جدول المحتويات
يشير مصطلح التخاطر إلى تلك الظاهرة التي يحدث فيها انتقال للمشاعر أو الكلمات أو التخيلات بين شخصين دون الاستعانة بأي من وسائل التواصل الحسية أو التكنولوجية، ويعتبر التخاطر حالة من حالات الإدراك المتعدي لما هو شخصي، أي أنه الذي يتعدى الإدراك الحسي الفردي للشخص، وينتقل إلى شخص وعوالم أخرى.
يندرج تحت التخاطر قدرات معينة منها التنبؤ والاستبصار، وهذه المفاهيم لا يمكن قياسها معمليًا أو بأي طريقة، وبالتالي يذهب العديد من الناس إلى إنكار وجودها.
يتحدث هذا المقال عن التخاطر ويشمل:
- تعريف وتاريخ علم التخاطر.
- التخاطر في علم النفس.
- أنواع التخاطر وأسباب استخدامه وطريقة طريقة عمله.
- الفرق بين التخاطر وتوارد الأفكار.
- أسماء كتب عن التخاطر.
تعرف على علم التخاطر
الأصل اللغوي لكلمة تخاطر (Telepathy بالإنجليزية) والمشتقة عن كلمة Tele اليونانية ومعناها المسافة، والشق الثاني من الكلمة الإنجليزية Apathy يعني العواطف، وأول من قام بعمل صياغة واضحة لذلك المصطلح هو الباحث السيكولوجي مايدز في عام 1882، ولقد أتى كنتيجة لبحث قام به بالتعاون مع عدد من الباحثين الآخرين حول وجود إمكانية لتناقل الخواطر، والتعرف على أسباب التزامن في التفكير بين شخصين.
العديد من الوقائع والأمثلة جاءت لتدل على وجود التخاطر، مثلا الشعور بالقلق على أحد الأشخاص المحببين لدينا قبل وصول مكالمة عن تعرض الشخص لحادثة أو أذى، وأن يجول في خاطرنا شخص ما لم نقابله منذ فترة طويلة، فإذا بنا نشاهد هذا الشخص مصادفةً، إضافةً إلى أن تشابه الخواطر في فترة معينة يعتبر أحد أشكال التخاطر.
يتخذ التخاطر العديد من الأنواع، وهي التخاطر الغريزي، والتخاطر الروحي، والتخاطر العقلي، وأنواع أخرى.
التخاطر عبر التاريخ
لقد ظهر التخاطر كمفهوم علمي في الفصل الأخير من القرن التاسع عشر في الغرب، ولقد حدث أن تشكلت في هذه الحقبة الزمنية جمعية بحثية في علم النفس غرضها هو دراسة عدد من الظواهر العقلية التي ليس لها تفسير مثل التخاطر الذهني، وإعطاء تفسيرات معقولة لعدد من الظواهر التي حدثت في أزمنة معينة ولم يجد لها أحد سبب.
تم إشهار عدد كبير من النظريات والأطروحات حول الأمر، مثل التي وردت في شأن التخاطر الذهني والتدريب عليه، ولقد وُجدت طرق لعمل تخاطر مع الحبيب، أو الشخص المسافر البعيد، أو الصديق الحميم، كما أنّ عدد آخر من الناس أراد أن يتواصل مع الموتى، غير أنّ أصوات مضادة من العلم والدين تعالت لتنفي إمكانية حدوث هذا الشيء، فيما تعالت أصوات أخرى من نفس المصدرين ترجح إمكانية حدوثه.
متى بدأ التخاطر؟
بدأ التخاطر منذ عام 1882 كعلم أساسي على يد العالم النفسي مايدز كما سلف الذكر، أي أنه أصبح شقًا من العلوم النفسية ويُدرَّس بالفعل في العديد من الأوساط الأوروبية وجامعات الولايات المتحدة الأمريكية، ويصف التخاطر تلك العملية التي تتناقل فيها الأفكار من فرد إلى غيره مع عدم وجود أي وسيلة طبيعية للتواصل بينهما سواء الحواس أو التكنولوجيا.
يمكن أن يكون أحد الناس في بلد ما، ويتخاطر مع شخص آخر موجود في بلد أخرى تبعد عنها بمسافة بعيدة للغاية، التخاطر عملية تحدث بين الأفراد الذين يحبون بعضهم وبينهم صلة عاطفية قوية، كالعلاقات العاطفية والإخوة والتوأم والأزواج، يأتي أحدهم شعور ما ينبئه أن الشخص الذي يحبه يمر بأمر معين.
