قصة ذو القرنين الكاملة

قصة ذو القرنين الكاملة

تعد قصة ذو القرنين من قصص القرآن العظيمة التي قصها الله علينا في كتابه الكريم، وقد ذكرت قصة ذو القرنين كاملة مكتوبة، في القرآن الكريم في سورة الكهف.

من هو ذو القرنين؟

هو ملك صالح مسلم عابد لله تعالى، جاب الأرض ينشر الإسلام ويدعو له، ويقيم العدل، ويقمع الكفر وأهله، وقد اختلف في كون ذو القرنين نبي أم ملك، أو أنه ليس بنبيٍ ولا ملك، أما فقد قول البعض في أن ذا القرنين هو الإسكندر المقدوني الذي قهر الفرس فهو قول البطل، في الفرق بين الإسكندر المقدوني وذي القرنين، فإن الأول كان كافرًا ويونانيًا، وفي حين أنَّ ذا القرنين مسلمٌ عربيّ، فلماذا سمي ذو القرنين بهذا الإسم؟

لماذا سمي ذو القرنين بهذا الاسم؟

اختلف أهل العلم في سبب تسمية أهل القرنين بهذا الإسم، حيث يرى الحسن البصري أنّ سبب التسمية يرجع إلى أنّ ذلك الرجل كان له ضفيرتان من شعرٍ يطأ فيهما، وقال آخرون: إنّه كان في رأسه ما يشبه القرنين، وقال بعض أهل الكتاب: إنّه سمي بذلك: لأنّه ملك الروم وفارس، ومن العلماء من قال: إنّ السبب هو بلوغه قرني الشمس شرقاً وغرباً، وملّكه ما بينهما من الأرض، ومن أصحاب هذا الرأي الزهري رحمه الله، ووردت روايةٌ فيها ضعفٌ عن وهب بن منبه أنّه قال: (كان له قرنان من نحاس في رأسه)، وروى إسحاق بن بشر عن عبدالله بن زياد سمعان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّه قال: (دعا ملكاً جباراً إلى الله تعالى، فضربه على قرنه فكسره ورضّه، ثم دعاه فدقّ قرنه الثاني، فكسره، فسمّي ذا القرنين)، وأمّا علي بن أبي طالب _ رضي الله عنه_ فيرى أنّ سبب التسمية يرجع إلى أنّ الرجل ناصح الله تعالى فناصحه، ودعا قومه إلى الله تعالى، فضربوه على قرنه فمات، ثم أحياه الله ودعاهم إلى الله مرةً أخرى فضربوه على قرنه الآخر فمات، فسميّ بي القرنين.

إعلان السوق المفتوح

صفات ذو القرنين

يعد ذو القرنين رجلٌ صالحٌ موحّدٌ لله تعالى، وقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم بلقبه: ذي القرنين، حيث قال الله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا﴾[ الكهف: 83]، وغزا ذو القرنين عبّاد الأصنام حتى بلغ مشارق الارض ومغاربها، ودانت له ملوك الأرض، فقد ذكر أنّ الله تعالى رزقه العديد من صفات القياديّة، ومنها:

