علامات الساعة الكبرى والصغرى

علامات الساعة الكبرى والصغرى

تٌخفي لنا السنوات علامات تُشير إلى قرب الساعة (يوم القيامة)، وتكون هذه تحديدًا من العلامات الكبرى التي تقع قبيل اليوم الآخر، في حين أن هناك علامات وقعت وستقع تُعرف بـ “علامات الساعة الصغرى”، أما عن ماهيتها، فقد حدّد القرآن الكريم بعضها، فيما ذكر نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام علامات أخرى، كما استنبط الفقهاء علامات قيل أنها تؤشر على قرب يوم الساعة.

يتحدث المقال عن علامات الساعة، ويشمل: 

  • التعريف بمفهوم علامات الساعة، والفرق بين العلامات الكبرى والصغرى.
  • الإشارة إلى علامات الساعة الكبرى.
  • أبرز علامات الساعة الصغرى التي ذكرت في الأحاديث النبوية الشريفة وما استنبطه العلماء.

ما هي علامات الساعة ؟

وفق ما جاء في التعاليم الإسلامية المأخوذة من الأحاديث النبوية الشريفة، فإن علامات الساعة أو أشراط الساعة تُعتبر مجموعة من الظواهر والأحداث التي ستسبق يوم القيامة، وتنقسم إلى علامات الساعة الصغرى وعلامات الساعة الكبرى، وتشترك جميع علامات الساعة بأنها ستحدث قبل يوم القيامة، فيما تختلف بتوقيتها وشدتها، إذ إن العلامات الكبرى تسبق يوم القيامة بفترة تكاد تكون قبل وقوعها بلحظات، إلى جانب أن أهوالها تعتبر شديدة الأثر على النفس والجسد وعناصر الكون.

لماذا يجب أن نهتم في علامات الساعة ؟

اقترنت العلامات الكبرى والصغرى بلفظ “الساعة”، وتعني الفجأة، أي أن لها موعدًا قطعيًا لكن لا أحد يعرفه، لذا فإن الاهتمام بعلامات الساعة نابع الحذر والحرص الدائم على فعل الخير، أو كما قال الإمام القرطبي: “من علم اقتراب الساعة قصر أمله، وطابت نفسه بالتوبة، ولم يركن إلى الدنيا، فكأنما كان لم يكن إذا ذهب، وكل آت قريب، والموت لا محالة آت، وموت كل إنسان قيام ساعته، والقيامة أيضاً قريبة، فما بقي من الدنيا أقل مما مضى”.

إعلان السوق المفتوح

عدد علامات الساعة الصغرى والكبرى

اتفق المؤرخون والفقهاء على قطعية علامات الساعة، لكن هناك اختلافًا في تصنيفها وعددها، وعلى حسب الأقوال فهي كما يلي:

  • علامات الساعة الصغرى؛ وتنقسم إلى العلامات البعيدة، أي التي ظهرت وانقضت، مثل: بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام ووفاته، وانشقاق القمر، وخروج نار عظيمة بالمدينة تضيء لها أعناق الإبل ببصرى، وانتهاء عصر الصحابة، كما أن هناك علامات تأتي قبل العلامات الكبرى، ومنها: أن تلد الأمة ربتها، وتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان، وخروج ثلاثين دجالاً يدعون النبوة، ويبلغ عدد العلامات الصغرى في أقرب الأعداد 129 علامة.
  • علامات الساعة الكبرى، وهي التي تعقبها الساعة في حال ظهورها، وقد أجمع العلماء على عشر علامات.

