جدول المحتويات
العزاء واجب لا بدّ أن يؤديه الأفراد تجاه بعضهم البعض؛ لمواساة أهل الميّت وتصبيرهم على فقدانه، ويكون ذلك بقول إحدى صيغ التعزية، ومنها البقاء لله.
يشير المقال إلى كيفية الرد على البقاء لله، ويشمل:
- الردعلى البقاء لله، وأسلوب الرد.
- الرد على كلمة البقاء لله من القرآن الكريم، والسنة النبوية.
- عبارات الرد على البقاء لله.
- هل تجوز كلمة البقاء لله؟.
الرد على البقاء لله
الرد على البقاء لله هو الرد الذي يقوله أهل الميّت على تعزية الأفراد لهم بجملة البقاء لله، كأن يقولوا:
- شكر الله سعيكم وكتب لكم الأجر.
- لكل أجل كتاب والحمد لله على عطاياه الكثيرة، ونسأله اللهم الرحمة والمغفرة للفقيد.
- البقاء والدوام لله وحده سبحانه وتعالى، لله الحمد والشكر، رضينا بقدره تعالى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
متى تقال جملة البقاء لله؟
تقال جملة البقاء لله في التعزية بالميت.
الرد على كلمة البقاء لله من القرآن الكريم
- قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}(سورة الأنبياء: 35).
- قال تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}(سورة البقرة:156).
- قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}(سورة العنكبوت: 57).
- قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ۗ وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ}(سورة آل عمران: 145).
الرد على كلمة البقاء لله من السنة النبوية
- عن أسامة بن زيد أنَّ ابْنَةً للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أرْسَلَتْ إلَيْهِ، وهو مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسَعْدٌ وأُبَيٌّ -نَحْسِبُ- أنَّ ابْنَتي قدْ حُضِرَتْ فاشْهَدْنا، فأرْسَلَ إلَيْها السَّلامَ، ويقولُ: “إنَّ لِلَّهِ ما أخَذَ وما أعْطَى، وكُلُّ شَيءٍ عِنْدَهُ مُسَمًّى، فَلْتَحْتَسِبْ ولْتَصْبِرْ. فأرْسَلَتْ تُقْسِمُ عليه، فَقامَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقُمْنا، فَرُفِعَ الصَّبِيُّ في حَجْرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونَفْسُهُ تَقَعْقَعُ، فَفاضَتْ عَيْنا النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ له سَعْدٌ: ما هذا يا رَسولَ اللَّهِ؟! قالَ: هذِه رَحْمَةٌ وضَعَها اللَّهُ في قُلُوبِ مَن شاءَ مِن عِبادِهِ، ولا يَرْحَمُ اللَّهُ مِن عِبادِهِ إلَّا الرُّحَماءَ” [صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- عن أمّ سلمة أم المؤمنين أنها قالت: “دَخَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فأغْمَضَهُ، ثُمَّ قالَ: إنَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ، فَضَجَّ نَاسٌ مِن أَهْلِهِ، فَقالَ: لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ إلَّا بخَيْرٍ، فإنَّ المَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ علَى ما تَقُولونَ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ في المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يا رَبَّ العَالَمِينَ، وَافْسَحْ له في قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ له فِيهِ.[وفي رواية]: نَحْوَهُ، غيرَ أنَّهُ قالَ: وَاخْلُفْهُ في تَرِكَتِهِ، وَقالَ: اللَّهُمَّ أَوْسِعْ له في قَبْرِهِ، وَلَمْ يَقُلْ: افْسَحْ له” [صحيح مسلم|خلاصة حكم المحدث: صحيح].
عبارات الرد على البقاء لله
- شكر الله سعيكم.
- حسبنا الله ونعم الوكيل، نسأل الله أن يسكنه الفردوس الأعلى، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
- الحمد لله على كل ما قضاه، والحمد لله حتى يرضى.
- الحمد لله، إنه قضاء الله.. ولا راد لقضائه.
- الحمد لله، صبرنا الله على ما ابتلانا.
- الحمد لله، ندعو الله أن يرحمه ويحتسبه من الصالحين.
- سبحان الله وبحمده، أعاننا الله على مصيبتنا، وألهمنا الصبر والسلوان.
- كل شيء عند الله بأجل مسمى، فالحمد لله على ما كتبه علينا ورحم الله فلان.
- اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.
- اللهم لك الحمد على كل حال، فأنت رب العالمين.
- والنعم بالله، أراح الله بالك.
- والنعم بالله، جزاك الله كل الخير. لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
- والنعم بالله، شكرًا لقدومك. أسأل الله أن يرحمه ويرحمنا.
- والنعم بالله، أسال الله أن يجعل قبر فلان روضة من رياض الجنة.
أسلوب الرد على كلمة البقاء لله
يجوز للمسلم الرد على كلمة البقاء لله بإحدى الردود التالية:
- أشكرك على تعاطفك.
- إنا لله وإنا إليه راجعون.
- حفظك الله، ما باقٍ إلا وجهه.
- لله الحكم والقضاء.
- بارك الله فيك، والنعم بالله. سبحان من له الدوام.
- الحمد لله.
- البقاء والدوام لله.
- راضون بقضاء الله.
- شكر الله سعيكم، جزاكم الله خيرًا.
- الشكر لله على كل حال.
- لله ما أخذ ولله ما أعطى.
هل تجوز كلمة البقاء لله ؟
لا مانع من استخدام كلمة البقاء لله عند التعزية في الميت؛ استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ لِلَّهِ ما أخَذَ وما أعْطَى، وكُلُّ شَيءٍ عِنْدَهُ مُسَمًّى، فَلْتَحْتَسِبْ ولْتَصْبِرْ” [صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح].