  • التمكين: هو السلطان والقدرة، والملك الذي الذي أعطاه الله إياه، حيث قال تعالى: ﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا﴾[ سورة الكهف: 84].
  • السعي من أجل سيادة العدل والفضيلة: إن القائد يسعى دائماً لنشر العدل والحقّ، ومحاربة الظلم والفساد، ولا ينتظر جزاءً من أحدٍ من الناس، بل يجعل عمله كلّه خالصاً لله وفي سبيله، وقد هذا ما حدث مع ذي القرنين حيث طلب القوم الذين بين السدين منه بناء سدٍ؛ ليحميهم من ظلم يأجوج ومأجوج، مقابل أن يعطوه مالاً، فبنى لهم ما هو أقوى من السدّ وهو الردم، ولم يأخذ منهم مقابل ذلك شيئاً.
  • محاربة الفساد: أنّ محاربة الفساد والفاسدين من أهمّ أدوار القائد؛ لأنّ الفساد من أخطر ما يمكن أن يصيب الرعية بعد الشرك بالله؛ ولذلك قام ذو القرنين ببناء ردمٍ بين رعيته وبين يأجوج ومأجوج؛ ليعزلهم عن الفساد ويحفظهم من شر المفسدين، وحتى لاتتم الخلطة بين المؤمنين والمفسدين، فيصيبهم ما أصابهم، من الأعمال الباطلة التي تخالف الفطرة.
  • العمل بمبدأ العقاب والثواب: وايضاّ من صفات القائد الناجح أنّه يعاقب المخطئ والمقصر، ويكافئ المثابر الناجح، الذي يقوم بالأعمال الصالحة، وأقل ما يمكن أن يقدّمه كمكافأةٍ للمُجدّين والناجحين: الكلمة الطيّبة، والثناء الجميل، وكذلك ذو القرنين يفعل، كما قال الله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا﴾[ الكهف: 88]، وأمّا إذا اقترنت الكلمة الطيّبة بالمكافأة الماديّة؛ فتستحقّق نتائج عظيمةً في نفس الرعيّة.
  • العدل في الحكم: قد كان ذو القرنين قائداً عادلاً، وظهر ذلك جلياًحين حكم على الذين وكلّه الله تعالى بالقضاء والحكم في أمرهم، بأن يعذّب الظالم منهم بظلمه، ويمكن القول أنّ العدل هو استعمال الأمور في موضعها من غير إسرافٍ، ولا تقديمٍ ولا تأخيرٍ، فالعدل يبعث على طاعة، وبه تصلح الأعمال وتكثر الأموال.
اقرأ أيضاً:  شرح أصول الإيمان

قصة ذو القرنين

وردت قصة ذي القرنين في القرآن الكريم، وتحديداّ في سورة الكهف، ويأجوج ومأجوج عبارة عن أمتان من بني آدم، و هاتين الأمتين موجودتين إلى يومنا هذا، داخل سد ذي القرنين، وتُحاول هذه الأمة الخروج من ذلك السد، فما قصة السد، وما قصة ذوالقرنين يأجوج ومأجوج؟

سد ذو القرنين

بدأ ذو القرنين التجوال بجيشه في الأرض، داعيا إلى الله، فاتجه غرباً، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من وراءه، وربما يكون هذا المكان هو شاطئ المحيط الأطلسي، حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه، فألهمه الله أو أوحى إليه، أنه مالك القوم الذين يكسون هذه الديار، فإما أن يعذبهم أو أن يحسن إليهم، فما كان من الملك الصالح، إلا أن وضّح منهجه في الحكم، فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة، أما من آمن، فسيكرمه إليه، بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق، فوصل لأول منطقة تطلع عليها الشمس، وكانت أرضا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفعات تحجب الشمس عن أهلها، فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق.

وصل ذو القرنين في رحلته، لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهم فجوة، وكانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فمهما، وعندما وجدوه ملكاً قوياً طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة، مقابل خراج من المال يدفعونه له، فوافق الملك الصالح على بناء السد، لكنه زهد في مالهم، واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين.

استخدم ذو القرنين وسيلة هندسية مميزة لبناء السد، فقام أولا بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين، ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاسا مذابا ليلتحم وتشتد صلابته، فسدّت الفجوة، وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج، فلم يتمكنوا من هدم السّد ولا تسوّره، وأمن القوم الضعفاء من شرّهم.

بنى ذو القرنين سد يأجوج ومأجوج، ليحجز بينهم وبين جيرانهم الذين استغاثوا به منهم، وبعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار، نظر للسّد، وحمد الله على نعمته، وردّ الفضل والتوفيق في هذا العمل لله سبحانه وتعالى، فلم تأخذه العزة، ولم يسكن الغرور قلبه.