علامات الساعة الكبرى

ظهور المهدي

بدت آراء العلماء متباينة بين من اعتبر المهدي من العلامات الصغرى ومن اعتبرها علامة كبرى ليوم الساعة، وذلك بسبب أن الروايات التي تضمنت أحداث الساعة لم تنص بوضوح على تصنيفها، ومن أبرز أمارات ذلك اليوم أن يقوم المهدي بنشر العدل بين الناس، والحكم بدين الله تعالى، وإقامة شعائره وسننه، وإبطال كلّ بدعةٍ أُحدثت في الدين، وظهور المهدي من الأمور الثابتة لدى أهل السنة والجماعة بالنصوص النبوية الصحيحة، منها قول الرسول عليه الصلاة والسلام: {لا تنقضي الأيامُ ولا يَذهبُ الدهرُ حتى يملكَ العربَ رجلٌ مِنْ أهلِ بيتي يواطئُ اسمُه اسمي}[مسند أحمد| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح] الحديث يُشير إلى أنّ اسم المهدي محمد بن عبد الله.

خروج المسيح الدجال

رجل من بني آدم، سمّي بالدجال بسبب كذبه وإضلاله للناس بجعله الحق باطلًا، ويدعوه البعض بـ “الأعور الدجال”، إذ يستشهدون بوصف النبي عليه الصلاة والسلام: {الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ العَيْنِ مَكْتُوبٌ بيْنَ عَيْنَيْهِ كافِرٌ، ثُمَّ تَهَجَّاها ك ف ر يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُسْلِمٍ}[الصحيحين | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

تعتبر فتنة الدجال أخطر الفتن على الإنسان المؤمن، إذ يمكث الدجال في الأرض أربعين يومًا، يفتن الناس خلالها بصورة عدة، مثل أن يأمر السماء بالمطر فتمطر، ويأمر الأرض بالنبات فتنبت، ويُمكن للمسلم أن يقي نفسه من فتنة المسيح الدجال وغوايته بأساليب عدّة، من بينها: تحقيق الإيمان في القلب والاستقامة عليه.

نزول عيسى

ينزل نبي الله عيسى عليه السلام بعد خروج المسيح الدجّال، وقد ثبت نزوله بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء، فقال سبحانه وتعالى: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدً}[النساء: 159]، وقال النبي الكريم:{وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا}[الصحيحين| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

كما ثبت بأنه ينزل مسلمًا يكسر الصليب وحاكمًا بقوانين الشريعة الإسلامية وليس بغيرها من الشرائع، وقيل أنه يصلّي خلف المهدي محمد بن عبد الله، ثمّ يتبعه المهدي في أوامره ويعاونه على قتل المسيح الدجال، أما مكان نزوله، فيكون عند المنارة البيضاء إلى الشرق من دمشق، كما دلّ على ذلك الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن الصحابي النواس بن سمعان رضي الله عنه أنّه قال: {فَيَنْزِلُ عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ علَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وإذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ منه جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ}[صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

يمكث عيسى في الأرض أربعين عاماً، ثمّ يتوفّاه الله، ويصلّي عليه المسلمون، ومن أهم الأعمال التي يقوم بها عيسى عليه السلام، والقضاء على الدجال وفتنته، فيقول النبي الكريم محمّد: {فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأمَّهُمْ، فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ}[صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

خروج يأجوج ومأجوج

من أكثر العلامات التي تدفع الناس إلى التوبة والإنابة إلى الله، لما في أخبارها من هول المشهد، حيث عُرفت قبيلتيّ “يأجوج ومأجوج”، بوحشية أفعالهما، وفيما جاء من أخبارهما أنهما قبيلتان كبيرتان من ذرية آدم عليه السلام، أقام ذو القرنين عليهم سدًا بسبب إفسادهم في الأرض، كما ذكر القرآن الكريم أنّهم لن يخرجوا إلّا في آخر الزمان ليكون خروجهم علامةً على قرب يوم القيامة.

