من هو الرحالة ابن بطوطة؟

من هو الرحالة ابن بطوطة؟
التصنيف: شخصيات ومشاهير

يعد ابن بطوطة رحالة، ومؤرخ، وقاضٍ من قبيلة لواتة، وقد لُقِّب بأمير الرحالة المسلمين، حيث خرج من طنجة سنة 725 من الهجرة؛ فطاف بلاد المغرب العربي، ومصر، والحبشة (إثيوبيا حاليًا)، والشام، والحجاز، وتهامة، ونجد، والعراق، وبلاد فارس (إيران حاليًا)، واليمن، وعمان، والبحرين، وتركستان وبلاد ما وراء النهر، وبعضًا من الهند، وبلاد الصين، وجاوة، وبلاد التتار، وأواسط قارة أفريقيا، واتصل بكثير من الملوك والأمراء؛ فمدحهم، وكان يؤلف الشعر، واستعان بهباتهم (هداياهم) على تكاليف أسفاره.

يتحدث هذا المقال عن ابن بطوطة، ويشتمل على: 

  • من هو الرحالة ابن بطوطة؟
  • معلومات عن ابن بطوطة.
  • حياة ابن بطوطة.
  • أين ولد ابن بطوطة؟
  • تعليم ابن بطوطة.
  • جنسية ابن بطوطة.
  • لغة ابن بطوطة، ومهنته، وصفاته، وأبرز ما اشتهر به.
  • رحلة ابن بطوطة، والمدن التي زارها، وأبرز أعماله.
  • قيمة ابن بطوطة في التاريخ العربي والغربي. 
  • وفاة ابن بطوطة.
  • كتاب ابن بطوطة.

معلومات عن ابن بطوطة

هو عالم جغرافي مغربي مسلم من طنجة، لُقب بأمير الرحالة، وهو “مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدِ ٱللّٰهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ٱللَّوَاتِي ٱلطَّنْجِي”، ولد في 25 فبراير سنة 1304 من الميلاد بطنجة الموافق سنة 703 من هجرة الرسول الكريم” وهذا ما ذكره “بن جزي”، والكنية “ابن بطّوطة” هي كنية أطلقها الفَرَنجة على محمد بن عبد الله الطنجي، وسار على ذلك من بعدهم أكثر الناس، ولكن هذا اللقب ليس خاصًا به، بل كانت تلقب به أسرته، وتوالى ذلك على مر الزمان وإن كان يوجد بعض التحريف؛ فقد ذكر خير الدين الزركلي في كتابه “الأعلام” أنّ في مدينة نابلس في فلسطين أسرة تدعى “بيت بطبوط” وتعرف أيضًا ببيت المغربي وبيت كمال، تقول إنها من نسل ابن بطوطة.

حياة ابن بطوطة 

أين ولد ابن بطوطة؟

كان مولد ابن بطوطة في مدينة “طنجة”، وهي إحدى مدن المغرب العربي، وتقع على الشاطئ الإفريقي لبحر العدوة (بحر الزقاق) الذي يصل البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي، والذي يُعرف الآن باسم (مضيق جبل طارق)، وكان مولده في عهد السلطان أبو يوسف أحمد بن عبد الحق أحد سلاطين الدولة المرينية.

إعلان السوق المفتوح

تعليم ابن بطوطة 

ولد ابن بطوطة لأسرة تولي كثير من أفرادها القضاء؛ ولذلك تعهده والداه بالرعاية، وعملا على تعليمه وتثقيفه؛ ليتهيأ لتولي القضاء كما تولاه الكثير من أفراد أسرته، ولكنه ما إن أتم الثانية والعشرين من عمره حتى هفت نفسه، واشتاق إلى أداء فريضة الحج، وكانت هذه بداية رحلته.

جنسية ابن بطوطة

مما ذكرناه سابقًا يتضح لنا أن جنسية ابن بطوطة مغربي الأصل من مدينة طنجة التي تقع شمال المملكة المغربية.

