جدول المحتويات
مع ازدهار الصناعة ظهرت مشكلة البطالة التي تعتبر من الظواهر الاقتصاديّة، ويعتبر كل شخص قادر على العمل يرغب به، ويبحث عنه، من دون نتيجة شخصاً عاطل عن العمل، وارتفاع معدّلات البطالة يؤثر بشكل سلبي سواء على الفرد أو المجتمع، ومعدّل البطالة يعبرّ عن الأشخاص العاطلين عن العمل نسبةً إلى الأشخاص العاملين، وتُعتبر قلة الوظائف، وانتشار الحروب، وزيادة العمالة الوافدة؛ من الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع معدّلات البطالة في المجتمع، والتي من شأنها التأثير بشكل سلبي وخطير على اقتصاد الدولة.
يتحدث المقال عن مشكلة البطالة وحلها، ويشمل:
- تعريف البطالة، وأسبابها، وأنواعها، وأنماطها، والآثار المترتبة عنها.
- حلول البطالة، وأخطار البطالة على الفرد والمجتمع.
- علاقة البطالة والفقر.
- نسب البطالة في بعض من دول العالم.
تعريف البطالة
البطالة هي حالة الأشخاص الذين لا يمتلكون وظيفة يُمارسونها، ولم يتمكّنوا من مشاركة القوى العاملة الفعّالة في المجتمع، ويسعون للحصول على وظيفة باستمرار، ويقصد بالقوى العاملة جميع السكان القادرين على العمل والراغبين به من دون الأطفال الذين لا يتجاوزون سن الخامسة عشر، والطلّاب، وكبار السن، والمتقاعدين، وربّات البيوت.
معدل البطالة
تُعبِّرالنسبة المئويّة للأشخاص العاطلين عن العمل عن معدّل البطالة، ولحساب معدّل البطالة يجب معرفة عدد الأشخاص في القوى العاملة، إضافةً إلى معرفة الأشخاص العاطلين عن العمل، وتشمل القوى العاملة جميع الأشخاص الذينَ يمتلكونَ وظيفة مع ضرورة تحديد مقدار مدفوع الأجر الذي يحتاجه أي شخص، وذلك حتّى يُعتبر أنّ لديه وظيفة، ويكون حساب معدّل البطالة مبنيّاً على المعادلة التالية:
- معدّل البطالة = عدد الأشخاص العاطلين عن العمل / عدد القوى العاملة) × 100%.
معدل البطالة يدل على كفاءة الاقتصاد في الدولة وفعاليته، ويقدم فكرة عن قدرة أو عدم قدرة الاقتصاد على خلق فرص عمل كافية للأشخاص الذين يرغبون بالعمل، والأشخاص المؤهلين للعمل، كما يقوم بعرض القوى العاملة المؤهلة للعمل، ويقدّم وصفاً عن مدى جودة الأداء في سوق العمل، لهذا معدّل البطالة من أهم وأكثر المقاييس شهرةً في سوق العمل.
معدّل مشاركة القوة العاملة أو نسبة العاطلين عن العمل، تختلف بناءً على نوع الوسط (حضري، قروي)، واعتماداً على الجنس، والسن، ونوع التعليم، والمستوى الدراسي، ويمكن حسابها كالآتي:
- معدّل مشاركة القوة العاملة = قوة العمالة / النسبة الفاعلة) × 100%.
أنواع البطالة
- البطالة الدّورية: تدعى بالبنيوية، وهي تنتج عن دورية النظام الرأسمالي المنتقلة دوماً بين الانتعاش والتوسع الاقتصادي، وبين الانكماش والأزمة الاقتصادية، والتي ينتج عنها وقف التوظيف والتنفيس عن الأزمة بتسريح العمّال.
- البطالة الهيّكليّة: هي البطالة التي ترتبط بهيكلة الاقتصاد، وتنتج عن تغير في هيكل الطلب على المنتجات، أو التقدم التكنولوجي، أو انتقال الصناعات إلى بلدان أخرى من أجل البحث عن شروط استغلال أفضل، ومن أجل ربح أعلى.