فقال سبحانه وتعالى: {فَإِذا جاءَ وَعدُ رَبّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وَكانَ وَعدُ رَبّي حَقًّا * وَتَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَموجُ في بَعضٍ وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَجَمَعناهُم جَمعًا}[الكهف: 98]، ويكون خروجهم بعد نزول نبي الله عيسى عليه السلام، وبعد حادثة قتله للدجّال، حيث يأذن الله تعالى بأن يخرقون السد، فيخرقونه ويخرجون بين الناس، وينتشرون في الأرض، ويشربون مياهها، ويتحصّن الناس منهم، فلا يبقى في الأرض غيرهم، ثم يرمون بِأسهمٍ إلى السماء، فيعيدها الله لهم مليئة بالدماء ليفتنهم، وبينما هم كذلك يسلّط الله عليهم دزدًا في أعناقهم، فيهلكون بسببه.

اقرأ أيضاً:  هل شعر القط نجس

هدم الكعبة

تعتبر علامة على قرب يوم القيامة، حيث أشار الشيخان “بخاري ومسلم” رحمهما الله، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: {يبايَعُ لِرَجلٍ بينَ الرُّكنِ والمقامِ، ولن يَستَحلَّ البيتَ إلَّا أَهْلُهُ، فإذا استحلُّوهُ، فلا تسأَلْ عن هلَكَةِ العرَبِ ؟ ثمَّ تأتي الحبَشةُ فيُخرِّبونَهُ خرابًا لا يُعمَرُ بعدَهُ أبدًا، وَهُمُ الَّذينَ يستخرِجونَ كنزَهُ}[مسند أحمد | خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقد ذكر ابن حجر أن هذا الفعل لا يقع إلا في آخر الزمان قرب قيام الساعة.

الدخان

يملأ أرجاء الأرض دخان يغشى الناس من المشرق وصولًا إلى المغرب، وقيل أنه يمكث أربعين يومًا، وقد ثبتت علامة الدخان في القرآن الكريم بقوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} [الدخان :10].

رفع القرآن من السطور والصدور

من الأحاديث النبوية الشريفة التي دلّت على علامة رفع القرآن الكريم، ما رواه عبد الله بن مَسْعُودٍ عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: {لَيُسْرَيَنَّ عَلَى الْقُرْآنِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلا يُتْرَكُ آيَةٌ فِي مُصْحَفٍ وَلا فِي قَلْبِ أَحَدٍ إِلا رُفِعَتْ} [الدرامي | خلاصة حكم المحدث: صحيح مسند].

طلوع الشمس من المغرب

من أعظم علامات الساعة الكبرى، حيث تختلّ حركة الكون بأن تطلع الشمس من جهة الغرب على غير عادتها التي ألِفَها الخلق عنها؛ ومن دلالات الحدث ما جاء من قول النبي عليه الصلاة والسلام: {لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها}[الصحيحان | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

الدابة

أخبر الله تعالى عن علامة الدابة في كتابه العزيز، فقال سبحانه:{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}[النمل : 82]؛ ومما جاء في أمر الدابة أنها تخاطب الناس فتُميّز أهل الإيمان عن غيرهم، وتخرج عند فساد الناس وعدم أدائهم لأوامر الله.

الخسوفات الثلاثة

إحدى العلامات التي أخبر عنها النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف، فورد في الحديث: {خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ}[البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

الريح الباردة

يُرسل الله تعالى ريحًا باردةً تقبض أرواح المؤمنين حتى لا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا وتُقبض روحه، وقيل أن الحكمة من ذلك عصم المؤمنين من الفتن التي تقع آخر الزمان.

خروج النار

اعتبرها الباحثون آخر العلامات الكبرى التي سيتبعها يوم القيامة، ومنهم من قال أن يوم القيامة يبدأ بها، ثم يكون بعدها النفخ في الصور، وقد ذكر أنها نار عظيمة تخرج من اليمن، تُخرج الناس إلى محشرهم الواقع في الشام.

