مرض الاكتئاب: أسبابه، أعراضه وطرق علاجه

مرض الاكتئاب أسبابه، أعراضه وطرق علاجه

يُعد الاكتئاب من الأمراض العصيبة التي تمثل عبئًا ثقيلًا على كاهل الأفراد وعائلاتهم، وهو تعبير عن الاضطرابات النفسية بشكل عام، حيث يؤثر على الحياة اليومية للمُصاب، ويجب إدراك الفرق بين حالة الحزن التي تنتاب الإنسان من وقت لآخر كجزء طبيعي من الحياة، وبين حالة الاكتئاب التي هي شعور دائم بالحزن واليأس، حيث يُساعد ذلك على الإحاطة بأعراض الاكتئاب وتشخيصه وتحديد أسبابه، وتجدر الإشارة إلى تعدد أنواع الاكتئاب، واختلافه تبعًا لنوع المُصاب وعمره وحالته، وبالتالي تختلف طرق العلاج تبعًا لذلك.

يتحدث هذا المقال عن الاكتئاب، ويشمل:

  • التعريف بالاكتئاب، وتوضيح أعراضه، وتأثيره على تصرفات المُصاب.
  • تشخيص مرض الاكتئاب من حيث الفحوصات والمعايير واختبار الاكتئاب.
  • تحديد أسباب الاكتئاب وأنواعه بالتفصيل.
  • ذكر بعض النصائح للتعامل مع الاكتئاب.
  • بيان أن الاكتئاب يختلف باختلاف الجنس.
  • الحديث عن طرق علاج الاكتئاب.
  • توضيح مضاعفات الاكتئاب وكيفية الوقاية من الإصابة به.
  • الإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة عن الاكتئاب.

ما هو الاكتئاب؟

يُعرّف الاكتئاب بأنه شعور يُؤثر بشكل سلبي على المُصاب؛ فتظهر عليه العديد من الأعراض والعلامات، ولا تقتصر تلك الأعراض على الجانب النفسي الذي يتمثل في الحزن المعتاد الذي يتعرض له الكثير من الناس لأيام، بل يمتد لوقت طويل كما أنه يؤثر على الجانب البدني للمُصاب، فلا يقوى على أداء الأعمال والوظائف اليومية بصورة طبيعية، ويُعتبر الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارًا، ومع ذلك هناك الكثير من المُصابين بالاكتئاب الذين يعزفون عن زيارة الطبيب المختص؛ لعلاج ذلك المرض، خصوصًا مع خجل الكثيرين من توصيف حالتهم بالمرض النفسي، كما قد ينكر البعض مرض الاكتئاب مدعيّن أنها مجرد حالة ضعف نفسي عابرة، وليست حالة مرضية تحتاج إلى تشخيص وعلاج.

تجدر الإشارة إلى تعدد سبل علاج مرض الاكتئاب في الوقت الحالي حتى يقوى الإنسان على ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي؛ لذلك يجب المبادرة بمراجعة الأطباء عند ظهور أعراض الاكتئاب احترازًا من ظهور مضاعفات ومخاطر الاكتئاب التي قد تضر المُصاب كثيرًا مثل إصابته بالعديد من المشاكل الصحية والنفسية وصولًا في بعض الحالات إلى أن يُنهي المريض حياته وذلك بانتحاره.

إعلان السوق المفتوح

أعراض الاكتئاب بالتفصيل

تتباين أعراض وعلامات الاكتئاب التي تظهر على المُصاب، ويرجع ذلك للعديد من العوامل مثل العمر، والنوع، إضافةً إلى التاريخ المعرفي والثقافي للمُصاب، حيث أن الأطفال لا يستطيعون إدراك حقيقة الاكتئاب في هذه السن الصغيرة؛ لذلك فإن أعراض الاكتئاب لديهم غالبًا ما تكون عبارة عن حالات تهيج أو معاناة من بعض المشاكل الجسمانية، بينما يُلاحظ على المراهقين المُصابين بالاكتئاب أنهم أكثر تمردًا على التعليمات كما أن مستواهم الدراسي يتراجع بصورة واضحة فضلًا عن رغبتهم في الانعزال عن أقرنائهم، بل وتزيد لديهم الرغبة في القيام بالتصرفات الخطيرة، ومن الجدير بالذكر أيضًا أن الاكتئاب من الأمراض النفسية التي لا يسهل اكتشافها وتشخيصها لدى كبار السن، حيث يمكن أن تظهر العديد من أعراض الاكتئاب، ولكن لا يُنتبه إليها بسبب إرجاعها إلى التقدم في السن أو تعرضهم للعديد من الاضطرابات الصحية، ويمكن تحديد أعراض الاكتئاب تفصيلًا في:

  • سوء الحالة المزاجية: غالبًا ما ينتاب المُصابين بالاكتئاب حالة من الحزن وعدم الشعور بجدوى الحياة أو قيمة أداء المهام، كما يزيد لديهم الشعور بالانزعاج مما يدور حولهم، إضافةً إلى سرعة الشعور بالغضب والتهيج، وقد يفقد البعض الشعور بالأحداث والمواقف التي يتعرضون لها، وتستمر هذه الحالة من التقلب المزاجي فترة طويلة من الزمن، ومن الممكن أن يلاحظ المُصاب ذلك أو يعجز عن إدراك حالته، وعندها يجب على المحيطين به الانتباه لتلك التغيرات.
  • فقدان الشغف: يفقد المُصابون بالاكتئاب المتعة بالأعمال التي يقومون بها، كما لا يهتمون بممارسة الهوايات والأنشطة اليومية، وتُعرّف هذه الحالة بالإنجليزية بـ”Anhedonia”.
  • التغير في الشهية: من المُلاحظ على المُصابين بالاكتئاب تغير شهيتهم؛ الأمر الذي يؤثر على وزنهم، حيث يمكن أن تزيد الشهية لدى المريض ويتناول كميات كبيرة من الأطعمة السريعة أو الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات؛ فيزيد وزنه، بينما تقل الشهية لدى البعض لدرجة أنهم يحتاجون إلى إجبارهم على الطعام حتى لا يموتوا بسبب انعدام شهيتهم وعزوفهم عن الطعام لأيام.
  • تقلبات في النوم: يتسبب مرض الاكتئاب في تقلبات في النوم، حيث يواجه بعض المرضى مشاكل تمنعه من النوم، بينما يضطر البعض الآخر إلى الاستيقاظ المبكر من النوم مهما كان عدد ساعات النوم قليلًا، وهناك فئة من المُصابين بالاكتئاب يُفرطون في النوم لساعات طويلة، ولكن من النادر أن يجد المكتئب شعورًا بالراحة بعد النوم.
  • الشعور بالدونية: من أكثر الأعراض التي يشعر بها المريض بالاكتئاب أنه دائم الإحساس بالدونية والفشل، ولا يشعر مطلقًا أنه شخص مؤهل للقيام بأي شيء.
  • ضعف التركيز: يتعرض المُصابون بالاكتئاب لمشكلة خطيرة وهي ضعف التركيز؛ الأمر الذي يؤثر على مستوى تفكيرهم؛ فيتعرضون للتشتت بالسهولة، ولا يستطيعون القدرة على اتخاذ القرار.
  • التفكير في الموت أو الانتحار: نظرًا لفقدان المُصاب بالاكتئاب لقيمة الحياة وجدواها، فإن التفكير في الموت يغلب عليه دائمًا، ولا يكون هذا العَرَض خطيرًا إلا عندما يبدأ في التفكير في إنهاء حياته بنفسه.