- البطالة المقنعة: تتمثل في حالة من يقوم بعمل ثانوي لا يوفر لهُ حاجته وكفايتهُ من سُبُل العيّش، أو في حالة وجود بضعة أفراد يعملون سويةً في عمل يمكن أن يؤديه فرد واحد أو اثنان.
- البطالة الاحتكاكية: تكمن في التوقف المؤقت عن العمل، وذلك بسبب الانتقال من وظيفة لأخرى، أو التوقف المؤقت للبحث عن وظيفة أخرى، أو في سبيل الدراسة، وغيرها من الأسباب.
- البطالة السلوكية: تنجم عن النظرة الاجتماعية لبعض الوظائف، والتي ترفض فيها القوّة العاملة المشاركة في العملية الإنتاجية والانخراط في وظائف معيّنة.
- البطالة المستوردة: يواجه الاقتصاد هذا النوع من البطالة عند انخفاض الطلب على سلعة معينّة مقابل ارتفاعه على سلعة مستوردة، وهي تواجه جزءاً من القوة العاملة المحليّة في قطاع معيّن، وذلك بسبب انفراد أو إحلال العمّالة غير المحليّة في هذا القطاع.
- البطالة الناقصة: تكون عندما يريد الموظفّون العمل لمدة ساعات أطول، وترتفع نسبة هذه البطالة في المؤسسات التي يعمل أغلب موظفّيها بدوام جزئيّ.
- البطالة الخفيّة: هيَ البطالة التي تغفل عن حساب بعض الأشخاص العاطلين عن العمل في إحصائيات سوق العمل الرسميّة، مثل الأشخاص الذينَ بحثوا عن وظيفة لوقتٍ طويلٍ، ثم فقدوا الأمل بإيجاده، ولكنّ لا تزال رغبتهم في العمل موجودة.
- البطالة الموسمية: هي البطالة التي تتعلّق ببعض الوظائف المرتبطة ببعض المواسم، والتي يُصبح أصحابها عاطلين عن العمل في غير مواسمها.
أسباب البطالة
الانفجار السكاني
الحجم والتركيب النوعي والعمري للسكان هو المصدر الطبيعي لقوة العمل في جميع الظروف الاقتصادية والثقافية التي يمر بها المجتمع، فالنمو العددي لحجم السكان في المجتمع يعكس آثاره على دخل سوق العمل السنوي، ويُسبِّب الانفجار السكاني ازدياد عدد الأفراد القادرين على العمل بصورة سريعة، وذلك مقابل ازدياد عدد الوظائف بشكل بطيء جداً أو ثباتها.
النمو البطيء للنشاط الاقتصادي
مع الزيادة الكبيرة في أعداد الأفراد القادرين على العمل والراغبين فيه والباحثين عنه ينمو النشاط الاقتصادي بشكل بطيء، وذلك بسبب زيادة أعداد الأفراد القادرين على العمل، والراغبين به، والباحثين عنه، هذا يؤدي إلى قلة خلق وإتاحة فرص عمل تتناسب مع الزيادة في القوى العاملة.
الخلل بين سياسات التعليم واحتياجات سوق العمل
سياسة التعليم وسوق العمل من الأسباب التي تؤدي إلى بطالة المتعلّمين، فالتعليم يُنتج خريجين بقدرة أعلى من قدرة الاقتصاد على استغلال طاقتهم، وذلك بالرغم من حاجة الاقتصاد للخريجين، بالإضافة إلى انعدام التوافق بين هيكل التعليم وهيكل الاقتصاد.
التزام الدولة بتعيين الخريجين
تتبنى الدولة تعيين الخريجين من الجامعات والمعاهد العليّا، لكن مع التوسع الهائل في مختلف مراحل التعليم، وارتفاع معدلّات النمو السكاني، وتزايد مخرجات التعليم بصورة ضخمة، اصبحت سياسة التعيين الفوري للخريجين تمثِّل عبئاً اقتصادياً واجتماعياً على الدولة، وعلى خريجي الجامعات وغيرهم من مراحل التعليم الأخرى الانتظار سنوات حتي يتم توفير فرص عمل لهم.