ظهرت أيضاً مجموعة من الأبحاث التي زعمها باحث تشيكي يسمى (ستانيلاف جروف)، ولقد وضعها في كتابه (العقل المحيط)، حيث يصف فيه العالم بزمانه ومكانه ككيان واعي مفتوح على بعضه، وقدَّم عدد من الدلائل من الفيزياء وعلم النفس والفلك، ونقل تجارب للعديد من الشخصيات التي تواصلت معه بشكل مباشر وشخصيات أخرى دونت تجارب تدلل على التخاطر وردت في مراجع علمية مختلفة، غير أن التخاطر الموجود في هذا البحث ليس بمفهومه الضيق (التخاطر بين الأشخاص)، ولكنه مفهوم متسع للغاية يتماهى فيه الإنسان مع جوانب متعددة من وعي العالم، المشاعر التي أحس بها بنو البشر على مر الزمان.
تذهب أفكار ذلك العالِم إلى أن وعي الإنسان العادي يختبر مشاعره وأفكاره بوصفها شيء منفصل عن البقية، لكن هذا الوعي العادي (الفردي) يعتبر ضرب من ضروب (الخداع البصري) الذي يعتري الوعي الذي من المُفترض أنه (كُلِّي)، وأنه بالانتقال إلى اللاوعي ، وتحفيز قواه، يمكن للإنسان أن يذهب بوعيه إلى أماكن ميتافيزيقية شديدة العمق، وهو يقول أن الوصول لهذه الحالات من الوعي لا يتم إلا من خلال جلسات مركز يُستخدم فيها عقار (ثُنائي إيثيل أميد حمض الليزرجيك) أو ما يُعرف بـLSD، وهو عقار هلوسة يقود إلى مشاعر صوفية، وعشق للكون ككل، ثم يجادل (جروف) بأنه ليس كل شخص يتناول هذا العقار يحصل على نتيجة، فيجب أن تحدث جلسات مركزة يوجِّه فيها الباحثون الأشخاص إلى هذه الضروب العجائبية والخارقة من الوعي.
مراحل تطور علم التخاطر
لم يفتأ التاريخ يمضي إلا ويجلب معه أنباء عدة عن أحداث للتخاطر، وهناك حادثة مشهورة في العالم العربي الإسلامي وهي حادثة سارية الجبل، حيث كان عمر ابن الخطاب – رضي الله عنه – يلقي بخطبة الجمعة على المنبر في المدينة، فإذا به يلتفت من الخطبة وينادي بصوت جهور “يا سارية بن الحصن، الجبل الجبل”، وعندما سأله الناس لماذا يصرخ بهذا الكلام، قال أنه جال في خاطره أن المسلمين هُزموا من المشركين، وركبوا أكتافهم وهم يمرون بجبل، فإذا عاودوا الكرة عليه اشتبكوا مع كل من يقابلهم، وإذا ما فعلوا هذا انتصروا، أما إذا لم يفعلوا هذا سيهلكون، فأطلق هذا النداء، القائم برواية هذه القصة أكمل أن بشيرًا عاد بعد شهر، وقال أنهم سمعوا في هذا اليوم صوت يشبه صوت عمر ابن الخطاب يقول يا سارية بين الحصن الجبل الجبل، فنفذوا بالأمر فانتصروا.
علميًا يُعزى تفسير التخاطر إلى أن الإنسان – كونه عاش فترة طويلة من الزمان على الأرض – فلقد احتاج إلى أن يطور قدرات تمكنه من التغلب على الأهوال والوحوش التي قابلته في الغاب وتربصت بحياته وشكلت خطرًا على النوع، وبالتالي فقد أمدته آلية التطور بالتخاطر، ولا يمكن الوقوف على تعريف محدد للتخاطر، حيث تباينت فيه التعريفات، لكن كلها تحوم حول وصفه بآلية تناقل العواطف والخواطر والصور من عقل لآخر، وهنا يتلامس كل من التخاطر والرؤية عن بعد، على أن الدراسات تقود إلى أن التخاطر يختلف عن الرؤية عن بعد.
جاء تعريف آخر للتخاطر في القرن التاسع عشر يصفه بأنه عملية التواصل مع العالم الروحي عن طريق المجال الكهرطيسي المنبعث من العقل المحيط – عقل العالم (الله؟)، وجاءت البحوث لتؤكد على أن الدماغ يحصل بالفعل على ترددات بها شحنات كهربائية، في الإمكان تسجيل وعمل مقاييس لهذه التيارات الكهربية الآتية من اضطرابات الذهن وتحرك العاطفة، والتي تأتي بما يشبه الرياح التيارية عن طريق جهاز (الذهن الكهربائي).
أما عالم الفيزياء هالود شيرمان فأتى بأطروحة أخرى، وهي أن الطاقة العقلية التي تتفاعل ضمن أثر ذهني زماني يستحيل أن ندرسها أو نتحقق منها باستخدام الأجهزة، وقام العلماء في الولايات المتحدة وروسيا بعمل براهين على أن الأفراد ذوي الحساسية المفرطة بإمكانهم البعث برسائل كهرطيسية لا تُرى بالعين المجردة أو بأي وسيلة أخرى، وليس في الإمكان الحول دون انبعاثها، تلك التي تعرف طريقها إلى الفرد المقصود بالرسالة، وأي شكل من أشكال الحواجز والموانع لا يؤثر على التخاطر.