تصرفات مريض الاكتئاب

هناك العديد من التصرفات التي تظهر على مريض الاكتئاب والتي يجب أخذها في عين الاعتبار، والمسارعة بمراجعة الطبيب لتجنب المضاعفات، ومن أبرز تلك التصرفات كثيرة ترديد المريض لعبارات تُعبر عن عدم اكتراثه بالحياة ومن أبرز تلك العبارات: “أنا لا أستحق”، “لا قيمة لحياتي”، “سيكون الجميع سعداء بدوني”، كما يتحدث أحيانًا عن رغبته في الانتحار، وتؤثر تلك الأفكار على مشاعره، حيث يغلب على أفعاله شعوره بالحزن، والإحباط، وعدم ثقته في نفسه، فضلًا عن التسويف والمماطلة في إنجاز الأعمال حيث يغلب عليه حالة من الخمول، وقد تشمل تلك الحالة البطء في الحديث، وجمود تعابير الوجه إضافةً إلى إيجاد صعوبة في النهوض من السرير للأكل والشراب أو الاغتسال؛ الأمر الذي يؤثر في سلوكيات المُصاب مثل عدم عنايته بالنظافة الشخصية وبالتالي يكون مظهره دائمًا رثًا. كذلك، يمكن أن تزيد لديه الرغبة في العزلة وعدم الخروج من المنزل سواء للعمل أو للتنزه ومقابلة الأصدقاء، وقد يتجه إلى الإدمان وشرب الكحوليات إذا كان شابًا أو كبيرًا في السن، بينما يغلب على تصرفات الأطفال والمراهقين العنف كما يكونون أكثر حساسية تجاه الرفض حيث يعتبِر المُصاب بالاكتئاب أي رفض أمرًا يخص شخصيته، فتزداد لديه مشاعر عدم التقدير، ومعاداة الآخرين.

أعراض الاكتئاب الجسدية

تتعدد الأعراض الجسدية للاكتئاب، ومن أبرز تلك الأعراض:

  • التعب الدائم وفقدان القدرة على إنجاز المهام اليومية، حيث يُعتبر هذا العرض هو الأكثر انتشارًا بالنسبة للحالة الجسدية للمكتئبين، وغالبًا ما يكون ذلك العرض سببًا في النوم لساعات طويلة لدى فئة كبيرة من المُصابين، ويجب التفرقة بين الشعور بالتعب وفقدان الطاقة بعد يوم شاق أو لبضعة أيام وبين ذلك الشعور الدائم الذي يلازم المُصابين بالاكتئاب.
  • الإصابة بالصداع في المنطقة التي تُحيط بالعينين، حيث يُعتبر هذا الأمر من أبرز أعراض الاكتئاب الجسدية، وكلما زادت شدة الصداع كان الاكتئاب أكثر حدة، ويجب طلب المساعدة الطبية في الحالات التي يترافق فيها الشعور بالصداع مع الحزن، أو أي مشاعر سلبية على المستوى النفسي.
  • عدم القدرة على احتمال الآلام، حيث يشعر المُصابون بالاكتئاب بهذا الأمر بشكل يفوق المعدل الطبيعي، فقد أشارت إحدى الدراسات التي نُشرت خلال عام 2015 إلى ضعف القدرة على تحمل الآلام عند المكتئبين مهما كان الألم طفيفًا، وإن تناولهم لبعض الأدوية المضادة للاكتئاب يزيد لديهم القدرة على التحمل.
  • الشعور بألم في البطن، يُصنف هذا العَرض باعتباره واحدًا من الأعراض الشائعة لدى المُصابين بالاكتئاب، ويتشبه ذلك الألم مع التشنجات التي تُصيب البطن عند احتباس الغازات أو آلام الدورة الشهرية لدى النساء، ويتفاقم ذلك الألم مع الإصابة بالاكتئاب، كما أكدت بعض الدراسات أنها هناك علاقة بين الاكتئاب وبين عمل حركة الأمعاء؛ فينجم عن ذلك المعاناة من بعض المشاكل الهضمية مثل عسر الهضم أو الإمساك أو الإسهال.
  • الإصابة بألم في الصدر، حيث يغلب شعور المُصابين الشعور بالاكتئاب بآلام في الصدر، كما يزيد الاكتئاب من خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • زيادة الألم في عضلات الجسم والظهر، حيث تُشير إحدى الدراسات العلمية المنشورة في عام 2017 أن ثمة علاقة وطيدة بين الاكتئاب وبين الآلام التي تُصيب الظهر نتيجة المشاعر السلبية التي تتراكم معًا، وينتج عنها تشنج في عضلات الجسم، ويتركز هذا الأمر في منطقة الظهر تحديدًا.
  • المعاناة من مشاكل في النظر، حيث يؤثر الاكتئاب بشكل سلبي على قدرة العينين على النظر، ويتمثل ذلك في عدة قدرة المرضى بالاكتئاب على التفريق بين بعض الألوان مثل الأبيض والأسود؛ الأمر الذي ينعكس على نظرتهم للعالم من حولهم.

تشخيص مرض الاكتئاب

هناك عدة أمور يعتمد عليها الأطباء في تشخيص الإصابة بمرض الاكتئاب، ومن ذلك أن يكون الشخص مُصابًا بخمسة أعراض على الأقل من أعراض الاكتئاب مثل اضطراب حالته المزاجية، وعدم قدرته على الاستمتاع والتفاعل بصورة طبيعية، وهنا تجدر الإشارة إلى وجوب التفرقة بين التشخيص الخاص بمرض الاكتئاب وتشخيص مرض الاضطراب ثنائي القطب الذي تتشابه أعراضه مع أعراض الاكتئاب، كما يعاني المُصابون بهذا الاضطراب من نوبات الهوس، والعديد من نوبات الاكتئاب، كما يجب أن تكون أعراض الاكتئاب ليست ناتجة عن التعرض لمشاكل صحية أخرى مثل تعاطي بعض المواد، أو تناول بعض الأدوية المُسببة للاكتئاب، ويُشترط أن تكون أعراض الاكتئاب سببًا في منع المريض من مواصلة مهامه اليومية، مع وجوب عدم الخلط بين الاكتئاب وبين حالات الحزن التي تُصيب الإنسان نتيجة فقدانه للأعزاء والمُقربين منه.

