم، وأذكار ما بعد الصلوات المفروضة، وغيرها.
الإعجاز العلمي في صيام الإثنين والخميس
قام العلماء العرب والغرب بالعديد من الدراسات التي أكدت على أن صيام يومي الإثنين والخميس من الأمور التي لها إعجاز علمي، وهذا ليس غريباً، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل شيئاً دون أن يكون له غاية وإعجاز، فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ومن الدراسات التي أكدت على إعجاز الصيام هو الدراسة التي قامت بها جامعة جنوب أستراليا، والتي اعتبرت أول دراسة في هذا المجال، حيث نشرت بتاريخ 23-7-2018، إذ تم تقديم أسلوب مدهش لعلاج عدد من الأمراض المزمنة عن طريق الصيام يدعى نظام 5:2 وقد تم إثبات الفوائد المذهلة لهذا النوع من الصيام في علاج هذه الأمراض، لكن ما هو نظام 5-2؟ إنه يعني ببساطة أن يأكل الشخص بشكل طبيعي مدة خمسة أيام ويصوم يومين كل أسبوع، حيث يقول العلماء إن هذه الطريقة فعالة بشكل مدهش في المحافظة على الصحة بشكل عام بالإضافة إلى دورها في الوقاية من الأمراض المزمنة وتجديد الخلايا المناعية.
أما بالنسبة لعدد ساعات الصيام التي يجب على الشخص اعتمادها للحصول على الفائدة المطلوبة فقد قامت جامعة إلينوي بدراسة عام 2018 بهذا الخصوص، ووجدت أن صيام يومين كل أسبوع بنظام 16:8 أثبت فعالية عالية في علاج عدد من الأمراض مزمنة أهمها الوزن الزائد وارتفاع الكولسترول والسكري، وطريقة 16:8 تعني أن أن يصوم الشخص مدة 16 ساعة متتالية ويأكل بشكل طبيعي مدة 8 ساعات، وقد وجدت الدراسة أن هذا النظام أعطى نتائج مذهلة بعد تطبيقه على مجموعة من الناس لمدة 12 أسبوعاً متتالياً، كما أن فكرة الصيام لمدة 16 ساعة باليوم الواحد تم تجربتها لأول مرة في دراسة عالمية نشرت في مجلة الطب الانتقالي عام 2016 والتي أثبتت أن هذا النظام فعال بشكل مذهل في علاج عدة أمراض منها أمراض القلب والشرايين.
هناك دراسات أخرى تتحدث عن فكرة الصيام، حيث قال الدكتور مايكل موسلي في حوار مع صحيفة تلغراف عام 2014 أن صيام يومين بالأسبوع يعد طريقة ثورية في علاج مرض السكري من النوع الثاني وسرطان الثدي، كما نشرت مجلة الجمعية الطبية الأمريكية دراسة عام 2017، حيث وجد الباحثون أن الصيام المتقطع له نتائج مذهلة في التخلص من الوزن الزائد.
نشرت مجلة الوقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم PNAS في الولايات المتحدة الأمريكية دراسة عام 2014 ضمت مؤلفين من جامعة هارفارد، والتي وجدت أن تقليل كمية السعرات الغذائية ليومين غير متتاليين في الأسبوع له نتائج مذهلة في الوقاية من العديد من الأمراض أهمها الزهايمر والسرطان والسكري، وأمراض القلب وضغط الدم بخاصة للمرأة، كما أن هذا النظام يساعد بشكل كبير في إنقاص الوزن وإطالة عمر الخلايا، وبالفعل فإن مركز جينيسيس للوقاية من سرطان الثدي في مدينة مانشستر اعتمد نظام الصيام ليومين في الأسبوع كعلاج لمرضى السرطان لديه.
أما جامعة بريستول البريطانية فقد قامت بتجربة ضمت أكثر من 1000 مشارك لاختبار الصيام المتقطع ليومين في الأسبوع ووجدت نتائج مبهرة تتعلق بانخفاض خطر الإصابة ببعض الأمراض، أهمها السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى حصول تحسن ملحوظ في حساسية الأنسولين.
صيام الإثنين والخميس لانقاص الوزن
عندما يصوم الإنسان فإن عدد السعرات الحرارية التي يحصل عليها تقل، حيث يحتاج الجسم إلى السكريات أو الكربوهيدرات والدهون للحصول على الطاقة، عندها يقوم الجسم بحرق جزء من الدهون المخزنة للحصول على الطاقة التي يحتاجها وبالتالي يتخلص الجسم من الشحوم والدهون الزائدة، كما أن معدة الإنسان تشبه البالون، كلما تعودت على تناول كمية أكبر من الطعام اتسع هذا البالون والعكس صحيح، لهذا فإن الصيام ليومين في الأسبوع يقلل بالتدريج الشعور بالجوع الأمر الذي يساعد على تناول كمية أقل من الطعام وبالتالي الحفاظ على الوزن المثالي.
كما أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن الصيام المنتظم يحسن عملية الأيض في الجسم، بالإضافة إلى دوره في ضبط نسبة السكر في الدم وبالتالي المساعدة في خسارة الوزن، وقد وضع أطباء التغذية العديد من الأنظمة الغذائية التي تسمى بأنظمة الصيام المتقطع التي يمكن اتباعها للحصول على وزن مثالي، أهمها:
- نظام صيام 5:2: يتكون هذا النظام من 5 أيام من النظام الغذائي العادي دون تقييد، مع يومي صيام أسبوعياً، بشرط تتناول النساء خلالهما ما يعادل 500 سعر حراري، والرجال 600 سعر حراري فقط، إذ يمكن تناول وجبتين صغيرتين مكونتين من 250 سعراً حرارياً لكل وجبة للنساء، و300 سعر حراري لكل وجبة للرجال.