علامات الساعة الصغرى

علامات الساعة الصغرى التي ظهرت

بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام

إن بعث النبي محمّد عليه الصلاة والسلام إحدى علامات الساعة التي وقعت، وقد اعتبرت أول العلامات الصغرى، وقد رويّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار بإصبعيه هكذا (الوسطى والتي تلي الإبهام)، وقال:{بُعِثْتُ أنا والسَّاعَةَ كَهذِه مِن هذِه، أوْ: كَهاتَيْنِ وقَرَنَ بيْنَ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى}[البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

انشقاق القمر

ذكر القرآن الكريم صراحة انشقاق القمر، فقال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}[القمر:1]، ومما قاله الفقهاء أنها وقعت في عهد النبي الكريم، ومنهم ابن كثير الذي ذكر: “قد كان هذا (أي انشقاق القمر) في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم كما ورد في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أن انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات”.

فتح بيت المقدس

من العلامات التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه فتح بيت المقدس، حيث بشر النبي بفتح بيت المقدس وعدّ ذلك من أشراط الساعة كما في حديث عوف بن مالك أن النبي قال: “اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ”[البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح]. حدث ذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

نار عظيمة تخرج من أرض الحجاز

ذكر المؤرخون بأنها علامة وقعت زمن النبي الكريم محمّد، حيث تدفقت الحمم البركانية من “حرة رهط” (موقعها في المدينة المنورة)، وقد ثارت لمدة تقارب 3 أشهر، أما الرأي الآخر، فقد ذهب إلى وقوعها بعد عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وتحديدًا في سنة 654 للهجرة، إذ ثار بركان عظيم بجوار المدينة المنورة، وقد اعتبرت نار الحجاز العظيمة.

ولادة الأمة ربتها

ظهرت كثير من التعاريف التي تصف علامة “أن تلد الأمة ربّتها”، ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام بـ (ربّها) أي سيدها ومالكها والمنعم عليها، وعليه فإن (ربّتها) سيدتها أو المنعمة عليها، أما المقصود بحسب أدق الأقوال، أن يكثر العقوق في الأولاد، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة بالسب والضرب والاستخدام، فأطلق عليه ربّها مجازًا.

علامات الساعة الصغرى التي ظهرت ولم تنقض

كثرة المال والاستغناء عن الصدقة

جاء في حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أن الرسول صلّى الله عليه وسلم قال: {لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال، فيفيضُ حتى يُهِمّ ربّ المال من يقبله منه صدقةً، ويدعى إليه الرجل، فيقول: لا أرب لي فيه}[مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح]، أي أنه يملك مالًا وفيرًا ولكنه لا يخرج صدقة ماله كبرًا وشحًّ في التقوى والإيمان.

ظهور الفتن

يُمكن تعريف الفتنة بأنها الابتلاء الذي يُصيب الإنسان، فردًا أو مجتمعًا، وقد ظهرت الفتن في الإسلام منذ عهد الخلفاء الراشدين، نذكر منها ارتداد بعض القبائل العربية عن الإسلام في عهد الخليفة أبو بكر الصديق، كما أن فتنة موت عثمان بن عفّان رضي الله عنه، واستشهاد الحسين بن علي رضي الله عنهما، تركا أثرًا كبيرًا نشأ عنه فرقة واقتتال استمرت تبعاتها قرونًا طويلة، وقد ورد في أحاديث النبي الكريم أن فتن أخر الزمان هي الأشد؛ لأن كل فتنة تكون أشد من التي قبلها.

انتشار الامن

حيث يشيع الأمن الرخاء في الأمم، وقد قال بعض المفسرين أن ذلك دليل البذخ الذي سيصل إليه الناس ما يُلهيهم عن ذكر الله وعبادته.

