جدول المحتويات
مدينة قطنا
تتبع مدينة قطنا في سوريا لمحافظة ريف دمشق، حيث تقع جنوب غرب دمشق على مسافة 20كم، وتُلقَب ببلاد الثلوج والحكايات، كما تُلقَب أيضا بلوحة الفسيفساء.
تاريخ مدينة قطنا
يعود تأسيس المدينة إلى عام 880م، ما جعلها تشهد مرور العديد من الحضارات عبر القرون المتعاقبة، مثل الحضارة الآرامية، وهي الحضارة التي كانت سوريا موطناً أساسياً لها، وأيضاً الحضارة اليونانية والرومانية، وأخيراً الفتح الإسلامي، كما أن المدينة احتُلت من قِبل المغول، وخضعت أيضاً للاحتلال الصليبي، بالإضافة إلى وقوعها على مفترق الطرق بين لبنان وسوريا وفلسطين، ما ساهم في إثراء تاريخ المدينة وتنوعها.
تسمية مدينة قطنا
هناك افتراضان أساسيان فيما يتعلق بأصل كلمة قطنا؛ الأول أنها كلمة آرامية بمعنى القثاء البرية، وتفسر بغَناء أراضي قطنا الزراعية بالقثاء، والثاني أنها كلمة يونانية حُرّفت عن كاتانيا أو كاتاني بمعنى مفترق الطرق، وتذكر المصادر التاريخية في سنة 126 الهجرية؛ أن والي دمشق لجأ إلى قطنا هرباً من الوباء الذي ضرب العاصمة آنذاك، ما يؤكد قدم تداول اسم قطنا أياً كان أصله.
رغم قدم الاسم، شهدت قطنا طوال الفترة الممتدة من الدولة المملوكية، مروراً بالدولة العثمانية، وصولاً إلى القرن العشرين؛ وجود اسمين آخرين للمدينة، وهما وادي العجم وإقليم البلّان، مع ملاحظة أن اسم قطنا لم يختفي خلال هذه الفترة، بل استخدمت الأسماء الثلاثة.
يُرجّح أن اسم وادي العجم يعود إلى فترة الاحتلال المغولي، حيث كانت المنطقة بما فيها داريا وقطنا وصولاً إلى كناكر هي مركز لحشد جيوش تيمورلنك، ما جعل السكان المحليين يُسمّون المكان حتى بعد رحيل المغول بوادي العجم، أما عن اقليم البلّان فهو منسوب إلى نبات البلّان الذي ينبت بكثرة هناك. منذ منتصف القرن العشرين أصبح اسم قطنا هو الاسم الوحيد للمدينة، ولم يعد أحد يستخدم الاسمين السابقين.
المساحة وعدد السكان في مدينة قطنا
تبلغ مساحة مدينة قطنا 19 ألف كم فقط، ما يجعلها مدينة صغيرة، إلّا أنها تستمر في التوسع ويزداد عدد سكانها، حيث زاد تعدادهم عن 200 ألف نسمة، كما تعد المدينة بوتقة ينصهر فيها السكان من جميع الطوائف والأديان في سوريا، إذ إنهم يعيشون في انسجام، ما أكسب المدينة صفة لوحة الفسيفساء.
المناخ والنشاط الاقتصادي في مدينة قطنا
تتمتع مدينة قطنا بمناخ متنوع، ففي الصيف تكون حارة باعتدال، وفي الشتاء تكون باردة بشكل ليس قارصاً، بالإضافة إلي تساقط الثلوج فيها، ما أهّلها لتكون مصيفاً ومشتاً، كما تتوافر فيها ينابيع طبيعية جعلت سكان المدينة يعتمدون عليها لممارسة الزراعة واستقبال السائحين، إذ تغذي أنهار الأعوج والسيبراني هذه الينابيع.
يّعد الزيتون مع الحمضيات أهم المحاصيل التي تزرع في المدينة، كما تعتمد الزراعة فيها على مياه الينابيع، وتعمل هذه الينابيع أيضاً على جذب السياح، ومن أبرز هذه الينابيع:
- نبع رأس النبع الذي يمكن أن يسمى نهراً، باعتباره يغذي المدينة بمياه الشرب، ويروي بعض أراضيها الزراعية، متخذاً في مرور مياهه شكل النهر، كما يحتوي على كورنيش يمكّن الزائرين من رؤية مشهد بديع للشلال الذي يعترض طريقه.
- نبع عين سلطان.
- نبع عين علاقيت.
- نبع عين الصوجة.
المواقع الأثرية في مدينة قطنا
جامع أو زاوية الشيخ حسن الراعي
يحوي مقاماً للشيخ حسن الراعي القطناني، الذي يثور كثيراً من اللغط حول أصوله المغربية وكراماته، والمثير للاهتمام في هذا الجامع ما يتردد حول أن مقامه يجذب الزائرين والمتبرّكين من جميع الطوائف، بل وحتى المسيحيين.
كنيستي النبي إيليا وسيدة النجاة
يعود بناء هاتين الكنيستين إلي بدايات القرن العشرين، حيث شيّد الروم الأرثودكس كنيسة النبي إيليا عام 1912، بينما شيّد السريان الكاثوليك كنيسة سيدة النجاة عام 1920.
قصر الملك برقش
يقع هذا القصر إلى الغرب من قطنا على مرتفعات جبل الشيخ، ما يجعل ارتفاعه عن سطح الأرض يصل إلى 600م، وبني في منطقة جبلية وعرة تقع بمحاذاة حدود لبنان.
يضم محيط القصر مبانٍ ترجع إلى العصور الرومانية والبيزنطية مع بقايا معبد، وأطلال مدافن، وكنيستين، ومدافن نحتت في الصخر، كما استخدمت الأحجار الكلسية الضخمة التي تتميز بالأشكال المعقدة والمبهرة للمنحوتات والتيجان في بناء هذه المنشآت، ما أعطى هذه الآثار غنىً زخرفياً كبيراً، ويعد القصر من أقدم الآثار الموجودة في المدينة.