اقرأ أيضاً:  سرطان المرارة المرحلة الرابعة

فحوصات تشخيص الاكتئاب

يطلب الطبيب العديد من الفحوصات لتشخيص الاكتئاب من أجل التأكد من عدم وجود أسباب فيزيائية ينتج عنها نفس أعراض الاكتئاب، ومن أبرز تلك الفحوصات: فحص الدم الشامل، وفحص الهرمون المُنبه للدرقية، وفحص الكهارل، وفحص فيتامين B12، وحمض الفوليك، كما يطرح الطبيب على المُصاب عدة أسئلة عادةً ما يُجاب عنها بالإيجاب أو النفي، ويعتمد الطبيب على تلك الفحوصات والأسئلة في تحديد مدى شدة المرض وتأثيره على حياة المُصاب.

معايير تشخيص الاكتئاب

هناك العديد من المعايير لتشخيص مرض الاكتئاب، وتتمثل تلك المعايير في:

  • تاريخ ظهور أعراض الاكتئاب: يجب على الطبيب أن يسأل عن الأعراض التي تُصيب المريض، مع الحرص على أن تكون الإجابات دقيقة، ويُسأل المريض عما إذا كان قد عاني من تلك الأعراض في أوقات سابقة من حياته، والوقت الذي ظهرت فيه الأعراض، حيث يجب أن يظهر على المُصاب ما لا يقل عن خمسة أعراض، من بينها: سوء الحالة المزاجية، وفقدان الشعف، وأن يكون ظهور الأعراض بشكل يومي أو لمدة تصل إلى خمسة عشر يومًا متواصلين بحيث تؤثر على حياة المُصاب، وعندها يُشخّص المرض باعتباره اكتئابًا.
  • التاريخ العائلي للمريض: يمكن أن ترتبط الإصابة بالاكتئاب بأسباب وراثية؛ لذلك لا بُد من سؤال المريض عن وجود أي تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب.

اختبار الاكتئاب

يرجع السبب إلى إجراء التحاليل المخبرية مثل الفحوصات السابق ذكرها إلى ضرورة اختبار الطبيب للاكتئاب، فالتحليل لا يُحدّد الإصابة بالاكتئاب من عدمه، ولكن دوره يتمثل في التحقّق من استبعاد العديد من الأمراض التي تتشابه أعراضها مع الاكتئاب، وذلك مثل فحوصات الغدة الدرقية ووظائفها، فيغلب على المريض بقصور الغدة الدرقية حالة الحزن والكآبة التي يتعرض لها المُصابون بالاكتئاب.

اسباب الاكتئاب

تناول العديد من العلماء أسباب الإصابة بمرض الاكتئاب، ومن أكثر النظريات انتشارًا هي نظرية التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الدماغ وتتسبب في تقلب الحالة المزاجية، ولكن تجدر الإشارة إلى أن هناك الملايين بل والمليارات من المواد الكيميائية في أعضاء الجسم المختلفة والتي لها دور في تغيير مزاج الإنسان، كما توجد بعض العوامل البيولوجية فضلًا عن المؤثرات الخارجية التي لها تأثير في الإصابة الاكتئاب، ويمكن توضيح الأسباب تفصيلًا فيما يأتي:

  • الاختلافات البيولوجية: يمكن أن يكون المصابون بالاكتئاب أشخاصًا ذوي اختلافات جسدية من ناحية شكل الدماغ.
  • كيمياء الدماغ: تؤثر النواقل العصبية في الحالة المزاجية للأشخاص، وبالتالي تتسبب في الاكتئاب وتطوره، ومن أبرز تلك النواقل العصبية: الدوبامين، والسيروتونين، والنورابينفرين.
  • الهرمونات: يعتقد بعض العلماء أن للهرمونات واضطراباتها تأثير في الإصابة بالاكتئاب، وغالبًا ما يحدث ذلك الاضطراب في فترات الحمل لدى السيدات، أو نتيجة التعرض لمشاكل في الغدة الدرقية، أو في الفترة التي تتبع الولادة، إضافةً إلى بلوغ سن اليأس.
  • الوراثة: تزداد نسبة الإصابة بالاكتئاب لدى الأشخاص الذين لديهم في عائلاتهم أقارب مُصابون بالاكتئاب.
  • أسباب أخرى: مثل الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، أو الاضطرابات النفسية، أو التعرض لصدمات كبيرة كفقدان الأعزاء، أو الخسائر المادية الفادحة، كما تكثر الإصابة بالاكتئاب نتيجة الطبيعة الشخصية مثل ضعف الثقة بالنفس.

انواع الاكتئاب

الاضطراب الاكتئابي الرئيس

تتعدد مسميات هذا الاكتئاب حيث يُسمّى بالاضطراب الاكتئابي الرئيس، أو الاكتئاب السريري، ويُعرّف بأنه أحد الاضطرابات المزاجية التي ينتج عنها الإصابة الحزن والشعور بالإحباط، وتستمر أعراضه طوال اليوم، ويمتد لمدة تزيد عن الأسبوعين، وتظهر الأعراض بشكل حاد في الساعات الأولى من الصباح، وغالبًا ما ترتبط تلك الحالة بعدم قدرة الشخص على إنجاز الأعمال المُوكلة إليه خصوصًا إذا كان في مرحلة دراسية هامة أو مُطالبًا بإنجاز مهام عملية، فيجد المُصاب صعوبة في النوم، وعدم تفاعله مع الأحداث، ورغم حدة هذا النوع من الاكتئاب؛ إلا أنه قابل للعلاج.

تجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الاكتئاب أكثر شيوعًا لدى النساء، وذلك للعديد من الأسباب مثل التغيرات الهرمونية، والضغوطات التي تتعرض لها المرأة عند إنجازها للمهام الأسرية، أو المهنية للنساء العاملات.هناك أيضاً بعض الأسباب الأخرى لهذا الاكتئاب مثل التعرض للإيذاء الجسدي أو النفسي، إضافةً إلى الاعتداء الجنسي أو المرور بتجارب حياتية صعبة مثل فقدان أحد المُقربين أو الشعور بالعزلة والحرمان، وقد يتعرض الشخص لهذا الاكتئاب نتيجة تغيرات وظيفية أو الإحالة للمعاش بعد بلوغ سن التقاعد.

الاضطراب الاكتئابي المستمر

يُطلق على هذا الاضطراب الاكتئاب الجزئي أو اضطراب عسر المزاج، وسُمي بالاكتئاب المستمر، وذلك لأنه أحد أنواع الاضطرابات المزمنة، حيث يشعر المريض بفقدانه الشعف في أداء الأنشطة والهوايات فضلًا عن شعوره بالذنب، وعدم احترامه لذاته أو غلبة الشعور بعدم تقدير الآخرين له، وتستمر معاناة المريض بهذا الاضطراب لسنوات طويلة، ويمكن أن تتغير حدة الأعراض خلال سنوات الإصابة بالمرض، ويتمثل الفرق بين هذا النوع وبين الاكتئاب الرئيس في أن أعراضه أخف كثيرًا، ومن أبرز أسبابه العوامل الوراثية، والاختلافات البيولوجية وعدم القدرة على تحمّل الضغوط الحياتية.

