جدول المحتويات
مدينة الفرات
تُعد محافظة الأنبار الواقعة في غرب العراق من أكبر محافظات العراق مساحةً إذ إنها تشكّل ما يعادل الثلث تقريبًا من مساحتها، وفيها مدنٌ عديدة منها مدينة الفرات التابعة لقضاء هيت في الجهة المقابلة لمدينة هيت من نهر الفرات، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى النهر نفسه.
سكان مدينة الفرات
ينقسم أهالي هذه المدينة إلى جنسيتين: العراقية والسورية، نظرًا لكثرة الزواج بين الجنسيتين، فكثيرًا ما تجد العراقي وتزوج من ابنة خاله أو عمه السورية، ولسكان هذه المدينة اهتمامات علمية وتاريخية وثقافية كثيرة في تخصصات شتّى، فمن أبنائها السفير الصحفي والخطاط والفيزيائي وغيرهم.
أعلام الفرات
السفير المتقاعد فاضل عبد الغفور الشاهر، وحُكم عليه بالإعدام عام 1959 م بتهمة محاولة اغتيال، فلجأ إلى سوريا، ونجا من الحكم، والصحفي هادي نعمان الهيتي الذي درس في جامعة القاهرة حتى نال الدكتوراة في السبعينيات، وكذلك الخطاط طه الهيتي، وأستاذ الهندسة الكيماوية في جامعة بغداد غالب الهيتي الذي قتلته يد الغدر في بغداد المحتلة، وأخيرًا وليس آخرًا عالم الفيزياء قاسم الهيتي.
جغرافية مدينة الفرات
تتمتّع مدينة الفرات بطبيعة متنوّعة من هضاب وصحارٍ ومساحات خضراء على امتداد نهر الفرات، مما يجعلها جميلة جدًا، ومقصدًا سياحيًا مهمًا؛ فهي تحتوي على آثار عريقة ومناظر طبيعية تضفي لونًا وسمتًا خاصًا لكل مدينة وقرية في المحافظة، إلا أنّ امتلاك المواطنين الخاص للكثير من هذه المساحات يقف عائقًا دون إمكانية تطويرها والاستثمار فيها لتغدو مرفقًا سياحيًا وعاملًا لجذب العائلات، التي تنفق آلاف الدولارات للسياحة خارج البلاد.
وعلى ضفاف نهر الفرات ترى النواعير التي توقفت عن العمل لخمسين عامًا ورغم ذلك يرى أهلها أنه لا غنى عنها لا سيما أنها وفرت المياه للشرب والمزروعات خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي عن تلك المناطق وهذا ما دفع بعض الناشطين لإعادة إعمارها، فالنواعير هي روح المدينة.
اقتصاد الفرات
كانت تعتمد هذه المدينة على رافدين اقتصاديين مهمين: الزراعة والسياحة –على الرغم من قلّة توافد السياح إليها- ، إلا أن السياحة اندثرت تمامًا بسبب الهجمات الأمريكية المتتالية على المدينة، بينما ما زالت الزراعة تشكل رافدًا اقتصاديًا مهمًا لها.
اشتهرت مدينة الفرات ببعض الصناعات الوطنية مثل فن حياكة الأطباق والمراوح وأواني شرب الماء من خوص سعف النخيل، وإذا زرتَ هذه المدينة فلا بد من أن تشتري من هذه المصنوعات كالأطباق (طُبك) والمهافيف (مهفّة) والسّلال، والمناشل (المنشل) مخروط الشكل ومفتوح من الأعلى، تربط عصا قصيرة معقوفة على جانبه كمقبض، وهو أشبه ما يكون بالأواني الزجاجية الآن، يُستخدم في شرب الماء.
الثقافة في الفرات
احتضنت هذه المدينة كغيرها من مدن الفرات الحضارات الأولى، ومن بينها أور وبابل وكيش والوركاء، ويُروى أن إبراهيم أبو الأنبياء بدأ فيها أول دعوته للتوحيد ورحل منها بعد ذلك حتى وصل إلى فلسطين مرورًا بسوريا.
كما اخترع البابليون على ضفاف هذا النهر الكتابة والعجلة والعربة، وأقاموا فيها أنظمة الزراعة والرعي، وسنّ حمورابي تشريعاته القانونية التي تعتبر أول تشريعات قانونية في التاريخ، كما حدد صلاحيات الكهنة وألغى محاكمهم وأنشأ المدارس، وتبوأت المرأة مكانها في المجتمع فمارست التجارة والمهن الأخرى ودخلت في الجيش.
يروى أيضًا أنّ أحد ملوك مدينة الفرات ألا وهو جلجامش الذي كان يبحث عن الخلود، قام بتخليد الملحمة البابلية المشهورة وقصة الطوفان والخليقة، ناهيك عن وصول القيثارة إلينا ومازلنا نستخدمها حتى يومنا هذا.
