جدول المحتويات
مدينة الأعظمية
الأعظمية من المدن التاريخية العريقة، تقع في قلب العراق شمال العاصمة العراقية بغداد، على الجانب الشرقي من نهر دجلة، ويلتف عليها النهر حتى يحدها من ثلاث جهات تقريباً، وسميت بالأعظمية نسبة إلى الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان الذي دفن فيها.
مراحل نشوء وتطور مدينة الأعظمية
يعود تاريخ نشوء مدينة الأعظمية إلى عهد الدولة العباسية حيث كانت مقبرة قديمة، ويمكن تلخيص فترة نشوء وتطور مدينة الأعظمية إلى أربع فترات وهي:
- فترة نشوء قرية صغيرة واتساعها إلى جانب المقبرة التي دفن فيها الإمام أبي حنيفة في العهد العباسي، ففي عام 150هـ دفن الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان، في الأعظمية بعدها أنشئت محلة صغيرة إضافة إلى مدرسة لتدريس فقه الإمام أبي حنيفة النعمان، لكن بسبب الحروب والحوادث التي حدثت في بغداد بعد سقوط الدولة العباسية والغزوات التي تلتها بالأخص في العهد البويهي أدّى إلى انحسار توسع هذه المدينة.
- فترة تأسيس مدرسة الأمام الأعظم التي شيدها أبو سعيد الخوارزمي مستوفي ملك الشاه السلجوقي عام 459هـ/1066م، وانتقال العلماء وطلبة العلم إليها مما أدى إلى بناء المساكن، وازدهار الحركة العلمية والثقافة والاقتصادية للمدينة.
- فترة العثمانيين عام 1048 هـ/ 1638م، اهتم العثمانيون ممن يتبعون مذهب أبي حنيفة بها وعمروها بعد الاحتلال الصفوي وأسكنوا القبائل العربية فيها.
- الفترة المعاصرة منذ ثلاثينيات القرن الماضي مع تأسيس المملكة العراقية، ومع التطور الاقتصادي والسياسي في بغداد بدأ الكثير من سكان المناطق الأخرى بالانتقال إلى بغداد وسكن بعضهم في الأعظمية بالأخص موظفين الدولة، وضباط الجيش، الذين قاموا ببناء البيوت على طريقة البناء الحديثة (الفيلات) على عكس الأعظمية القديمة التي كانت على الطراز البغدادي القديم.
سكان مدينة الأعظمية
يبلغ عدد سكان مدينة الأعظمية 989 ألف نسمة حسب الجهاز المركزي للإحصاء عام 2009، وأغلب سكان مدينة الأعظمية حاليًا هم من العرب المسلمين، وسابقاً كان فيها سكان من قوميات أخرى مثل الأكراد والأتراك إلا أنهم اندمجوا مع سكان المدينة العرب، وحاليًا يوجد أيضاً عدد قليل من المسيحيين.
أهم معالم مدينة الأعظمية
بسبب طبيعة مدينة الأعظمية التاريخية وموقعها الجغرافي في قلب العاصمة بغداد، فإن الأعظمية فيها الكثير من المعالم المميزة، التي لا يمكن ذكرها جميعا لذا سنكتفي بذكر بعضها، وهي:
- جامع الإمام الأعظم: بني في عام 375هـ، إلى جانب قبر أبي حنيفة النعمان.
- كلية الإمام الأعظم: تقع في جامع أبي حنيفة النعمان، وتهتم بدراسة العلوم الشرعية الإسلامية، بناها أبو سعيد مستوفي ملك الشاه الخوارزمي 459 هـ/1066م.
- جامع العسافي: الذي بناه عبد العزيز العسافي عام 1376هـ/1957م.
- مقبرة الخيزران: تعرف حاليًا بمقبرة الأعظمية، التي دفن فيها الإمام الأعظم أبي حنيفة، وهي أصل مدينة الأعظمية.
- المقبرة الملكية: هي المقبرة التي دفنت فيها العائلة الملكية العراقية، والتي تضم قبر الملك فيصل الأول، والملك غازي، والملك فيصل الثاني.
- قصر رشيد عالي الكيلاني: هو قصر السياسي العراقي رشيد الكيلاني الذي شغل منصب رئيس الوزراء في العهد الملكي وتم تحويل القصر حالياً إلى متحف ثورة 1941.
أعلام مدينة الأعظمية
خرج على مر التاريخ من مدينة الأعظمية العديد من العلماء، والمفكرين، والأدباء، والشخصيات القيادية المؤثّرة في الشأن العراقي والعربي، وسنذكر بعضهم:
- عبد السلام عارف: هو رئيس الجمهورية العراقية سابقاً ولد عام 1921م.
- عبد الرحمن عارف: ولد عام 1916م تولى رئاسة الجمهورية العراقية بعد مقتل عبد السلام عارف.
- نعمان الأعظمي: هو فقيه وداعية إسلامي وهو مؤسس مدرسة أبي حنيفة التي تعرف حالياً كلية الإمام الأعظم.
- الشيخ حمدي الأعظمي: ولد 1298هـ/ 1882م، وهو حقوقي وكاتب، ومؤلف، وأديب، وعالم عراقي بالفقه الإسلامي، أسس مكتبة ضخمة لا زالت قائمة حالياً في محلة السفينة.
- الشيخ محمد محروس المدرس: ولد عام 1941م، تخرج من كلية الحقوق في بغداد وعمل محامياً، ثم أكمل دراسته في مصر حتى حصل على الدكتوراه في الفقه المقارن من جامعة الأزهر، ثم عمل في التدريس في العديد من الجامعات العراقية والجامعة الإسلامية في ماليزيا.
- صالح مهدي عماش: مؤرخ وشاعر وسياسي عراقي، ولد في الأعظمية عام 1924م، وشغل عدّة مناصب منها وزير الدفاع، ووزير الداخلية، ونائب لرئيس الجمهورية.
- وليد عبد الكريم الأعظمي: وهو أديب، وشاعر، وخطاط، وكاتب إسلامي، ولد في الأعظمية عام 1930م.
- مؤيد البدري: هو إعلامي ومقدم برامج رياضية تلفزيونية.