لغته

بما أنّ ابن بطوطة ولد في طنجة في بلاد المغرب العربي، ومن قبيلة لواتة من البربر؛ فلغته الأم هي: اللغة الأمازيغية، واللغة الثانية هي: اللغة العربية.

مهنته

برع ابن بطوطة في علم الجغرافيا، والقضاء، والاستكشاف، والفقه، وبعد انتهاء رحلته عاد مرة أخرى إلى مسقط رأسه، وتولى القضاء في الدولة المرينية بقية حياته.

صفات ابن بطوطة

يُعد ابن بطوطة أحد أهم علماء التاريخ العربي والإسلامي، وحقق العديد من المشاركات والإنجازات التي جعلته يتولّى العديد من المناصب، وذلك بالإضافة إلى المكانة المرموقة التي تمتع بها، عُرف عن ابن بطوطة بالعديد من الصفات التي كانت الدافع الرئيس المهم وراء رغبته في القيام بالعديد من الرحلات والتنقلات، ومن هذه الصفات:

  •  رغبته الشديدة والمُلحَّة في معرفة كل ما يدور حوله في بلده، وخارج الحدود التي يعرفها، إلى جانب حُبه الشغوف للاطلاع، والاستكشاف، ومعرفة طبيعة حياة الناس، وعاداتهم، وتقاليدهم. 
  • اتصف ابن بطوطة بحنكته، وفطنته، وذكائه، إلى جانب قوته الشخصية التي أتاحت له أن يجوب بلاد العالم كلها دون الخوف من العقبات، والصعاب التي قد تعترض طريقه.
  •  حُبه، وإخلاصه، وتفانيه، وأمانته للعمل الذي وُكِّل به. 
  • عُرف عن ابن بطوطة أنّه انطوائي، مُنعزل في أسفاره في بعض الأحيان، حيث إنه سافر في العديد من رحلاته منفردًا، وحيدًا، دون أن يرغب بمصاحبة أحد. 
  • اتصف ابن بطوطة بالتشدد، والتعصب في أغلب الأحيان.
  • عرف عنه أنّه كان من أشهر علماء الدولة الإسلامية في وقته، الذين ساعدوا على تطورها، وتقدمها، وازدهارها.
  • اتصف بنقل عادات وتقاليد أي دولة، أو مكان يقوم بزيارته بثقة، وإخلاص، وصدق، دونما زيادة أو نقصان.
  • لعل أفضل ما تميّز ابن بطوطة هو ذاكرته القوية حيث عرف عنه أنّه كان يتذكّر كل ما رآه أو شاهده في أسفاره ورحلاته.
  • كان ابن بطوطة من أنشط الرّحالين، وأكثرهم عملًا وفهمًا لما يدور حوله.
  • اتصف بسرعة التأقلم مع المكان والزمان الذي يعيش فيه.
  • عُرف بالوسطية والاعتدال في أمور الدين والدنيا، حيث إنه كان يؤدي فريضة الحج ما بين الحين والآخر رغم استمرار رحلاته وزياراته.
اقرأ أيضاً:  سيرة عمر الخيام

أبرز ما اشتهر به ابن بطوطة

يعد ابن بطوطة أعظم الرحّالة المسلمين، فقد لُقب بشيخ الرحالين؛ ويرجع ذلك إلى كثرة مغامراته وسفره عبر الأمصار والأقطار، حيث أمضى ثمانية وعشرين عامًا من عمره،  مسافرًا في رحلات متعاقبة ومتواصلة، وفي القرن الرابع عشر من الميلاد بدأ ابن بطوطة رحلته الشهيرة التي قطع فيها مسافة تقدّر بحوالي 121.000 كيلومترًا، وهي مسافة كبيرة جدًا لم يقطعها أي رحالة منفرد أبدًا حتى ظهور عصر النقل البخاري بعد أربعة قرون ونصف (450) سنة، وتنقّل عبرها إلى أفريقيا، والشرق الأوسط، والهند، وجنوب شرق آسيا، وتجوّل عبر مساحاتٍ شاسعةٍ من نصف الكرة الشرقيّ، وتنقّل عبر البحار، وقوافل الجمال، والسير على الأقدام، وتجول في ما يقارب من 40 دولةً حديثةً، وغالبًا ما كان ابن بطوطة يعرّض نفسه للخطر الدائم بهدف المغامرة، وقام كذلك بتدوين جميع أسفاره ورحلاته في كتاب رائع أسماه “رحلة ابن بطوطة”، والمعروف أيضًا باسم “تحفة النظار في غرائب ​​الأمصار وعجائب الأسفار”.