الاتجاهات والقيم السائدة
يتوجه الكثير من الأفراد في المجتمع نحو العمل بالوظيفة الحكوميًة؛ حيث يترسخ في الذهن أنّ الدخول في الوظيفة الحكوميّة يؤَمِن الوضع الاجتماعي، والسلطة، وضمان الوظيفة مدى الحياة، لهذا يُقْدِمْ البعض إلى رفض وظائف القطاعات الخاصة على الرغم من ارتفاع الأجور فيها مقارنةً بالوظائف الحكوميّة، آملاً في الحصول على وظيفة في القطاع العام الحكومي، وهذا مما يُسبب ارتفاع معدلات البطالة في النهاية.
أنماط البطالة
تتجدد أنماط البطالة وتتغير باستمرار، فهي ليست نهائية أو ثابتة، وتتفق معظم الدراسات الاقتصادية والاجتماعية التي تناولت ظاهرة البطالة على ذلك، ومن أنماط البطالة ما يلي:
- نمط التشغيل: يقسم إلى ثلاثة أنماط هي:
- البطالة السافرة Open unemployment: حالة التعطل التي يعاني منها جزء من قوة العمل المتاحة، أي وجود عدد من الأفراد القادرين على العمل والراغبين فيه والباحثين عنه عند مستوى الأجر السائد دون جدوى، هذا يعني أنهم في حالة تعطل كامل، ولا يمارسون أي عمل لفترة قد تطول أو تقصر، وذلك حسب ظروف الاقتصاد القومي، مثل بطالة الخريجين.
- البطالة الجزئية أو نقص التشغيل Underemployment: تعني الحالة التي يمارس فيها جماعة من الناس عملاً في وقت أقل من وقت العمل المعتاد أو المرغوب به، ويعملون في أماكن غير مناسبة للتشغيل، أو يعملون لساعات عمل أو أيام أقل مما هو مرغوب، ويعملون من خلال عقود تختلف عمّا هو مرغوب، بالإضافة إلى أنّ إنتاجهم يكون أقل.
- البطالة المقنعة أو المستترة Disguised unemployment: تعتبر البطالة المستترة من أسوأ أنواع البطالة خاصةً في الدول النامية، ويتكدس فيها عدد كبير من العمّال بشكل يفوق حاجة العمل الفعّلية، بالإضافة إلى أنَّ إنتاجهم أو كسبهم أو استغلال مهاراتهم وقدراتهم يكون على نحوٍ متدنٍ في العمل المبذول.
- تقسم البطالة حسب طبيعة النشاط الاقتصادي السائد إلى ثلاثة أنماط، هي:
- البطالة الاحتكاكية (الفنيّة) Frictional Unemployment: هي وجود أشخاص غير مؤهلين للعمل الذي عليه طلب، وغير قادرين على سد حاجة هذا الطلب، وهي الحالة التي تحدث عندما يتعطل بعض الأشخاص، ويكون السبب لهذا النوع من البطالة استبدال العمّال بالآلات في بعض الصناعات، أو لصعوبة تدريبهم على الأعمال التي لم يسبق لهم التدريب عليها، والتي يتزايد الطلب عليها في سوق العمل.
- البطالة الدورية Cyclical Unemployment: تنشأ عندما يحدث انخفاض عابر في الطلب على البضائع، بحيث يُجبر أصحاب المصانع على تخفيض عدد العمال، أو تخفيض ساعات عملهم.
- البطالة الهيكلية (البنائية) Structural Unemployment: تُسبْب التغيّرات الهيّكليّة في الاقتصاد القومي وجود حالة من عدم التوافق ما بين فرص العمل المتاحة، ومؤهلات العمّال الراغبين في العمل، ويُقصد بها ذلك النوع من التعطل الذي يصيب جانباً من قوة العمل، ومن التغيّرات الهيّكليّة الطلب على السلع والمنتجات، أو تغيّرات في سوق العمل نفسه.
