جدول المحتويات
حدوث آلام الجسم عند النوم
يعاني الكثير من آلام الجسم عند النوم، وهذا قد يرجع لأسباب عديدة قد تكون مرتبطة بنوعية النوم، أو قد تكون مرتبطة بأسباب مرضية، وبشكلٍ عام يعاني من الأشخاص المصابين بآلام مزمنة من صعوبات ومشاكل في النوم، وحتى أولئك الذين يعانون من آلم بالجسم الشديدة مرتبطة بإصابة ما أو بعد إجراء العمليات الجراحية تتأثر عملية النوم لديهم بشكلٍ كبير، ومن ناحية أخرى وجد أن الآلام المزمنة شائعة جداً بين الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم، وبالتالي يمكن القول أن آلام الجسم مرتبطة بعلاقة ثنائية مع النوم.
العلاقة بين آلم الجسد والنوم
آلم الجسم والنوم
يعتبر النوم لدى العلماء عملية معقدة وما زالوا يحاولون فهم هذه العملية، وفهم ما يحدث للجسم خلالها، فقد وجد العلماء أن جسم الإنسان والأنظمة الحيوية التي فيه تصبح نشطة نوعاً ما عند الراحة والنوم، فمثلاً يقوم الدماغ بجمع الأحداث والذكريات ودعمها، والتخلص من الأمور التي لا يحتاجها من أحداث اليوم، بينما يقوم الجسم بالترميم والتجديد على المستوى الخليوي، كما وجدت البحوث خلال العقد الفائت أن النوم يؤثر على الإنسان من عدة نواحي، فهو يؤثر على المناعة، والوزن، والمزاج، وحتى التعلم، حيث إن العديد من العمليات التي يقوم بها الجسم تعمل بشكلٍ ثنائي الاتجاه مع النوم بمعنى أن عملية النوم وعمليات الجسم الأخرى تؤثر وتتأثر ببعضها البعض من حيث نوعية وكمية الراحة التي يحصل عليها الإنسان.
تأثير ألم الجسد على النوم
تجعل الآلام في الجسم عملية النوم أكثر صعوبة، فعندما يكون الجسم غير مرتاح يصبح الدماغ أكثر تيقظاً، وهذا يؤدي إلى زيادة تركيز الإنسان على آلام الجسم، وبالتالي يصبح من الصعب عليه الاسترخاء والدخول في مرحلة النوم، وعندها يمكن أن يركز الإنسان على الرغبة في النوم ومحاولة إجبار نفسه على ذلك، وبحسب الأطباء النفسيين فإنه كلما حاول الإنسان التركيز على الرغبة في النوم؛ كان الدخول به أصعب، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الأرق، كما من الممكن أن يؤدي الألم المزمن أو الحاد إلى التأثير على الإنسان حتى خلال نومه ويجعله مضطرباً، وهذا ما قد يحدث لمرضى التهابات المفاصل فيشعرون بآلام عند رغبتهم في التقلب أو التحرك خلال النوم مما يؤثر على نوعية وكمية النوم التي يحصلون عليها وهذا يتسبب في شعورهم بالتعب عن الاستيقاظ في اليوم التالي، كما يمكن أن تتسبب آلام في الجسم عند النوم بشعور الشخص بالتعب والوهن والرغبة في النوم خلال النهار مما يؤثر على طبيعة حياته اليومية.
قلة النوم تزيد من الألم
يرتبط الحرمان من النوم بزيادة الشعور بآلم الجسد، حيث يصبح الجسم أكثر حساسية للشعور بالآلام عندما لا يحصل على ما يكفيه من الراحة، كما تقل قدرته على التحمل فيصبح تأثير آلام الجسم أسوء، ومن الحالات المرضية التي ترتبط بالنوم وآلم الجسد مرض ألم العضلي الليفي أو التليفي، قد وجدت الدراسات أن تحسين نوعية النوم ساعدت كثيراً في التخفيف من آلم الجسد التي يعاني منها المصابون بهذا المرض، كما وجدت بعض الدراسات أن الأشخاص العاديين الذين يعانون من اضطراب نوم حركة العين السريعة ظهرت عليهم بعض الآثار الشبيهة لمن يعانون من مرض الألم العضلي التليفي، وزيادة الشعور بالألم لمن يعانون من المرض، وفي أبحاث أخرى وجدت أن انقطاع النفس الانسدادي النومي والذي يتسبب في إيقاظ المريض عدة مرات خلال الليل كانت مرتبطة بزيادة الشعور بآلام الجسم، بالإضافة إلى أن عدم الحصول على قسط كافي من النوم يعيق عملية شفاء الجروح، والذي يمكن أن يتسبب إلى زيادة الشعور بالألم الناتج عن الجروح والعمليات الجراحية.