التخاطر في علم النفس
حصل التخاطر على تعريفه في علم النفس عن طريق تعريف مرض الفصام، ويقول علماء النفس أنه وهم إدخال وانتزاع الأفكار من العقل، وتلك أعراض مرضية للفصام، لأن الذين يعانون من اضطراب الانفصام يظنون دائمًا أن الأفكار التي بداخلهم هي ليست أفكارهم، ويظنون أن أحدهم أقحمها بأذهانهم، ويتحدث عدد آخر من المرضى عن قيام شخص بنزع أفكاره من ذهنه.
يأتي التخاطر ضمن علم النفس الموازي، وهو يمثل صورة واضحة من صور الوعي المتعدي لما هو شخصي للإنسان، حيث التعرف على مسألة معينة دون الحاجة للحواس العادية، وملف التخاطر يظل مفتوحًا وقيد البحث والنظر، كما أنه مازال مشكوكًا فيه لدى العديد من العلماء.
يذهب رواد علم النفس الموازي إلى أنه ما من علاقة بين كل من المعطيات الفيزيائية مثل الزمن والمسافة بالتخاطر، كما أن أحد الأفراد يكون قادرًا على التعرف على مشاعر غيره وأفكاره قبل أن يتعرف عليه، ولو كانت هذه الأطروحة صحيحة لساندت الادعاءات القائلة بالاستبصار والتعرف على الأحداث والأشياء قبل أن تقع.
العجيب في التخاطر هو أن التجارب التي تمت بعشوائية وشكل غير متقن جاءت بنتائج عجائبية، أما تلك التي خضعت لدراسات مركزة جاءت بنتائج مخيبة للآمال، ولو افترضنا أن ظاهرة التخاطر حقيقية، فإنه يُفترض على الأقل أن تأتي الأبحاث المُركِّزة عليها بنتائج أكثر تحديدًا وأهمية.
هل التخاطر سحر؟
إن التخاطر بالتالي – ووفقًا للمعطيات المذكورة أعلاه – ليس سحرًا، وإنما هو ظاهرة تحدث بشكل تلقائي، يحس بها عدد كبير من الناس، وتختلف من شخص لآخر من حيث القدرة على القيام بها، ولقد اتخذت عدة أنماط فرضت نفسها فرضًا جاذمًا بلا أسباب ظاهرة، ما جعل العلماء يركزون جهودهم على عمل دراسات وأبحاث عنها بشأن تأويلها علميًا.
من الفرضيات العلمية الواردة في شأن التخاطر فرضية (نسخ من هالة لهالة)، تقول هذه الفرضية أن لكل شخص هالة، وأيًا من الكائنات الحية وحتى الجمال له هالة، والعقل يقوم باستقبال وتسجيل هذه الهالات بصورة سريعة، ويحتفظ ببياناتها، حيث يتم الإرسال من نسخ تلك البيانات من شخص لآخر، فإذا ما كانت الأزمات تزيد من حجم الهالة، يجعل هذا إرسال الهالة تتخذ أضعاف سرعتها وقوتها، ويجعل نسخ المعلومات الإدراكية أكثر اتساعًا وشمولية.
وردت أيضًا فرضية أخرى وهي (عقل باطن أمسك زمام الأمور)، وتأتي هذه النظرية من أفكار فرويد الأولى عن أن العقل اللاواعي يؤدي بفاعلية رئيسية في السلوك الإنساني، لكن الكثير من العلماء يختلفون مع أفكار فرويد، غير أن غالبيتهم تقبل فكرته العامة هذه، فالتخاطر ليس سوى تواصل يحدث بين العقول الباطنة (اللاواعية) وبين بعضها، إذيتم التواصل بين هذه العقول بسرعة كبيرة، ربما خرافية.
من جانب فسيولوجي يشعر المتخاطرون وكأن الكلمات مبعثها الفص الصدغي (منطقة في مؤخرة الدماغ)، ومع هذه السرعة في تناقل الأفكار بين العقول الباطنة، تنتقل تلك الأفكار إلى الوعي العادي ببطء، حيث يمكنك أن تلاحظ سرعة عقلك اللاواعي في تفكيرك بأمرٍ ما ونيتك في أن تقوله.
إن قدرات العقل اللاواعي الخاصة لا تحتاج إلى اختراع عجائبي ليدرسها، أو أولياء يبينونها، فهي موجودة في جميع الناس، وإذا ركزوا معها أحسوا بها، فالتجارب والمواقف المختلفة تبيِّن أن العقل الباطن يمتد إلى أعماق بعيدة لا يتصورها شخص، كما يفترض البعض أن العقل الباطن يخضع للتمدد والانكماش، وهذا يعطي تفسيرًا عن سبب اتساع مساحة التخاطر وانكماشها.
