جدول المحتويات
اختلف العلماء في حكم البخور هل هو يفطر أم لا؟ فالراجح أنه قد كرهه بعضهم، وأقر بعضهم بإفطار من استنشق البخور، حيث إن له جرمًا (الدخان) يصل إلى الجوف، وقال بعضهم أنه لا يفطر، ولكنهم جمع قليل، والصحيح إن شاء الله أن البخور لا يضر، وإن كان الأولى الابتعاد عنه؛ خروجًا من الخلاف، واتقاءً للشبهات.
ما هو البخور؟
البَخُور هو مادة عطرية تطلق دخانًا جميل الرائحة عند الاحتراق، يستخدم البخور لأسباب عديدة، منها: أسباب جمالية، وعلاجية، والتأمل، والاحتفال، يمكن استخدامه أيضًا في بعض الأحيان كمزيل رائحة، أو طارد للحشرات.
أقوال المذاهب الأربعة
المذهب الحنفي
قال في رد المحتار ما معناه: ولو أدخل حلقه الدخان بأي صورة؛ كان الإدخال حتى لو تبخر ببخور، وآواه إلى نفسه، واشتمه ذاكرًا لصومه أفطر لإمكان التحرز عنه، قال الشرنبلالي: هذا مما يغفل عنه كثير من الناس؛ فليتنبه له، ولا يتوهم أنه كشم الورد والمسك؛ لوضوح الفرق بين هواء تطيب بالمسك، وشبهه وبين جوهر دخان وصل إلى جوفه بفعله، ومن هذا الكلام نستنتج أن استنشاق البخور يفسد الصوم إن وصل إلى الحلق، وأن شمه من غير استنشاق له، ولا قصد لا يفسده، وكذلك الروائح الطيبة؛ فإنها لا تفطر، وهو محل اتفاق، خلاصة القول أن الحنفية يرون بفطر من استنشقه متعمدًا إلى أن وصل إلى حلقه، ويرون بصحة صوم من استنشقه بدون قصد.
المذهب المالكي
قد نص فقهاء المذهب المالكي على أن استنشاق البخور يفسد الصوم، واتفقوا على ذلك، قال الخرشي على مختصر خليل بن إسحاق المالكي عند قوله وبخور، أي: من شرط صحة الصيام ترك إيصال بخور، قال الخرشي: “واستنشاق قدر الطعام بمثابة البخور إلى أن قال: ويفرق بين صانعه وغيره” البخور أي: أنه يغتفر لمن يصنعه شم دخانه؛ فلا يفطره، وذلك لصعوبة الاحتراز منه، قال العدوي معلقًا على كلام الخرشي على البخور: “فلو وصل بغير اختياره وبدون قصد لم يفطر، وفهم منه أن رائحة غير البخور كالمسك والعنبر لا تفطر” الخلاصة أن المالكية يرون بفطر من استنشقه متعمدًا إلى أن وصل إلى حلقه، ويرون بصحة صوم من استنشقه بدون قصد.
المذهب الشافعي
لم ير علماء الشافعية ضررًا على الصوم من استنشاق البخور، قال في تحفة المحتاج، وهو يذكر فروض الصيام: “والإمساك عن وصول العين إلى ما يسمى جوفًا؛ لأن فاعل ذلك لا يسمى ممسكًا بخلاف وصول الأثر كالطعم، والريح بالشم، ومثل دخول دخان نحو البخور إلى الجوف، وإن تعمد فتح فاه قصدًا لذلك” والخلاصة أن الشافعية لا يرون أن البخور يفطر.
مذهب أحمد بن حنبل
قال الحنابلة أنه إذا تعمد استنشاق البخور، ووصل إلى حلقه؛ أفطر، وهو قريب مما ذهب إليه المالكية، والأحناف، قال في مطالب أولى النهى: وكره له -أي للصائم- شم ما لا يؤمن أن يجذبه نفس لحلق كسحيق مسك (مسحوق المسك)، وكافور، ودهن، ونحوه كبخور بنحو عود؛ خشية وصوله مع نفسه إلى جوفه، وعلم منه أن شم نحو ورد وقطع عنبر ومسك غير مسحوق لا يفطر.
خلاصة المذاهب الأربعة
اتفق الحنفية والمالكية والحنابلة على فطر من استنشق البخور عامدًا متعمدًا ووصل إلى جوفه، وصحة صيام من استنشقه بدون قصد منه، ويرى الشافعية وحدهم أن البخور لا يفطر سواء بقصد، أو دون قصد.
أقوال العلماء
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: “وأما الطيب فجائز للصائم في أول النهار وفي آخره، سواء كان الطيب بخوراً، أو دهناً، أو غير ذلك، إلا أنه لا يجوز أن يستنشق البخور؛ لأن البخور له أجزاء محسوسة مشاهدة، إذا استنشقه؛ تصاعدت إلى داخل أنفه، ثم إلى معدته؛ ولهذا، قال النبي (صلى الله عليه وسلم) للقيط بن صبرة ـرضي الله عنه-: “بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا”، وقال أيضًا: رائحة العطر لا تفطر حتى لو استنشق الإنسان هذا العطر، فإنه لا يفطر؛ لأنه لا يتصاعد إلى جسمه شيء سوى مجرد الرائحة، وأما البخور: فلا بأس أن يتطيب به الإنسان، ويطيب به ثوبه، ويطيب به رأسه، ولكن لا يستنشقه؛ لأنه إذا استنشقه تصاعد إلى جوفه شيء من الدخان، والدخان ذو جرم محسوس، ومشاهد؛ فيكون مثل الماء، وقال الشيخ بن باز -رحمه الله- عند سؤاله عن البخور والعطور:
“البخور والعطر لا يفطران، للمسلم أن يطيب، أو يتبخر، ولا يفطره ذلك، لكن لا يجب أن يستنشق البخور، وهذا أحوط له؛ خروجًا من الخلاف، بل يطيب في ثيابه وبدنه، في الطيب بالورد بدهن العود بالبخور، لكن لا يستنشق البخور.
مواضيع واسئلة تخص شهر رمضان ورؤية هلال رمضان
هل معجون الأسنان يفطر؟ | هل العطر يفطر؟ |
هل الإبر تفطر في رمضان؟ | هل بخاخ الأنف يفطر؟ |
هل الاستمناء يفطر؟ | هل بخاخ الربو يفطر؟ |
رؤية هلال رمضان | هل قطرة العين تفطر؟ |
هل التحاميل تفطر؟ |