- تقسّم البطالة حسب طبيعتها الخاصة إلى:
- البطالة الموسمية Seasonal Unemployment: تحدث أساساً في القطاع الزراعي بسبب موسمّية الإنتاج الزراعي، ويمكن أن تحدث أيضاً في بعض الصناعات في الريف، وذلك بسبب التغيّرات الموسميّة في النشاط الاقتصادي نتيجة للظروف التي تطرأ على أنماط الاستهلاك.
- البطالة الاختيارية Voluntary Unemployment: يتعطل فيها الفرد بإرادته واختياره عندما يقرر تقديم استقالته من العمل، وذلك لأكثر من سبب منها: تفضيل وقت الفراغ، أو البحث عن عمل أفضل يوفر له أجراً أعلى وظروف أفضل، أو للانسحاب من سوق العمل بإرادته، مثل جماعات الهجرة التي ترفض العمل في الحكومة.
- البطالة الإجبارية Involuntary Unemployment: هي تعطل العامل بشكل قسري وإجباري عن عمله مثل: تسريح العمال بشكل قصري مع أن العامل يرغب في العمل، وقادر عليه، وقابل بمستوى الأجر فيه، وهذا النوع ينتشر في مراحل الكساد الدوري في الدول الصناعية بشكل واضح، أيضاً في حالة خصخصة الشركات العامة.
الآثار المترتبة على البطالة
- الناحية الاقتصاديّة: تعود البطالة بشكل سلبي على النمو الاقتصاديّ للدولة، وذلك بإهدار موارد الدولة على المدى الطويل.
- الناحية الاجتماعيّة والسياسيّة: إنّ ارتفاع معدلات البطالة قد يؤدّي إلى الصراعات والاضطرابات المدنيّة في الدولة.
حلول مشكلة البطالة
- استخدام سياسات جانب الطلب، والتي تحدّ من البطالة الناجمة عن الركود.
- خفض أسعار الفائدة والضرائب، وذلك من أجل تعزيز الطلب الكلّي.
- اتّباع سياسات جانب العرض والتي تُقلّل البطالة الهيكليّة.
- تقليل البطالة الهيّكليّة، وذلك عن طريق استخدام سياسات العرض.
- خفض الحد الأدنى للأجور، وتشجيع الاستثمار في المناطق المنكوبة.
- تدريب القوى العاملة، ورفع مستوى المهارات ومتطلّبات الوظائف لهم، وذلك من أجل كسر الجمود المهني، هذا يساعد في تقليل البطالة الهيّكليّة.
- جعل أسواق العمل أكثر مرونة من خلال التخلّص من القوانين التي تُصعّب توظيف العمّال وتُساعد على فصلهم.
أخطار البطالة على الفرد والمجتمع
يعّد توفُر العمل في حياة الفرد عاملاً مهماً، وفقدانه قد يتسبب في بعض الآثار الصحية والنفسية لدى الفرد، إذ إن وجود العمل في حياة الفرد يكون ضرورياً لتحقيق الأمن المادي، وزيادة مكانة الفرد الاجتماعيّة، وقدرة الفرد على تسيير أمور حياته، مما يحسِّن مهارات التواصل لديه مع الآخرين، وبذلك فقدان الفرد للوظيفة يتسبب في فقدان الفرد لجميع المزايا السابقة، ومن الآثار السلبيّة التي تظهر بفقدان الفرد للوظيفة ما يلي:
- المرض: تُسَبِّب البطالة طويلة الأمد زيادة الأمراض العقليّة والبدنيّة كما بينّت الدراسات، والتي من شأنها أن تُقلّل من العمر الافتراضيّ.
- الاكتئاب: ينخفض تقدير العاطل عن العمل لذاته، وعدم الرضا عن نفسه، ما يتسبب له بمشاكل القلق، والاكتئاب، والضغط الجسدي، و يزداد توتره وشعوره باليأس لعدم قدرته على الإنجاز.
- الانتحار: تُسبِّب البطالة زيادة الفقر، والحرمان، وزيادة المشاكل الأسرية، وهذه الأسباب تكون عوامل رئيسية تؤدي إلى ارتفاع نسب الانتحار في المجتمع.