رحلة ابن بطوطة 

بدأ ابن بطوطة رحلته المشهورة عندما بلغ سن الحادية والعشرين سنة عام 1325 من الميلاد، فانطلق من موطنه الأصليّ (المغرب) إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وقد استغرقت هذه الرحلة ستة عشر شهرًا (المقصود رحلة الحج، وليس مدة رحلات ابن بطوطة)، ولكنه بعد انتهائها لم يعد إلى بلده المغرب لمدة لا تقل عن أربعة وعشرين عامًا، وهي المدة التي قضاها في رحلاته.

رحلة ابن بطوطة

المدن التي زارها ابن بطوطة

رحلات ابن بطوطة والتي دامت لحوالي تسع وعشرون سنة ونصف تقريبًا، وكانت بدايتها يوم الخميس 2 من شهر رجب عام 725 من الهجرة، وانتهت بوصوله إلى  مدينة فاس عاصمة السلطان أبي عنان المريني في أواخر شهر ذي الحجة عام 754 من الهجرة قد زار فيها كل بلاد العالم المعروفة في هذا الوقت، وطاف قارتي إفريقيا وآسيا، وجزء من قارة أوروبا؛ فقد زار فيها المغرب العربي، أي: المغرب وموريتانيا في أقصى المغرب العربي -والجزائر في وسطه- وتونس في أدناه، وزار أيضًا ليبيا، وزار مصر بداية من الإسكندرية، مرورًا بشمال الدلتا ووسطها حتى وصل إلى عاصمة مصر في القاهرة، كما زار صعيد مصر، واتجه بعد ذلك إلى ساحل البحر الأحمر منتهيًا إلى ميناء عيذاب، ثم عاد مرة أخرى إلى القاهرة، واتجه من القاهرة إلى صحراء مصر الشرقية، ثم سيناء، ودخل فلسطين فزار أهم مدنها، وزار بيروت، وسهل البقاع، وطرابلس، وجبل لبنان، وبعلبك، كما زار دمشق، وحمص، وحماة، ومعرة النعمان، وحلب، وزار الساحل السوري ومدنه، وحصون الإسماعيلية.

من دمشق اتجه إلى الحجاز، مرورًا بالأردن، وأدى فريضة الحج عام 726 هجري، ثم غادر الحجاز إلى بلاد العراق، حيث زار بلدانها المشهورة، مثل: الكوفة، والبصرة، وبغداد، وتكريت، والموصل، وخرج إلى الحجاز مرة ثانية مع الركب العراقي؛ فحج للمرة الثانية عام 727 هجري، وجاور(مكث) بمكة عام 728 ھجري، ثم حج للمرة الثالثة ثم جاور مرة أخرى عام 729 هجري، ثم أدى مناسك الحج للمرة الرابعة وجاور أيضًا عام 730 هجري، وفي الموسم حدثت فتنة تحدث عنها، وذكر أنه خرج في تلك الأيام من مكة قاصدًا بلاد اليمن. 