اضطراب ثنائي القطب

يُعرّف اضطراب ثنائي القطب بأنه أحد الاضطرابات التي تُصيب الدماغ، وينجم عنه العديد من التغيرات على مستوى الأنشطة والقدرة على إنجاز الأعمال، كما قد تظهر بعض السلوكيات غير المعتادة على المريض فضلًا عن اضطراب أنماط النوم، وتنقلب حالة المريض بهذا المرض ما بين شدة الابتهاج إلى حالة الحزن غير المبرر، وقد يمزج بين الاثنين؛ لذلك يُسمّى أيضًا بالهوس الاكتئابي، ورغم عدم توفر أسباب مُحدّدة للإصابة بالمرض؛ لكن هناك عوامل مرتبطة به مثل بنية الدماغ، والتاريخ العائلي للإصابة بالاضطراب، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاضطراب يمكن معالجته وذلك من خلال اتباع العلاج السلوكي والنفسي فضلًا عن بعض الأدوية المُساعدة على النوم والمهدئات، وقد يحتاج المريض إلى العلاج بالصدمات الكهربائية نتيجة فشل الخيارات العلاجية الأخرى في السيطرة على الاضطراب.

الاضطراب العاطفي الموسمي

يحدث الاضطراب العاطفي الموسمي في الأشهر التي تنخفض فيها درجة الحرارة، حيث تتدنى قوة أشعة الشمس؛ فينتج عن ذلك حدوث اختلال كيميائي في الدماغ، حيث تختل الساعة البيولوجية عند البشر مع تغير الفصول؛ فلا يستطيع الشخص إنجاز الأعمال أو اتباع الجداول التي اعتاد عليها، وبالتالي تنقلب حالته المزاجية، كما تزداد لديه الرغبة في النوم، ويفقد الشغف في ممارسة الهوايات، وغالبًا ما تتحسن الحالة النفسية للمُصاب مع قدوم فصل الربيع، ومن الجدير بالذكر أن هذا الاضطراب سهل العلاج وذلك بالجلوس باستمرار في المناطق ذات الإضاءة الجيدة، والتعرض لأشعة الشمس في الصباح، وأخذ بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، وعدم الإفراط في النوم، مع المواظبة على أداء التمارين الرياضية.

الاكتئاب الذهاني

يُعتبر الاكتئاب الذهاني من الاضطرابات التي تتسبب في شعور المُصابين بالهلوسة، والعيش في الأوهام، بحيث يرى ويسمع أشياء لم تحدث على أرض الواقع، وعند يمتزج مرض الذهان مع الاكتئاب تكون حالة المريض صعبة للغاية، وقد ينتج عن ذلك الاضطراب ضعف التركيز وعدم القدرة على التذكر، والإحساس الدائم بالألم في الجهاز الهضمي مع الشعور باليأس والقلق، وصولًا في الحالات الخطرة إلى إلحاق المريض ضررًا بنفسه أو بالآخرين من حوله؛ لذلك يجب الإسراع بمراجعة الطبيب وبدء رحلة العلاج.

أنواع اخرى

اكتئاب الحمل

اكتئاب الحمل هو اضطراب يُصيب المرأة خلال فترة الحمل، ويشتمل هذا الاضطراب على بعض التغييرات في كيمياء الدماغ وذلك بسبب التأثير الكبير الناتج عن الهرمونات، ويؤثر هذا الاكتئاب على حوالي 7% من الحوامل حول العالم، ولكن مشكلة هذا الاكتئاب أنه لا يُصنّف على أنه اكتئاب، وذلك للاعتقاد الشائع بأن أعراض ليست سوى تعبير عن اختلال الهرمونات.

أعراض اكتئاب الحمل

يصعب تشخيص اكتئاب الحمل وذلك بسبب أن هناك بعض الأعراض التي تتداخل مع أعراض الحمل، وذلك مثل التغير الملحوظ في شهية الحامل، وفقدان القدرة على التركيز، وضعف الطاقة، والنوم بكثرة، ولكن من أبرز الأعراض التي تدل على اكتئاب الحمل ما يأتي:

  • سيطرة حالة الكآبة على المرأة الحامل لمدة أسبوعين متواصلين.
  • عدم الاستمتاع ببعض الأشياء التي اعتدت المرأة على الابتهاج بها من قبل.
  • فقدان الاهتمام بما يدور حولها من أحداث.
  • الشعور بعدم التقدير.
  • اليأس.
  • الإحساس بالقلق سواء قلقًا عامًا يُسبب التوتر والأعياء، أو قلقًا يُسبب سيطرة بعض الأفكار عليها، وهو ما يُعرف بالواسوس القهري، أو قلقًا يُسبب نوبات ذعر، وهو ما يُسمّى بالهلع.
  • التفكير في الانتحار.

اكتئاب ما بعد الولادة

أشارت المجلة الدولية للطب النفسي أن الشعور بالكآبة في الفترة التي تتبع الولادة من الاضطرابات التي تؤثر على نسبة كبيرة من الأمهات، وتتراوح تلك النسبة ما بين 30 إلى 75%، بينما يؤثر اكتئاب ما بعد الولادة في نسبة أقل تتفاوت ما بين 10 إلى 15% من الأمهات في العالم، ويحدث هذا الاكتئاب خلال أيام قليلة من الولادة، وهو أحد الاضطرابات النفسية التي تؤثر في سلوكيات وصحة المرأة، وتتمثل أعراضه في الشعور الدائم بعدم الراحة، والإحساس باليأس، وعدم القدرة على التركيز، إضافةً إلى البكاء باستمرار، وسيطرة بعض الأفكار مثل إيذاء النفس أو إيذاء الطفل المولود، فضلًا عن عدم الرغبة في الاهتمام بالمولود أو التفاعل معه، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل تغلب حالة الانسحاب على العلاقات الاجتماعية بشكل عام، مع حدوث اضطرابات الأكل، والنوم، والشعور بالألم في المعدة.

اقرأ أيضاً:  ما هو تحليل CBC

بشرط استمراره لمدة أسبوعين فأكثر، وعندها يستدعي المراجعة الطبية، حيث تتمثل الطرق العلاجية لاكتئاب ما بعد الولادة في بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، أو الخضوع لبعض الجلسات بالصدمات الكهربائية، كما توجد بعض الحالات التي لا تحتاج سوى للعلاج النفسي فقط.