- الإدمان: من نتائج فقدان العمل الذهاب إلى الإدمان، لأن فقدان الوظيفة يؤثّر سلباً في تقدير الهوية، واحترام الفرد لنفسه، وكلّما طالت فترة فقدان الوظيفة، أدى ذلك إلى تفاقم الاكتئاب الذي يحفّز الفرد على الشعور بالإدمان.
- الإحباط: يتحول فاقد الوظيفة إلى شخص عدواني تجاه المجتمع والآخرين، وذلك بسبب الإحباط واليأس الذي ينتابه عند وجود أشخاص يماثلونه بالمؤهلات ويشغلون مواقعاً وظيفيّة، مما بُسبّب الشعور بعدم الانتماء.
- عدم تقدير الذات: يكتسب الفرد العديد من المهارات والخبرات المتنوّعة عند تواصله مع الأشخاص الآخرين، ويرى نفسه بمنظورهم، لهذا الفرد العاطل عن العمل لا يرى لنفسه مكانةً في كثير من الأحيان، ويشعر بأنه غير مفيد وفعّال في المجتمع، ولا يستطيع إشغال وقته بما يفيده وينمّي مهاراته وقدراته المختلفة.
- الانطواء والعزلة: يفقد الشخص المتعطّل عن العمل ثقته في المجتمع الخارجي، وذلك لأنه لا يستطيع الانخراط مع أقرانه، ولا يخرج من المنزل لعدم امتلاكه وظيفة، هذا يؤدي إلى شعوره بالانطواء وتفضيل العزلة والانسحاب من المجتمع الخارجي بشكل تدريجي.
- التطرّف والعنف: تعتبر فئةُ الشباب العاطل عن العمل هي الأكثر عُرضةً للانضمام إلى الجماعات المتطرّفة، فمن السهل إقناعهم بأهداف هذه الجماعات، خاصةً أنّ معظمهم لا يمتلكون أهدافاً محددةً في حياتهم، فيعتبرون كلاً من التطرّف، والعنف طريقة للتّعبير عن الذّات.
- الهجرة: أجبرت البطالة وعدم توافر فرص العمل الكثير من الشباب على التفكير بالهجرة إلى خارج البلاد لإيجاد فرصة عمل.
- الجريمة: تعتبر البطالة، والفقر، وانخفاض مستوى الاقتصاد العام للدولة؛ أسباباً كافية لوقوع الجرائم، فشعور الفرد العاطل عن العمل بالوحدة وانعزاله عن المجتمع الخارجي قد يسبِّب تفشي الجريمة في المجتمع، وهذا لا يعني أنّ جميع المتعطلين مجرمين وأصحاب جرائم وأسبقيات.
يتأثر المجتمع نتيجةً للبطالة ببعض الآثار والأخطار الاجتماعيّة منها والاقتصادية، ومن بعض الظواهر الاجتماعيّة والأخطار التي أثّرت على المجتمع والدولة بسبب البطالة:
- انخفاض نسبة العمل التطوّعي: تسبّب الآثار النفسية للفرد الناتجة عن البطالة مثل عدم الانتماء للمجتمع؛ عدم الدافعيّة على الإقبال للمشاركة في الأعمال التطوعية.
- عزوف الشّباب عن الزواج: بسبب عدم القدرة على تغطية تكاليف الزواج، والعاطلون عن العمل هم أكثر عرضةً للانفصال عن أزواجهن بعد الزواج، والسبب في ذلك التوتر الشديد الذي ينشأ بينهم لعدم القدرة على توفير وظيفةٍ مناسبةٍ يستطيع الفرد من خلالها تأمين متطلّبات الحياة، وتظهر النتائج السلبية على الأطفال، لأنهم يتأثرون عاطفياً وعقلياً وجسدياً في آباءهم، ويصبحون هم والزوجات أكثر عرضةً للإيذاء الجسدي من قبل المتعطّل عن العمل.
من الآثار الاقتصادية العائدة على المجتمع بسبب البطالة ما يلي:
- انخفاض القوة الشرائيّة: البطالة تُسبِّب انخفاضاً في القوة الشرائية، وهذا يُسبِّب انخفاضاً في أرباح الشركات، بالإضافة إلى انخفاض الميزانية العامّة للدولة.
