جدول المحتويات
القضاء
يصنف القضاء واحداً من أسمى وأهم المناصب المعروفة في الدين الإسلامي؛ نظراً إلى أنه من الأعمال التي يرتكز عملها على العدل بين الناس في المجتمع، وهي من أفضل الأعمال التي يمكن القيام بها، وأكد الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم على مدى أهمية القضاء في العديد من الآيات الكريمة؛ حيث أوكل سبحانه هذه المهمة إلى الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، ومن قبله من الأنبياء، فإن النبي محمد هو أول قاضي في الإسلام نصر المظلومين وحقق العدالة، ورد المظالم إلى أصحابها، ومشى الخلفاء الراشدين على النهج ذاته، والأمويين من بعدهم حرصاً على استمرار تحقيق العدالة، وتم الاعتماد على أحاديثه التي تتناول القضاء، وما أوصى به استناداً على الكتاب والسنة، بالإضافة إلى الاجتهاد؛ ليكون دستوراً يسيرون على نهجه في القضاء، ويوجد الكثير من الآيات القرآنية التي تتناول أهمية القضاء والأحكام، وانطلاقاً من ذلك تولى البصرة الكثير من القضاة المعروفين بعدالتهم وسيرهم على طريق الحق، مثل: عمران بن حصن، والحسن البصري، وإياس بن معاوية، وغيرهم الكثير.
محافظة البصرة
تقع محافظة البصرة على نهر شط العرب في الجزء الجنوبي من العراق، وتحديداً بين إيران والكويت، وتعتبر الميناء الرئيسي للعراق، وتحتل المرتبة الثانية في العراق من حيث التعداد السكاني والمساحة الجغرافية، حيث تضم الكثير من الأحياء والمناطق، مثل: حي الرسالة، وحي الخضراء، وحي الجمهورية، وحي الجزيرة، والطويسة، فيما تتبع لها 7 أقضية، هي: القرنة، والبصرة، وشط العرب، والمدينة، وأبو الخصيب، والزبير، والفاو، بالإضافة إلى أنها إحدى أكثر المدن العراقية حرارة حول العالم؛ إذ تصل إلى أكثر من 45° خلال فصل الصيف، والجدير بالذكر أنها لعبت دوراً هاماً في التاريخ الإسلامي المبكر، وتعتبر اليوم نبض العراق من حيث الثروة الغذائية والنفطية، إلى جانب أنها من المدن السياحية الهامة؛ نظراً إلى أنها تضم الكثير من الكثير من المقامات والأضرحة الدينية والآثار، ومنها: جامع المقام الذي يقع منطقة العشار، وجامع الكواز الموجود في المشراق.
أول قاضٍ في البصرة
يعد أبو مريم الحنفي أول قاضٍ في البصرة، واسمه إياس بن صبيح بن المحرش بن عبد عمرو بن عبيد بن مالك بن المعبر بن عبدالله بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وهو من أهالي اليمامة، ويقال بأنه قام بقتل زيد بن الخطاب بن نفيل يوم اليمامة، ولكنه تاب بعدها وأعلن إسلامه، وكان خير مثال على المسلم ذو الأخلاق الحميدة؛ حيث التزم وحسن إسلامه، إذ من أقواله “الحمد لله الذي أبقاني حتى رجعت إلى الدين الذي رضي لنبيه عليه الصلاة والسلام وللمسلمين”، وبعدها تولى منصب قاضي البصرة بعد عمران بن الحصين في زمن عمر بن الخطاب، كما أنه واحداً من أصحاب مسيلمة، وتوفي أبو مريم الحنفي بسنبيل ناحية الأهواز، ويذكر أنه كان قليل الحديث.
قضاة البصرة
مر على تاريخ البصرة الكثير من القضاة الذين خلفوا ورائهم أثر كبير في نشر مفهوم العدل والعدالة بين أفراد المجتمع، وعلى الرغم من ظهور بعض هواجس المفسدين منذ تاريخ نشأتها عام 14هـ، إلا أن البصرة بقيت إلى وقتنا الحالي تمثل منارة للعدل والمساواة والعلم والرحمة والمودة بين أهلها ومن قدم إليها من علماء وتجار وطلاب وما إلى ذلك، إذ تولى عليها عدة قضاة تركوا تأثيراً قوياً على الحد من الجرائم، ونشر الوعي بأهمية قيم العدل بين ساكنيها، وبالتالي انتشار الأمن والأمان فيها، علماً أن بلغ عدد القضاة على البصرة 257 قاضياً.