جدول المحتويات
جاء التسبيح بمعنى الصلاة، والدعاء، والتنزيه والتعظيم لله تعالى، والذكر والعبادة، وقد دلت الكثير من آيات القرآن الكريم على التقرب لله عز وجل بالذكر والتسبيح، ونستدل على ذلك من كلام الله سبحانه؛ قال تعالى: {في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}(سورة النور: 36)، وقال تعالى:{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}(سورة غافر: 55)، وقال تعالى:{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}(سورة ق: 39)، وقال تعالى: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ}(سورة ص: 18). كما دلّ على ذلك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، فعن أبو هريرة – رضي الله عنه- قال: “كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ”[صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث:صحيح].
يتحدث هذا المقال عن التسبيح، ويشمل:
- فضائل التسبيح وأشكاله، وفوائده.
- التسبيح بعد الصلاة.
- أذكار التسبيح.
- أسرار التسبيح.
فضائل التسبيح
- من قال: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر” (مئة مرّة)، تكفر ذنوبه، ويُقرب من الجنة، ويُبعد عن النار.
- من قال: “سبحان الله العظيم وبحمده” (مئة مرة)، تغرس له نخلة في الجنة، فعن أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: “ألَا أدُلُّكَ على غِراسٍ ، هو خيرٌ مِنْ هذا ؟ تقولُ : سبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ ، واللهُ أكبرُ ، يُغْرَسُ لكَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ منها شجرةٌ في الجنةِ”[الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث:صحيح].
- من قال: “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم” (مئة مرة)، يثقل ميزان حسناته.
- من قال: “سبحان الله والحمد لله” (مئة مرة)، تملأ حسناته ما بين السماوات والأرض.
- من قال: “سبحان الله وبحمده” (مئة مرة)، تحط خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، فعن أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: “مَن قال: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ حُطَّتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ”[صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث:صحيح].
- من قال: “سبحان الله” (مئة مرة)، تُكتب له ألف حسنة وتُمحى عنه ألف خطيئة، فعن سعد بن أبي وقاص قال: “كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ، كُلَّ يَومٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِن جُلَسَائِهِ: كيفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قالَ: يُسَبِّحُ مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ، فيُكْتَبُ له أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عنْه أَلْفُ خَطِيئَةٍ”[صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث:صحيح].
- عن أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: “لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ”[صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث:صحيح].
- يبقى التسبيح حول عرش الرحمن كدوي النحل، فعن النعمان بن بشير قال: “إنَّ ممَّا تذكرونَ من جلالِ اللهِ التسبيحَ والتهليلَ والتحميدَ ينعطِفْنَ حولَ العرشِ لهنَّ دويٌّ كدويِّ النحلِ تُذكِّرُ بصاحبِها أمَا يُحبُّ أحدُكم أن يكونَ له أو لا يزالَ له من يُذكرُ به”[صحيح ابن ماجة| خلاصة حكم المحدث:صحيح].
- عن أبو هريرة – رضي الله عنه – عَنْ رَسولِ اللهِ – صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ – قال: “مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ”[صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث:صحيح].
أشكال التسبيح
- ربط التسبيح مع الحمد.
- ذكر التسبيح إلى جانب الحمد مع التكرار، فعن جويرية بنت الحارث أم المؤمنين قالت: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ خَرَجَ مِن عِندِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهي في مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهي جَالِسَةٌ، فَقالَ: ما زِلْتِ علَى الحَالِ الَّتي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ”[صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث:صحيح].
- ربط التسبيح بالحمد والتهليل والتكبير.
- ربط التسبيح بأذكار أخرى.
- التسبيح بعد الفروغ من المجالس.
طريقة التسبيح باليد
يقوم المسلم بالتسبيح من خلال عقد أصابعه سنة عن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -، فيبدأ بالتسبيح بيده اليمنى ثم اليد اليسرى، ولم يؤخذ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يسبح بطريقة معينة، بل ترك الأمر للناس فيما تعارفوا عليه في التسبيح بالأصابع، ومن الأحاديث التي دلت على أنّ التسبيح بالأصابع سنة عن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -:
- عن يسيرة بنت ياسر قالت: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أمرَهنَّ أن يُراعينَ بالتَّكبيرِ والتَّقديسِ والتَّهليلِ وأن يعقِدنَ بالأناملِ فإنَّهنَّ مَسئولاتٌ مُستَنطَقاتٌ”[صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث:صحيح].