أسباب ألم الجسد عن النوم
نوعية الفراش الرديئة
يقضي الأشخاص العاديون حوالي 40% من حياتهم في النوم أو محاولة الدخول في النوم، وبما أن الإنسان يقضي وقتاً طويلاً في النوم فإنه من المهم الاستثمار في شراء فراش ذو جودة عالية وصحية للجسد لمنع حدوث آلم في الجسم عند النوم، ولكي تكون نوعية الفراش جيدة ومناسبة لجسد الإنسان يجب أن تكون قادرة على دعم وحمل وزن الجسم بشكلٍ جيد ومتماسك مع إعطاء الإنسان شعوراً بالراحة، وبالرغم من أن مقدار نعومة وراحة الفراش يعتمد على الرأي الذاتي للشخص إلا أنه يجب أن يكون كل من الرأس، والأكتاف، والأرداف، والكعوب بمحاذاة الفراش، ففي حال كان الفراش ناعماً إلى درجة غوص الجسم من الأرداف فيها فإن هذا يمكن أن يتسبب في آلام الجسم.
الوسادة
الهدف من وجود الوسادة هو دعم الرأس بحيث يأخذ العمود الفقري انحاءته الطبيعية خلال النوم، ومن أجل المحافظة على وضعية العمود الفقري الطبيعية عند النوم على الجانب يجب أن تكون سماكة الوسادة مساوية لمقدار المسافة بين الأذن والجزء الخارجي من الكتف من أجل التعزيض عن الارتفاع الذي يوفره الكتف، وينصح بمحاولة النوم على الجانب للأشخاص الذين ينامون على الظهر أو البطن، حيث أن وضعية النوم على الظهر أو البطن يمكن أن تتسبب في آلم الجسد عند النوم، وينصح باختيار وسادة مريحة مع المحافظة على الارتفاع الصحيح لها.
وضعية النوم
بالرغم من كون النوع على الظهر الأنسب بين أشكال النوم الأخرى بسبب محافظة هذه الوضعية على الرأس والرقبة والعمود الفقري بوضعهم الطبيعي إلا أن هذه الطريقة تتسبب في ألم في الجهة السفلية من الظهر، ولذلك من الأفضل محاولة التعود على النوم على الجانب، وتجنب محاولة النوم على البطن لأن ذلك يتسبب في ألم الظهر والرقبة، ومن الجدير بالذكر أن النوم لساعات طويلة يمكن أن يتسبب في آلام الجسم عند النوم.
حالة مرضية ما
يمكن أن تكون آلام الجسد خلال النوم مرتبطة بحدوث التهاب ما، والذي يمكن أن يرجع سببه إلى حالة مرضية معينة، وعندها يجب زيارة الطبيب لتحديد المرض، فقد يرجع إلى أمراض الغدة الدرقية، أو التهابات المفاصل، أو مرض لايم، أو متلازمة الإرهاق المزمن، ويمكن أن يرجع السبب إلى مشكلة بسيطة مثل نقص فيتامين د.
الالتهاب
يمكن أن يتسبب وجود الالتهاب في الشعور بالألم، ويمكن أن يرجع الالتهاب إلى محموعة كبيرة من الأسباب، ومنها: بعض الأمراض المزمنة، وبعض الأدوية، والسكر، والكربوهيدرات المكررة، والكحول، واللحوم المعالجة، والدهون المتحولة.
عدم الحصول على قسط كافي من النوم
يمكن أن يسبب قلة النوم في الشعور بآلم في الجسم، كما يمكن أن تؤدي آلام الجسم إلى عدم الحصول على نوعية نوم جيدة، وعدم الحصول على نوعية نوم جيدة يمكن أن يؤدي إلى المزيد من آلام الجسم، وبالتالي يعلق الإنسان في حلقة مستمرة من آلام الجسم وقلة النوم.
عدم ممارسة التمارين الرياضية
تساعد التمارين الرياضية في المحافظة على لياقة الجسم والوزن، ويمكن لها أن تحسن من نوعية النوم التي يحصل عليها الإنسان، فجسم الإنسان الذي الذي لا يحصل على ما يكفيه من النوم لا يمكنه القيام بعمليات ترميم والتجديد التي تحتاجها أنسجة وخلايا الجسم، وبالتالي يمكن لممارسة التمارين الرياضية أن تحسن من نوم الإنسان، وتقلل من التوتر،وبالتالي تحسن من نوعية وكمية النوم التي يحصل عليها الجسم.
زيادة الوزن
يؤثر الوزن الزائد على المفاصل والعضلات والأوتار والأربطة، وهذا يمكن أن يتسبب في آلام بالجسم عند النوم، ولذلك ينصح بمحاولة إنقاص الوزن وتناول وجبات صحية وممارسة التمارين الرياضية، وهذا من شأنه أن يقلل من الشعور بآلام الجسم، ويحسن من نوعية النوم.