مدينة علي الغربي في محافظة ميسان

مدينة علي الغربي

تقع مدينة علي الغربي- وهي مركز قضاء- في محافظة ميسان في العراق، تحدها من الشرق دولة إيران- على بعد 27كم فقط من مركزها- ومن الجنوب مدينة العمارة التابعة لنفس المحافظة- والتي تبعد عنها 110 كم- ومن الشمال والغرب مدينة الكوت التابعة ادارياً لمحافظة واسط، ويمر الطريق الرئيسي الرابط بين المحافظات الجنوبية :البصرة-عمارة-كوت فيها.

الطبيعة الجغرافية لمدينة علي الغربي

جغرافياً، تقع هذه المدينة ضمن امتداد سلسلة جبال حمرين وتحديدا جبال “بشتكو” الوعرة، وتتميز الجهة الشمالية لمدينة علي الغربي بالغابات الكثيفة، والتي تعرف باسم “غرب السيد يوسف”، أما  الجهة الجنوبية فتمتاز بمرور نهر دجلة فيها، إضافةً إلى وجود الغابة الكثيفة -التي تعد أكبر من الشمالية- وتعرف باسم “غرب الامام على الغربي أو الذهيبات”- نسبة إلى العشيرة التي تجاور أراضيها هذه الغابات-  وكلمة الغرب عندهم تعني: الغابة الطبيعية.

ومن الملاحظ عبر مر السنين إلى إن مجاورة هذه المنطقة لجبال بشتكو دفع الناس وخاصةً الرعاة إلى تركها وهجرانها بسبب عدم استقرار الوضع فيها؛ فقد كانت كثيراً ما تتعرض للسيول الجارفة التي تنزل من جبال بشتكو القريبة منها، وتحسباً لغدر هذه السول هجروها وانتقلوا إلى مناطق نهر دجلة للاحتماء بها، ولكن قلت معدلات الهطل المطري في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى قلة تأثير السيول.

تأثير نهر دجلة على المدينة

يمر نهر دجلة في مدينة علي الغربي مقسّما إياها على جزئين:

• جزء صغير يقع على في الجهة اليسرى لنهر دجلة، ويمر فيه طريق بغداد – مسيان.
• الجزء الكبير في الجانب الأيمن:  وهو الجزء الرئيسي للبلدة، ويتكون من محلتين وهما: المحلة الكبرى الفخرية، والأخرى القلعة، ويفصل بين هاتين المحلتين سوق مسقوف بالبليت المضلع.

وبشكل عام، فإن نهر دجلة  يمتاز بانحنائه الكبير بالإتجاه الأيسر ثم الأيمن، ليستمر النهر بالانحدار تجاه الجنوب العراقي، وانحدار أراضيه التي يقل ارتفاعها كلما اتجهنا إلى الجنوب ، ويقع مركز مدينة علي الغربي على هذا الانحناء، وقد ساعد وجود نهر دجلة على ازدهار النشاط الزراعي  في المنطقة.

تسمية مدينة علي الغربي

سميت المدينة بهذا الاسم نسبة  إلى القائد علي الغربي او علي الغرابي، وهو أبو الحسن علي الغراب المشهور ب علي الغربي، والذي يرجع في نسبه الى الحسين بن علي بن ابي طالب، ويمثل جد السادة القزوينيين النجفيين، والحليين، وهو جد السادة الغرابات  في العراق وايران، وقد لقي بالغربي تميزت له عن علي الشرقي، واسمه الاصل هو علي الشجري والذي يقع على بعد 40 كم عن علي الغربي، باتجاه مدينة العمارة.

وكانت المدينة سابقاً تعرف باسم المنصورة، وهي المنطقة الممتدة من ذرايا الكوت وحتى مدينة المذار التاريخية في قضاء قلعة صالح- والتي تقع على بعد 60 كم جنوب مدينة العمارة- ويرجع تأسيسها إلى الحجاج بن يوسف الثقفي، حيث سكنتها العديد من القبائل العربية.

تاريخ مدينة علي الغربي

يرجع تاريخ هذه المدينة إلى العصر العباسي، حيث أظهر الخلفاء العباسيين اهتماماً خاصاً بهذه المدينة، ويرجع السبب في هذا الاهتمام إلى أن هذه المنطقة كانت تتمتع بأجواء رائعة وطبيعة خلابة، وقد كانت تعرف في عهدهم بايم أرض السواد وذلك لوفرة نعيمها، وتعدد مواردها الطبيعية من أشجار ومزارع وثروة حيوانية، وقد كان الخليفة هارون الرشيد احد هؤلاء الخلفاء العباسيين الذي أبدى اهتماماً بهذه المدينة، فقد أقام حفل زفافه الشهير على بوران بنت الحسن بن سهل فيها، وفي نفس الوقت جعل الوارد من أموال تلك المدينة وقفا لزوجته زبيدة، وولده المأمون، وقد شهدت مدينة علي الغربي حروب كثيرة وأهمها “ثورة الزنج” في عهد الخليفة الموفق بالله العباسي وفي عام 1865 م، أما في العهد العثماني، فقد  جاء تأسيس قضاء علي الغربي بأمر من الوالي العثماني، ومؤسسه الشيخ نعمة عرار احد كبار شيوخ عشيرة بني لام العربية، والذي قام ببناء قلعة في مركز القضاء محاذية لقلعة علي الغربي القديمة، وكان القضاء إدارياً يتبع إلى ولاية البصرة، وفي التاريخ المعاصر- وتحديداً في 1953- حاولت الأسرة الملكية الحاكمة للعراق آنذاك استرضاء الشاعر محمد مهدي الجواهري- والذي كان قد هاجم بقصائده الوضع السياسي القائم في البلاد آنذاك- عقب قيام الحكومة لإغلاق الصحف التي كان ينشر بها واستبعاده الى مدينة علي الغربي، ثم جاءت محاولة الاسترضاء هذه من خلال إعطائه قطعةً زراعيةً كبيرةً بلغت 4000 دونم في منطقة الكبسون في مدينة علي الغربي، وقد حذبه الشعر الشعبي الذي يزخر به ريف مدينة علي الغربي، مما جعله يستقر فيها-  وهو المعروف بكثرة تو حاله وعدم استقراره في مكان معين لمدة طويلة، ولازالت بعض المعالم في المدينة تعرف باسم الجواهري.

ويعد مزار علي الغرابي من المزارات الدينية المهمة في مدينة علي الغربي، والذي يحتوي على ضريح القائد علي الغرابي، كما وتحتوي مدينة علي الغربي على أماكن أثرية- تعود إلى الحقبة التاريخية التي عرفت فيها باسم المنصورة- منها: فم الصلح، وفليفلة، والصروط، ونهر المبروك، ونهر كليب .