جدول المحتويات
الأخطبوط
الأخطبوط حيوان بحري رخمي ينتمي إلى عائلة اللافقاريّات من الرأسقدميّات، وعلى الرّغم من محدوديّة ذكاء الأخطبوط إلاّ أنّه يعتبر الأذكى في عالم اللّافقاريّات كما أثبتت الدّراسات والأبحاث، ويتميّز الأخطبوط بسرعة حركته في الماء، كما أنّه قادر على تغيير لونه في أقل من ثانية بما يتناسب مع لون محيطه كوسيلة للتخفّي للإيقاع بفرائسه، أو الهروب من أعدائه.
عدد أرجل الأخطبوط
للأخطبوط ثماني أطراف طويلة تُعرف باسم مجسّات، كل مجس منها مجهّز بمائتين وأربعين فم لاصق، أو شفّاطة تتكوّن كل منها من عدد كبير من المستقبلات الحسيّة تقوم بوظيفة حاسّة التذوّق عند الأخطبوط للتعرّف على طعم فريسته، ما يُعطيه حاسّة تذوّق قويّة تفوق تلك التي يمتلكها الإنسان بعشر مرّات، ومن الوظائف الأخرى لهذه الشفّاطات استخدامها للالتصاق بالصّخور، وتطويق طريدته وافتراسها من خلال انقباض عضلات الشفّاطات، وامتصاص السّوائل في أجسامها التي تشكّل غذاء الأخطبوط.
أمّا عدد أرجل الأخطبوط من هذه الثّماني أطراف فهي رجلين اثنين فقط، إذ يعتقد البعض مخطئين أنّ جميع أطراف الأخطبوط تعتبر أرجل، ولكنّ التّصنيف العلمي الدّقيق من قبل علماء البحر للأخطبوط أنّه يمتلك ثمان أطراف، الطرفين الخلفيّن منها فقط يمثّلان أرجل الأخطبوط، أمّا الأطراف الستّة الباقية فتشكّل أذرعه، وقد استدلّ العلماء على هذه المعلومة من خلال مراقبة حركة الأخطبوط التي يعتمد بها على طرفيه الخلفيّين فقط لدفع جسمه للأمام أو الخلف، والسّباحة في الماء، أمّا الأطراف الستّة الباقية فيستخدمها للإمساك بفرائسه والتّغذية عليها، وتحسّس محيطه، والالتصاق بالصّخور وتسلّقها.
كم عدد عقل الاخطبوط
يمتلك الأخطبوط 9 أدمغة؛ ثمانية منها أدمغة صغيرة مستقلة في أذرعه الثمانية، جنبًا إلى جنب مع دماغ مركزي أكبر في رأسه، إذ يحتوي الأخطبوط على 500 مليون خلية عصبية، ولكن يوجد أكثر من نصفها خارج دماغه الرئيسي، ويحتوي كل ذراع من أذرع الأخطبوط على مجموعة صغيرة من الخلايا العصبية التي تتحكم في الحركة، ولقد عرف الباحثون عن علم الأحياء الفريد للأخطبوط لبعض الوقت الآن، وقد أظهرت الدراسات السابقة أن أذرع الأخطبوط المقطوعة يمكن أن تستجيب للمنبهات بعد ساعة من فصلها عن الدماغ المركزي، مما يعني أن الخلايا العصبية في أذرع الأخطبوط يمكن أن تأخذ المعلومات الحسية من بيئتها، ثم تبدأ استجابة حركية دون استشارة الدماغ المركزي، كما أنّ وجود ثمانية مراكز عصبية إضافية تعالج المنبهات الواردة يسمح للأخطبوط بالتفكير والتفاعل بشكل أسرع؛ مما يمنحه ميزة تطورية.