ضياع الأمانة

أبرز ما جاء فيها قول أبو هريرة رضي الله عنه، حيث روى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: {إذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة، فسأل: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة}[مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

انتشار الزنا

من العلامات التي تُشير إلى قرب الساعة تفشّي الزنا وكثرته بين الناس، وقد أخبر عنه النبي عليه والصلاة والسلام كما ثبت في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أشراط الساعة -وذكر منها- ويظهر الزنا)، كما روى أبو هريرة رضي الله عنه فقال: {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيأتي على الناس سنوات خداعات –وذكر في الحديث- وتشيع فيها الفاحشة}[البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

اقرأ أيضاً:  شرح مناسك الحج للأطفال

انتشار الربا

وُجد الربا قبل الإسلام، وقد شاع كعادة جاهلية ونظام ماليّ إقطاعي في جزيرة العرب والأمم التي حولها، ويعتبر سببًا في تبديد الموارد وسلب أموال الناس البسطاء، وقد جاء الإسلام بتحريم قطعيّ للربا، وجعله من الكبائر، حتى جاء في القرآن الكريم أن الله أعلن الحرب على آكلي الربا.

صور النبي محمّد عليه الصلاة والسلام ما يؤول إليه أمر الناس من الانخداع بزخرف الرّبا والاغترار به، والوقوع في براثنه، في حديثٍ رواه أبو هريرة رضي الله عنه، فقال: قال صلى الله عليه وسلم {ليأتين على الناس زمانٌ لا يبقى منهم أحد، إلا آكل الربا، فمن لم يأكل، أصابه من غباره}[رواه أصحاب السنن | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

كثرة شرب الخمر واستحلالها

المعنى العام أن يُصبح شرب الخمر عادة لدى الكثيرين، إلا أن القصد العميق هو استحلال الخمر وجعله عادة غير منبوذة، وذلك ظاهر كأن يُطلق عليه اسم “المشروب الروحي”، أو أن يُصبح جزءً من الحياة أو دلال على الفخامة والغنى والرقي! وقد روى الإمام مسلمٌ عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: سمعتُ رسول صلّى الله عليه وسلم يقول: {من أشراط الساعة.. وذكر منهُ ويشرب الخمر}[مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

التطاول في البنيان

اختلف في معنى البنيان، ولكنّ أقربها ما جاء في الحديث الشهير عن جبريل عليه السلام حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان، جاء في نهايته: {فقال الرجل: فأخبرني عن الساعة، قال: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل) قال: فأخبرني عن أمارتها، قال: (أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان}[البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

نلاحظ أن أوصاف النبيّ الكريم تُحددهم بأنهم “رعاة الإبل” و”رعاة الشاء” وفي مسلم “رعاء البهم”، وبذلك تشمل جميع أنواع الأنعام، وأنهم “حفاة” وهم الذين ليس لهم نعالٌ يلبسونها، وأنهم “عراةٌ”، والمقصود به عدم وجود الثياب الكافية لهم لا العُري الكامل، والوصفان السابقان هما على الأغلب، وهذا هو الواقع إذ كان عامّة أهل الجزيرة بمثل هذه الحال، وفي التفاسير الحديثة، بأن أهل الرعي والبدو سيبنون البنايات الشاهقة ويتعالون فيها، وهو الحاصل بالفعل.

كثرة القتل

من العلامات التي أصبحنا نراها ونسمع أخبارها كل لحظة، حيث تفشّى القتل في الأمم، خاصة أمة من العلامات التي أصبحنا نراها ونسمع أخبارها كل لحظة، حيث تفشّى القتل في الأمم، خاصة أمة الإسلام، وقد أشار إلى ذلك النبيّ الكريم بـ “كثرة الهرج” والهرج القتل، كما جاء في الحديث الشريف الذي يرويه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: {يتقارب الزمان، وينقص العلم، ويُلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج)، قالوا: يا رسول الله أيما هو؟ قال: (القتل القتل)}[البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

من الأقوال في ذلك أن القتل يستحل حتى أن القاتل لا يدري لماذا قَتل ولا يدري المقتول لماذا قُتل، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: {والذي نفسي بيده ليأتينَّ على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قَتل ولا يدري المقتول على أي شيء قُتل}[مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