أما مكان السد ففي جهة المشرق لقوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ﴾[سورة الكهف:90]، ولا يعرف مكان هذا السد بالتحديد، والذي تدل عليه الآيات أن السد بني بين جبلين، لقوله تعالى: ﴿حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾[سورة الكهف:93]، والسدان: هما جبلان متقابلان، وهذا السد موجود إلى أن يأتي الوقت المحدد لهدمه، وخروج يأجوج ومأجوج، وذلك عند اقتراب الساعة، والذي يدل على أن هذا السد موجود لم ينهدم بعد ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه، قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا، قال: ويعيده الله عز وجل كأشد ما كان، حتى إذا بلغوا مدتهم، وأراد الله تعالى أن يبعثهم على الناس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله تعالى، واستثنى، قال: فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه، فيخرقونه ويخرجون على الناس، فيستقون المياه، ويفر الناس منهم).

أما عن أصل يأجوج ومأجوج فإنهم من البشر من ذرية آدم وحواء عليهما السلام، وهما من ذرية يافث أبي الترك، ويافث من ولد نوح عليه السلام، وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وأنهم لو أرسلوا إلى الناس لأفسدوا عليهم معايشهم، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا)، وهم يشبهون أبناء جنسهم من الترك المغول، صغار العيون، صغار الأنوف، شعرهم قريب إلى الحمرة أو الصفرة، عراض الوجوه، وهم رجال أقوياء، لا طاقة لأحد بقتالهم، قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97)﴾[سورة الأنبياء:96-97]، بهذه الآيات تدل على خروجهم، وأن هذا علامة على قرب النفخ في الصور وخراب الدنيا، وقيام الساعة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه( وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها)، قالت زينب: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخبث)، وحين يخرجون يمرون على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة الماء، فينشرون الخراب والدمار والفساد إلى أن يرغب عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله يستغيثون به ليخلصهم من يأجوج ومأجوج، فيستجيب الله عيسى وأصحابه فيرسل على يأجوج ومأجوج دود، يكون في أنوف الإبل والغنم في رقابهم فيصبحون قتلى كموت نفس واحدة، ثم تملأ الأرض بنتنهم وروائحهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرا، تحملهم فتطردهم حيث شاء الله.

اقرأ أيضاً:  كيف خلق الله حواء والإنسان والإبل

ذو القرنين ويأجوج ومأجوج

تحكي الآيات الكريمة قصة يأجوج ومأجوج، وهي قبيلة بربرية كانت تفسد في الأرض وتعتدي على جيرانها بالقتل والسلب والنهب، وقد ورد خبرهم في القرآن الكريم في سياق القصة ذي القرنين، وهو ملك صالح مؤمن يسّر له الله أسباب المُلك والسلطان والفتح والعمران، فانطلق في حملة تهدف إلى نشر اليدن الله بين الأقوام الوثنية، حتى بلغ مغرب الشمس، أي أقصى حدّيمكن أن يصله الإنسان في الأرض، حيث تغرب الشمس على أفق المحيط.

بعد أن انتهى ذو القرنين من فتح البلاد التي تغرب، توجه للشرق، فوصل لأول منطقة تطلع عليها الشمس، وكانت أرضا مكشوفة لا أشجار فيها ولامرتفعات تحجب الشمس عن أهلها، فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم نطلق.

وصل ذو القرنين في رحلته، لقوم يعيشون بين الجبلين أو سدّين بينهما فجوة. وكانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها. وعندما وجدوه ملكا قويا طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج الذين كان يعتدون عليهم ويفسدون في الأرض بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة، مقابل مبلغ من المال يدفعونه له. فوافق الملك الصالح على بناء السد، لكنه زهد في مالهم، واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين.

استخدم ذو القرنين وسيلة هندسية مميزة لبناء السّد، فقام أولا بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين، ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاسًا مذابًا ليلتحم وتشتد صلابته، فسدّت الفجوة، وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج، فلم يتمكنوا من هدم السّد، وأمن القوم الضعفاء من شرّهم.

وبعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار، نظر للسّد، وحمد الله على نعمته، وردّ الفضل والتوفيق في هذا العمل لله سبحانه وتعالى، فلم تأخذه العزة، ولم يسكن الغرور قلبه.

تضمنت الآيات السابقة إشارة جلية إلى أن بقاء ”يأجوج ومأجوج” محصورين بالسد إنما هو إلى وقت معلوم ﴿قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا﴾[سورة الكهف:98]، وهذا الوقت هو ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديثه من أن خروجهم يكون في آخر الزمان قرب قيام الساعة.

الخلاف حول هوية ذو القرنين

لقد ذكر القرآن الكريم رجل اسمه ذي القرنين عبد صالح، ورجل صالح آمن بالله تعالى وأطاعه، وسماه الله تعالى في القرآن الكريم ذي القرنين، قال تعالى:﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا﴾[سورة الكهف:83]، وقيل إنه من أهل مصر، واسمه مربان بن مرديه اليوناني، وسمي الأسكندر لأنه هو من قام ببناء مدينة الإسكندرية الموجودة في مصر فنسب إليها، أما ما قيل أن ذي القرنين هو ذاك الإسكندر المقدوني؛ فهذه قصص لم تخضع للمتمحيص والتحيقيق التاريخي، فقد كان إغريقياً على دين الوثنية، ويبعد الأةثانن والذي تحدث عنه القرآن الكريم وورد ذكره في القرآن الكريم كان يؤمن بأن الله تعالى سوف يبعث الناس من قبورهم ليحاسبهم على أعمالهم يوم القيامة، وقد قيل إن ذي القرنين من ملوك مملكة الحمير، ومملكة الحمير هي من الممالك التي قامت في اليمن، فقد كان يلقّبون ملوكهم بذي؛ مثل: ذي يزن، أو ذي النواس، واسمه أبا بكر بين أفريقيش.

وفاة ذو القرنين

لما توفي الإسكندر وهو ذو القرنين، خرجت أمه في أحسن زي النساء أهل الإسكندرية حتى وقفت على نعشه فقالت: واعجبا بني بلغت الدنيا أقطار الأرض سلطانه، ودانت له الملوك عنوة، أصبح اليوم نائم لا يستيقظ، صامتا لا يتكلم، محمولا على يدي من لا يناله بضره، ألا هل مبلغ الإسمندر عني بأن قد وعظني فاتعظ، وعزاني فصبرت، ولولا أني لاحقة به ما فعلت، فعليك السلام يا بني حيا وهالك، فنعم البني كنت، ونعم الهالك أنت.

اقرأ أيضاً:  صيام النصف من شعبان

قيل إن ذا القرنين، لما حضرته الوفاة كتب إلى أمه: “إذا أتاك كتابي فاصنعي طعام، واجمعي عليه النساء، فإذا جلسوا للغذاء فاعزمي عليهن أن لا تأكل منهن امرأة ثكلى، ففعلت، فعلقت ايديهن كلهن، قالت: ألا تأكلوا، أكل كن ثكلى؟  قلن: إي والله، ما منا امرأة إلا وقت ثكلت أباها، أو أخاها، أو أبنها، قالت: إنا لله، وإنا إليه راجعون، هلك ابني، ما كتب بهذا إلا تعزية.