هناك فرضيتان أساسيتان لتفسير حالة (البث التلفزي) التي يتمتع بها العقل اللاواعي، الفرضية الأولى هي أن العقل اللاواعي صار يحظى بما يمكن أن نسميه جهاز بث وإرسال ذو قدرة خاصة، وهو يتشابه مع أجهزة البث المختلفة التليفزيونية والإذاعية، غير أنه يأتي بقدرات تجعله أكثر شمولية وقوة في ضخ العواطف والخواطر البسيطة والمعقدة.
الفرضية الثانية هي أنه يمكن أن يكون للعقل مساحة غير مرئية، حيث يتمكن القائم بالتخاطر من بناء قناة مع عقل أحد الناس (المُستقبل)، ويحدث التضخم في هذه المساحة بشكل مطرد كلما كانت ظروف التواصل مواتية، وتكون الأمور مواتية كلما كانت عفوية، وبغير قصد أو علم، فيتحول العقل الباطن إلى ما يتشابه مع جهاز بث عملاق، كل من يدخل في حيزه يستقبل إشاراته.
لكن في مسار معاكس لهذه الآراء، فإن وجهات نظر أخرى تذهب إلى أن التخاطر مرتبط بالسحر والشعوذة، لكن بالنظر في السحر وكتب التحضير سنجد أن بعضها يعتمد على التخاطر في استحضار الشيطان والتودد له وعبادته، ويتمكن الساحر من التواصل مع الغيبيات ماضيها وحاضرها.
إن كون الفيزياء لا تمتلك وسائل أو أجهزة لقياس الأفكار، فإنها لا تعترف أو لا تثبت أن التخاطر متصل بالسحر، كما أنها لا تعترف بالسحر من الأساس، أما العلوم المتعلقة بالسحر فقد قدمت تفسيرات عن تناقل الأفكار، وتعلق التخاطر بالسحر والشعوذة، وهذا يُلزم الإنسان أن يدرس الموضوع بدقة قبل أن يشرع في الدخول إليه.
تعريف السحر للتخاطر مختلف عن تعريف العلم له، فهو انتزاع الأفكار وإرسالها للوعي الإنساني، وذلك عن طريق التواصل مع الأرواح الطيبة، أو عن طريق التواصل مع القرين، أو من خلال أفعال الشياطين، ونجد أن طرق تحضير الجن وجلسات السحر تتشابه مع جلسات التخاطر، فالسحرة يستخدمون التخاطر من أجل معرفة ماضي الإنسان وأحواله وشؤونه الحاضرة، ومن ثم السيطرة عليه وتوجيهه.
لا يمكن تقديم تفسيرات تعبر عن ارتباط التخاطر بالعلم الروحاني إلا أن من خلال تقديم شرح واضح لتدفق طاقة السحر واستخدامه لعمل اختلال في هالة أحد الأشخاص.
أنواع التخاطر
التخاطر الغريزي
ما هو؟
هو التخاطر الذي ينبعث عن الغريزة، ولذلك هو يظهر بشدة لدى الحيوانات، ويحدث هذا التخاطر بين الحيوانات والبشر عند وجود علاقة بين أشخاص يرتبطون ببعض بعواطف دسمة وصاخبة، مثل الابن والأم، الرجل وزوجته.
لماذا يستخدم؟
تظهر نماذج تمثِّل هذا النوع من التخاطر في شعور الحيوانات الأليفة أن صديقها وصل للبيت، مهما تغير ميعاد العودة، ويكون هذا التخاطر مهمًا في الهجرات، حيث يحدث التخاطر بين الحيوانات المهاجرة لآلاف الكيلومترات.
سبب التسمية
سُمِّي هذا النوع من التخاطر بالغريزي لأنه يبنعث من الغريزة في الحيوان والإنسان، وما بداخلهم من عاطفة غريزية أساسية، حيث يحتاج الكائن الحي إلى أن يشعر بالكائنات القريبة منه عاطفيًا بيما هي بعيدة عنه.
التخاطر العقلي
ما هو؟
هو نوع نادر من التخاطر في عصرنا الحالي، وهو يقوم على المدارك غير المحسوسة أو المتعدية لما هو فردي بداخل كل الإنسان، وفيه يتم تناقل الأفكار من عقل شخص إلى عقل شخص آخر، كما ينقل الطاقة.
يعتمد التخاطر العقلي على التركيز على شيء بعينه، فتلك هي أفضل طريقة للقيام به بنجاح، ويُصنف التخاطر العقلي ضمن المستوى الثاني من مستويات التخاطر، ولقد خضع لتجارب علمية في فترة الثمانينيات من القرن التاسع عشر، وعمل عليه عالم بريطاني فيزيائي اسمه الير وليام سنة 1883، حيث باح بنتائج أبحاثه في كتابه “عالم الوعي”.