- عن عبد الله بن عمرو عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو قالَ: “رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يعقِدُ التَّسبيحَ. وفي زيادةٍ: بيمينِهِ”[صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث:صحيح].
التسبيح بعد الصلاة
يسن عن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – بعد كل صلاة من الصلوات الخمس أن يسبح ويهلل ويحمد، فيقول ثلاثًا وثلاثين مرة سبحان الله والحمد لله والله أكبر”، ثم يختمها بتمام المائة بقول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”، ومن الأحاديث التي دلت على أنّ التسبيح بعد الصلاة سنة عن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -:
- عن كعب بن عجرة عن النبي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “مُعَقِّباتٌ لا يَخِيبُ قائِلُهُنَّ، أوْ فاعِلُهُنَّ، دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ، ثَلاثٌ وثَلاثُونَ تَسْبِيحَةً، وثَلاثٌ وثَلاثُونَ تَحْمِيدَةً، وأَرْبَعٌ وثَلاثُونَ تَكْبِيرَةً”[صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث:صحيح].
- عن أبو هريرة – رضي الله عنه- عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: “أنَّ فُقَرَاءَ المُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بالدَّرَجَاتِ العُلَى، وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ، فَقالَ: وَما ذَاكَ؟ قالوا: يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ، وَيُعْتِقُونَ وَلَا نُعْتِقُ، فَقالَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَفلا أُعَلِّمُكُمْ شيئًا تُدْرِكُونَ به مَن سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ به مَن بَعْدَكُمْ؟ وَلَا يَكونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنكُم إلَّا مَن صَنَعَ مِثْلَ ما صَنَعْتُمْ قالوا: بَلَى يا رَسولُ اللهِ، قالَ: تُسَبِّحُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، وَتَحْمَدُونَ، دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً. قالَ أَبُو صَالِحٍ: فَرَجَعَ فُقَرَاءُ المُهَاجِرِينَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالوا: سَمِعَ إخْوَانُنَا أَهْلُ الأمْوَالِ بما فَعَلْنَا، فَفَعَلُوا مِثْلَهُ، فَقالَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ذلكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ. وَزَادَ غَيْرُ قُتَيْبَةَ في هذا الحَديثِ عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قالَ سُمَيٌّ: فَحَدَّثْتُ بَعْضَ أَهْلِي هذا الحَدِيثَ، فَقالَ: وَهِمْتَ، إنَّما قالَ تُسَبِّحُ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَرَجَعْتُ إلى أَبِي صَالِحٍ فَقُلتُ له ذلكَ، فأخَذَ بيَدِي فَقالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، حتَّى تَبْلُغَ مِن جَمِيعِهِنَّ ثَلَاثَةً وَثَلَاثِينَ. [وفي رواية]: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بالدَّرَجَاتِ العُلَى، وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ،… بمِثْلِ حَديثِ قُتَيْبَةَ، عَنِ اللَّيْثِ إلَّا أنَّهُ أَدْرَجَ في حَديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَوْلَ أَبِي صَالِحٍ، ثُمَّ رَجَعَ فُقَرَاءُ المُهَاجِرِينَ إلى آخِرِ الحَديثِ. [وفي رواية]:وَزَادَ في الحَديثِ: يقولُ سُهَيْلٌ: إحْدَى عَشْرَةَ، إحْدَى عَشْرَةَ، فَجَمِيعُ ذلكَ كُلِّهِ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ”[صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث:صحيح].
فوائد التسبيح
- تكفر الذنوب والخطايا.
- سبب في دخول الجنة.
- تثقل ميزان الحسنات يوم القيامة.
- ترفع من درجات المؤمن.
- سبب في غرس النخل للمسبح في الجنة.
- سبب في قبول الدعوات وفتح أبواب السماء.
- اقتداء بسنة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -.
أذكار التسبيح
- سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر(مئة مرّة).
- سبحان الله (مئة مرة).
- سبحان الله وبحمده(مئة مرّة).
- سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم(مئة مرة).
- سبحان الله والحمد لله(مئة مرة).
- الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
أسرار التسبيح
- تسبيح الله تعالى ذاته في ثلاثين موضع في القرآن.
- تسبيح الملائكة – عليهم السلام- في عشرة مواضع في القرآن.
- تسبيح الأنبياء و الرسل – رضوان الله عليهم -.
- تسبيح المؤمنين والمؤمنات
- تسبيح الحيوانات والطيور وكل الموجودات التي خلقها الله عز وجل.
- تسبيح الرعد.
- تسبيح أهل الجنة.