يرجع السبب في الإصابة هذا الاضطراب إلى الاضطرابات الهرمونية التي تتعرض لها السيدة خلال الحمل والولادة حيث ينخفض هرمون الإستروجين، والبروجستيرون بعد الولادة بصورة ملحوظة بينما كانت مستويات كلا الهرمونين مرتفعة خلال الحمل، كما يمكن أن تُصاب المرأة بهذا الاضطراب نتيجة التعرض لألم حاد أثناء الولادة، فضلًا عن مواجهة العديد من الأعباء على المستوى البدني والنفسي بعد الولادة بسبب الاهتمام بالطفل، وإنجاز الأعمال المنزلية.

اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية

يُسمّى هذا الاكتئاب أيضًا بالاضطراب المزعج السابق للحيض، وهو بالتأكيد أكثر خطورة على المستوى الصحي من متلازمة الحيض، حيث ينتج عنه شعور المرأة بالقلق وسيطرة المشاعر السلبية التي تتمثل في التقلب المزاجي، والبكاء باستمرار، مع عدم الطاقة لأداء المهام اليومية، ووجود مشاكل بالنوم، ونهم لتناول الطعام، كما قد تحدث بعض الآلام في العضلات والمفاصل، وتواجه الكثير من السيدات انتفاخ للثديين؛ الأمر الذي ينتج عنه شعور بألم وتشنج بمجرد لمس الثدي، وتظهر تلك الأعراض قبل أيام قليلة من الدورة الشهرية، ويمكن أن يكون الوضع أسوأ بحيث تستمر تلك الأعراض لمدة أسبوعين قبل نزول الدورة الشهرية، ولكن غالبًا ما تختفي تلك الأعراض بعد حدوث الدورة الشهرية بيومين أو ثلاثة أيام، ويرافق تلك الفترة تراجع في مستويات الهرمونات.

اكتئاب تغير الحالات

يُطلق على هذا الاكتئاب اضطراب الإحكام أو الاكتئاب التفاعلي، وهو من الاضطرابات قصيرة الأجل، وغالبًا ما يحدث نتيجة التعرض لموقف مفاجئ أو الدخول في الصراعات الداخلية حول التأقلم مع الأوضاع الجديدة، ويشمل ذلك التعرض فقدان أحد المُقربين أو حدوث طلاق بين الزوجين أو التعرض لأحدث الحوادث الخطيرة، ومن أبرز الأعراض التي تظهر على المُصاب: الخمول، والحزن، والإحباط، وإيجاد صعوبة في النوم، مع عدم القدرة على التركيز، وتظهر تلك الأعراض في مدة تبدأ من بعد الحدث مباشرةً وتستمر حتى ثلاثة أشهر، ويسهل معالجة هذا الاضطراب وذلك بالتأقلم مع الأوضاع المستجدة فقط.

اكتئاب غير نمطي

سُمّي الاكتئاب غير النمطي بهذا الاسم نظرًا لأنه ليس من الأنواع المعتادة، حيث يرافقه دائمًا شعور بالحزن، مع زيادة في الوزن، ورغبة هائلة في النوم لساعات طويلة، وحساسية مفرطة تجاه النقد أو الرفض، وعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة، ولكنه يتميز بسهولة تغير مزاج المُصاب إلى الأفضل بالمرور بتجارب إيجابية، ويمكن معالجته بالأدوية، أو بالعلاج النفسي والسلوكي.

نصائح للتعامل مع مرض الاكتئاب

هناك العديد من النصائح الهامة للتعامل مع مرض الاكتئاب وذلك للحد من الأعراض التي يعاني منها المُصاب أو لتحسين جودة حياته، وتتمثل تلك النصائح في:

  • تكوين علاقات اجتماعية وطيدة خصوصًا مع الأقارب والأصدقاء، أو مع جميع الأشخاص الذين يشعر المُصاب معهم بالراحة والود.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن مُسببات التوتر، والإحاطة بالطرق المناسبة للتعامل معه، ولا سيما بتعلم تقنيات الاسترخاء والهدوء.
  • أداء التمارين الرياضية بانتظام، حيث أشارت العديد من الدراسات العلمية أن التمارين الرياضية تُعتبر من أهم السبل لتحسين الحالة المزاجية، كما يُوصى بالسير لمدة 20 دقيقة يوميًا إذا كان المُصاب ليس معتادًا على ممارسة الرياضة.
  • مقاومة المخاوف والأفكار السلبية التي تهاجم المُصاب وتجعله غير قادرًا على التأقلم مع الحياة الخارجية، وذلك مثل رغبته في الانعزال حتى لا يتحدث مع الآخرين أو إلغاء خططه لبعض الأسباب؛ لذلك يجب مقاومة تلك المخاوف والأفكار بالاندماج مع الآخرين، وتنفيذ الخطط حتى وإن كان في ذلك صعوبة على الشخص.
  • الابتعاد تمامًا عن الكحوليات، حيث إنها ليست طريقة للتخلص من المشاكل النفسية، بل إنها تزيد من حدة الاكتئاب، وتجعل حالة المُصاب أسوأ.
  • تناول الأطعمة الصحية، واتباع الأنظمة الغذائية التي تتماشى مع حالة المُصاب، وذلك بالاستعانة ببعض الأخصائيين الغذائيين، وذلك لأن مضادات الاكتئاب تؤثر بشكل كبير في شهية الشخص.
  • تنظيم النوم، حيث يجب على المُصاب أن يُخصّص عدد ساعات كافية من النوم ليلًا؛ لذلك لا بد من التغلب على الشعور بالنعاس الذي يُصيب المريض أثناء ساعات النهار حتى لا يؤثر ذلك على النوم ليلًا.
  • التواصل مع الأطباء المختصين، ويجب على المُصاب أن يكون أمينًا ودقيقًا في وصف حالته، مع عدم التردد في مراجعة الطبيب إذا راودته أفكار تتعلق بإيذاء النفس أو من حوله من الناس.
  • تقديم المساعدة للآخرين، مع الاندماج في الأعمال التطوعية أو الاستماع للمشاكل المتعلقة بغيره ومحاولة حلها، حيث يُساعد ذلك على تحسين الحالة المزاجية للمُصابين بالاكتئاب، ورفع معنوياتهم.

الاكتئاب يختلف تبعاً للجنس

يختلف الاكتئاب وأعراضه باختلاف جنس المُصاب، ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي:

علامات الاكتئاب عند المرأة

تزيد نسبة النساء المُصابات بالاكتئاب بمعدل الضعف مقارنةً بالرجال، وتتمثل علاماته بالنسبة للمرأة في:

  • عدم الاهتمام بالأمور التي كانت تحبها المرأة من قبل.
  • إيجاد صعوبة في التركيز.
  • خسارة الوزن بسرعة بالغة.
  • الضعف والإرهاق.
  • سيطرة الشعور بالذنب على تفكير المرأة بدون سبب.
  • القلق والانفعال.
  • الاضطراب في النوم.
  • البكاء بدون سبب.
  • التقلبات المزاجية الحادة.
  • اليأس والنظرة المتشائمة للمستقبل.
  • الرغبة في الموت، والتفكير فيه باستمرار.

