جدول المحتويات
يعرف الاستمناء -أو العادة السرية كما يسميها البعض- بأنه واحد من الأمور المنكرة والمنافية للفطرة التي فطر الله تعالى الإنسان عليها، وواحد من الأمور المحرمة في الشريعة الإسلامية؛ حيث يقول الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} (المؤمنون: 5-7)، كما يقول النبي -عليه الصلاة والسلام- : “مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ” [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]؛ حيث أرشد النبي هنا إلى الصيام في حال كان الزواج أمراً صعباً، ولم يرشد إلى الاستمناء على الرغم من سهولته وذلك لحرمته وأضراره النفسية والجسدية المتعددة على من يمارسه.
حكم الاستمناء في رمضان
يعد الاستمناء واحداً من الأمور المحرمة على الصائم في نهار رمضان وذلك لكونه مبطلاً للصيام بإجماع العلماء، والشاهد على ذلك أن الصيام يكمن في الامتناع عن الطعام والشراب والشهوة، والاستمناء من الشهوة، أضف إلى ذلك أن الصيام يبطل بالاستمناء كما يبطل بالقيء عمداً وبالاحتجام بخروج الدم؛ وذلك لكونهما أسباباً لضعف الجسد والبدن، وبناءًعلى ما تقدم فإن الاستمناء يفطر ويبطل الصيام، ومن الأدلة على ذلك ما يأتي:
- قال ابن عثيمين في “الشَّرح الممتع”: “إذا طلب خروج المَنِيِّ بأيِّ وسيلة، سواءٌ بيده، أو بالتدلُّك على الأرض، أو ما أشبه ذلك حتى أنزل، فإنَّ صومَه يفسُد بذلك، وهذا ما عليه الأئمة الأربعةُ رحمهم الله: مالكٌ، والشافعيُّ، وأبو حنيفة، وأحمدُ”.
- قال الرافعي: “المنِيُّ إن خرج بالاستمناء أَفْطَرَ؛ لأن الإيلاجَ من غير إنزالٍ مُبْطِلٌ، فالإنزال بنوع شهوةٍ أوْلى أن يكون مُفطرًا”.
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قال الله تعالى: إلا الصومَ، فإنه لي وأنا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي” [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : “وفي بُضْعِ أحدِكُم صَدَقَةٌ”، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحَدُنَا شهْوَتَهُ ويكونُ له أجْرٌ؟! قال: “أرأيتم لو وَضَعَهَا في الحرام؛ أكانَ عليه وِزْرٌ؟ كذلك إذا وضعها في الحلال؛ كان لهُ أجْرٌ” [صحيح الجامع|خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وهنا يستدل أن الشهوة هي ذاتها المني.
- قال ابنُ قدامة في “المغني”: “وَلَوِ اسْتَمْنَى بِيَدِهِ فَقَدْ فَعَلَ مُحَرَّمًا، وَلا يَفْسُدُ صَوْمُهُ بِهِ إلا أَنْ يُنْزِلَ، فَإِنْ أَنْزَلَ فَسَدَ صَوْمُهُ”.
ما هو حكم الاستمناء في نهار رمضان للعلاج؟
إن تعمد الصائم الاستمناء في نهار رمضان مبطل للصيام في جميع الحالات، وحتى لو كان ذلك بهدف العلاج، حيث جاء في “رد المحتار” -من كتب الحنفية-: “الاستمناء بالكف إذا أنزل فعليه القضاء”، كما جاء في “حاشية الدسوقي” -من كتب المالكية-: “وترك إخراج المني يقظة بلذة معتادة”، ما يعني أن إخراج المني في هذه الحالة يفسد الصوم ويوجب القضاء.
ما هي كفارة الاستمناء في نهار رمضان؟
يجب على من استمنى في نهار رمضان أن يقضي ذلك اليوم الذي بطل فيه صيامه بسبب الاستمناء، وهذا ينطبق على كل من الرجل والمرأة على حد سواء، وفي حال لم يكن يعلم عدد هذه الأيام بالتحديد فيجب صيام أيام بالعدد الذي يغلب على الظن أن الذمة تبرأ به، وأما عن كفارة الاستمناء فليس عليه كفارة على الأرجح؛ وذلك لعدم ورود الدليل الذي يوجب ذلك، وإنما كفارته هنا هي التوبة الصادقة النصوح، والعمل الصالح، والإتيان بالحسنات اللاتي يذهبن السيئات، والإكثار من الطاعات والدعاء حتى يقبل الله التوبة.
مواضيع واسئلة تخص شهر رمضان ورؤية هلال رمضان
| هل معجون الأسنان يفطر؟ | هل العطر يفطر؟ |
| هل الإبر تفطر في رمضان؟ | هل بخاخ الأنف يفطر؟ |
| رؤية هلال رمضان | هل بخاخ الربو يفطر؟ |
| هل البخور يفطر؟ | هل قطرة العين تفطر؟ |
| هل التحاميل تفطر؟ |