رفع العلم وفُشوّ الجهل

روي في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل)، أما رفع العلم فالمقصود به كثرة وفاة العلماء، وهو ما في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إنَّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ منَ النَّاسِ ، ولَكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العُلماءِ، حتَّى إذا لم يترُك عالمًا اتَّخذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالًا، فسُئلوا فأفتوا بغيرِ عِلمٍ فضلُّوا وأضلُّوا}[الترمذي | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

السلام للمعرفة فقط

من العلامات التي ذكرها بعض الفقهاء، حيث إن الإنسان لا يُسلّم إلا على أهله أو من يعرفهم ويتجاهل كلّ من دونهم، بل قيل أن الإنسان يدخل مجلسًا فلا يُسلم إلا على من يعرفهم، وقد روى الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: {قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ، لَا يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ}[مسند أحمد | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

شهادة الزور وكتمان الحق

يُقصد بشهادة الزور الكذب المتعمد في الشهادة، ويكمن تحريمها بأنها تعطّل الحق وتبطله، وتقلب الظلم إلى أمر مستساغ يقع على الآخر فيُسبب له الأذى، كما قرنها النبيّ الكريم بالشرك وعقوق الوالدين؛ لأنها سبب للظلم والجور وضياع حقوق الناس في الأموال والأعراض، وظهورها دليل على ضعف الإيمان وعدم الخوف من الرحمن -والعياذ بالله-. 

زخرفة المساجد والتباهي بذلك

ورد النهي عن زخرفة المساجد في بواطن كثيرة، وقد استنبط الفقهاء من الأحاديث المتواترة دعواهم بأنها من علامات الساعة، وممّا جاء في ذلك، ما رواه الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لا تقوم السَّاعة حتى يَتَبَاهَى النَّاس في المسَاجد}[أبو داوود | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

قال الإمام البخاري: {قال أنس: يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلاً، فالتباهي بها العناية بزخرفتها)، وقال ابن عباس: {لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى}[البخاري | خلاصة حكم المحدث | صحيح]، أما الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب فقد نهى عن زخرفة المساجد لأن ذلك يشغل الناس عن صلاتهم، وقال عندما أمر بتجديد المسجد النبوي (أكِنَّ الناسَ من المطر، وإياك أن تُحمّر أو تُصفّر فتفتن الناس).

 رفض السنّة

من الأمور التي تؤشر على اقتراب الساعة، نكر السنّة النبوية الشريفة وظهور طائفة “القرآنيين”، أي الذي يحتكمون إلى نصوص كتاب الله تعالى وينكرون ما جاء عن النبيّ الكريم، وذلك يخالف مبادئ الشريعة الإسلامية القائمة على الكتاب والسنّة، من أنكر أحدهما أنكر الآخر.

كثرة الظالمين الذين يضربون الناس بالسياط

أخبرنا النبيّ عليه الصلاة والسلام أن هناك أعوان ظلمة للحكّام المستبدّين، حيث يستخدمون سياطهم لجلد الناس بالسياط التي تشبه أذناب البهائم، فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {يكون آخر الزمان رجال معهم سياط كأذناب البقر يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه}[مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

ظهور الكاسيات العاريات

جمع النبيّ الكريم بين أعوان الظلمة وبين الكاسيات العاريات في حديثه، إذ قال عليه الصلاة والسلام: {صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: رجالٌ بأيديهم سياطٌ كأذناب البقر، يضربون بها الناس يُقال عنهم إنهم الشرطة وأشباههم من الظالمين، ونساءٌ كاسياتٌ عاريات، مائلاتٌ مميلات، رؤوسهنّ كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدنّ ريحها، وإن ريحها ليوجدُ من مسيرةِ كذا وكذا}[مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

