مدينة طرطوس في سوريا

موقع مدينة طرطوس

مدينة طرطوس هي مدينة ساحليّة تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتعد إحدى أهم الموانئ في جمهورية سوريا العربية، وتقع مقابلها جزيرة أرواد؛ وهي جزيرة سورية جميلة في طبيعتها، وتشكل طرطوس الجزء الجنوبي من الواجهة البحرية لسوريا، تبعد عن جنوبيّ اللاذقية ما يقارب 100كم، وتقع تحديداً عند التقاء خط طول 35 درجة وخط عرض 33 درجة.

مناخ مدينة طرطوس

يسود على المدينة المناخ الساحلي للبحر الأبيض المتوسط المعتدل في فصل الصيف، أما عن فصل الشتاء؛ تكون درجات الحرارة منخفضة ومصحوبة بكميات وافرة من الأمطار، وبما أن طرطوس تحتوي على مرتفعات جبلية؛ فهي تكون عرضة بشكل أكبر لتساقط الثلوج شتاءً، ونتيجةً لمناخها الساحلي تمتاز بوفرة مياه الأمطار؛ حيث بلغ إجمالي الأمطار المتساقطة فيها ما يقارب 1000 ملليمتر، وتصل في بعض محافظات مدينة إلى أكثر من 1800 ملليمتر.

تاريخ مدينة طرطوس

كانت قديماً تسمى انترادوس؛ وهو اسم أطلقه عليها الفينيقيين، وأصبح اسمها طرطوس في العهد البيزنطي، ولطالما كانت ذات أهمية كبيرة كقاعدة حربية وميناءً مهماً للتموين في حقبة الصليبيين، وهناك ما يسمى برج طرطوس الحصين؛ كان يحتوي على مدخل سرّي في تلك الحقبة، ليتمكن الجنود من الفرار عبر سرداب متصل في هذا الباب مباشرة، ويؤدي إلى البحر مباشرةً، ولا يزال هذه الباب موجوداً حتى يومنا هذا، ويقع في قاعدة البرج الرئيسي الكبير.

دخول صلاح الدين الأيوبي مدينة طرطوس

 قامت على المدينة العديد من الحضارات المختلفة، حيث وجدت فيها الكثير من المعالم التاريخية التي تحكي عن تاريخها العريق، وأبرز هذه الآثار التاريخية؛ القلعة، والتي أحيطت بسور وتحصينات منيعة والكثير من أبراج الحماية، واستعاد صلاح الدين الأيوبي المدينة في عام 1188م، حيث دخلها بعد خروج الصليبيين منها ليحررها ويطبق فيها الحكم الإسلامي.

أبرز آثار مدينة طرطوس

من أشهر آثار طرطوس هي كاتدرائية طرطوس، والتي يقال أن السيدة العذراء شاركت في بنائها، وتعتبر الكنيسة الأولى في العالم التي دُعيت باسم السيدة العذراء، ورسم القديس (لوقا) أحد أيقونات السيدة العذراء فيها، ونظراً لأهمية هذه الكنيسة كمعلم تاريخي وأثري تم تحويلها إلى متحف للمدينة، وأصبح يضم هذا المتحف مجموعة كبيرة من آثار العهود والحضارات التي سكنت هذه المدينة.

 المعالم السياحية في طرطوس

من أشهر معالم طرطوس السياحية هو جمال مناظرها الطبيعية وكثرتها، حيث تحتوي على طبيعة خلابة تضم سلسلة من الجبال الخضراء ذات الغابات الكثيفة، والبحيرات الجذابة، والشواطئ، والعديد من القرى السياحية التي تستقطب عدداً كبيراً من السياح خلال فترات الصيف، وتنتشر المناطق الأثرية في المدينة والمتنزهات الطبيعية التي يرغب كل سائح بالاستمتاع بجمال مناظرها الخلابة، كما أن استقطاب طرطوس للسياحة لا يقتصر على السواح من دول أخرى، بل أن موقعها يساهم في تسهيل سبل الوصول إليها، وذلك لأنها ترتبط مع العديد من المحافظات السورية الأخرى، بالإضافة إلى طريق خطوط للسكك الحديدية الحديثة الذي يساهم في تسهيل التنقل من وإلى المدينة، وتحرص المدينة على إقامة مهرجان سياحي سنوي في شهر تموز من كل عام، حيث يشمل المهرجان فعاليات فنية، وعروض ثقافية وتراثية، وفي عدة مناطق مختلفة من المدينة.

 الجانب التعليمي في طرطوس

تتميز طرطوس باعتبارها من أكثر المدن التي تحتوي على نسبة عالية من حملة الشهادات الجامعية، وبالرغم من صغر مساحتها، إلا أنها استطاعت إثبات حضورها على الساحة التعليمية في سوريا، ودفع هذا التقدم المذهل في التعليم الحكومة السورية إلى توسيع نظام التعليم العالي فيها، وذلك لتعزيز ودعم المنظومة التعليمية في المدينة، وزيادة نسبة الحاصلين على درجة التعليم العالي بنسبة أكبر في المستقبل.