- نظام صيام يوم وإفطار يوم: هو شكل من أشكال أنظمة الصيام المتقطع، ويتكون من الصيام يوماً، والإفطار يوماً بالتبادل، في يوم الصيام يُسمح للشخص بتناول 25% فقط من إجمالي السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمه يومياً، وفي اليوم التالي يتم تناول الطعام المعتاد بشكل معتدل، فعلى سبيل المثال، إذا كان الجسم يحتاج إلى 1800 سعر حراري باليوم فإنه في يوم الصيام لا يأكل أكثر من 450-500 سعر حراري فقط، وفي أيام الإفطار فإنه تناول ما يعادل 1800 سعر فقط.
- نظام صيام 16/8: يقوم النظام على تخطي تناول وجبة الفطور كل يوم، حيث يتم تناول الطعام خلال فترة التغذية لمدة تمتد بين 8-10 ساعات، ثم الامتناع عن تناول الطعام لمدة تمتد بين 14-16 ساعة، فمثلاً يتم تناول الطعام من الساعة 12 ظهرًا وحتى الساعة 8 مساءً، ثم الصيام إلى الساعة 12 ظهرًا من اليوم التالي، وفي فترة الأكل يمكن تقسيم وجبات الطعام إلى 2-3 وجبات مع الالتزام بتناول الطعام الصحي، والابتعاد عن الوجبات السريعة والدهنية.
أسئلة متداولة عن صيام الإثنين والخميس
هل يجوز الجمع بين صيام القضاء وصيام الإثنين والخميس؟
يعتبر صيام يومي الإثنين والخميس بنيتين جائز بإجماع العلماء، لكن يشترط بأن تكون نية القضاء مقدمة على نية صيام النافلة، حيث قال الشيخ علي فخر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أنه يستحب صيام يومي الإثنين والخميس بنية واحدة أو بنيتين مختلفتين، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريص كل الحرص على صيام هذين اليومين، كما يجوز للمسلم صيام الأيام التي عليه قضاؤها في الأيام القمرية من كل شهر أو يومي الإثنين والخميس، لافتا إلى أنه بذلك جمع بين نيتي صيام القضاء والنوافل.
هل يجوز صيام الإثنين والخميس بدون نية؟
قال مدير الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، أنه عند صيام الفريضة يجب تبييت النية من الليل، وهناك من العلماء من قال أنه إذا كان الصيام فرضاً أو نفلًا فإن النية تكون من الليل، ويمكن أن تكون نهاراً في حال النافلة، حيث ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه نوى الصيام نهاراً، فعندما دخل بيته وسأل عن طعام، فلم يجد، قال إني إذاً صائم وأنشد الصيام من ساعته، وكان الوقت نهاراً، أي بعد صلاة الفجر.
هل صيام الإثنين والخميس ينحف؟
يساعد الصيام يومين في الأسبوع على تقليل كميات الطعام التي يتناولها الشخص، كما يمكن للصيام أيضاً أن يقلل الوزن ويساعد على تقليل الشهية، بالإضافة إلى دوره في خفض مستويات السكر في الدم ما يؤدي إلى انخفاض كمية الأنسولين في الجسم، وبهذا فإن الجسم يضطر إلى حرق الدهون المتراكمة للحصول على الطاقة التي يحتاجها خلال اليوم، كما يساعد الصيام في حل العديد من مشاكل الجهاز الهضمي المزمنة، لأن عدم تناول الطعام خلال فترة الصيام التي قد تمتد إلى حوالي 14 ساعة أو أكثر يساعد على تقوية عضلات الجهاز الهضمي وتعزيز حيويته، بالإضافة إلى تقليل الحموضة وعسر الهضم والتهابات المعدة.
أيهما أفضل صيام الأيام البيض أم الإثنين والخميس؟
عند المفاضلة في الصيام بين يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع أو صيام 3 أيام من كل شهر (الأيام البيض)، فصيام يومي الإثنين والخميس أفضل لأن المسلم الذي يصوم يومين من كل أسبوع سيكون صام أياماً أكثر خلال الشهر، فمجموع الأيام التي صامها في نهاية الشهر تكون 8 أيام، مقابل صيام 3 أيام فقط، كما أن الشخص الذي يصوم كل إثنين وخميس فإنه يجمع بينَ فضيلتين وهما صيام الأيام الثلاثة من كل شهر وصيام يومي الإثنين والخميس.
يعتبر صيام يومي الإثنين والخميس سبب لمغفرة الذنوب والقرب من الله تعالى، أما صيام 3 أيام من كل شهر فهو سبب لذهاب وحر الصدر، أي حقده وما يحصل فيه من كدر وحقد وقسوة، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ” أَلَا أُخْبِرُكُمْ بما يُذْهِبُ وَحَرَ الصدرِ؟ صومُ ثلاثةِ أيامٍ مِنْ كلِّ شهرٍ”[ المحدث: الالباني| المصدر: صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
هل صيام الإثنين والخميس سنة مؤكدة؟
نعم، يعتبر صيام يومي الإثنين والخميس من السنن المؤكدة، لأن السنة المؤكدة هي ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم خلال حياته وداوم عليه، ودل الدليل على أنه ليس بواجب.