عدد القلوب في جسم الأخطبوط
بعد الإجابة حول التساؤل المطروح كم عدد عقل الاخطبوط ، يمكن التطرق إلى الحديث حول عدد القلوب في جسم الأخطبوط، حيث إنه وفقًا لمؤسسة World Animal Foundation الأخطبوط له ثلاثة قلوب، إذ يتمتع الأخطبوط بجهاز دوري مغلق، بحيث لا يخرج الدم من الأوعية الدموية، ويعمل اثنان من قلوب الأخطبوط على ضخ الدم إلى الخياشيم، بينما القلب الثالث يسمى القلب الجهازي يضخ الدم إلى باقي الجسم، وهذا القلب المنتظم يكون خاملًا عندما يسبح الأخطبوط، فيصاب الأخطبوط بالتعب سريعًا ويفضل الزحف، ويحتوي دم الأخطبوط على بروتين يسمى الهيموسيانين، وهذا البروتين غني بعنصر النحاس، مما يساعد في عملية نقل الأكسجين، وهذا البروتين يجعل الدم لزجًا جدًا وبالتالي يحتاج إلى ضغط مرتفع لضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، ويحمل الهيموسيانين الأكسجين بكفاءة أكبر من الهيموجلوبين في درجات الحرارة المنخفضة، وهذا البروتين هو عادة ما يذوب في البلازما، مما يعطي الدم لونًا مائلًا إلى الزرقة، ويتكون القلب الجهازي من بطين وأذينين، وأذين واحد لكل جانب من الجسم، بينما تتكون الأوعية الدموية من العديد من الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية.
جسم الأخطبوط
ينتمي الأخطبوط إلى مجموعة الرخويات وإلى رتبة رأسيات الأرجل ويتميز برأس بارز وفم محاط بثمانية أذرع مع مصاصات بسيطة وجسم ناعم لا يحتوي على هيكل عظمي، مما يسمح له باحتضان جسده والاختباء في الشقوق الضيقة، كما أنّ الجزء الصلب الوحيد الذي يمتلكه الأخطبوط هو الفك، و لأخطبوط له 3 قلوب، كما يتمكن الأخطبوط من التنفس تحت الماء لتجميع الأكسجين، ويتميز الأخطبوط أيضًا بلونه دمه الأزرق، وذلك لأن دمه يحتوي على الهيموسيانين، وهو بروتين غني بالنحاس بدلاً من الهيموجلوبين.
تغذية الأخطبوط
يعتبر الأخطبوط من الحيوانات آكلة اللحوم ويشمل نظامه الغذائي الطيور والمحار والأسماك والجمبري والكركند، ويتغذى الأخطبوط عادة عن طريق لف ذراعيه حول فريسته وسحبها نحو فمه، ويصطاد الأخطبوط أيضًا فريسته ليلًا، وتقوم بعض الأخطبوطات بحقن فرائسها بسموم متفاوتة السمية باستخدام مناقيرها، كما أنها تستخدم لاختراق وتكسير القذائف الصلبة.
أنواع الأخطبوط
في سبيل الحديث حول أنواع الأخطبوط تجدر الإشارة إلى أن الحيوانات التي تعيش في البحر أو المحيط تختلف في خصائصها وخصائصها حسب نوعها، ويمكن أن يكون لكل نوع بعض الخصائص الرئيسية التي تميزه عن الأنواع الأخرى، ويمكن توضيح أهم أنواع الأخطبوط على النحو التالي:
الأخطبوط الأطلسي
الأخطبوط رأسي الأرجل لديه رأس بصل كبير وثمانية مجسات طويلة، ويختلف عن جميع أنواع الأخطبوط الأخرى بسبب مهاراته الدفاعية المعقدة لتجنب الحيوانات المفترسة، وأكثر مهارة لفتًا للنظر هي قدرته على الاختباء في غمضة عين ويحتوي هذا الأخطبوط على شبكة من الخلايا الصبغية المتأصلة في عضلاته يمكنها على الفور تغيير لون بشرته ليناسب محيطه، وإذا اكتشفه حيوان مفترس؛ فإنه يبصق سحابة من الحبر عليه مما يمنحه وقتًا للهروب، المياه المعتدلة في جميع أنحاء المحيط الأطلسي، تتغذى على سرطان البحر والأسماك والمحار.