ذكر الحسن، قال: “كان الإسكندر أول من خزن الأموال تحت الارض، فلما حضرته الوفاة دعا ابنه الأكبر، وكان ولي عهده، فقال: يا بني، إني أراني لمآبي، فإذا أنا مت فابعث إلى حذاق الصاغة، فأدخلهم الخزائن، فليتقوا جيد الذهب على أعينهم، ثم ليصوغ تابوتا، ثم أدخلني فيه، ثم ضعني وسط قصري، ثم ابعث إلى أهل مملكتك، وإلى العلماء منهم، فليتكلم كل واحد منهم بما يعلم، فلما هلك الإسكندر فعل ابنه ما أمره به أبوه سرا، ثم بعث إلى أهل مملكته، وإلى العلماء، وكانوا ثلاثة عشر رجلا، فأقبلوا حتى أضافوا بالتابوت، كأنهم علموا ما يراد بهم، فقال لهم ابنه: أيها العلماء، قوموا فتكلموا بما تعلمون، فقام الأول، فوضع يده على التابوت، فقال: سلك الإسكندر طريق من قبر وفي موته عبر لمن بقي، ثم قام الثاني فقال: هلك الإسكندر ومن يملك من بعده يهلك كما هلك، ثم قام الثالث فقال: خلف الإسكندر ملكه لغيره يحكم فيه بغير حكمه، ثم قام الرابع فقال: تفرقنا لموتك، وقد فارق الإسكندر ومن كان بع يغتبط، ثم قام الخامس فقال، أصبح الإسكندر مشتغلا بما عاين، وهو بالأعمال يوم الجزاء أشغل، ثم قال السادس، فوضع يده على التابوت فقال: إسكندر كان يخزن الذهب في الخزائن، فأصبح الإسكندر مخزونا في الذهب، ثم قام السابع فقال: وأنا أقول: من كان يرجو الروح الآخرة فليعمل عملا يقبل منه ويرفع، ثم قام الثامن فقال: الإسكندر كنت مثلي حديثا، وأنا مثلك وشيكا، ثم قام تاسع فقال: إسكندر وردت يوم ناطقا، وصدرت يوم صدرت صامتا، وقام العاشر فقال: إسكندر جمعت الآفاق لموتك، وفي الموت عبرة لمن أعتبر وأبصر، وقام الحادي عشر فقال: إسكندر أرى مصيبته بعد نعمه، وقد كانت وزمان ما أبكر، فكلنا يصيبه ما قد نزل، ثم قام الثاني عشر فقال، إسكندر هذا آخر عهدنا بك، منعت جواب من يخاطبك، ثم قام الثالت عشر فقال: السلام على رضي دار السلام، وأدخل دار السلام.

في أي سورة ذكرت قصة ذي القرنين؟

ذكر في القرآن الكريم قصص كثير من الأقوام، والأشخاص الذين جاءت الآيات والسور القرآنية على ذكرهم وشرح القصص التي حدث معهم من اجل استخلاص العِظة والعبرة منها، وإحدى القصص التي جاءت في القرآن الكريم قصة ذي القرنين، التي جاءت بشكل تفصيلي مُقدِمة ما تم طرحه في آياتها المُختلفة، وكما نعلمان ذو القرنين من الشخصيات التي ذكرت بالقرآن الكريم، وهو من الشخصيات الصالحة التي تحدث الله عنها بكتابه الكريم، وقد ذكرت قصة ذو القرنين في سورة الكهف وجاء ذلك في قوله تعالى: ‏﴿‏وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ‏(‏83‏)‏ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ‏(‏84‏)‏ فَأَتْبَعَ سَبَبًا ‏(‏85‏)‏ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ‏(‏86‏)‏ قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ‏(‏87‏)‏ وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ‏(‏88‏)‏ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ‏(‏89‏)‏ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ‏(‏90‏)‏ كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ‏(‏91‏)‏ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ‏(‏92‏)‏ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (‏93‏﴾[سورة الكهف: 83-93].

فيديو قصة ذو القرنين الكاملة

مقالات مشابهة

شروط جمع وقصر الصلاة

شروط جمع وقصر الصلاة

أسماء الله الحسنى ومعانيها

أسماء الله الحسنى ومعانيها

مدينة عاد وثمود

مدينة عاد وثمود

كيف يستجاب الدعاء

كيف يستجاب الدعاء

حكم صيام رمضان وأنا مصاب في الكورونا

حكم صيام رمضان وأنا مصاب في الكورونا

سورة الواقعة وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

سورة الواقعة وسبب نزولها وفضلها مع التفسير

ما حكم إفطار رمضان

ما حكم إفطار رمضان