قد يتعجب البعض أن عالم فيزيائي – من المفترض أنه يدرس الأجسام والمواد والقوانين والنظريات التي تحكمها – يقوم بدرسة الوعي البشري، لكن الفيزياء وخاصةً بعد بدء عصر “ميكانيكا الكم” لم تصبح في منأى عن الوعي البشري، حيث أنه يؤدي في الفيزياء دور المراقب (المُلاحظ)، وأننا في الفيزياء لا ندرس ظاهرة ، لكننا ندرس أسلوب إدراكنا لتلك الظاهرة.
لقد عثر العلماء على شيء شبيه بحالة التخاطر بين عقولهم والمواد ما دون الذرة (الأجسام الصغيرة جدًا جدًا، تلك التي عملوا على دراستها دون أن ينجحوا في استنباط قوانين ونظريات تحكمها بدقة حتى اليوم.
لماذا يُستخدم
يستخدم هذا النوع من الوعي لنقل المشاعر من شخص للآخر بصرف النظر عن المسافات والحواجز الزمانية بينهما، حيث يرغب الشخص في نقل طاقة وعاطفة وأفكار إلى شخص آخر يحبه.
سبب التسمية
اتخذ التخاطر العقلي هذا الاسم لأنه يحدث باستخدام العقل والتركيز المباشر على شيء واحد بغرض إنجاح العملية.
التخاطر الروحي
ما هو؟
يأتي التخاطر الروحي في المستوى الثالث بين أنواع التخاطر، وهو النوع الأرقى والأنقى أيضًا، حيث يتضمن العواطف والأفكار الي تتناقلها الأرواح، والروح مفهوم يعبر عن أرقى جوانب الإنسانية، يتم نجاح عملية التخاطر الروحي عندما يكون الإنسان قادرًا على الربط بين الدماغ والروح في آنٍ واحد، حيث يتنقل بين جوانب متعددة من المادة والروح في العالم، على الشخص أن يتدرب ويحترف وسائل التأمل.
لماذا يُستخدم؟
يستخدم التخاطر الروحي من أجل كسر الحواجز الزمانية وإرسال رسائل عاطفية وإدراكية للشخص الآخر، وهو يفتح الباب أمام عالم واسع من التأملات في عالم المادة والروح المنتشرة في العالم، ويُستخدم في عمل تواصل مباشر بين شخصين دون النطق بكلمة واحدة، إضافةً إلى التعرف على أفكار الناس دون أن يعلنوها، إمكانية إقناعهم بأفكار وغرسها فيهم بصورة غير محسوسة، وعمل تأثيرات قوية على سلوكيات المحيطين ومداركهم.
سبب التسمية
سُمِّي التخاطر الروحي بهذا الاسم لأنه يحمل اسمى أنواع الاتصال الإنساني، وهو مستوى سامي من التخاطر من حيث يصل الإنسان إليه بالكثير من النقاء والنزاهة والسعي للكمال، كما يستدعي التدريب على فنون التأمل وممارستها باستمرار والتطور فيها، وهذا يجعل الشخص في اتصال دائم مع الله والكون والحياة بمكنوناتها البدائية والمجردة من كل المفاهيم العقلية، أي المشاعر في ذاتها، والوجود في ذاته، والإله في ذاته، بصرف النظر عن أي وجهات نظر أو أفكار تحوم حولها أو تصفها.
إن واقعة السارية وعمر الخطاب تصنف ضمن هذا الشكل من أشكال التخاطر، حيث قال المناوي في (فيض القدير) أن كل شخص جاءه إلهام، أو الشخص الصادق الظن، هو ذلك الذي تقع في نفسه أمور في صورة إلهام، أو ذلك الذي يتحدث بالصدق دون أن يقصد، أو يصيخ السمع للملائكة دون أن يكون نبيًا، فهذه كرامة من كرامات الأولياء يهبها الله من يشاء من عباده.
ترتبط تسمية التخاطر الروحي بهذا الاسم بعالم الأحلام، حيث إنّ الشخص قد يحلم حلم وقع في عالم روحه، أي أنّ روحه أدركت أمرًا ما لا يزال مخفيًا عن الوعي، ويصل الإنسان التمام الراحة في النوم لأن روحه تصعد للسماء أثناء النوم، فهو الميتة الصغرى، غير أن روابط وثيقة تظل بينها وبين جسده وعقله.
إنّ انفصال الروح عن الإنسان أثناء نومه هو ما يجعلها تحيط بأمور غيبية عنه، ويرى رؤى ويُبلَّغ برسائل، ومن هنا وردت تفسيرات للأحلام لتعرف الوعي العادي دلالات تلك الرسائل، فهناك رؤية تدل على الخير ورؤية تدل على الشر للرائي أو للأشخاص المقربين منه.