الأخطبوط الحلقي الأزرق
سميّ بهذا الاسم بسبب الحلقات الزرقاء المتوهجة التي تظهر على جسده عند الإثارة، وهو الأكثر دموية من بين جميع الأخطبوطات، حيث يفرز نوعين من السموم شديدة السمية، ويستخدم النوع الأول من السم في صيد سرطان البحر الناسك، و الأسماك والمحار الصغيرة، والثاني والأكثر سامة يستخدم للدفاع ضد الحيوانات المفترسة، وعلى الرغم من أنه قاتل للغاية، ويبلغ طول هذا الأخطبوط بوصتين فقط، وقد تم العثور على الأخطبوط ذو الحلقة الزرقاء قبالة سواحل أستراليا وإندونيسيا على أعماق تصل إلى 165 قدمًا.
الأخطبوط المرجاني
إنه أحد أكثر أنواع الأخطبوط نشاطًا يتنقل باستمرار بحثًا عن الطعام، ويمكن أن يندمج مع تفاصيل محيطه ليصبح غير مرئي للحيوانات من حوله، و يتغذى على القشريات والأسماك الصغيرة وذوات الصدفتين، ويصل حجم جسم الأخطبوط المرجاني نصف قدم، ويمكن أن تمتد مخالبها إلى أكثر من 2.5 قدم، وتشمل عادات التزاوج الخاصة بهم في هذا النوع رقصة معقدة يقوم بها الذكر لإغواء الأنثى، حيث يقوم الذكر بتدوير جسدها بلون غامق باستثناء بقعة تضيء لجذب انتباه الأنثى.
دورة حياة الأخطبوط
بعد توضيح أنواع الأخطبوط؛ تجدر الإشارة إلى أن كل أخطبوط لديه عدد من الغدد التناسلية الفردية، حيث تم العثور على الخصيتين في الذكور والمبايض عند الإناث، حيث تنتج بعض الغدد هرمونات تنضج الأخطبوط وتحفز إنتاج الأمشاج، وقد ينخفض إنتاج الغدة بسبب الظروف البيئية مثل درجة الحرارة والضوء والتغذية، ويمكن تفسير دورة حياة الأخطبوط على النحو التالي:
- عندما يتكاثر الأخطبوط، يستخدم الذكر ذراعًا خاصًا لنقل الحيوانات المنوية من العضو الطرفي للجهاز التناسلي إلى تجويف الأنثى، ويتدلى الذكر على الأنثى أو بجانبها أو يقف بجانبها ويجمع الحيوانات المنوية من كيس الحيوانات المنوية
- يتم إدخاله في تجويف الأنثى حتى يوضع في المكان المناسب لها.
- بعد حوالي أربعين يومًا من التزاوج يقوم ذكر الأخطبوط بتسليم سلاسل من البيض المخصب الصغير في الصخور في شق للإناث لحراسته والعناية به لمدة خمسة أشهر حتى يفقس.
- بعد ذلك مباشرة، يكبر الذكور ويموتون بعد بضعة أسابيع من التزاوج.
- ثم ينمو الأفراد الصغار بشكل أكبر وتتطور أذرع ورأس كل منها على السطح البطني.
- يستقرون في النهاية في قاع المحيط ويتطور جميعًا مباشرة إلى مرحلة البلوغ.
اختلافات ملحوظة بين الأخطبوط والدلفين
بعد توضيح مخاطر الأخطبوط ، يجب توضيح أن الحيوانات البحرية لديها أيضًا مهارات معرفية يمكن أن تختلف من حيوان إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى. يمكن توضيح أهم الفروق بين الأخطبوطات والدلافين على النحو التالي:
- لا تتمتع الأخطبوطات بنفس مستوى الذكاء مثل الدلافين، ومع ذلك تتمتع أنواع الأخطبوط بقدرات حركية عالية جدًا تتفوق على أي حيوان آخر، مما يسمح لأنواع مختلفة من الأخطبوط بالتعلم عن طريق الخطأ وحل المشكلات في حياتهم اليومية.