اقرأ أيضاً:  من هو الزمخشري

من جدة ركب البحر الأحمر مارًا بشواطئ السودان، وزار اليمن، ومنه توجه إلى شرق إفريقيا، فزار: الصومال، وكينيا، وتنزانيا، ثم عاد مرة أخرى إلى جزيرة العرب، فزار ظفار في اليمن الجنوبي، ومدن عمان، ومن عمان توجه إلى إيران، ثم عبر الخليج، وزار البحرين، والقطيف، والحسا، واليمامة، وتوجه إلى مكة فحج للمرة الخامسة عام 732 هجري، ثم من مكة رحل إلى جدة؛ ليركب البحر إلى اليمن، متجهًا إلى بلاد الهند، ولكن الأقدار لم تيسر له تلك الرحلة، وكأن الله أراد له أن يسير إلى الهند من طريق آخر؛ ليتسنى له زيارة بلدان أخرى، فاجتاز البحر الأحمر من جدة إلى عيذاب متوجهًا إلى القاهرة، ثم بلاد الشام، ثم غزة، والخليل، وبيت المقدس، والرملة، وعكا، وطرابلس، وجبلة، واللاذقية، وقد سبق له زيارة معظم هذه البلدان، ومن اللاذقية يمم، أي بمعنى: توج شطر آسيا الصغرى (تركيا)، وزار مدنها، وطاف جميع أنحائها، ثم بعد ذلك زار مدينة القرم (جنوب روسيا)، كما زار أيضًا مدينة السرا عاصمة مُلك السلطان محمد أوزبك (وهي تقع على نهر الفولغا)، ومدينة بلغار، وحاول بعد وصوله إلى بلغار أن يزور أرض الظُلمة (مناطق سيبيريا)، وحين لم يتيسر له ذلك عاد من بلغار إلى مدينة الحاج ترخان (استراخان حاليًا)، ثم رحل إلى القسطنطينية، وعاد منها إلى جبال القوقاز، ومنها قصد آسيا الوسطى؛ فزار المناطق الإسلامية التي تقع ضمن حدود الاتحاد السوفيتي.

توجه ابن بطوطة أيضًا إلى كابل وغزنة، ثم إلى بلاد الهند، حيث أقام بها تسعة أعوام تقريبًا، وتواصل مع سلطان الهند محمد شاه الذي عينه قاضيًا للمذهب المالكي، ثم أرسله سفيرًا عنه؛ لتبليغ رسالة منه إلى ملك الصين، وفي طريقه من مدينة دلهي عاصمة الهند إلى بلاد الصين؛ زار مدن وسط الهند،، ثم أبحر لزيارة جزر ذيبة “جزر المالديف حاليًا” وقد أقام فيها وتزوج وتولى القضاء مكرها، وبقي في القضاء مدة عام ونصف، ثم غادر جزر المالديف إلى جزيرة سرنديب (سريلانكا حاليًا) ثم زار سواحل المعبر بالهند، ثم عاد إلى ساحل المليبار فزاره للمرة الثانية، ومنه إلى جزائر ذيبة المهل، ومنها إلى بنجالة (بنجلاديش حاليًا)، وجبال كامرو (ولاية آسام الهندية حاليًا)، وبعد ذلك زار بلاد البرهنكار (بورما حاليًا)، ومنها توجه إلى بلاد الجاوة (إندونيسيا حاليًا).

من بلاد الجاوة انطلق إلى مل جاوة (شبه جزيرة الملايو، جزء من جمهورية ماليزيا الآن)، ثم رحل إلى الصين؛ فزار في الجنوب مدن الزيتون (شوان شوفو)، وصين كلان، وقنجنفو، والخنسا (هانك شو)، ومنها توجه إلى بلاد الخطا (شمال الصين)؛ فوصل إلى العاصمة خان بالق (بكين حاليًا)، ولما وصل إليها لم يتمكن من تسليم الرسالة لملك الصين، وذلك لأن ملك الصين خرج لقتال ابن عمه المتمرد عليه، وانتهى القتال بهزيمة ملك الصين، وتولى ابن عمه البلاد، فعاد ابن بطوطة دون أن يردي رسالته بعد أن نصحه بعض المقربين منه، فارتحل من الصين إلى سومطرة، ومنها إلى مدينة كولم بساحل المليبار، ثم إلى كالكتا. 