الجدير بالذكر أن التخاطر الروحي يتعلق بكل ما هو خفي، ومن الأشياء الخفية التي يدركها التخاطر الروحي هي المستقبل، فترى الروح -مثلًا – لصوصًا يسرقون وعلى الرغم من أن روح الإنسان تبصر الأمور بوضوح، إلا أن نقلها للجسد بحواجزه الفسيولوجية ومعالجة عقله تظهر في شكل دلالات تحتاج إلى التمعن والتركيز لفهمها، وتلك هي الرؤية.
أنواع أخرى
تخاطر العواطف
في هذا النوع تنتقل المشاعر بصورة محضة غير مُحمَّلة بأي رسائل أو مفاهيم، فهي دلالات شعورية مجردة تنتقل من الأشخاص أصحاب العلاقة الحميمة والقوية ببعضهم البعض.
التخاطر المتأخر
هو نوع من التخاطر يعتمد على تناقل الأفكار ضمن فترة زمنية طويلة، فيمكن أن يتم إرسال فكرة ما من المرسل، لكن لا تصل بالسرعة الفائقة للتخاطر في الأنواع الأخرى، وهناك عوامل تشتت حالة التواصل العقلي هذه، إذ يمكن أن يقع الخلل في أي من الطرفين – المرسل والمُستقبل – تقلب الحالات المزاجية بينهما، ودرجة الروحانية والصفاء الذهني لكل من الطرفين.
تخاطر الوعي الغير طبيعي
يصف هذا النوع درجات الوعي المتعدية لما هو شخصي، أي أن الشخص لم يعد يتعامل مع وعيه فقط، ولكن مع لا وعي المحيطين به، وعلى اتصال بالهالة المحيطة (العقل المحيط)، أو الكيان المتافيزيقي للكون، فجميع الموجودات مرتبطة ببعضها عن طريق هذا الوعي الكلي في كون تحركه الإرادة القوية في الاستمرار كما يقول الفيلسوف شوبنهاور، وهذه الإرادة تأتي بوعي حقيقي يربط بين كافة الموجودات، والدراسة والتدريب تجعل الإنسان يصل لهذه الدرجة من درجات الوعي.
التخاطر التنبؤي والماضي
يحدث في هذا النوع أن تتناقل المدارك والمشاعر بين الماضي والحاضر والمستقبل، حيث يمكن للشخص أن يتخاطر مع ذاته في المستقبل، أو تصله رسائل من ماضيه، لأن التخاطر له قانون ثابت أنه لا يعترف بالحواجز الزمانية والمكانية.
طريقة التخاطر الصحيحة
هناك العديد من المعطيات الواجب توافرها في الشخص من أجل أن يتمكن من التخاطر بطريقة صحيحة، والأديان كونها تخاطب الشعور والروح أكثر منها تخاطب الوعي والفكر، فلقد أعطت عدد من العناصر التي تمكننا من تنمية هذه المهارة، ومنها:-
- الجانب التكويني، أي ذكاء الإنسان، قدرته على استيعاب المشاعر والمفاهيم التجريدية التي من الصعب التعبير عنها باللغة.
- قوة الإيمان والتقرب من الله، أي أن يكون الإنسان في تواصل دائم مع الله بالشعائر الدينية أو التأمل والتفكر والذكر، وهذا يرتبط عند الصوفية بالعلم، فكلما علم الإنسان أكثر عن خلق الله، علم أكثر عن عظمة الله، وصار أقرب للقدرات الروحانية ومنها التخاطر.
- مقدار الحب والحميمية والقرب بين القائمين بالتخاطر، فلن يحدث التخاطر بين أشخاص بعيدين عن بعضهم أو صِلاتهم الإنسانية ضعيفة، وكلما قوت هذه الصِلات كلما زادت فرصة التخاطر الناجح.
في علم النفس الحيواني نجد الحيوانات تتنبأ بالكوارث الطبيعية، على أنّ العلم لا يستطيع أن يفسر لماذا تهيج الحيوانات قبل وقوع كارثة كالزلازل مثلًا، والعجيب أنها لا تشعر قبلها بلحظات، ولكن بساعات، إذ تعتبر الكائنات الأكثر قدرة على التنبؤ بالكوارث هي القطط والكلاب والطيور والأسماك، وهي تقوم بسلوكيات تحذيرية للمحيطين بها لكي تحميهم من هذه الكارثة.
لقد أُدرج التخاطر ضمن القدرات الخارقة لأنه يقوم بما لا يقوم به الوعي العادي، وليس العلم في منأى عن تقديم تفسيرات لتلك الظاهرة أو طرق لتنفيذها، فالجسم له أنشطة متعددة على المستوى الفيسيولوجي في أن تقوم خلايا المخ بعمل رسالات كهربائية يُحرِّك بها أطراف الجسم، وبنفس الكيفية هو قادر على استقبال الطاقات الكهرومغناطيسية التي تأتي عن العقول الأخرى.