علاج الاكتئاب عند المرأة

يمكن علاج الاكتئاب عند المرأة وذلك باستعانتها بمعالج نفسي، حيث يُعتبر بمثابة ملاذ آمن للتعبير عن مشاعرها بشكل أكبر، مع ضرورة التعرض لأشعة الشمس ولو لمدة نصف ساعة يوميًا، إضافةً إلى الحفاظ على الأسلوب الصحي مثل أداء التمارين الرياضية مع التغذية السليمة، وفي حال كانت المرأة تعاني من الإجهاد، فيمكنها أداء رياضة التأمل، وعندما تكون المرأة في وسط ضاغط، فيجب عليها أن تبحث عن الأشخاص الإيجابيين المحبين لها، وأن تحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الضغوط.

أعراض الاكتئاب الحاد عند الرجال

  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • الاضطراب الهضمي.
  • التعب الدائم.
  • فقدان الوزن.
  • انعدام الثقة بالنفس، واحتقار الذات.
  • عدم قدرة الرجل على اتخاذ القرارات.
  • اتجاه الرجل للإدمان.
  • التفكير في الانتحار.

أعراض الاكتئاب عند المراهقين

تشتمل أعراض الاكتئاب لدى المراهقين على بعض التغييرات العاطفية والسلوكية، ويمكن تفصيل ذلك فيما يأتي:

  • الدخول في نوبات الحزن التي تتمثل في البكاء بدون أسباب.
  • الشعور بالفراغ.
  • القيام ببعض الأفعال العدوانية.
  • عدم الاهتمام بالأنشطة اليومية.
  • فقدان الثقة في الأهل والأصدقاء، والتصارع معهم باستمرار.
  • الحساسية تجاه أي إخفاق أو رفض.
  • الحاجة الدائمة للطمأنينة بشكل زائد.
  • الانعزال عن الأهل والأصدقاء.
  • التعب وفقدان الطاقة.
  • كثرة النوم.
  • اضطراب الشهية.
  • استغراق وقت طويل للتحدث أو للحركة.
  • صعوبة تذكر الأشياء.
  • ضعف الأداء المدرسي.
  • عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
  • القيام بأعمال تخريبية، وإيذاء النفس وذلك بالقطع أو عمل وشم خطير.
  • تناول المخدرات أو الكحوليات.
  • التفكير في الموت أو التخطيط للانتحار.

علاج الاكتئاب

يتوقف تحديد طريقة العلاج المناسبة للاكتئاب على الحالة المُصابة نفسها، فعندما تكون الحالة مُصابة باكتئاب منخفض الشدة، فإن الطبيب عادةً ما يُوصي بالتريث لمدة خمسة عشر يومًا على الأقل انتظارًا لتحسن حالة الشخص، واتباعه لبعض الأساليب التي تُساعد على التخلص من الاكتئاب المنخفض مثل ممارسة التمارين الرياضية والتحاور باستمرار مع الأقارب والأصدقاء أو مع المختصين بحيث يُعبر لهم عن طبيعة مشاعره وحالته، أما إذا كان المُصاب يعاني من اكتئاب متوسط الشدة، فيُنصح باتباع العلاجات السلوكية والعلاجات الدوائية، بينما في حالات الاكتئاب بالغ الشدة، فإن هناك العديد من الطرق العلاجية التي يُوصى بالاعتماد عليها مثل:

مضادات الاكتئاب

توجد العديد من أنواع مضادات الاكتئاب، وأشهرها وأكثرها فاعلية ما يأتي:

  • مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية والتي تُختصر بـ “SSRIs”، حيث تُعتبر واحدة من أفضل مضادات الاكتئاب الأولية خصوصًا وأنها ذات آثار جانبية أقل حدة من غيرها من المضادات، ومن أبرز الأدوية التي تندرج تحت هذه الفئة: الفلوكسيتين والذي يُعرف باسم “بروزاك”، إضافةً إلى السيرترالين الذي يُعرف بـ “زولوفت”، والإسيتالوبرام المعروف باسم “ليسكابروم”.
  • مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإيبينيفرين والتي تُختصر بـ “SNRI”، ومن أبرز الأدوية التي تندرج تحت هذه الفئة: الدولوكسيتين والذي يُعرف بـ “سيمبالتا”، والفينلافاكسين والذي يُعرف بـ “إيفكسور إكس آر” إضافةً إلى والديسفينلافاكسين والمعروف باسم “فيتزيما”.
  • مضادات الاكتئاب غير النمطية، ولا يمكن إدراج هذه الأدوية تحت أي صنف من أصناف مضادات الاكتئاب، ومع ذلك فقد أثبتت نتائج جيدة، ومن أبرز تلك الأدوية: والفورتيوكسيتين والمعروف باسم “ترينتيليكس”، فضلًا عن الميرتازابين والذي يُعرف بـ “ريميرون”، والفيلازودون الذي يُعرف بـ “فيبريد”، والبوبروبيون الذي يندرج تحته العديد من الأدوية مثل: “ويلبيترين أس آر”، و”ويلبيترين أكس أل”، ومن أبرز مميزات البوبروبيون أنه من مضادات الاكتئاب المحدودة التي لا تؤثر بشكل سلبي على العلاقة الجنسية.
  • مثبطات الأكسيداز أحادي الأمين، حيث يصف الكثير من الأطباء تلك المثبطات مثل فينيلزين والذي يُعرف بـ “نارديل”، والترانيلسيبرومين المعروف باسم “بارنيت”، والإيزوكاربوكسازيد الذي يُعرف بـ “ماربلان”، ولا يُنصح باستخدام غير ذلك من مثبطات الأكسيداز أحادي الأمين، وذلك نظرًا لما تُسببه من مخاطر صحية عديدة نظرًا لأنها تتفاعل مع الطعام كالجبن أو المخلل، كما تتفاعل مع مسكنات الألم، والمكملات الغذائية، وينتج عن هذه التفاعلات الكثير من حالات الوفاة.
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، حيث تأتي تلك المضادات في ذيل القائمة نظرًا لأن أشهرها مثل الإيميبرامين، والنورتريبتيلين، ودوكسيبين، وديسيبرامين تتسبب في الكثير من الأضرار؛ لذلك لا يلجأ إليها الأطباء إلا بعد إخفاق غيرها من مضادات الاكتئاب في إحداث أي نتائج إيجابية، ويمكن أيضًا أن يُوصي الطبيب بالجمع بين نوعين من مضادات الاكتئاب إذا كانت حالة المُصاب تستدعي ذلك.
اقرأ أيضاً:  أسباب تغير لون البول

أدوية الاكتئاب

يعتمد اختيار الدواء المناسب لعلاج الاكتئاب على الكثير من العوامل مثل الأعراض الجانبية للدواء، وما إذا كان الشخص المُصاب يعاني من اضطرابات صحية أخرى أو يتناول أدوية أخرى في نفس وقت أخذه لأدوية الاكتئاب، وسعر الدواء ومدى قدرة المُصاب على شرائه فضلًا عن التجارب السابقة للمُصاب مع مضادات الاكتئاب، وتتطلب تلك الأدوية بعضًا من الوقت حتى يتسنى ظهور مفعولها، حيث يمكن أن تتحسن حالة المريض نتيجة تناولها بعد مرور أسبوع أو أسبوعين، ولكن التحسن الملحوظ والمؤثر يكون في فترة تتراوح من ستة إلى اثني عشر أسبوعًا.