اقرأ أيضاً:  ما حكم الاحتفال بعيد الميلاد

أما المقصود بكاسيات عاريات، فإن التفاسير تفاوتت بين من قال أنّهنّ “الكاسيات من نِعمِ الله، وعارياتٌ من شكرها”، فيما قال آخرون إن معنى كاسيات أيّ “كاسياتٌ الثياب الرقيقة، التي لا تستر البشرة”، كما حضر رأي آخر بأنّهنّ “كاسيات بثيابٍ قصيرة لا تستر، مثل التي تلبسُ بعض الثياب إلى الركبة، أو إلى الفخذ أو إلى بعض الساق وتكشفُ رأسها، فيُسمى هذا كله كسوة عارية”، وذلك أدق  المعاني أكثرها قبولًا؛ لأن النساء الكاسيات العاريات هنّ اللواتي يلبسن لباسًا لا يسترهن سواء كان لقصره أو لرقتهِ، وإما لضيقهِ.

كثرة الكذب

يُكثر الكذب آخر الزمان ويصبح الصدق عملة نادرة، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق، حتى يُكتَب عند الله صدّيقًا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتب عند الله كذّابًا}[الصحيحان | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

كما بيّن النبيّ الكريم أن كثرة الكذب علامة من علامات الساعة فقال في الحديث الذي  يرويه إبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ}[مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

انتشار التجارة

تُصبح التجارة عمل الغالبية من الناس، وذلك مرتبط بكثرة المال والتطاول في البنيان الذي أخبر عنه النبيّ من أنه يؤشر إلى قرب الساعة، فعن عمرو بن تغلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: {إنَّ مِن أشراطِ الساعةِ أنْ يفشُوَ المالُ ويكثُرَ، وتفشُوَ التجارةُ، ويظهَرَ العِلمُ، ويبيعَ الرجُلُ البيعَ فيقولَ: لا حتى أستأمِرَ تاجرَ بني فلانٍ، ويَلتمِسَ الحيُّ العظيمُ الكاتبَ فلا يوجَدُ}[صحيح دلائل النبوة | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

قطع الأرحام

تُصبح القطيعة عادة الناس، خاصة قطع الأرحام وعل العلاقة المصلحة الضيقة تسمو على المفاهيم التي عُرف بها المسلمون الأوائل من صدق وأمانة وحبّ واحترام، والجدير الإشارة إليه أن ظاهرة قطع الأرحام أصبحت منتشرة كالنار في الهشيم، فتجد أن الأقرباء لا يعرف أحدهم عن الآخر شيء، بل قد لا يعرف أحدهم قريبه، هل هو من الأموات، أم من الأحياء بسبب القطيعة.

اختلال المقاييس

يُقصد بالمقاييس أي التي يتّصف بها الإنسان المسلم والتي أمر بها النبيّ الكريم والربّ العظيم، من أمانة وصدق وصفات حميدة، والاختلال يكون بأن يُكذّب الصادق ويُصدّق الكاذب ويُخوّن الأمين ويؤتمن الخائن، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن المقاييس التي يقوم بها الرجال تختل قبل قيام الساعة، وهو مثبت في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد وابن ماجة والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ. قِيلَ: وما الرُّويْبِضةُ؟ قال: الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ}[صحيح الجامع | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر

عودة جزيرة العرب جنات وأنهاراً

قيل في التفاسير أن شبه الجزيرة العربية في آخر الزمان ستغطيها البيادر والمروج (المراعي)، وتنفجر فيها الأنهار، موضحين أن الجزيرة العربية كانت خضراء وأن طبيعتها الصحراوية الجافة هي حالة طارئة عليها، وتقع شبه الجزيرة العربية ضمن حزام الصحراء، وتعتبر الرطوبة النادرة والجفاف الشديد هما أبرز ما يُميّز المناطق الصحراوية بصفة عامة، فقد تشهد بعض الجهات الداخلية وخاصة “الربع الخالي” في شبه الجزيرة العربية سنوات بطولها دون أن تتلقى قطرة مطر واحدة، وهذا بدوره يكون له أثر على الغطاء النباتي والزراعي، حيث ينتشر اللون الأصفر –لون الرمال القاسية الملتهبة–.