كيف يحدث التخاطر
هناك علاقة وثيقة بين الكهرباء والتخاطر، لأن العقل البشري يقوم بوظائفه بالشحنات الكهربائية، والكهرباء هي الطريقة الي تتصرف بها الأشياء، فهي حركة الإنسان وحركة الإلكترونات بداخل الذرة، وعلى الرغم من أننا وضعنا قوانين تتضمن سلوكها، إلا أننا لسنا بعد قادرين على شرحها، أو إيجاد تفسير لها، وهذا نفسه هو التخاطر، وهذه نفسها هي الإرادة، بالتالي فإن الشخص كي يقوم بالتخاطر عليه أن يتمتع بقدر عالي من الإرادة، الرغبة الحقيقية في التواصل مع الشخص، والإخلاص والتفاني، وبدون هذه الإرادة لن يحدث التخاطر بين الطرفين المُستقبِل والمُرسل.
شروط نجاح التخاطر
يحدث التخاطر بالتركيز على الأفكار، وتحديد الرسالة، فيمكن إشعال المشاعر وتغذية الحواس بتشغل الموسيقى لنتوصل إلى حالة ذهنية تسمح بالتخاطر الفعَّال، ويتم الأمر في إضاءة خافتة كي لا يشوَّش على الصفاء الذهني، كما يمكن للشخص أن يغلق عينيه وأن يمنح نفسه تخيلًا واضحًا جدًا للشخص المرسل إليه، حيث يتخيل لون عينيه ووزنه وطوله وشكل شعره وطريقته في الجلوس والوقوف.
بعد أن يتم التواصل برسالة ما يجب التفكير في شيء آخر وعدم الاستمرار في التفكير فيها، وقبل كل هذا، على الإنسان أن يكون مؤمنًا بالتخاطر من الأساس كي لا يشعر بالسخرية من الذات وعدم التصديق في الأمر أثناء الممارسة، وأن يكون تصديقًا لا يشوبه شك.
علامات على نجاح التخاطر
يحقق التخاطر نجاحه بالعديد من الصور، تبدأ هذه الصور من اليقين، أي أنك تأكدت أن الرسالة قد وصلت، هذا الشعور بالتأكد ينبع من داخلك، ثم تظهر بعده علامات أخرى، مثل رؤية الشخص الذي تخاطرت معه في المنام، لأن العقل اللاواعي يكون هو النشِط فيما يغيب العقل الواعي، إذا شعرت تجاهه عندما تشاهده في المنام بمشاعر جميلة، وحقيقية، فهذا يؤكد أن الرسالة وصلت للمُخاطَب.
إذا أخبرك هذا الشخص أنه حلم بك فهذه تعتبر علامة أخرى على نجاح التخاطر، إذ يمكنك أن تكون أنت مستقبل لرسالة أحدهم، فيأتيك في منامك دون أن تفكر فيه، وهذا يعني أنه تخاطر معك، تتمثل العلامات الأخرى في الالتقاء بذلك الشخص صدفة، أو أنه اتصل بك دون داعي.
يجدر بالذكر أن التخاطر لا يعبر عن نجاحه برسائل مباشرة، فإن سماعك لعبارة ما من قبيل الصدفة، خبر أو إعلان، ربما كلمة يقولها لك أحدهم، فهذا يعني أن رسالتك قد وصلت، كما أن الشعور الدسم والنابض والمملوء بالحياة يعبر عن نجاح التجربة بلا أدنى شك، خاصةً إذا ما راودتك هذه المشاعر بشكل فجائي أثناء اليوم دون ممارسة أي من فنون التأمل.
في حالة أن الرسالة كانت تستهدف ردود أفعال معينة من المُرسل إليه، أن يغير وجهة نظره مثلًا، أو أن يتوقف عن فعل يقوم به، أو يطلب منك شيئًا ما، ثم يقوم هو بفعل رد الفعل فهذا يدل على الاستجابة، فهي أساس نجاح التخاطر، كما أن أثر التخاطر لا يقتصر على الاستجابة للرسالة ودلالاتها فقط، وإنما في البناء الشعوري بينك وبين المُرسل إليه ككل، حيث التفكير في نفس الشيء بنفس الوقت، وحدوث المزيد من التوافق في العواطف والأفكار، أي أن التواصل يكون أسهل وأكثر مرونة ودفئًا، كما أن تبادل النظرات بين كل منكما أثناء التواجد بين العديد من الناس ودون أن تتحدثوا لبعضكما يدل على تأثيرات حقيقية للتخاطر.