من أشهر أدوية الاكتئاب: سيتالوبرام حيث يؤخذ منه مقدار 10 ملغ بمعدل مرة في اليوم، ويمكن أن تزداد الجرعة تدريجيًا بحيث تصل إلى 30 ملغ في اليوم، كذلك يمكن تناول دواء ايستالوبرام بنفس الجرعة، أما دواء فلوكستين فيؤخذ منه مقدار 20 إلى 60 ملغ يوميًا حسب إرشادات الطبيب المختص، ويؤخذ دواء سيرترالين بمقدار 50 ملغ يوميًا، وقد تزداد الجرعة لتصل إلى 200 ملغ كحد أقصى.

أفضل دواء للاكتئاب بدون آثار جانبية

يتساءل الكثيرون عن أفضل دواء للاكتئاب بدون آثار جانبية، والحقيقة أن كافة أدوية الاكتئاب تتسبب في آثار جانبية، فمضادات امتصاص السيروتونين الانتقائية ينجم عنها عدد من الآثار الجانبية مثل الغثيان، وارتعاش الأطراف، واضطراب الصحة الجنسية، والتوتر العصبي، بينما تؤدي مضادات امتصاص السيروتونين والنورابينفرين إلى اضطرابات الجهاز الهضمي، والخمول، وجفاف الفم، والإرهاق، أما مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات تتسبب في زيادة الوزن، واضطراب نبض القلب، وانخفاض ضغط الدم، وتشوش الرؤية، مع العديد من الاضطرابات التي تُصيب الجهاز الهضمي كما تتسبب في الصرع والتشنج، لذلك بمقارنة الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب المختلفة، يمكن القول أن مضادات امتصاص السيروتونين الانتقائية هي الأقل تأثيرًا من بين جميع مضادات الاكتئاب.

العلاج النفسي للاكتئاب

تتعدد سبل العلاج النفسي للاكتئاب مثل استخدام العلاج المعرفي الذي يهتم بأفكار المُصاب وما يرد في ذهنه، كما يشمل أيضًا على العلاج السلوكي الذي يرتبط بطبيعة سلوكيات المُصاب، ويمكن المزج بين هذين النوعين من العلاج، كما يُتاح أيضًا استخدام العلاج النفسي الديناميكي لزيادة الوعي بجميع المشاعر التي يحملها المُصاب، بينما يهتم العلاج التفاعلي بالحياة الاجتماعية للمُصاب، ويعمل الأخصائي على تعزيز الحالة النفسية الإيجابية للخروج من الاكتئاب أو الحد منه.

علاج الاكتئاب بالأعشاب

لا يُصنّف علاج الاكتئاب بالأعشاب باعتباره بديلًا عن الجلسات النفسية التي يخوضها المُصاب مع الأخصائي، والاستشارات التي يقدمها الأطباء النفسيون، والأدوية التي يُوصي بها الطبيب لعلاج الاكتئاب، وإنما تُعد تلك الأعشاب وسيلة لتحسين الحالة الصحية للمريض بجانب طرق العلاج الأخرى، ولا تؤخذ الأعشاب والمكملات الغذائية إلا بوصفة طبية، وبعد التحقق من عدم تداخلها مع الأدوية التي يتناولها المُصاب، حيث يمكن أن تتسبب تلك الأعشاب في العديد من الآثار الجانبية إذا كانت لا تخضع لرقابة الأغذية والدواء، ومن أشهر الأعشاب التي تُستخدم في علاج الاكتئاب:

  • عشبة القديس يوحنا: تتعدد أسماء تلك العشبة، حيث يُطلق عليها عشبة سانت جون، والعرن المثقوب، وتُعتبر من الطرق العلاجية الشائعة في حالات الاكتئاب الخفيفة والمتوسطة، حيث تشتمل على مادة “الهيبرسين” الفعالة والتي تُساهم في تحسين الحالة المزاجية كما أنها ذات استخدامات متعددة حيث يكثر تناولها من قبل السيدات في علاج الأعراض التي ترافق انقطاع الطمث، ولكن توجد العديد من الآثار الجانبية لتلك العشبة مثل اضطراب المعدة، والتقلب المزاجي، والطفح الجلدي، وهناك بعض الفئات الممنوعة من تناول تلك العشبة، وهم: الحوامل والمرضعات، والمُصابون بالاكتئاب الحاد، والفصام، والزهايمر، والأشخاص الذين يستعدون للخضوع لعملية جراحية، أو من يتناولون أدوية مضادة للاكتئاب.
  • عشبة الجنسنج: يكثر استخدام عشبة الجنسنج في الحد من الشعور بالإرهاق وانخفاض الطاقة، وغير ذلك من الأعراض التي ترافق حالات الاكتئاب، وذلك لأنها تشتمل على مادة “الجينسينوسيدات” الفعالة، ولكن لم توجد أي دراسات علمية تُشير إلى قدرتها على تحسين باقي أعراض الاكتئاب، ويمكن أن تتسبب تلك العشبة في الأرق، واضطراب نبض القلب، والتقلب المزاجي، كما يحذر على بعض الفئات تناولها، وهم: الحوامل والمرضعات، والأطفال، والخاضعون لزراعة أحد الأعضاء، والمصابون بالنزيف، أو الأمراض المزمنة.
  • عشبة البابونج: تُسمّى أيضًا بأزهار الأقحوان، وقد أُجريت إحدى التجارب العلمية عام 2009 لتحديد مدى فعالية هذه العشبة بين عدد من المصابين بالاكتئاب، وبالفعل تناولت مجموعة عشبة البابونج، وتغيرت حالتهم للأحسن بمعدل 1.2% مقارنة بالمجموعة الثانية التي تلقت دواء وهمي، ولم تتغير حالتهم، ويرجع السبب في فعالية هذه العشبة في علاج الاكتئاب أنها تشتمل على مادة الأبيجينين التي تُقلل من حدة التوتر والقلق، ولكن يحذر تناول تلك العشبة من قبل الحوامل والمرضعات، ومن يعانون من حساسية الرجيد، والخاضعين للجراحة، والمصابين بأمراض حساسة للاستروجين مثل سرطان الثدي، وسرطان الرحم، وسرطان بطانة الرحم، وسرطان المبيض، ومن يتناولون الأدوية التي تتداخل مع البابونج مثل موانع الحمل، وحبوب الاستروجين.
  • أعشاب أخرى لعلاج الاكتئاب: هناك العديد من الأعشاب مثل اللافندر الذي يُخفف من حدة التوتر، ويساعد على النوم الهادئ، إضافةً إلى الزعفران الذي يُقلل من حدة أعراض الاكتئاب أيضًا.