خشي ابن بطوطة أن يغضب عليه سلطان الهند؛ لعدم القيام بالمهمة التي كلفه بها، فقرر أن يعود إلى بلده في المغرب العربي، فركب المحيط الهندي من كلكتا؛ فوصل ظفار، ثم اتجه إلى مسقط، ثم القريات في سلطنة عمان، ومنها إلى هرمز في إيران، ومنها إلى البصرة،  ثم الكوفة، فالحلة، فبغداد، ومن بغداد توجه إلى الأنبار قاصدًا بلاد الشام، ووصل دمشق وقد كان غاب عنها عشرين سنة كاملة كما ذكر هو بنفسه، وقال البعض بل كانت اثنتين وعشرين سنة والله تعالى أعلم.

من دمشق توجه إلى حمص، ثم حماة، ثم معرة النعمان، ثم حلب، وعاد ثانية إلى حمص، فدمشق، ومنها إلى عجلون (الأردن حاليًا)، فبيت المقدس، والخليل، فغزة، ومن غزة سافر برًا إلى دمياط، ثم فارسكور، ثم سمنود، ثم أبي صير، ثم المحلة الكبرى، وإبيار، ودمنهور، ووصل الإسكندرية فزارها للمرة الثانية، ثم عاد منها إلى القاهرة، واجتاز مدن الصعيد حتى عيذاب، فاجتاز البحر الأحمر إلى جدة فذهب إلى مكة فحج للمرة السادسة والأخيرة في سنة 749 هجري، ومن مكة توجه إلى مدينة الرسول -صلي الله عليه وسلم- وعاد إلى تبوك، فبيت المقدس، والخليل، فغزة، ومن غزة اجتاز سيناء وصحراء مصر الشرقية إلى القاهرة.

اقرأ أيضاً:  العالم فونت

في القاهرة بلغه تولي أبي عنان فارس السلطنة في الدولة المرينية، فشد الرحال للقائه، والتمتع بأرض وطنه الحبيب فغادر الاسكندرية سنة 750 عجري فوصل جربة، ومنها إلى قابس، ثم صفاقس، ثم بليانة، ثم سافر برًا إلى تونس، وأبحر من تونس إلى جزيرة سردينيا، ثم وصل في نهاية شهر شعبان سنة 750 هجري إلى مدينة فاس، وبعد مكوثه فترة في مدينة فاس توجه إلى مسقط رأسه مدينة طنجة، ومنها إلى سبتة، وزار جبل طارق، ورندة، ومربلة، وسهيل، ومالقة، وبلش، ثم غرناطة، وارتحل إلى الأندلس عائدًا مرة ثانية إلى المغرب؛ فوصل سبتة، ومنها إلى أصيلا، ثم سلا، ثم مراكش، ووصل إلى فاس، ثم سافر إلى بلاد السودان (ليس المقصود السودان الحالية بل البلاد التي يسكنها السود)، فوصل سجلماسة، ومنها إلى تغازي (مكان في جمهورية مالي حاليًا) ، ثم إلى إيوالاتن (في جمهورية موريتانيا)، ثم مالي فمكث فيها سنة واحدة وسبعة أشهر تقريبًا، ثم غادرها إلى ميمة، ثم تنبكتو، ثم كوكو، ثم إلى تكدا (النيجر حاليًا)، ومنها إلى بلاد قبيلة بردامة البربرية، ثم إلى بلاد الهكار،  ثم اتجه إلى سجلماسة، ومنها رحل إلى مدينة فاس؛ فوصلها في أواخر شهر ذي الحجة سنة 754 هجري، وكانت عودته إجابة لأمر السلطان أبي عنان المريني. 