- إغلاق أماكن العمل: تؤثر البطالة على إنفاق الأشخاص الذين لا يمتلكون وظائف، وهذا ما يسبّب انخفاض مصدر أرباح الشركات والمصانع المحلية، ويمكن أن تغلق بسبب عدم الإقبال على خدماتها.
- خسارة الناتج الوطني: تُؤثّر البطالة على النمّو الاقتصادي للدولة، وتؤدي إلى انخفاض الأسعار، والأرباح، والإنتاج، هذا من شأنه أن يُسبِّب شحً في الموارد الاقتصادية للدولة.
- التكاليف الماليّة: يزداد عجز الموازنة العالمّة للدولة، وذلك لما تقدمُه الحكومة من التكاليف المالية على الرعاية الاجتماعية للعائلات التي تعاني من أثر البطالة، وهذا يسبِّب زيادة في رفع الضرائب، بالإضافة إلى انخفاض خطط الإنفاق العام على السلع العامّة.
- الحرمان من التعليم: تجد الأسر التي فقدت مصدر الدخل بسبب البطالة صعوبةً في إلحاق أبنائها في المدارس والجامعات، وذلك لعدم قدرتها على توفير أقساط التعليم، ومستلزمات الدراسة، بسبب فقدانها مصدر دخلها بسبب البطالة، مما يؤدي إلى حرمان اقتصاد الدولة من المهارات التي يمكن أن يتم تطويرها بواسطة التعليم.
- زيادة العبء على الشركات: يزداد العبء على الشركات بسبب ارتفاع الضرائب المرتبط بزيادة البطالة، لأن الانخفاض في الطلب على منتجاتها يُسبِّب انخفاض نسبة أرباحها.
علاقة البطالة والفقر
يقترن الحديث عن البطالة ومعدّلاتها مع الفقر، فارتفاع معّدلات البطالة من شأنه أن يرفق معدّلات الفقر والعكس صحيح، وعادةً ما تكون العلاقة بين معدّلات البطالة والفقر طردية.
في دراسة نُشرت هذا العام في الأردن حول معامل الارتباط بين الفقر والبطالة والذي يعتبر ضعيف في الأردن، هذا يعني أنَّ الغالبية العظمى من الفقراء يعملون، ولكن غير أن دخلهم المادي لا يكفي، ومعظم العاطلين عن العمل ينتمون إلى أسر غير فقيرة.
الأمر في النهاية محكوم في أداء الاقتصاد الوطني، أيضاً تسارع معدلات النمو، فالارتفاغ في الأداء الاقتصادي يُسبِّب زيادة الطلب على الايدي العاملة ويفتح أبواب للعاطلين عن العمل من أجل تطوير مهاراتهم، بالتالي تزداد القدرة على رفع الأجور، والذي يَحُّد من الفقر.
نسب البطالة في العالم
نسبة البطالة في مصر
تقيس نسبة العاطلين عن العمل عدد الأشخاص الذين يبحثون عن عمل كنسبة من القوى العاملة الكلّية، وفي عام 2006 بلغت نسبة البطالة في مصر 10.3% حسب إحصاءات وكالة المخابرات المركزية، أدّى ذلك إلى زيادة نسب الجرائم، والهجرة غير الشرعية إلى الدول الأوروبية، وإقبال عدد من الشباب المصري على الانتحار بسبب شعورهم باليأس والإحباط، وعدم قدرتهم على إعالة أنفسهم وأسرهم، وتأسست في تلك الفترة أول رابطة للعاطلين عن العمل في مصر، وكانت تهدف إلى توفير فرص عمل للعاطلين.
في عام 2006 أعلن المركز المصري للحد من البطالة والدفاع عن حقوق الإنسان؛ عن تأسيس أول رابطة “للعاطلين” في مصر، في محاولة لتغيير حياتهم من خلال توفير فرص العمل لهم، وفي الربع الثالث من عام 2019 بلغت نسبة البطالة في مصر 7.8% مقارنةً بنسبة 10% في نفس الفترة من العام السابق، ومقارنة بنسبة 7.5% في الربع السابق، وانخفض عدد العاطلين عن العمل من 708 ألف ليصلوا حتى 2.21 مليون، في حين أنَّ عدد القوى العاملة بَقِيَ كما هو عند 26.1 مليون.