مضاعفات مرض الاكتئاب

هناك الكثير من المضاعفات لمرض الاكتئاب ومن أبرز تلك المضاعفات: القلق الدائم، وظهور الكثير من المشاكل في العلاقة بين الأزواج فضلًا عن الاضطرابات داخل العائلة، كما يؤثر أيضًا على الحياة التعليمية والعملية، ويتسبب في عزلة عن المجتمع، كما يلجأ الكثير من المُصابين بالاكتئاب إلى إدمان المخدرات والكحوليات، ويُصاب العديد منهم بأمراض القلب والكثير من الأمراض الأخرى، كما تسوء حالتهم النفسية وحياتهم بشكل عام؛ الأمر الذي يقود الكثيرين إلى التفكير في الانتحار والتخطيط له، بل وتنفيذه في بعض الحالات.

الوقاية من مرض الاكتئاب

يمكن الوقاية من مرض الاكتئاب بتغيير نمط الحياة، وتتمثل طرق الوقاية في:

  • أداء التمارين الرياضية: يُحفز النشاط البدني الجسم على إنتاج المواد الكيميائية التي تشتغل كنواقل عصبية في الدماغ، ومن أمثلة ذلك: السيروتونين، والاندروفين، وتُساهم الرياضة في تعزيز ثقة الإنسان بنفسه فضلًا عن تنمية العلاقات بين الأشخاص والتواصل بينهم إذا كانت تُمارس داخل برامج جماعية.
  • اتباع نظام غذائي صحي: يقي اتباع الأنظمة الغذائية الصحية الإنسان من التعرض للاكتئاب وذلك لأن الدماغ من الأجزاء الحيوية في الجسم والتي تتطلب ضخ العناصر الغذائية بصورة منتظمة حتى تتمكن من إنتاج النواقل العصبية، ويتمثل النظام الغذائي الصحي في تناول الأغذية الطازجة، والمكملات الغذائية التي تشتمل على البروبيوتيك، والابتعاد تمامًا عن الشاي المحلي، والصودا، والكحوليات مع الحد من تناول الكافيين.
  • النوم جيدًا: يُحافظ النوم الجيد على توازن الحالة المزاجية للإنسان، خصوصًا وأن الأشخاص الذين لا ينامون عدد ساعات كافٍ هم أكثر عرضة للاكتئاب من غيرهم.
  • ممارسة التدريب العقلي: يُساعد ذلك التدريب في إدراك العالم الخارجي، وزيادة معدلات الشعور بالراحة والطمأنينة والهدوء، وبالتالي يكون الإنسان محصنًا ضد الاكتئاب، ويتمثل ذلك التدريب في التأمل، والتفكير بإيجابية مع مسامحة الآخرين، فضلًا عن ضرورة إعادة صياغة وجهات النظر بصورة تتضمن معاني إيجابية، وبالتالي تتراجع المشاعر السلبية مثل اليأس، والعجز، والكراهية، والتي تنتج غالبًا مع المرور بمواقف صعبة تنعكس بالطبع على التوازن بين الهرمونات في الجسم، وبالتالي تتسبب في الاكتئاب وضعف الجهاز المناعي وغيره من أجهزة الجسم.
  • الحصول على الدعم الاجتماعي: يجب على الشخص أن يكوّن علاقات اجتماعية وطيدة، وينتسب إلى روابط من الداعمين له اجتماعيًا حتى لا يقع فريسة للشعور بالوحدة، ويكون بمأمن عن الشعور بالاكتئاب والعزلة، وحتى يستطيع الشخص أن يُحقّق ذلك، لا بُد من التواصل بشكل منتظم مع عائلته، وأصدقائه، ويشارك في الأعمال التطوعية، كما يشمل الدعم الاجتماعي أيضًا إنشاء علاقات مع الحيوانات الأليفة بتربيتها والاهتمام بها.

أسئلة شائعة حول مرض الاكتئاب

ارتجاع المرئ وعلاقته بالاكتئاب

أشارت إحدى الدراسات إلى أن هناك علاقة بين الاكتئاب وبين الإصابة بارتجاع المريء، كما أن ارتجاع المرء يزيد من معدل الإصابة بالاكتئاب والقلق وفقًا لدراسة أخرى، وربما يعود السبب في ذلك إلى زيادة معدلات إنتاج أحماض المعدة بسبب حالة الضغط العصبي والتوتر، كما أن ارتجاع المريء والاكتئاب يُسببان أعراض متشابهة مثل آلام المعدة، والغثيان، واضطرابات النوم.

متى تختفي اعراض أدوية الاكتئاب

هناك بعض الأعراض الشائعة لأدوية الاكتئاب مثل زيادة الوزن، أو الغثيان، أو اضطراب النوم، وغالبًا ما تختفي تلك الأعراض خلال أسابيع من بداية تناول أدوية الاكتئاب.

هل الاكتئاب من علامات الموت

نعم، يُعد الاكتئاب واحدًا من علامات الموت النفسي الوشيك، حيث أن أعراض الاكتئاب مثل الانسحاب الاجتماعي، واللامبالاة، وفقدان الإرادة، وحالة العجز، واليأس من علامات الموت النفسي التي يتبعها موت حقيقي إذا لم يُسارع المُصاب بالخروج من هذه الحالة.

هل جرثومة المعده تسبب اكتئاب

نعم قد تتسبب جرثومة المعدة في الاكتئاب والشعور بالخوف، وتتشابه أعراضها مع أعراض الاكتئاب مثل الإجهاد والإعياء المستمر، والاضطراب الهضمي، وفقدان وزن الجسم، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه ليس جميع المصابين بجرثومة المعدة يعانون من الأعراض نفسها.

مرض الاكتئاب: أسبابه، أعراضه وطرق علاجه فيديو

مقالات مشابهة

أفضل مطعوم لفايروس كورونا Covid 19 vaccine

أفضل مطعوم لفايروس كورونا Covid 19 vaccine

أسباب احتباس الماء في الجسم

أسباب احتباس الماء في الجسم

أعراض ارتفاع الضغط المفاجئ

أعراض ارتفاع الضغط المفاجئ

اضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب

علاج الديدان عند الأطفال

علاج الديدان عند الأطفال

مرض البهاق

مرض البهاق

<strong>معلومات عن تخصص الصيدلة</strong>

معلومات عن تخصص الصيدلة