- على عكس الفقاريات؛ لا يبدو أن المهارات الحركية للأخطبوطات تعتمد مثل الدلافين على رسم الخرائط الذهنية لأجسادهم داخل أدمغتهم.
- تتمتع الأخطبوطات بقدرة رائعة على تعلم حل مشكلة ما من خلال مراقبة مشكلة أخرى لحلها أولاً، حيث تقتصر هذه القدرة على الطيور والثدييات.
- بينما زادت الدلافين من القدرات المعرفية، يمكن للدلافين فهم الجمل المعقدة والتفريق بين الاتجاهات، وتمتلك الدلافين أيضًا لغة معقدة للغاية، وتستخدم الصفارات بطريقة مشابهة جدًا للبشر.
أين يعيش الأخطبوط
يعتبر المحيط البيئة الحاضنة للأخطبوط، إذ لا نراه في الأنهار العذبة لأنّه لا يستطيع البقاء على قيد الحياة إلاّ في وسط مائي مالح، وأكثر أماكن تواجده في الشّعاب المرجانيّة ففيها يستطيع التخفّي من أعدائه، والتّربّص لفرائسه، إلى جانب استخدام هذه الشّعاب المرجانيّة في بناء أوكار خاصّة به ليعيش فيها، كما وأنّه يتواجد في الشّقوق الصخريّة الصّغيرة، أو أسفل الصّخور، لاتّخاذها مكان ليعيش فيه، أو للاختباء والتخفّي، ومن أكثر ما يميّز الأخطبوط قدرته على التّأقلم مع درجات الحرارة المختلفة في الماء، والتكيّف مع البيئات المتعدّدة، الأمر الذي ساعده في البقاء على قيد الحياة، وحمايته من خطر الانقراض على مرّ ملايين السّنين.
حقائق علميّة عن الأخطبوط
- يعتبر الأخطبوط كما أسلفنا في الفقرات السّابقة من أذكى الفقاريّات، فقد لاحظ العلماء من خلال الأبحاث والدّراسات التي أجروها على الأخطبوط قدرته في التغلّب على المعيقات التي تقف أمام حصوله على فريسته، مثل إزالة غطاء حاوية، أو إزاحة أجسام تحتمي خلفها الطّريدة، إذ اعتبره العلماء من الفقاريّات التي تستطيع اكتساب المعرفة والتعلم بسرعة.
- يبني الأخطبوط مدفوعًا بغريزته حصن يكون ملاذ آمن له من الحيوانات الأخرى، شأنه في ذلك شأن جميع قذائف القشريّات.
- لا يعيش الأخطبوط في جماعات، بل ينتهج أسلوب حياة فردي.
- جميع أنواع الأخطبوط تعتبر سامّة بالنّسبة للكائنات البحريّة دون الإنسان، باستثناء الأخطبوط الأزرق الحلقي الصّغير الذي له تأثير سام قد يصل للموت بالنّسبة للبشر.
- يستطيع الأخطبوط التخلّي عن أحد أطرافه في سبيل الهرب من أعدائه، إذ لديه القدرة على إعادة بناء خلايا طرفه المقطوع ليعود من جديد.
- الأخطبوط من الفقاريّات، فهو لا يحتوي على هيكل عظمي سواء داخلي أو خارجي، ما يساعده على السّباحة وسرعة الحركة في الماء عن طريق دفع الماء من جسمه الرّخو، وعباءته اللّينة.
- التّزاوج بين ذكر وأنثى الأخطبوط يتم عن بعد، إذ يمد الذّكر مجسّات طويلة تصل للأنثى وتخترق جسدها لتصل إلى المبايض ليفرغ حمولته من الحيوانات المنويّة هناك، وتكون الأنثى قادرة على الاحتفاظ بالحيوانات المنويّة داخلها لحين التّلقيح.