انحسار الفرات عن جبلٍ من ذهب

من أشهر الروايات أن نهر الفُرات في العراق ينحسر عن جبل من الذهب، وتنتقل الأخبار إلى الناس فيهبّون من كل جانب في سباقٍ محموم للحصول عليه والاستئثار به، فتتهافت نفوسهم، وبعد ذلك: تحدث المجزرة الكبرى التي أخبر عنها الرسول عليه الصلاة والسلام بحيث يُقتل من كلّ مئة تسعة وتسعين، أو تسعة من كلّ عشرة كما جاء في رواياتٍ خارج الصحيحين، وعن سبب انحسار الفُرات، يقول الإمام النووي أنه يحدث بسبب “ذهاب مائه”، وقد يكون بسبب تحول مجراه.

خروج القحطاني والجهجاه

الجهجاه أي صاحب الصوت المرتفع، فيُقال يُجهجه فلان بصوتٍ عالٍ، وقد اختلف إذا ما كان القحطاني نفسه الجهجاه، وممّن رجّح قول أنّهما نفس الشخص، الإمام القرطبي الذي قال: “ولعل هذا الرجل القحطاني، هو الرجل الذي يقال له الجهجاه، وأصل الجهجهة الصياح بالسبع، ويقال: جهجهت بالسبع، أي زجرته بالصياح، ويقال: جهجه عنّي، أي انته، وهذه الصفة توافق ذكر العصا”.

ما يهمّنا أن رجلًا يسوق الناس بعصاه، يعود نسبه إلى قحطان الذي تنتهي أنساب أهل اليمن من حمير وكندة وهمدان وغيرهم إليه، والمراد بكونه يسوق الناس بعصاه أنه يغلب الناس فينقادون له ويطيعونه، والتعبير “يسوقهم بالعصا” للدلالة على غلظته وشدته، وأصل الجهجاه الصيَّاح، وهي صفة تناسب العصا، كما يقول ابن حجر. 

ريح تقبض المؤمنين

لا تقوم الساعة حتى تقبض ريح من قبل الشام وقيل من قبل اليمن بأمر الله تعالى أرواح المؤمنين جميعًا، حتى من كان في قلبه مثال ذرة من إيمان بالله تعالى وما أنزله من الحق، ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه فيه ذكر الدجال إلى أن قال صلى الله عليه وسلم: {ثم يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا باردةً من قِبَلِ الشامِ ، فلا يَبْقَى على وجهِ الأرضِ أحدٌ في قلبِه مِثْقالُ ذَرَّةٍ من إيمانِ إلا قَبَضَتْهُ ، حتى لو أنَّ أحدَكم دخل في كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْ عليه ، حتى تَقْبِضَه ، فيَبْقَى شِرَارُ الناسِ}[صحيح الجامع | خلاصة حكم المحدث: صحيح].

كثرة الزلازل

جاءت عدد من الأحاديث الصحيحة عن النبيّ عليه الصلاة والسلام تُشير إلى كثرة الزلازل في آخر الزمان، وقد اعتبرت علامة واضحة على قرب قيام الساعة، كما روى أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب لزمان، وتظهر الفتن}[البخاري  | خلاصة حكم المحدث: صحيح]، والزلازل: جمع زلزلة، وهي حركة الأرض واضطرابها، ومعنى: (يتقارب الزمان): تقل بركته، وتذهب فائدته، أما سلمة بن نفيل السكوني رضي الله عنه.

علامات الساعة الكبرى والصغرى فيديو

مقالات مشابهة

أذكار المسلم

أذكار المسلم

سورة البينة وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة البينة وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

دليلك الشامل عن كيفية الاغتسال خطوة بخطوة

دليلك الشامل عن كيفية الاغتسال خطوة بخطوة

أهمية الحج

أهمية الحج

ما هي سيرة علي بن ابي طالب

ما هي سيرة علي بن ابي طالب

سورة الجن وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة الجن وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

ما حكم الزاني المتزوج

ما حكم الزاني المتزوج