لماذا يفشل التخاطر
العديد من الأسباب تجعل التخاطر يفشل، أبرز سبب منها هو التركيز المباشر على الأفكار بعد الانتهاء من إرسالها، حيث إن التخاطر يشبه النوم، نحن نعلم أن التركيز على النوم بشكل مباشر يجعلنا لا ننام، وإنما يجب على الشخص بعد أن يتأهب للنوم ويأخذ قراره أن يفكر في أي شيء آخر كي ينام، وكذلك الحال في التخاطر.
السبب الثاني هو عدم اختيار طرف آخر يؤمن بالتخاطر، فهو بالتالي يغلق مجالات الانفتاح والتواصل معه، أيضًا وجود الملفتات والمشتتات من الأصوات والصور والروائح، إلى جانب عدم ارتداء أزياء مريحة تضمن الصفاء الذهني.
تمارين لتحسين القدرة على التخاطر
أهم ما يعزز من القدرة على التخاطر هو التأمل، والتأمل لا يقتصر فقط على فن اليوجا، والذي يتم فيه التنفس بشكل منظم وعميق من الأنف ثم الزفير من الفم، وتصفية الذهن تمامًا (عدم وجود أي فكرة تجول في خاطر المُتأمل، فهو يركز على اللاشيء)، وهو تمرين صعب، ولا يتم إتقانه إلا بعد محاولات كثيرة ومتابعة ومداومة.
ينبعث التخاطر من أساسات روحانية وإيمانية متكاملة، فالإيمان يعيد صياغة نظرة الإنسان لكل ما حوله، ويبعث الأمل فيه، ويزيد من اليقين بالله في حدوث كل ما هو خير، والصبر على البلاء، وهذا اليقين تحديدًا هو المقصود في التخاطر، فمن المستحيل أن يكون الشخص لا يمتلك اليقين الروحاني ويعمل تخاطر ناجح.
فن التأمل (اليوجا) له طرق كثيرة، لكن الهدف منه واحد، وهو تصفية الذهن، يمكن للشخص أن يتأمل وهو جالس، أو وهو نائم على ظهره، المهم أن لا يفقد تركيزه ويغلبه النوم، هناك العديد من مقاطع الموسيقى المصنوعة خصيصًا للتأمل، يمكنك البحث عنها في الإنترنت Meditation music، هي مجانية ومتوفرة بكثرة، وأثناءها خفف من الإضاءة أو امنعها تمامًا، فالهدف هو أن تقلل – قدر الإمكان – من إدراك حواسك لما يحدث حولها، ليكون التركيز على الذهن بصورة أكبر.
البعض يستخدمون النظارات العازلة للنور والتي تُستخدم في النوم، يُجدر بالذكر أن هذه الوسائل تُستخدم في التخاطر أيضًا، أي أثناء إرسال الرسالة للمستقبل.
من وسائل تعزيز القدرة على التخاطر هي الرياضة، فالرياضة تساعد على تمديد العضلات، وتحسين وظائف الجسم بصورة عامة ومن أهمها القلب، تمنح الرياضة ممارسيها تعافي نفسي، فهي تخفف من حدة الاكتئاب والقلق، وتعزز من الثقة في الذات، وترفع من الإرادة والمثابرة، وتخلق مناخًا نفسيًا أكثر استكانة وصفاء، وكل هذه العوامل يحتاجها التخاطر الناجح.
الفرق بين التخاطر وتوارد الأفكار
ليس هناك فرق حاسم بين توراد الأفكار والتخاطر، لأن التخاطر أشمل من توارد الأفكار، أي أن توارد الأفكار هو جزء من عملية التخاطر، فعندما يقوم شخص ما بعمل تخاطر مع الآخر، فإن المشاعر والأفكار تتشابه في الوقت نفسه، وهذا هو عينه توارد الأفكار.
قد يحدث أن يفكر اثنين في نفس الشيء في الآن نفسه، وهذا يعني أن التخاطر قد حدث بشكل تلقائي وبلا إعداد مسبق، كأن يفكر الرجل وزوجته في الخروج في نزهة ما في نفس الوقت، والخلاصة أن توارد الأفكار لا يحدث بدون تخاطر، وليس هناك فارق بينهما إلا أن التخاطر أكبر من توارد الأفكار وسابق عليه ومسبب له.
أسماء كتب عن التخاطر
- التخاطر والرؤية عن بعد .. كلمات من أتقنها، لنبيل حميدة.
- التخاطر عن بعد لغاي ليون بليفر.
- العقل المحيط، ستانيلاف جروف.
- التأمل كيف تصل إلى اليقين لمحمد إلهامي.
- التخاطر عن بعد والاستبصار قوة العقل والإرادة لغاي ليون بليفير.
- الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار لابن قدامة المقدسي.
- الاستبصار في عجائب الأمصار لمؤلف مراكشي
- الاستبصار فيما اختلف من الأخبار لمحمد بن الحسن الطوسي
- كشف الأسرار في شرح الاستبصار لنعمة بن عبدالله.
- الاستبصار لابو جعفر الطوسي.