أبرز أعمال ابن بطوطة

  • أبرز أعمال ابن بطوطة هي تلك الرحلة، أو بمعني أدق: الرحلات اللي زار فيها كل بلدان العالم تقريبًا، المعروفة في ذلك الوقت في رحلة استمرت لثمانية وعشرين سنة تقريبًا مسافة 121.000 كيلو متر. 
  • توليه القضاء في الهند على المذهب المالكي.
  • تولى القضاء في المغرب للدولة المرينية في  آخر عمره.

قيمة ابن بطوطة في التاريخ العربي والغربي

يُعد ابن بطوطة أشهر الرحالة الذين عرفهم التاريخ القديم في عصر ما قبل الطائرات والسيارت، فقد قطع مسافة آلاف الكيلومترات بوسائل مواصلات بدائية، وزار كل المدن المعروفة في وقته تقريبًا، ونقل تراث وتقاليد تلك الشعوب، بل ومأكلهم ومشربهم وملبسهم إلينا، ونقل تقاليد البلاد العربية والإسلامية إليهم، ويعد ابن بطوطة جغرافيًا بامتياز؛ فقد دون خط سير رحلته بدقة متناهية معتمدًا على ذاكرته التي لم تخنه إلا قليلًا جدًا، ويعد كتاب ابن بطوطة موسوعة جغرافية بامتياز.

وفاة ابن بطوطة

لا نعرف الكثير عن ابن بطوطة بعد الانتهاء من رحلته وتدوينها، وملخص ما جمعه المؤرخون والمترجمون له بعد انتهاء رحلته أنه تولى القضاء في الدولة المرينية بقية حياته، وآنه كان جوادا محسنًا، تُوفي -رحمه الله- سنة 779 من الهجرة، الموافق سنة 1377 من الميلاد.

كتاب ابن بطوطة

من أشهر المؤلفات التي قام ابن بطوطة بكتابتها هي كتاب “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” حيث يُعدّ هذا الكتاب من أهم وأشهر الكتب التي حظيت باهتمام العديد من الناس في ذلك الزمان إلى زماننا هذا، إلى جانب ذلك فقد يُعد هذا الكتاب موسوعةً جغرافيةً تاريخيةً مُهمة، حيث روى ابن بطوطة كل العجائب والغرائب التي مرّ بها أثناء رحلاته، وهو كتاب وصف رحلة ابن بطوطة، ويتحدث عن أهل البلاد التي زارها وحكامها وعلمها، ويصف الملابس بألوانها وأشكالها، ولا ينسى الأطعمة، وأنواعها، والطريقة التي تُصنع بها، ويجدر بالذكر أن السلطان أبو عنان فارس المريني أمر ابن بطوطة أن يكتب تلك الرحلة، فاستجاب وكتبها، وانتهى من كتابتها كما ذكر هو بنفسه في الثالث من شهر ذي الحجة سنة 756 هجري، وبعد ذلك أمر السلطان المريني كاتبه محمد بن أحمد بن جزي بتنقيحها، وصياغتها صياغة أدبية، فامتثل للأمر، وانتهى من ذلك في شهر صفر سنة 757 هجري، تم تُرجم هذا الكتاب الرائع  إلى عدة لغات، مثل: البرتغالية، والفرنسية، والإنجليزية، كما ترجمت فصول منه إلى اللغة الألمانية.

فيديو عن الرحالة ابن بطوطة

مقالات مشابهة

أذكى شخص في العالم وليام جيمس سيديس

أذكى شخص في العالم وليام جيمس سيديس

من هو سيبويه

من هو سيبويه

معلومات عن الملك فاروق

معلومات عن الملك فاروق

من هو مخترع المذياع

من هو مخترع المذياع

دليلك الشامل عن الجاحظ ومؤلفاته

دليلك الشامل عن الجاحظ ومؤلفاته

سلاطين الدولة العثمانية

سلاطين الدولة العثمانية

عاصمة الدولة العباسية

عاصمة الدولة العباسية