انخفضت نسبة البطالة في المناطق الحضريّة في مصر إلى 10.6% مقارنةً بنسبة 12.5% في نفس الربع من العام السابق، أيضاً انخفضت النسبة في المناطق الريفية لتصل إلى 5.6% مقارنةً بنسبة 8.1% في نفس الربع من العام السابق، في حين بلغت نسبة البطالة بين ذوي المؤهلات المتوسطة وفوق المتوسطة إلى 43.8%، بينما بلغت نسبة البطالة بين خريجي الجامعات وذوي المؤهلات المرتفعة إلى 44.8%.
نسبة البطالة في ألمانيا
في الربع الثاني من عام 2021، أظهرت بيانات رسمية أنّ نسبة البطالة في ألمانيا تراجعت واستمرار التعافي في اقتصادها، ومع قيام الشركات بتعيين المزيد من الموظفين، وأنّ عدد العاطلين انخفض بواقع 91 ألفاً، وانخفض معدّل البطالة إلى 5.7% في ضوء العوامل الموسمية.
نسبة البطالة في السعودية
تشير تقارير الدراسات إلى أنَّ البطالة في السعودية بلغت نسبة 7.2 % للذكور في الربع الأول من عام 2021، مقابل ما نسبته 7.1% في الربع الرابع من العام الماضي، أيضاً بلغ معدل البطالة نسبة 21.2% للإناث في الربع الأول من عام 2021، مقابل 24.4% في الربع السابق.
نسبة البطالة في أمريكا
من أهم المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية هي البطالة، وبالرغم من جهود الحكومة المبذولة إلّا أنّ المعدّلات ما زالت مرتفعة، وبلغ معدّل البطالة في هذا العام حوالي 3.9 % وما يقارب 6.7 مليون أمريكي، وكانت هذه النسبة الأقل خلال تسع سنوات، وكانت أكبر نسبة بلغتها معدّلات البطالة خلال التسع سنوات 10% في أكتوبر 2009، وذلك عقب الازمة التي شهدتها أمريكا والتي تُعّرَف بالكساد الاقتصادي.
نسبة البطالة في قطر
بلغ معدّل البطالة في قطر في الربع الثاني من عام 2020 بحسب جهاز التخطيط التنموي والإحصاءات 0.1%، وهو من أقل معدّلات البطالة في العالم، وتعتبر أعلى معدّلات البطالة هي في فئة القطريين بعمر (15- 24) سنة.
نسبة البطالة في السويد
بلغ معدّل البطالة في السويد 6.5%، والنسبة الأعلى للشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15-24 عاماً، والتي بلغت نسبتها 16.4%، ويوجد ما يقارب أكثر من نصف عدد السكان في السويد لديهم عمل براتب.
نسبة البطالة في فرنسا
ارتفعت نسبة البطالة في فرنسا بالمجمل خلال عام 2020 إلى 7.5 %، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، وبذلك تجاوز عدد العاطلين عن العمل 3 ملايين و816 ألفا.
نسبة البطالة في المغرب
تُعد البطالة من أهم المشاكل التي يواجهها المغرب، وبلغت معدّلات البطالة في عام 2020 أكثر من 10.5 % من إجمالي القوى العاملة، أي ما يقارب 1.292 مليون مغربي، وتوزعت نسبة البطالة في المغرب في صفوف حاملي الشهادات الجامعية بأعلى نسبة وكانت 17.8 %، فمن بين عشرة أشخاص يحملون الشهادة الجامعيّة، يوجد ستة أشخاص عاطلين عن العمل، ولم يسبق لهم الحصول على فرصة عمل، وتصل معدّلات البطالة لدى فئة الشباب ما نسبته 26.8%، وكانت جائحة كورونا أحد الأسباب التي أدت إلى ارتفاع معدّلات البطالة.